قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن بر الوالدين في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ ﴾ [البقرة: 83]
إفراد الله بالعبادة أوَّل ميثاقٍ أُخِذ على بني إسرائيل، وهو أوَّل ميثاقٍ أُخِذ على البشرية في أوَّل أوامر القرآن: ﴿يا أيُّها الناسُ اعبُدوا ربَّكم﴾ . أوثق المواثيق توحيدُ الله تعالى؛ إنه الأصل في الحياة الكريمة، وكلُّ فعل جميل وخُلق نبيل تبَعٌ له، ومتى أخلَّ العبد بأصله خسر كلَّ ما بعده! أعظِم ببِرِّ الوالدين والإحسان إليهما! ألا ترى أن الله قرن بِرَّهما بتوحيده وإخلاص عبادته؟ وإن الإحسان نهاية البِرِّ فيدخل فيه كلُّ ما ينبغي من الرعاية والعناية وخفض الجناح. مَن لم يجد أبًا يحنو عليه فليعلم أن له ربًّا أرحم به من أبيه، لقد أخذ الله الميثاقَ على الناس جميعًا بالإحسان إلى اليتيم. إن في الله خلَفًا عن كلِّ مفقود. حقُّ المسكين يتجاوز البذلَ الواجب إلى مُطلَق الإحسان إليه، فإن تعذَّر الإحسان بالمال فبالكلمة الطيِّبة، فإنها صدقة. أخذ الله الميثاقَ عليك أن تقولَ للناس حُسنًا؛ أمرًا بمعروف، أو نهيًا عن منكر، أو تبشيرًا وتشجيعًا، فهل تعجِز عن ذلك ؟! استعِن على الوفاء بالميثاق بالصلاة لتُصلحَ قلبَك وأخلاقك، وبالزكاة لتتعوَّدَ البذلَ وتصِلَ الأقربين، وبهما كمالُ الإحسان، وإنك لأهلٌ له. |
﴿يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 215]
للإنفاق شأنٌ عظيمٌ في توثيق عُرى الأخوَّة بين المسلمين، وتعميق الشعور بالانتماء للأمَّة الواحدة، فلا غروَ أن يُبادرَ الصالحون إلى السؤال عن الأوجُه التي ينفقون بها في سبيل الله. المال خيرٌ للمعطي والآخذ، وخيرٌ للفرد والجماعة، وأحقُّ ما أُنفِق فيه وجوهُ الخير، جعلنا الله من المنفقين فيها طلبًا لرضاه. من منهج الإسلام الحكيم في تربية النفوس أن يأخذَ الإنسانَ بفِطرته وميوله، ويسيرَ به إلى الكمال خطوةً خطوة، ويرتقيَ به نحو المعالي درجةً درجة. إدارة الأولويَّات، وترتيب الواجبات، منهجٌ شرعيٌّ يجب أن يسيرَ عليه كلُّ مريدٍ للخير، حريصٍ على الفلاح في الدنيا والآخرة. ليعلم كلُّ منفقٍ أن الله عليمٌ بإنفاقه، عليمٌ بنيَّـته، لا يضيع عنده شيء، ولا يُظلم عنده أحد، فما أحرانا أن نجودَ ونسخوَ في الإنفاق! |
﴿۞ وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36]
توحيد الله هو أعظمُ الأوامر، فلا غَروَ أن يكونَ أوَّلَ مأمورٍ به في آية الحقوق العشَرة. ليس المطلوب مجرَّد إيصال البرِّ إلى الوالدين؛ بل عليك أن تُحسِنَ بوالديك مباشرة، فلا يسبقنَّك أحدٌ إلى العناية بهما، فإنهما إن لم يكونا محتاجَين إلى إحسانك فأنت محتاجٌ إلى برِّهما. أقارب الإنسان أولى بالإحسان، فحريٌّ به أن يبتدئهم بإحسانه وألا يمنعهم من عطائه، فإن منعهم وزاد إلى ذلك إساءتَه إليهم بقوله وفعله فقد جمع طرفي القطيعة، ودلَّ على لؤم الطبيعة. إن لم نكن لليتيم الأبَ الذي يَمحَضُه الحبَّ صِرفا، فلنكن له الأبَ الذي يحنو عليه عطفا. للمساكين حقٌّ من الإحسان تفضَّل الله به عليهم، وأوصى غيرَهم بأدائه لهم، أفنبخل عليهم بما هو حقٌّ لهم؟! قد أوصت الشريعة بالجار وإن بَعُد، وبالصاحب وإن قلَّت صُحبته، فكيف بالزوجة وهي أقربُ جارٍ وألصقُ صاحب؟ لكلِّ مَن صحبك حقٌّ ولو قلَّ؛ الرفيقُ في السفر، والجارُ في الحيِّ، والزميلُ في التعلُّم والوظيفة، والقاعد إلى جنبك في مسجدٍ وغيره. من سموِّ شريعتنا أنها خصَّت الغريبَ المنقطِعَ الذي لا يجد مَن يُؤنسه بمزيدِ إحسان. مِلكُ اليمين في حُكم الشريعة لا يعني أن يفعلَ المالكُ به ما يشاء، بل أن يستخدمَه في العمل المشروع استخدامًا يكتنفُه الإحسان. |
﴿۞ قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]
ارتقُوا أيها الناس، وارتفِعوا من حضيض التشريعات الوضعيَّة، إلى سموِّ الأحكام الربانيَّة. إن الله هو الربُّ لعباده فهل يكونُ الحُكم فيهم إلا له وهو خالقُهم العليمُ بما يُصلِحُهم؟! الشِّرك بالله هو أشدُّ المحرَّماتِ وأعلاها، وشرُّ المعاصي وأخبثُها؛ لأنه خروجٌ عن حقِّ العبودية الخالصة للمعبود الواحد إلى غيره من خلقه. الأمر ببرِّ الوالدين مقترنٌ بالأمر بتوحيد الله، وذلك لأن للهِ تعالى على الإنسان نعمةَ الخلق والإيجاد، وللوالدين بعد الله نعمةَ التربية والإيلاد، فاشكرِ الله بالتوحيد، واشكر والديك بالبِرِّ. لقد ضمنَ اللهُ للناسِ أرزاقَهم قبل الإيجاد، فليس للإنسان العاقلِ أن يخشى كثرةَ الأولاد، فالخالقُ هو الرازق سبحانه وتعالى. تحديد النَّسلِ من أجل الحفاظ على رُقيِّ الاقتصاد نظرةٌ مادِّية خاطئة، فكلُّ مخلوقٍ ورزقُه مقترنان، وزيادةُ الأعداد زيادةٌ في الإنتاج. الإسلامُ دِينُ وقايةٍ قبل أن يقيمَ الحدودَ ويوقِعَ العقوبات، وهو دينُ حمايةٍ للضمائر والجوارح قبل التأديبِ على ركوبِ الموبقات. الإنسان المراقِبُ لله يفرُّ عن المعاصي خوفًا من ربِّه المعبود، لا فرارًا من العقوبة وإقامةِ الحدود، ويتعبَّدُ لله بترك الخطيئات، كما يتعبَّدُ له تعالى بفعل الطاعات. ظاهر النصِّ القرآنيِّ النهيُ عن القُرب من المعصيةِ لا عن إتيانها، ليحثَّ العبدَ على البعد عن أسبابها، وطرقِ الوصول إليها. |
﴿۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ﴾ [الإسراء: 23]
أوَّل ما يُؤمَر به العبدُ هو إخلاص العبادة لله، فذاك الإخلاصُ في المعتقد هو أصلُ إصلاح العمل. إذا أردتَّ أن تعرفَ عظمةَ الوالدين فانظُر كيف قرَن الله حقَّه بحقِّهما، فالله أنعمَ عليك بنعمة الإيجاد، ووالداك أنعما عليك بنعمة التربية والإيلاد. لا تقُل لوالديك أدنى كلمةٍ يمكن أن تغضبَهما، ولا تسكُت بين أيديهما إن كان سكوتُك لا يُرضيهما. قال ابنُ عَقيل: (من أحسَنِ ظنِّي بربِّي أنه بلغَ من لطفه أن وصَّى بي ولدِي إذا كبِرتُ، فقال: ﴿فلا تقُل لهما أُفٍّ﴾ ). كم كنتَ ضعيفًا حتى قويتَ في كنَف والدَيك! أفتدعُهما وهما بأمسِّ الحاجة إليك؟ |
﴿وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ﴾ [الإسراء: 24]
كن بين يدَي والدَيك في غاية الأدب، في أقوالك وأفعالك، وحركاتك ونظراتك. يا صاحبَ الجاه العريض، والعلم الغزير، والمال الوفير، تواضَع لوالدَيك اللذين لم يصلا إلى ما وصلتَ إليه؛ فما أنت إلا غَرسُهما الذي أينَع. ما أمرَ اللهُ تعالى بالدعاء للوالدين، إلا وقد أذِن بالإجابة متفضلًا، فاللهم انظُر لوالدينا بعين عنايتك وفضلك ورحمتك. |
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّٰبِينَ غَفُورٗا ﴾ [الإسراء: 25]
ليحذرِ الإنسانُ من أن يُظهر لوالديه البرَّ ويُضمر لهما الكراهة؛ فإن الله عليم بما يخفيه. مَن كان صالحًا منيبًا، محبًّا ما يقرِّب إلى ربه، فإنه -وإن جرى منه أحيانًا قصور- فإن الله يعفو عنه إن رجَع إليه من معصيته. |
﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ وَإِن جَٰهَدَاكَ لِتُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَآۚ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 8]
أرحمُ بك من نفسك مَن أوصى بك ولدك، ووصى والدك بك، مع ما جعل في الفطرة من حبِّ الإنسان لابنه ولأبيه. ما لا يعلم المرء صحَّته فلا يجوز له اتِّباعه، فكيف بما يعلم بُطلانه؟ ما دام الابن يعلم بأن مردَّه إلى من هو ناظرٌ إليه، ومحصٍ عمله عليه، فإنه لا يألو جهدًا في خدمة والديه بالمعروف؛ طاعةً لمَن إليه المآب، وعليه الحساب. |
﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]
ألا تستحقُّ أمُّك منك مزيدَ اهتمام وعناية، وحفظ ورعاية، وقد عانت من المشقَّة في ولادتها إيَّاك وتربيتها لك ما لا يصبر على مثله سوى الأم؟ انظر كيف اقترن شكر الله بشكر الوالدَين؛ لأن شكر الله من أعظم واجبات العبد أمام ربِّه، وشكر الوالدَين من أعظم واجبات العبد تجاه بني جنسه. ليذكر مَن يخالف وصايا الله ويعصيه أنه راجعٌ إليه، وواقفٌ بين يديه. |
﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]
مَن خلقك هو صاحب الحقِّ الأوَّل عليك في الطاعة، فلا يُطاع امرؤٌ في معصيته، حتى مَن ولدك وربَّاك. الاختلاف في العقيدة بين الابن ووالديه لا يُسقط حقَّهما في البِرِّ وحسن المعاملة. كلُّ مَن ادَّعى الألوهيَّة فلا حُجَّة له، ولا علم معه، ولا برهان لديه، بخلاف ألوهيَّة الله تعالى التي تظاهرت الأدلَّة عليها، حتى غدا العلم بها محتَّمًا، والإيمان بها واجبًا. كم مشى قبلك في طريق الحق والبر والإنابة من الصالحين والأولياء حتى انتهت بهم إلى رحمة الله تعالى، فلا تستوحش فيه من قلة سالكيه! |
﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]
بِرُّ الوالدين والإحسانُ إليهما عملٌ عظيم يؤدَّى إلى الوالدين؛ عملًا بوصيَّة الله، وردًّا للجميل الذي أسدَياه للولد صغيرًا وكبيرا. يَعظُم حقُّ الأمِّ ويتحتَّم برُّها؛ لما تَلقاه من عناءٍ حالَ حَملِها ولدَها، ولما تجده من ألم عظيم ومشقَّة كبيرة حال وضعه وتربيته. مهما اشتدَّت الآلام بتلك الأمِّ، ومهما تعاظمت الشدائد عليها، فلن تجدَ منها نفورًا من ولدها أبدًا، بل لا تزيدها تلك الآلام إلا إقبالًا عليه، ورحمةً به، وهذا ممَّا يدعو إلى مَزيد برِّها. لن يبلغَ العبد شكر نعمة ربِّه عليه إلا بالاستعانة به واللجوء إليه، ولو أفنى المرء عمره في طاعة مولاه ما كان ذلك كُفْئًا لنعمةٍ واحدة منحها إيَّاه. كلُّ نعمة حصَلت للوالدين فإنها واصلةٌ لأبنائهما، وينالهم شيءٌ من أسبابها وآثارها غالبًا، ولا سيَّما نعمة الصلاح والدين التي بها سعادة الدارين. أكمل سعاداتِ المرء يوم يَشغَل قلبَه بشُكر الله وحمده، ويشغل بدنه بطاعة ربِّه، وتتحقَّق سعادته في أهله يوم يجعلهم الله قرَّة عين له في الدنيا والآخرة، فاللهم أسعدنا في أنفسنا وأهلينا. التقيُّ هو الذي يذكر فضلَ والديه عليه فيَبَرُّهما، ويذكر مسؤوليَّته تُجاه أولاده، فيدعو لهم بالصلاح. يتذكَّر المؤمن تقصيره الذي يُلزمه التوبة لربِّه برغم صلاح الأعمال، فيَضرَع لمولاه بتلك التوبة التي يحبُّها الله ويفرح بها. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ ﴾ [الأحقاف: 16]
الحمد لله إذ عامل عباده باللطف والرحمة، فقابل زلَّات عباده المؤمنين بالصَّفْح والغفران، والتجاوز والإحسان. |
﴿وَٱلَّذِي قَالَ لِوَٰلِدَيۡهِ أُفّٖ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيٓ أَنۡ أُخۡرَجَ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلۡقُرُونُ مِن قَبۡلِي وَهُمَا يَسۡتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ فَيَقُولُ مَا هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الأحقاف: 17]
(أفٍّ) كلمة قليلةُ الأحرف، لكنها عظيمةُ الأثر؛ فوَقعُها في آذان الوالدين شديد، ومنظر الولد وهو يَنطِق بها في عيون الأبوين مؤلم، أمَّا أثرها في قلبيهما فلا يَعرِف قدرَه إلا مَن سمعها من ولد عاق! يا مَن يعُقُّ والديه، تذكَّر يوم بعثِك وحشرك من قبرك. ماذا تقول لربِّك الذي أنعم عليك بوالديك، فقابلتَ هذه النعمةَ بعقوقهما والإساءة إليهما؟! إنك مهما حاولت أن تصفَ شفقةَ الوالدين على ولدهما، وحُنُوَّهما عليه، ورِفقَهما به، فلن تستطيع أبدًا، فهما لا يفتأان يدعوان الله له بالهداية والنجاة برغم عقوقه لهما، فظالمٌ مَن عقَّهما وتأفَّف منهما، وأظلمُ منه مَن كذَّب الحقَّ الذي يدعوانه إليه. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ خَٰسِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 18]
ما أعظمَ خسارةَ مَن كان للحقِّ من المكذِّبين، ولوالديه من العاقِّين! وما أسوأ رُفقتَه يوم القيامة في نار جهنَّم مع ضُلَّال الإنس والجنِّ أجمعين! |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
إشاعة الفاحشة السلوك الحسن عقوبة القاتل الصدق رب الناس القتال في الحرم يعيد الخلق مقني التوبة والاستغفار الزارعة
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب