قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الكفران في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنفال: 55]
إن الكفرَ بالله يحُطُّ صاحبَه في مرتبةٍ أدنى من مرتبة عجماوات الدوابِّ؛ لأن فيها منافعَ للناس، وهو لا نفعَ منه، بل شرٌّ وشؤم. |
﴿وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَآئِمٗا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ يَدۡعُنَآ إِلَىٰ ضُرّٖ مَّسَّهُۥۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡمُسۡرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [يونس: 12]
كن داعيًا في سَرَّائك وضَرَّائك، ولا تكُن كمَن يَضرَع في شدَّته، ويَفتُر في رَخائه إعراضًا عن ربِّه. لا يغُرَّنَّ العبدَ إجابةُ اللهِ له ساعةَ الشدَّة، فيَستحسنَ الجحودَ حالَ النعمةِ فيَهلِك. من السَّرَفِ أن يُفسدَ الإنسانُ ما أعطاه اللهُ إياه بصرفه في غير وجوهه. المُسرِف إذا كان يوقنُ بأنه على خطأ فيوشكُ أن يعتدل، ولكنَّ المصيبةَ حين يعتقدُ أنه على صواب ويُزيَّنُ له إسرافُه. |
﴿هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾ [يونس: 22]
الجأ إلى ربِّك ساعةَ الشدَّة وحالَ الرخاء، فقدرتُه تعالى على رعايتك في الحالين سِيَّان. المؤمنُ الصادقُ ثابتُ الدِّيانةِ في كل أحواله، فلا يتلوَّنُ في دين الله حسبَ مصالحه، كرجل السوء، الذي لم يقدُرِ اللهَ حقَّ قدره. التوحيد وفاءٌ بحقِّ الله، وليس مشارطةً على النِّعمة. ما أبعدَ أولئك القوم الذين إذا نزلت بهم مصيبةٌ استغاثوا بالأموات، دون ربِّ الأرض والسماوات! · إذا انقطعَت بالعبد الأسباب، ورجع مضطرًّا إلى ربِّ الأرباب؛ أُجيبَ دعاؤه ولو كان كافرًا، فإن إجابة الدعاء من مقتضى الربوبيَّة، وليس كلُّ من أجاب اللهُ دعاءه يكون راضيًا عنه. |
﴿فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [يونس: 23]
فسادُ الشِّركِ فسادٌ عظيم، فكأنه إذا حصلَ في بقعةٍ من الأرض عمَّ الأرضَ كلَّها، فلا يزال ينتشرُ فيها ظلامُه حتى يُطفئَه اللهُ بنور التوحيد. لا يكونُ البغيُ بحقٍّ أبدًا، لكنه بالباطل الصُّراحِ دائمًا، فأصحابُه لا يفعلونه عن شُبهة، وإنما تمرُّدًا وعِنادًا وتشهِّيًا. البغيُ هو البغي، سواءٌ كان على النفس بإيرادها مواردَ التَّهلُكة، والزَّجِّ بها في رَكب الندامة، أو كان بغيًا على الناس؛ فإن الناسَ نفسٌ واحدة. كيف يبغي مَن يؤمنُ بأن وراءه يومًا سيُقتصُّ منه فيه على ما فعل؟ مَن أيقن أنه إلى الله راجع، وبين يديه واقف، وعلى عمله مُحاسَبٌ ومُجازى؛ انكفَّ عن معاصيه، وكان لربِّه على ما يُرضيه. |
﴿وَلَئِنۡ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ ثُمَّ نَزَعۡنَٰهَا مِنۡهُ إِنَّهُۥ لَيَـُٔوسٞ كَفُورٞ ﴾ [هود: 9]
شأن الإنسانِ العَجُول القاصر أنه يعيش لحظتَه الحاضرة، دون أن ينظرَ أوَّلَ أمرِه وآخرَه، فلا يتذكَّرُ ما مضى، ولا يفكِّر فيما يأتي، فهو يؤوسٌ من الخير، كفورٌ بالنعمة إذا فقدها. لو أيقنَ العبدُ أنه لا يمنحُ النِّعمَ ولا ينزِعُها إلا اللهُ جلَّ في علاه لاطمأنَّ قلبُه لقضائه، ورجا فضلَه العظيم. |
﴿وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ ﴾ [هود: 10]
من غفلةِ العبد أنه إذا جاوز الشدةَ إلى رخاء، والنقمةَ إلى نَعماء؛ أحدثَ ذلك له فرحًا وأشَرًا وبطَرًا، ولم يُحدِث فيه تواضعًا واستكانة وشكرًا. إنما يريد الله تعالى بعباده اليُسرَ لا العسر، وأن يصلَ الخيرُ إليهم على أكمل وجهٍ وأحسنِه، أمَّا ما ينالُهم من الضُّرِّ فذاك ابتلاءٌ أو عقوبة. |
﴿أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَخۡسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ ﴾ [النحل: 45]
لا يأمننَّ ذوو البغي والعصيان، وهم تحت مِظلَّة السلامة والأمان، أن يُكشفَ عنهم ذلك فيَبغَتَهم عذابُ الله وعقابه. هل يمكنُ لخُطَّة الماكرين أن تنجحَ مهما أُحكِمَت إذا كان العذابُ الإلهيُّ يتربَّص بأصحابها حتى يأتيَهم وهم غافلون؟ جلَّ مَن يُمهل عبادَه ليتوبوا إليه، فمَن بادر رحمتَه واتَّقاه، وعمل بما يحبُّه ويرضاه؛ قَبِلَه وأقبل عليه. |
﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡـَٔرُونَ ﴾ [النحل: 53]
كم نعمةٍ دينيَّةٍ ودنيوية تتقلَّب فيها، وتتواتر عليك أعدادُها، ولا قدرةَ لك على إحصائها، أفلا تدعوك إلى شكر من أنعمَ عليك بها؟! أيليق بالعبد أن يتوجَّهَ في سَرَّائه إلى غير مولاه، حتى إذا أصابَه أدنى ضُرٍّ جأرَ إلى الله، يستغيثُه في كشف كُربته ويسترحمُه؟ |
﴿لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 55]
ما أعظمَ الوعيدَ الذي يُبهمُه الله لأعدائه! ليذهبَ الذهنُ في تقديره كلَّ مذهب. |
﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 67]
لحظة البحر الذي تحيط بك من كلِّ جانب مياهُه، هي مثال لكلِّ كَربٍ تحيط بك أهوالُه، ولا ينجيك في تلك اللحَظات الحرِجة غيرُ الله تعالى، فاستمسك بحباله. الفزع إلى الله في الشدَّة دون الرخاء ليس من خُلق المؤمنين، بل المؤمن يتعرَّف إلى الله تعالى في الرخاء؛ ليُجابَ وقتَ الشدَّة. أيُّ جحودٍ أعظم من أن يُلحَّ المرءُ في حاجته، فإذا أجابه مولاه نسيَه، وتوجَّه بالشكر إلى السبب ونسي المسبِّب سبحانه؟! |
﴿وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَـُٔوسٗا ﴾ [الإسراء: 83]
المؤمن إذا أصابته مصيبةٌ صبر لها، ودعا الله أن يكشفَها، وإذا منَّ عليه بنعمة شكرها، وصرفها فيما يرضي واهبَها. |
﴿فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65]
قد فطر الله تعالى الناس على التوحيد، فإذا ما غفَلوا عن هذه الفطرة في السَّراء أفزعتهم إليها حالةُ الضرَّاء، فلا تراهم يلجؤون إلا إلى الله وحدَه إذا ما دهَمهم البلاء. انظر إلى رحمة الله تعالى بمَن أشرك به دهرًا طويلًا كيف نجَّاه من كربه حين وحَّده، فكيف لا يرجوه في كرُباته عبدُه الذي يوحِّده في جميع أحواله؟ ألا تعجَب من بعض مَن ينتسب إلى الإسلام إذا دهمته الخطوب، ونزلت بسـاحته الكروب، كيف يلجـأ إلى غير ربِّه سبحانه من الأمــوات أو الأحيــاء، وهــــؤلاء المشركون يوحِّدون الله في الضرَّاء؟! قد تعتري بعضَ المسلمين الحاجةُ فيفزعون إلى الله تعالى، فإذا قضاها لهم فرحوا بالعافية، ونَسُوا واجبَ الشكر! |
﴿وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوۡجٞ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ فَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا كُلُّ خَتَّارٖ كَفُورٖ ﴾ [لقمان: 32]
حين يضطرب البحر وتصبح الفُلك كالريشة الحائرة في الخضَمِّ الهائل، تتعرَّى النفوس من القوَّة الخادعة، وتتجرَّد من القدرة الموهومة، فتظهر الفطرةُ من غير حوائل متَّجهةً إلى ربِّها وحده لا شريك له. مَن يجحد بآيات الله جلَّ وعلا بعد تلك المشاهد الكونية الهائلة، وإنجاء الله له من الهلكة المحققة، فوصفُ شدَّة الغدر والكفر أليقُ به. |
﴿وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ ﴾ [يس: 33]
مثالٌ حيٌّ تدركه الحواسُّ على الدوام، ولكن أين القلوبُ الغافلة منه؟ إن الذي أحيا الأرضَ بالنبات، سيُحيي الخلقَ بعد الممات. |
﴿وَجَعَلۡنَا فِيهَا جَنَّٰتٖ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَٰبٖ وَفَجَّرۡنَا فِيهَا مِنَ ٱلۡعُيُونِ ﴾ [يس: 34]
جعل الله النخيلَ والأعناب قوتًا وفاكهة، وخصَّهما بما ليس في غيرهما، نعمةً منه وفضلًا، فلنشكر أياديَه سبحانه، فبالشكر تدوم النعم. ليسأل كلُّ امرئ نفسَه؛ مَن الذي فجَّر الأرضَ عيونًا، وأخرج منها ألوانَ الفواكه والنبات؟ إنه الله، أفلا نستحيي منه؟! اعمل أيها الإنسانُ واكدح، فما عملك إلا أخذٌ بالأسباب، وهيهاتَ أن تقطِفَ من ثمراته إلا أن يشاء مسبِّب الأسباب. |
﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ ﴾ [يس: 51]
صيحة واحدةٌ كفيلة ببعث الموتى من قبورهم جميعًا، على مدار الأزمان، واختلاف الأماكن والبلدان؛ للوقوف بين يدَي الله الديَّان، وهم إلى ذلك الموقف يخرجون سراعًا لا يُمهَلون. |
﴿إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [الزمر: 7]
إن الله غنيٌّ عن عباده وطاعتهم، ولكنه لكمالِ رأفته بهم يحبُّ الطاعةَ منهم، لإكرامهم والتفضُّل عليهم. عن قَتادة قال: (والله ما رضيَ الله لعبده ضلالةً، ولا أمره بها ولا دعا إليها، ولكن رضي لكم طاعتَه وأمركم بها). شتَّانَ بين رضا الناس ورضا خالق الناس، فهنيئًا للشاكرين لأنعُم الله، الفائزين برضاه؛ فإنه نعمَ الفوز. كلُّ نفس مَجزيَّة عن عملها، لا يَضِيرها إفساد المفسد، كما لا ينفعها إحسانُ المحسن، فإيَّاك أن تتعلَّق بعمل غيرك، ولكن أحسِن يُحسَن إليك. |
﴿۞ وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَا رَبَّهُۥ مُنِيبًا إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُۥ نِعۡمَةٗ مِّنۡهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدۡعُوٓاْ إِلَيۡهِ مِن قَبۡلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِۦۚ قُلۡ تَمَتَّعۡ بِكُفۡرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِ ﴾ [الزمر: 8]
في المحن تتجلَّى الحقائق، ويدرك المرء من عُمق فؤاده أنه لا يفرِّج الهمَّ ويزيل الغمَّ ويَكشِف السوء إلا الله تعالى، فيتوجَّه إليه مخلصًا في الدعاء والتذلُّل. عجبًا للإنسان ما أسرعَ نسيانَه لأنعُم الله عليه حينما يفرِّج عنه أحزانه! فما أحراه أن يستحضرَ أفضاله على الدوام؛ ليعيشَ شاكرًا حامدًا! أيَّام الفرد على هذه الأرض معدودةٌ محدودة، وكلُّ متاعٍ فيها قليلٌ قصير مهما كثُر وامتدَّ، والعاقل مَن آثرَ الباقي على الذاهب الفاني. |
﴿فَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلۡنَٰهُ نِعۡمَةٗ مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمِۭۚ بَلۡ هِيَ فِتۡنَةٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [الزمر: 49]
يعتري المرءَ شعورٌ بالفخر والقوَّة الزائفة بعد زوال المِحَن؛ راقب نفسَك وامنعها من الغرور الخادع. العافية بعد المصيبة، والمنحة بعد المحنة قد تكون فتنةً، يختبر الله بها عبادَه؛ ليَميزَ المحسنَ الشاكر، من الجاحد الكافر. أجل واللهِ، لو أنهم علموا حقيقةَ عجزهم، وتمامَ فضلِ ربِّهم عليهم ما اغترُّوا بفلاح، ولا تكبَّروا لنجاح. |
﴿قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾ [الزمر: 50]
قالهـا من قبـلُ قـارونُ وكلُّ مخدوع بسلطان أو مال أو علم، غافلًا عن مصدر النعمة الحقيقيِّ، وعن واهب العطايا، ومقدِّر الأرزاق. إذا أراد الله بعبد خيرًا وفَّقه للانتفـاع بقصـص الأوَّلـين، والاعتبـار بعواقـب الغـابرين، بفهم سُنن الله فيهم، والسير على صراطٍ قويم. |
﴿فَأَصَابَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْۚ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ هَٰٓؤُلَآءِ سَيُصِيبُهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ ﴾ [الزمر: 51]
سنَّة الله في الظالمين واحدةٌ لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، على اختلاف الأعصار، وتباعُد الأمصار، فمَن لم يعتبر بهلاك السابقين، أصابه ما أصابهم ولو بعد حين. |
﴿لَّا يَسۡـَٔمُ ٱلۡإِنسَٰنُ مِن دُعَآءِ ٱلۡخَيۡرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَـُٔوسٞ قَنُوطٞ ﴾ [فصلت: 49]
على المِحَكِّ تُعرف معادنُ الرجال، وفي المحَن والملمَّات تظهر حقائقُ النفوس، فما أكثرَ المتحوِّلين مع النِّعَم؛ بطرًا إن توفَّرت، وقنوطًا إن افتُقدت. بعض الناس يتَّخذون من حِلم الله عليهم درَكًا إلى أحطِّ الأعمال، طامعين في مغفرته مع إصرارهم على الآثام، غافلين عن أنه سبحانه شديدُ الانتقام. |
﴿وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنَّا مِنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّجِعۡتُ إِلَىٰ رَبِّيٓ إِنَّ لِي عِندَهُۥ لَلۡحُسۡنَىٰۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظٖ ﴾ [فصلت: 50]
على المِحَكِّ تُعرف معادنُ الرجال، وفي المحَن والملمَّات تظهر حقائقُ النفوس، فما أكثرَ المتحوِّلين مع النِّعَم؛ بطرًا إن توفَّرت، وقنوطًا إن افتُقدت. بعض الناس يتَّخذون من حِلم الله عليهم درَكًا إلى أحطِّ الأعمال، طامعين في مغفرته مع إصرارهم على الآثام، غافلين عن أنه سبحانه شديدُ الانتقام. |
﴿وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٖ ﴾ [فصلت: 51]
على الإنسان أن يستحضرَ رِقابة الله عليه حالَ تجدُّد النعم عليه، فإن إعراضه أكثر ما يكون هنالك، فليضبِط نفسه بدوام ذكر الله وتذكُّره، وكما يألف النعم فليألف الحمدَ والشكر. اعلم أيُّها العبدُ أنَّ ما يُصيبك من عُسر وضُرٍّ إنما ينجرُّ إليك بسوء فعلك وقبيح عملك، أفتزرع الشوكَ وترجو أن تحصُدَ منه العِنَب؟! إذا أردتَّ أن تقفَ على حقيقة إيمانك فتأمَّل في حالك؛ فإن كنت ممَّن يُقبِل على الله وقت الشدَّة والعَناء، ويستغني عنه وقت الرغَد والثَّراء، فاعلم أنك على خطر! |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الحرص على الصلاة التحذير من الشيطان الفساد في الأرض وجوب الدعوة مالك الملك الثروة منع الخير إحصاء الأعمال الله جلّ جلاله الأنبياء والمرسلين
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب