قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن البعث في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [البقرة: 28]
إن أمر الكفَّار لعجَب، كيف يجحدون بالله وأدلَّةُ عظمته وقدرته في أنفسهم وما يحيط بهم كثيرةٌ ظاهرة؟! (وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ / تدلُّ على أنه واحدُ). إلى الله تعالى مرجعُ الأوَّلين والآخرين، فعلامَ يعاند الكافرون ويصرُّ المستكبرون؟! هلَّا رجعوا إلى ربِّهم الحقِّ تائبين منيبين؟ |
﴿ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ﴾ [البقرة: 56]
أعظِم بها من معجزةٍ جعل الله لنا فيها عِظةً وعبرة، فما أجلَّ الغايةَ التي أرادها منَّا، وما أيسرَها علينا لو أردنا! |
﴿۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243]
لا يغني حذرٌ من قدَر، فآمن أن ما أصابك لم يكن ليُخطئَك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبَك، ولك في هؤلاء عِبرة، لقد فرُّوا من قدَر الموت فتلقَّاهم في الطريق. إن الذي أمدَّ بالحياة عبدًا لم يكن شيئًا مذكورًا، لقادرٌ على سلبها منه متى شاء، واللبيبُ مَن علم فضلَ الله عليه، فشكرَه آناء الليل وأطرافَ النهار. |
﴿أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٖ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامٖ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمٗاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة: 259]
لا تستبعِد أن يقضيَ الله ما لم تألفه أو تتوقَّعه، وأيقِن بأن الله على كلِّ شيءٍ قدير، فذلك يبعث فيك العزيمةَ والأمل، ويدعوك إلى الهمَّة والعمل. من لطف الله تعالى بعباده أن يُجريَ عليهم من الأقدار ما يجدون فيه العِبرة، ولكن أين المتبصِّرون المعتبِرون؟ لو شاء الله أن يُميتَ عبدَه بضع سنينَ لكانت كافيةً لاعتباره ويقينه، لكنه بعثه بعد مئة عام ليكون حُجَّةً ودليلًا على البعثِ، وآية ظاهرة لمن رآه بعد إحيائه. إن الذي حفظ طعامًا وشرابًا أن يغيِّرَه مرُّ السنين، لقادرٌ على بعث أجسادٍ يُكتب لها الخلود أبدَ الآبدين. تأمَّل في تصاريف حياتك ومظاهر الخَلق من حولك، فإن وجدتَّ فيها شيئًا جاريًا على خلاف العادة، فاعلم أن ذلك بتقدير الله ومشيئته، وأيقن بأن الله على كلِّ شيء قدير. طُوبى لمَن إذا تبيَّن له الحقُّ سارع إلى الإذعان له والتصديق به، ولم يركب موجةَ الكِبْر والعِناد، فإنه لا يشَمُّ عَرفَ الجنَّة مستكبرٌ معاند. |
﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةٗ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَيۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٖ مِّنۡهُنَّ جُزۡءٗا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ يَأۡتِينَكَ سَعۡيٗاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ﴾ [البقرة: 260]
تدبُّر آيات الله ومظاهر قدرته من أبلغ ما يُرسِخ الإيمانَ في القلوب، ولكن ما أقلَّ المتدبِّرين! تظاهرُ الأدلَّةِ أسكنُ للقلب وأزيدُ للبصيرة واليقين، ومن هنا طلب الخليلُ أن يرقى من علم اليقين إلى عين اليقين، وإلا فهو الذي صدَع عند النُّمرُوذ بـقوله: ﴿ربِّيَ الذي يُحيي ويُميت﴾ . مباشرةُ الإنسان للعمل وتطبيقُه له يورثه معرفةَ حقيقته وأسراره، ويثبِّت المعلومةَ في ذهنه فوق ما تثبِّته المعرفة النظريَّة. طلب دلائل الحقِّ ينبغي أن يُستعانَ به على معرفة عزَّة الله وحكمته، لا أن يكونَ طريقًا للتشكيك والتلبيس. |
﴿۞ إِنَّمَا يَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسۡمَعُونَۘ وَٱلۡمَوۡتَىٰ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36]
إذا مات القلبُ ماتت رسلُه، فصَمَمُ الآذان من صمَمِ القلب، فأقبِل على كلام الله بقلبك، فذاكَ أمثَلُ ما يُعينُك على الاستجابة له بجوارحك. حياة القلب بالاستجابةِ للحقِّ، فإن لم يستجب له فَقَدَ حياتَه، وذهبَ نصيبُ الروح منه، وإن بقيَ خفَقانُه لحياةِ الجسد. |
﴿قَالَ أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ﴾ [الأعراف: 14]
إنه الإصرارُ المطلَق على الشرِّ، وبذلك تتكشَّف هذه الطبيعة عن خصائصها الأولى؛ شرٌّ ليس عارضًا ولا وقتيًّا، إنما هو الشرُّ الأصيل المتعمَّد؛ فاحذره لتنجوَ. |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَقَلَّتۡ سَحَابٗا ثِقَالٗا سُقۡنَٰهُ لِبَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَنزَلۡنَا بِهِ ٱلۡمَآءَ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ كَذَٰلِكَ نُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 57]
المطر مظهرٌ من مظاهر رحمة الله بعباده، جعل بين يديه أسبابًا ينزل بها، فما أحرانا أن نأخذَ بها. يقيم اللهُ حُججَ قدرته ببعض مَشاهدِ خلقه؛ حتى يؤمنَ الجاحد، ويقوى إيمانُ الضعيف. |
﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبۡعَثَنَّ عَلَيۡهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الأعراف: 167]
يَقرِنُ الله عذابَ الفاسقين بالمغفرة والرحمة للتائبين؛ لئلَّا ييئسَ مُصلحٌ من رحمته بذنبٍ عمله بجهالة، ولا يأمنَ مُفسدٌ من عقابه؛ اغترارًا بكرمه وهو مُصِرٌّ على ذَنبِه. |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۗ وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ ﴾ [هود: 7]
الخالقُ لكلِّ شيء من غير شيء، قادرٌ على إعادة المكلَّفين بعد موتهم، فيجازيهم على أفعالهم؛ إنه عظيمُ الشأن، حكيم التدبير لشؤون خلقه. احرِص أن تكونَ أحسنَ عملًا قبل أن تكونَ أكثرَ عملًا، فإن العمل بإخلاص واتِّباع يُبارَك فيه وإن قلَّ، والعمل بلا إخلاص واتِّباع يُمحَق ولو كثُر. |
﴿۞ وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الرعد: 5]
كيف يُنكر قدرةَ الله على بعثِ الموتى مَن نظرَ إلى عجائبِ فعلِ الله في الحياة؛ أفلا تهدي الناسَ تلك الآياتُ إلى تصديقِ قدرة الله على إحيائهم بعد الممات؟ كم من متعجِّبٍ من شيء هو أحقُّ بأن يُتعجبَ من تعجُّبه، لقيام ذلك الانفعال النفسي لديه من غير سببٍ صحيح يُوجِبه. الذين أطلقوا لأنفسهم العِنانَ في الدنيا لترتعَ في مساخط الله حيث شاءت، يُساقون يومَ القيامة في الأغلال، وعليهم سحائبُ القهر والإذلال، فمَن لم يَغُلَّ هواه في الدنيا غُلَّ في الآخرة. |
﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ﴾ [الحجر: 36]
مجرَّد معرفة يوم البعث لا يكفي، بل لا بدَّ من العمل لأجله والاستعداد لملاقاته. |
﴿أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ ﴾ [النحل: 21]
بئسَ العبدُ الذي ينصرفُ عن عبادة الحيِّ القيُّوم الذي لا يموت إلى عبادة مَن هو بسلطان الموت مقهور، وإلى عَرَصات القيامة محشور. |
﴿وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَا يَبۡعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُۚ بَلَىٰ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ﴾ [النحل: 38]
عجبًا لمَن يُظهر تعظيمَ الله تعالى بالقَسَم باسمه، ولكن على عقيدةٍ تؤمن بعجزه سبحانه عن بعث الأموات! فأيُّ تعظيمٍ هذا؟! قد ألزم الله نفسَه ببعث الأموات لعدله وحكمته، وهو الذي لا مُلزِمَ له سبحانه، أتراه يدَعُ هذا الحقَّ الذي عليه؟! حين يجهل العبدُ عقيدةَ البعث والنشور، فإنه يستمرُّ في الضلال والفجور، لذلك كثُرت الآياتُ الدالَّة على قدرته سبحانه على إحياء عباده؛ لئلَّا يغفُلوا عنه. |
﴿وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا ﴾ [الإسراء: 49]
لقد جهل أشدَّ الجهل من قاسَ قدرةَ المخلوق الضعيف العاجز على قدرة القويِّ القادر، فأيُّ عاقل ينكر أظهرَ الأشياء؟! |
﴿۞ قُلۡ كُونُواْ حِجَارَةً أَوۡ حَدِيدًا ﴾ [الإسراء: 50]
مَن قدَر على الخلق من غير مثال، فإنه قادرٌ على بعث مَن خلق على كلِّ حال، سواءٌ كنتم بشرًا من تراب أو حجرٍ أو حديد، فإن المبدأ واحد: القادر على الابتداء قادرٌ على الإعادة. المكذِّب إذا أُلزم بحجَّة، أو قطع شبهتَه برهان، انتقل إلى المحاججة بشبهةٍ أخرى حتى يقرِّر باطلَه، وأنَّى لحقٍّ أن يصلَ قلبًا يسعى صاحبُه جاهدًا لقطع كلِّ طريق إليه؟! ليس في تعيين وقت القيامة فائدة، وإنما الفائدةُ في الإقرار به وإثباته، وإلا فكلُّ آتٍ قريب. ما أجملَ أسلوبَ القرآن الكريم في الحوار! إنه الحوارُ الهادئ، الذي لا غِلظةَ فيه ولا فظاظة. |
﴿أَوۡ خَلۡقٗا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِي صُدُورِكُمۡۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ فَسَيُنۡغِضُونَ إِلَيۡكَ رُءُوسَهُمۡ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا ﴾ [الإسراء: 51]
مَن قدَر على الخلق من غير مثال، فإنه قادرٌ على بعث مَن خلق على كلِّ حال، سواءٌ كنتم بشرًا من تراب أو حجرٍ أو حديد، فإن المبدأ واحد: القادر على الابتداء قادرٌ على الإعادة. المكذِّب إذا أُلزم بحجَّة، أو قطع شبهتَه برهان، انتقل إلى المحاججة بشبهةٍ أخرى حتى يقرِّر باطلَه، وأنَّى لحقٍّ أن يصلَ قلبًا يسعى صاحبُه جاهدًا لقطع كلِّ طريق إليه؟! ليس في تعيين وقت القيامة فائدة، وإنما الفائدةُ في الإقرار به وإثباته، وإلا فكلُّ آتٍ قريب. ما أجملَ أسلوبَ القرآن الكريم في الحوار! إنه الحوارُ الهادئ، الذي لا غِلظةَ فيه ولا فظاظة. |
﴿ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدًا ﴾ [الإسراء: 98]
مَن آمن أن المعاقِبَ عدلٌ، ورأى عِظَم العقوبة، علم عِظَم الذنب وبشاعته، فلا تستخفَّ بكفر الكافرين بآيات الله يوم جزائه. |
﴿وَكَذَٰلِكَ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِيَتَسَآءَلُواْ بَيۡنَهُمۡۚ قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ كَمۡ لَبِثۡتُمۡۖ قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۚ قَالُواْ رَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثۡتُمۡ فَٱبۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ فَلۡيَنظُرۡ أَيُّهَآ أَزۡكَىٰ طَعَامٗا فَلۡيَأۡتِكُم بِرِزۡقٖ مِّنۡهُ وَلۡيَتَلَطَّفۡ وَلَا يُشۡعِرَنَّ بِكُمۡ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 19]
لقد جعل الله هؤلاء الفتيةَ آيةً شاهدة لأنفسهم ولغيرهم ببعثهم بعد هذه المدَّة الطويلة، وهم لنا آيةٌ إلى قيام الساعة، تستوجب التأمُّلَ والاعتبار. كم مضَت من أجيال، وتصرَّمت من أعمار، ودالت من دُول، وانقضَت من أزَمات، ولم يشعُر بها هؤلاء الفتية، فسبحان مَن أراحهم من كلِّ هذا العناء! على المرء إذا عرض عليه أمرٌ غيرُ واضح الأدلة ألا يَجزِم به، بل يفوِّض علمه إلى بارئه. فإياك أن تخوضَ فيما لا تعلم، فإنك يوم المعاد موقوف، وعن أقوالك مسؤول. العملُ بالأسباب لا ينافي صدقَ التوكُّل على الله تعالى، ولكنَّه من تمام التوكُّل والتسليم، فلا تَواكُلَ في الإسلام، ولا اعتمادَ على الأسباب دون رب الأرباب. أحلَّ الله لعباده الطيِّبات، وحرَّم عليهم الخبائث والمنكرات، فلا جُناحَ على مَن تخيَّر من الطيِّبات أطيبَها، ومن مُتَع الدنيا أحلَّها وخيرَها. قضاء الحوائج العظيمة في الأحوال المتغيِّرة يحتاج إلى تلطُّف وكِتمان، وبُعدٍ عن الإظهار والإعلان؛ خوفًا على فوات الحاجات، أو نزولِ ضرر بأهلها. المؤمن كيِّسٌ حذِر؛ يتلطَّف في تدبير شؤونه، ويُحسن التأتِّيَ مع أعدائه وخصومه، يغلِّب العقل، ويتوخَّى الحكمة. |
﴿وَسَلَٰمٌ عَلَيۡهِ يَوۡمَ وُلِدَ وَيَوۡمَ يَمُوتُ وَيَوۡمَ يُبۡعَثُ حَيّٗا ﴾ [مريم: 15]
قال سفيان بنُ عُيَينة: (أوحشُ ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يُولد فيرى نفسَه خارجًا ممَّا كان فيه، ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يُبعث فيرى نفسَه في محشر عظيم، فأكرم الله فيها يحيى فخصَّه بالسلام عليه). |
﴿وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا ﴾ [مريم: 33]
يحُفُّ السلام بعيسى في أعظم نُقْلات حياته؛ النَّقلة إلى الدنيا وإلى القبر وإلى الآخرة؛ ولهذا سلِم من نزغ الشيطان عند ولادته، وسلم من طالبي قتله، وسيموت في سلام، ويُبعث في سلام. |
﴿وَيَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوۡفَ أُخۡرَجُ حَيًّا ﴾ [مريم: 66]
العقول الصغيرة تنكر بلا دليل، فهي مأسورة بالحاضر المشاهَد عن غيب دلت الأدلة عليه، فالعجَب منك أيها المتعجب، والإنكار عليك أيها المنكر. |
﴿۞ مِنۡهَا خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ ﴾ [طه: 55]
كلما أبصرتَ أين تضع قدميك، فاعلم أنك من هذا التراب خُلقتَ، وإلى حفرة ضيقة فيه ستعود، ومنها ستبُعث، فنِعمَ المذكِّر لك ما تراه. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ ﴾ [الحج: 5]
كم فيما يراه الناس ويألفونه ويمرون به دون وعيٍ ولا انتباه، ما لو تدبروه وتأملوه لوجدوا فيه دلائل قدرة الله تعالى وعظمته التي تسوقهم عند التأمل إلى توحيده وطاعته. كيف يتسربُ إلى نفس العاقل شكٌّ في البعث، وقد جاءت الدلائل المستفيضة عليه في الأنفس والآفاق؟! تواضع لربك ولا تتطاول على بني جنسك، فقد عرفت أول خلقك الضعيف، وتعرف نهاية عمرك القصير، فأي شيء يدعوك إلى الغرور؟! الله جلَّ جلاله قادرٌ على أن يجعل خلقنا كله في كلمة (كن) دون تنقُّلٍ في مراحل من الخلق، ولكنه سبحانه يبيِّن لنا كمالَ حكمته، وعظيم قدرته، وإبداع خلقه، وسَعة رحمته، فما أعظمه من بيان! إن كان الرحمُ قرارَ النطفة، والتراب قرار الجثة، فإن مَن أخرج النطفة طفلًا لقادرٌ على أن يخرج رميم الجثة خلقًا آخر يوم الحشر. هل يُعقل أن يمدَّ الله هذا الإنسان، ويبلِّغه التمام، وهو في ذلك يأمره وينهاه، ثم يقبضه ويتوفاه، ثم تنتهي القصة، فلا رجعة بعد ذلك؟! هي الحياة تأخذ من العبد كلَّ يومٍ شيئًا، وتستردُّ منه ما كانت أعطته، حتى يصل إلى أرذل مراحل حياته، بعد أن كان امتدادها يزيد في علمه وعقله، وقوته وصحته، وخَلقه وخُلقه. إنما أنتَ تحت تصرُّفِ الله تعالى وعنايته؛ متى شاء علَّمك ما لم تكن تعلم، ومتى شاء أنساك ما كنت تعلمه. بين الآدمي والنبات قاسم مشترك في بدء الأمر ونهايته، تؤخذ منه العبرة؛ فالنبات يكون في نقصان، فما يزال ينمو بقدرة الله حتى يتم، فكذلك الآدمي يَرقى من نقصٍ حتى يبلغ الكمال. |
﴿وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ ﴾ [الحج: 7]
ألا تَهديك دلائلُ الخلق التي تراها بعينيك إلى أن الله تعالى هو الحقُّ، وأنه يحيي الموتى، وأن الساعة آتية، وأنه قادر على كل شيء؟ هل تفكَّرت في الحياة بعد الموت، وبقيام الساعة بعد الدنيا، وبيوم النشور بعد القبور، فماذا قدَّمت لنفسك لتنجوَ في تلك الأحوال من الأهوال؟ |
﴿ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تُبۡعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 16]
كما تتقلب بالعبد الأطوار، تتصرَّم الأعمار، وتنتهي الآجال، حتى يشهد الناسُ يومَ الدين، حين يقومون لربِّ العالمين، فمَن قدر على خلق الإنسان من عدم، ونقله في إنشائه من طَور إلى آخر، فإنه قادر على إحيائه بعد موته. مَن خلق السماواتِ السبعَ لحكمة، فقد خلق الإنسان لحكمة كذلك، وكيف يَرِد عليه في خلقه غفلة وعبث وهو الخالق الحكيم العليم؟ |
﴿إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ ﴾ [المؤمنون: 37]
هل يعجِز عن إحياء الموتى بعد أن وُجِدوا مَن أحيا أجيالًا من ماء مَهِين لم يكونوا قد وُجِدوا؟ |
﴿قَالُوٓاْ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ ﴾ [المؤمنون: 82]
أيستبعدون على الله بعثهم بعد أن صاروا عظامًا وترابًا وقد خلقهم الله تعالى أول مرة، أفينكرون إعادتهم ولا يتفكرون في ابتدائهم؟! |
﴿لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كـَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 100]
قال قَتادةُ رحمه الله: (طلبَ الرجوعَ ليعمل صالحًا، لا ليجمعَ الدنيا ويقضي الشهوات، فرحم الله امرءًا عمل فيما يتمنَّاه الكافر إذا رأى العذاب). كلمة الموقف الرهيب ليست ككلمة الإخلاص المنيب، وإنما هي كلمةٌ تقال في لحظة الضيق، حتى وإن كان لها في القلب رصيدٌ من الصدق، فلن تقبل؛ لانقضاء وقت الإيمان وانقطاع التكليف. |
﴿وَلَا تُخۡزِنِي يَوۡمَ يُبۡعَثُونَ ﴾ [الشعراء: 87]
إذا كان خليل الرحمن وهو الإمام في التوحيد، مُناظرًا عنه، داعيًا إليه، يخشى العَرض على الله، فمَن من الناس بعده يأمن على نفسه؟ |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ﴾ [الروم: 56]
تأمل كيف أن العلم والإيمان يقتضيان من حاملهما القيام بالحق معرفةً وقولًا، وانظر كيف أن مَن شهد به في الدنيا سيشهد به كذلك في الآخرة. العلم والإيمان جناحان يحملان صاحبَهما إلى آفاق النجاة والرفعة في دنياه وأخراه، حتى يكون شاهدًا بالحقِّ على الخلق. لو أيقن الناسُ بيوم البعث فاستعدُّوا له لما خسروا فيه، لكن مَن كذَّب به وشكَّ فيه ولم يعمل له ستطوِّقه أغلال الخسارة، ويحرق ضميره لفحُ الندامة. |
﴿مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسٖ وَٰحِدَةٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ ﴾ [لقمان: 28]
خَلقُ العبادِ عند الله تعالى وبعثُهم كخلقه نفسًا واحدة، فكيف يُستبعَد نشرُه لخلقه وهذه قدرته؟ فمَن أنكر البعثَ والجزاء فهو جاهلٌ بقدرة الله الخلَّاق المحيط. تبارك مَن سمعُه لعباده وإبصارُه لهم على كثرتهم كسمعِه لنفسٍ واحدة وبصره لها. |
﴿وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَحۡيَيۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ كَذَٰلِكَ ٱلنُّشُورُ ﴾ [فاطر: 9]
يقرِّب الله تعالى لخلقه صورةَ إحيائه الموتى بصور حسيَّة؛ رجاءَ أن يؤمنوا ولا يكذِّبوا؛ رحمةً منه بهم وهو الغنيُّ عن إيمانهم تبارك وتعالى. |
﴿وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ ﴾ [يس: 33]
مثالٌ حيٌّ تدركه الحواسُّ على الدوام، ولكن أين القلوبُ الغافلة منه؟ إن الذي أحيا الأرضَ بالنبات، سيُحيي الخلقَ بعد الممات. |
﴿قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ ﴾ [يس: 79]
فنَّد القرآن شُبَه المشكِّكين، وأجاب عن تشكيك الملحدين، وردَّ أباطيل المكذِّبين، وحسبُنا به حُجَّةً دامغة، تعلو ولا يُعلى عليها. إن الذي خلق الخلق وعلم مبتدأهم ومنتهاهم، وما سيصيرون إليه بعد فنائهم لقادرٌ على بعثهم وردِّهم، فمنهم مستعدٌّ للجزاء، وغافلٌ عن القضاء. |
﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [يس: 83]
ما تأمَّل عبدٌ في ملكوت الله وسلطانه إلا خشع بصره، وخضع قلبه، ونطق لسانه بتمجيد ربِّه وتنزيهه، فله وحدَه كمالُ المحامد والمدائح، والبراءة من كلِّ العيوب والقبائح. مهما طالت بنا الحياةُ فإن مردَّنا إلى مَن بيده ملكُ كلِّ شيء؛ أفلا يورثنا ذلك الرهبةَ منه والرغبةَ إليه؟! |
﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ ﴾ [الصافات: 16]
دأب المبطلين إلقاءُ شُبَههم في لَبوس الاستفهام وطلب الحقِّ بغرض التشكيك فقط. سيُبعث الخلق جميعًا للحساب، فمنهم صاغرٌ ومنهم عزيزٌ، فاختر لنفسك مع مَن تكون. |
﴿لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ﴾ [الصافات: 144]
قد يأتي المؤمنُ وغير المؤمن بشيء يُلام عليه، ولكنَّ المؤمن يلازم التوبةَ والتسبيح فينجيه الله من كرب الدنيا والآخرة. تأمَّل كيف يُري الله عباده صورتين: صورةَ النجاة بآثار الطاعة والتسبيح، وصورة كادت لتكون لولا التسبيح من طول المكث في الحبس والجوع والسقم؛ لتقارن النفوس بين هذا وهذا. |
﴿هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾ [ص: 39]
قيَّد سليمانُ هواه بهوى مولاه، ولم يخرج عن طوع رضاه، فأطلق الله يدَه في ملكه يتصرَّف به كيف يشاء، في الإمساك والإعطاء. |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [فصلت: 39]
ما نراه من تقلُّب الأحوال من الجَدْب إلى الخِصْب ومن الضَّعة إلى الرِّفعة ليس أمرًا عابرًا، ولكنه دعوةٌ إلى تعظيم قدرة الله، والاعتبار بحال كلِّ شيء وعاقبته. |
﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ وَهُوَ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [الشورى: 9]
أفمَن يخلُق كمَن لا يخلق، أفمَن يُحيي كمَن لا يحيي، أيكون القادر على كلِّ شيء كالعاجز؟ فاعجَب بعدُ لمَن يتَّخذ من دون الله وليًّا! |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٖۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ ﴾ [الشورى: 29]
كما لم يتعذَّر على الله خلقُ الخلق وبثُّهم في كونه الذي أحاط به، لا يتعذَّر عليه سبحانه جمعُهم يوم القيامة، فأين المفرُّ من الله؟ |
﴿أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسٖ مِّنۡ خَلۡقٖ جَدِيدٖ ﴾ [ق: 15]
إنَّ إحياء الناس بعد موتهم أهونُ يقينًا من ابتداء خلقهم من عدَم، ولكن هيهاتَ أن يُبصرَ هذا من جُعل على أعينهم غِشاوة! اتِّباعُ الشَّهَوات وهوى النفس يصدُّ الإنسانَ عن إدراك أظهر الحقائق. |
﴿وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ ﴾ [الواقعة: 47]
الركونُ إلى الإلف وطول المشاهدة يصرف المرءَ عن إبصار الحقائق، ويحمله على رفض الأدلَّة والبراهين الظاهرة. من طريقة أهل الباطل في التشغيب على الحقِّ استحضارُ الأمثلة التي تُخادع العقلَ وتزيِّف الحقيقة. |
﴿ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَآ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشِـُٔونَ ﴾ [الواقعة: 72]
إنَّ في إخراج النار من الشجر الأخضر لدليلًا على قُدرة الله العظيم على الخلق والبعث. جعل الله نارَ الدنيا تذكرةً بنار الآخرة أوَّلًا، ثم جعلها متاعًا لخَلقه ثانيًا؛ ليعلمَ العبدُ أن العمل للآخرة أولى من العمل للدنيا، فشتَّانَ بين دار فناء، ودار بقاء! |
﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6]
إن غفَلتَ أيها العاصي عن ذنوبك، ونسيتَ ما اجترحتَ من آثام، فإنها مُحصاةٌ محفوظة في صحائف عملك، وما كان ربُّك نسيًّا. قد يبلغ العبدُ من الاستهانة بالمعاصي ما يحمله على نسيان ما أتى منها، وقد تَحولُ كثرتُها دون ضبطها وتذكُّرها، ولكنَّه بلا ريب سيلقاها بحذافيرها محفوظةً في كتابه؛ ﴿ووَجَدوا ما عمِلوا حاضرًا ولا يظلمُ ربُّكَ أحدًا﴾ . إنما تُملأ صحيفتُك بعملك أنتَ لا بعمل غيرك، فاحرِص أن ترى يوم القيامة فيها ما يسرُّك ويُعزُّك، لا ما يَسوءُك ويُذلُّك. تذكُّرُ الذنوب باستمرار، أدعى للتوبة والاستغفار، أما تجاهلها ونسيانُها فلا يمحُوان آثارَها السوداء، وعواقبَها الشَّنعاء. على العبد أن يحاسبَ نفسَه على الأنفاس قبل معاصي القلب والجوارح، ولو أنَّه رمى عن كلِّ معصية حجَرًا في داره لامتلأت في مدَّة يسيرة، ولكنَّه يتساهل في حفظ المعاصي، والملَكان يحفظان عليه ذلك. |
﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍۚ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ﴾ [المجادلة: 18]
إن المرء ليكذبُ ويكذبُ حتى يُكتبَ عند الله كذَّابًا، ويُبعثَ يوم القيامة على ما ماتَ عليه من نفاق وكذب. لقد بلغ المنافقون في الكذب الغايةَ، وانحطُّوا به إلى دَرَكة بعيدة، حتى تجاسروا يوم القيامة على الكذب على ربِّهم الذي يعلم السرَّ وأخفى، فما أشدَّ طيشَهم! أيها المنافقون لن يُجديَكُم نفعًا ما كنتم تدَّعونه من إيمان في الدنيا؛ إذ في الآخرة تُقام عليكم الحُجَج البيِّنات، وتشهدُ الجوارح بسيِّئاتكم القبيحات. |
﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ﴾ [التغابن: 7]
أيها المؤمنُ، إنَّ البعث حقيقةٌ كائنة لا محالة، وما من أحد إلا وسيكلِّمه الله ليس بينه وبينه تَرجُمان، فأعدَّ لهذا المشهد عملًا يُزلفك من رضا مولاك. كيف لا يكون البعثُ على الله هيِّنًا يسيرًا، وقد خلق الكونَ كلَّه على عظَمته من عدَم، أفيُعجزه بعثُ البشَر خلقًا جديدًا من رِمَم؟! |
﴿وَأَنَّهُمۡ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا ﴾ [الجن: 7]
أنكرَت الجنُّ البعثَ والحساب كإنكار كثير من الإنس، ولمَّا سمعوا القرآنَ اهتدَوا وأقرُّوا بما كانوا يُنكرون، فهلَّا يقرُّ به جميعُ البشَر! |
﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ ﴾ [القيامة: 3]
إن الذي خلق بَنانَ الإنسان وخصَّ كلًّا منها ببَصمة لا يشترك فيها أحد، لهو قادرٌ على إحياء الموتى وبعثهم للحساب، فهنيئًا لمن استعدَّ. قال ابنُ عبَّاس: (لو شاء الله لجعل بَنانَ الإنسان كخُفِّ البعير أو حافر الحمار، ولكن جعله خلقًا سويًّا حسنًا يقبض به ويبسُط). فتبارك الله أحسنُ الخالقين. |
﴿بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ ﴾ [القيامة: 4]
إن الذي خلق بَنانَ الإنسان وخصَّ كلًّا منها ببَصمة لا يشترك فيها أحد، لهو قادرٌ على إحياء الموتى وبعثهم للحساب، فهنيئًا لمن استعدَّ. قال ابنُ عبَّاس: (لو شاء الله لجعل بَنانَ الإنسان كخُفِّ البعير أو حافر الحمار، ولكن جعله خلقًا سويًّا حسنًا يقبض به ويبسُط). فتبارك الله أحسنُ الخالقين. |
﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36]
ما يَميزُ الإنسانَ من الحيَوان هو شعورُه بهدفٍ من حياته، وغايةٍ من وجوده، فإن عَمِيَ عنهما كان هو والأنعامُ سواء! كثيرٌ من الظالمين يموتون ولم ينتصف المظلومُ منهم، فكان لا بدَّ من بعثٍ يُجازى بعده الناسُ، وينتصف بعضُهم من بعض، وذلك تمامُ العدل. |
﴿أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ ﴾ [القيامة: 40]
حنانَيكَ أيها المتجبِّر، فإنما خُلقتَ من نُطفةٍ حقيرة وماءٍ مَهين، فعلامَ تُنازع ربَّك الكبرياء؟! هلَّا لله تواضَعت، وللحقِّ خضَعت! امنَح نفسَك وَقفة تأمُّل بين حينٍ وآخرَ في بداية خَلقك وأصل نشأتك، وإنها لكفيلةٌ أن تضعَ قاطرةَ فؤادك على مسارها الصحيح. |
﴿أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ ﴾ [المطففين: 4]
يرى الإنسانُ في هذه الدنيا من صور الظُّلم وهضم الحقوق الكثير، وإنَّ عدل الله يقتضي أن يكونَ للحساب يومٌ ينتصف فيه كلُّ مظلومٍ من ظالمه. إن تذكُّر الآخرة وما سيُقام فيها من موازين العدل يحمل الإنسانَ على تحرِّي العدل في الدنيا، والحرص على إنصاف إخوانه قبل نفسِه. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
توحيد الربوبية مصير الكفار وصف الإيمان بالنور أحكام نسائية الحكمة في الدعوة مدح أهل الكتاب التطهير الهمز واللمز يغني من يشاء الثالوث
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب