﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾
[ الإسراء: 25]

سورة : الإسراء - Al-Isra  - الجزء : ( 15 )  -  الصفحة: ( 284 )

Your Lord knows best what is in your inner-selves. If you are righteous, then, verily, He is Ever Most Forgiving to those who turn unto Him again and again in obedience, and in repentance.


للأوّابين : للتّوابين مما يفرُط منهم

ربكم -أيها الناس- أعلم بما في ضمائركم من خير وشر. إن تكن إرادتكم ومقاصدكم مرضاة الله وما يقربكم إليه، فإنه كان -سبحانه- للراجعين إليه في جميع الأوقات غفورًا، فمَن عَلِمَ الله أنه ليس في قلبه إلا الإنابة إليه ومحبته، فإنه يعفو عنه، ويغفر له ما يعرض من صغائر الذنوب، مما هو من مقتضى الطبائع البشرية.

ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا - تفسير السعدي

أي: ربكم تعالى مطلع على ما أكنته سرائركم من خير وشر وهو لا ينظر إلى أعمالكم وأبدانكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وما فيها من الخير والشر.{ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ } بأن تكون إرادتكم ومقاصدكم دائرة على مرضاة الله ورغبتكم فيما يقربكم إليه وليس في قلوبكم إرادات مستقرة لغير الله.{ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ }- أي: الرجاعين إليه في جميع الأوقات { غَفُورًا } فمن اطلع الله على قلبه وعلم أنه ليس فيه إلا الإنابة إليه ومحبته ومحبة ما يقرب إليه فإنه وإن جرى منه في بعض الأوقات ما هو مقتضى الطبائع البشرية فإن الله يعفو عنه ويغفر له الأمور العارضة غير المستقرة.

تفسير الآية 25 - سورة الإسراء

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا : الآية رقم 25 من سورة الإسراء

 سورة الإسراء الآية رقم 25

ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا - مكتوبة

الآية 25 من سورة الإسراء بالرسم العثماني


﴿ رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّٰبِينَ غَفُورٗا  ﴾ [ الإسراء: 25]


﴿ ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ﴾ [ الإسراء: 25]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الإسراء Al-Isra الآية رقم 25 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 25 من الإسراء صوت mp3


تدبر الآية: ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا

ليحذرِ الإنسانُ من أن يُظهر لوالديه البرَّ ويُضمر لهما الكراهة؛ فإن الله عليم بما يخفيه.
مَن كان صالحًا منيبًا، محبًّا ما يقرِّب إلى ربه، فإنه -وإن جرى منه أحيانًا قصور- فإن الله يعفو عنه إن رجَع إليه من معصيته.

ثم ختم- سبحانه - هذه الآيات التي سمت بمنزلة الوالدين، بما يدل على كمال علمه، وعلى التحذير من عقابه، فقال-تبارك وتعالى-: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً.
والأوابون: جمع أواب.
وهو الكثير الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله-تبارك وتعالى- يقال:آب فلان يئوب إذا رجع.
قال ابن جرير بعد أن ساق الأقوال في ذلك: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: الأواب هو التائب من الذنب، الراجع عن معصية الله إلى طاعته، ومما يكرهه إلى ما يرضاه، لأن الأواب إنما هو فعال من قول القائل: آب فلان من سفره إلى منزله، كما قال الشاعر:وكل ذي غيبة يئوب ...
وغائب الموت لا يؤوبأى: ربكم- أيها الناس- أعلم بما في نفوسكم، وضمائركم، سواء أكان خيرا أو شرا، وسواء كنتم تضمرون البر بآبائكم أم تخفون الإساءة إليهما، ومع ذلك فإنكم إن تكونوا صالحين- أى: قاصدين الصلاح والبر بهما، والرجوع عما فرط منكم في حقهما أو في حق غيرهما- فالله-تبارك وتعالى- يقبل توبتكم، فإنه- سبحانه - بفضله وكرمه كان للأوابين- أى الرجاعين إليه بالتوبة مما فرط منهم- غفورا لذنوبهم.
فالآية الكريمة وعيد لمن تهاون في حقوق أبويه، وفي كل حق أوجبه الله عليه، ووعد لمن رجع إليه- سبحانه - بالتوبة الصادقة.
وبذلك نرى الآيات الكريمة قد أمرت بالإحسان إلى الوالدين، بأسلوب يستجيش عواطف البر والرحمة في قلوب الأبناء، ويبعثهم على احترامهما ورعايتهما والتواضع لهما، وتحذيرهم من الإساءة إليهما، ويفتح باب التوبة أمام من قصر في حقهما أو حق غيرهما.
وقد كرر القرآن هذا الأمر للأبناء بالإحسان إلى الآباء، ولم يفعل ذلك مع الآباء.
وذلك لأن الحياة- كما يقول بعض العلماء- وهي مندفعة في طريقها بالأحياء، توجه اهتمامهم القوى إلى الأمام.
إلى الذرية.
إلى الناشئة الجديدة، إلى الجيل المقبل.
وقلما توجه اهتمامهم إلى الوراء.
إلى الأبوة، إلى الحياة المولية إلى الجيل الذاهب.
ومن ثم تحتاج البنوة إلى استجاشة وجدانها بقوة لتنعطف إلى الخلف، وتتلفت إلى الآباء والأمهات.
إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد.
إلى التضحية بكل شيء حتى بالذات، وكما تمتص النابتة الخضراء كل غذاء في الحبة فإذا هي فتات، ويمتص الفرخ كل غذاء في البيضة فإذا هي قشر، كذلك يمتص الأولاد، كل رحيق، وكل عافية، وكل جهد، وكل اهتمام من الوالدين، فإذا هما شيخوخة فانية- إن أمهلهما الأجل- وهما مع ذلك سعيدان.
فأما الأولاد فسرعان ما ينسون هذا كله ويندفعون بدورهم إلى الأمام.
إلى الزوجات والذرية ...
وهكذا تندفع الحياة.
ومن ثم لا يحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء.
إنما يحتاج هؤلاء إلى استجاشة وجدانهم بقوة، ليذكروا واجب الجيل الذي أنفق رحيقه كله حتى أدركه الجفاف.
وهنا يجيء الأمر بالإحسان إلى الوالدين، في صورة قضاء من الله يحمل معنى الأمر المؤكد، بعد الأمر المؤكد بعبادة الله .
هذا، وقد ساق المفسرون عند تفسيرهم لهذه الآيات، كثيرا من الأحاديث والآثار التي توجه الأبناء إلى رعاية الآباء، واحترامهم، والعطف عليهم، والرحمة بهم، والاهتمام بشئونهم.
قال الإمام ابن كثير: وقد جاء في بر الوالدين أحاديث كثيرة، منها الحديث المروي من طرق عن أنس وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صعد المنبر قال: آمين.
آمين.
آمين.
فقالوا: يا رسول الله، علام أمنت؟ قال: أتانى جبريل فقال: يا محمد، رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقل: آمين فقلت آمين.
ثم قال: رغم أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يغفر له، قل: آمين.
فقلت آمين.
ثم قال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة.
قل: آمين، فقلت: آمين» .
وعن مالك بن ربيعة الساعدي قال: بينما أنا جالس عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، هل بقي على من بر أبوى شيء بعد موتهما أبر هما به؟قال: «نعم: خصال أربع.
الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهو الذي بقي عليك بعد موتهما من برهما» .
وقال القرطبي: أمر الله- سبحانه - بعبادته وتوحيده، وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك.
كما قرن شكرهما بشكره، فقال: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً.
وقال: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أى الأعمال أحب إلى الله-تبارك وتعالى-؟.
قال: «الصلاة على وقتها.
قلت: ثم أى؟ قال: «بر الوالدين» ، قلت ثم أى: قال: الجهاد في سبيل الله» ...
ثم قال القرطبي- رحمه الله-: ومن عقوق الوالدين مخالفتهما في أغراضهما الجائزة لهما، كما أن من برهما موافقتهما على أغراضهما.
وعلى هذا إذا أمرا أو أحدهما ولدهما بأمر وجبت طاعتهما فيه.
ما لم يكن ذلك الأمر معصية، ولا يختص برهما بأن يكونا مسلمين، بل إن كانا كافرين يبرهما ويحسن إليهما.
ففي صحيح البخاري عن أسماء قالت: قدمت أمى وهي مشركة فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أمى قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ - أى وهي راغبة في برى وصلتي، أو وهي راغبة عن الإسلام كارهة له- قال: «نعم صلى أمك» .
ثم قال القرطبي: ومن الإحسان إليهما والبر بهما، إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما.
فعن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: «أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد» .
قال ابن المنذر: في هذا الحديث النهى عن الخروج بغير إذن الأبوين ما لم يقع النفير، فإذا وقع وجب الخروج على الجميع.
ثم قال: ومن تمام برهما: صلة أهل ودهما، ففي الصحيح عن ابن عمر قال: سمعترسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى» .
وكان صلى الله عليه وسلم يهدى لصديقات خديجة برّا بها ووفاء لها وهي زوجته، فما ظنك بالوالدين .
وبعد أن بين- سبحانه - ما يجب على الإنسان نحو خالقه- عز وجل - ونحو والديه، أتبع ذلك ببيان ما يجب على هذا الإنسان نحو أقاربه، ونحو المسكين وابن السبيل، ونحو ماله الذي هو نعمة من نعم الله عليه.
فقال-تبارك وتعالى-:
قوله تعالى : ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا قوله تعالى : ربكم أعلم بما في نفوسكم أي من اعتقاد الرحمة بهما والحنو عليهما ، أو من غير ذلك من العقوق ، أو من جعل ظاهر برهما رياء .
وقال ابن جبير : يريد البادرة التي تبدر ، كالفلتة والزلة ، تكون من الرجل إلى أبويه أو أحدهما ، لا يريد بذلك بأسا .
إن تكونوا صالحين أي صادقين في نية البر بالوالدين فإن الله يغفر البادرة .
فإنه كان للأوابين غفورا وعد بالغفران مع شرط الصلاح والأوبة بعد الأوبة إلى طاعة الله - سبحانه وتعالى - .
قال سعيد بن المسيب : هو العبد يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب .
وقال ابن عباس - رضي الله عنه - : الأواب : الحفيظ الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها .
وقال عبيد بن عمير : هم الذين يذكرون ذنوبهم في الخلاء ثم يستغفرون الله - عز وجل - .
وهذه الأقوال متقاربة .
وقال عون العقيلي : الأوابون هم الذين يصلون صلاة الضحى .
وفي الصحيح : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال .
وحقيقة اللفظ من آب يؤوب إذا رجع .


شرح المفردات و معاني الكلمات : ربكم , أعلم , نفوسكم , صالحين , للأوابين , غفورا ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما
  2. قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي
  3. وما علينا إلا البلاغ المبين
  4. فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون
  5. لقد خلقنا الإنسان في كبد
  6. فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها
  7. ولا صديق حميم
  8. ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين
  9. ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون
  10. النار ذات الوقود

تحميل سورة الإسراء mp3 :

سورة الإسراء mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الإسراء

سورة الإسراء بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الإسراء بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الإسراء بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الإسراء بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الإسراء بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الإسراء بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الإسراء بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الإسراء بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الإسراء بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الإسراء بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب