قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن مريم العذراء في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [آل عمران: 33]
إذا كان الاصطفاءُ من الله تعالى مختصًّا به سبحانه فاتجه إليه، وعلِّق آمالك به، واسأله من واسع فضله، فما خاب مَن رجاه. أخــــبرك الله باصطفـائهـم لتُحبَّهـم وتُجلَّهـم، وتسـيرَ على دربهم، وتنسجَ على نَولهم. فإيَّاك والتقاعُسَ. |
﴿ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 34]
نسلٌ كريمٌ صلَحَت أعمالهم، فارتفعَت عند الله منازلهم، واستحقُّوا التنويهَ بفضلهم واستقامتهم، لا لمجرَّد حسَبهم ونسَبهم. هـــو السميــع لأقــوال العبــاد، العليـم بضمائرهم وأفعالهم، وإنما يصطفي من خَلقه مَن قد علم استقامتَه في ظاهره وباطنه، جعلنا الله منهم. |
﴿إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَٰنَ رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 35]
ينبغي أن يكونَ الأبناء مشاريعَ خيرٍ ناميةً لآبائهم؛ بإحسان رعايتهم، والعناية بتربيتهم، ووقايتهم ممَّا يضرُّ بهم في دنياهم وآخرتهم. من أعظم وسائل تحقيق آمالك أن تلجأَ إلى ربِّك صادقًا موقنًا منكسرًا، فإن فعلتَ فقَمِنٌ أن يُستجابَ لك. ما أعظمَ الفرقَ بين مَن يسأل الذرِّيةَ لتكونَ لدنياه عونًا ومدَدا، ومَن يطلبُها لتكونَ لدين الله ذُخرًا وعَضُدا! سبحان مَن يسمع دعاءَ الدَّاعين، ويجيب سؤالَ السَّائلين، وهــو عليمٌ بمُرادهــم وقصدهم! |
﴿فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ وَإِنِّي سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ وَإِنِّيٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36]
على العبد أن يرضى بالقضاء، وإن جاء على خلاف الدعاء، وليشتغل بصيانة ما اختاره له سيِّده، ليبلغَ به ما أمكنَ من حاجته. قضَـت الشريعــة والطبيعــة باختــلاف الجنسَين؛ إن الرجل يصلُح للعمل والجهاد، والمرأة تصلُح للتربية والإعداد، ولكلٍّ وظيفةٌ تليق به. لا تنتظر ولادةَ طفلك حتى تشرعَ في تربيته، ولكن أصلح نيَّتك منذ إرادتك إيَّاه، ثم حُفَّه بالدعاء حتى يقيَه الله تعالى من كلِّ سوء، ويُقرَّ عينك بصلاحه وهُداه. لنُحصِّن أولادنا من شرِّ الشيطان الرجيم، ولنُباعد بينهم وبين طريقه، ولنسأله سبحانه أن يحميَهم من كيده. |
﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]
المقدِّمات الصالحة تثمر ثمراتٍ يانعة، وها هي ذي امرأةُ عِمرانَ أخلصت الدعاء لربِّها، فاستجاب لها وتقبَّل ابنتها، وتعهَّد شأنها، وجعل منها عيسى عليه السلام. صدقَت مريم ربَّها فأتاها رزقُها في محرابها وموضع عبادتها، فيا ضيعةَ مَن شغله طلبُ الرزق عن أحد أهمِّ أسباب الرزق، ألا وهو الصلاة! خزائن الله مَلأى لا تُغيضها نفقة، ولا يَنقُصها عطاء، وهو سبحانه قادرٌ على أن يرزقَ مَن يشاء بغير طلب ولا تعب ولا سبب؛ ولكنَّه شرَع للمسبَّبات أسبابًا. |
﴿وَإِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصۡطَفَىٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [آل عمران: 42]
إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا سخَّر له ما يسكِّن فؤاده، ويقوِّي إيمانه، ويهيِّئُه لما يصطفيه له. |
﴿يَٰمَرۡيَمُ ٱقۡنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِي وَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 43]
أولياء الله أَولى الناس بعبادته، والدَّأَب في مَرضاته، ومَن تحلَّل من الشرع وفرَّط في الأمر فليس وليًّا لله، ولو ادَّعى ذلك واغترَّ به الناس. أعظم ما يُستعان به على القيام بالأعباء الثِّقـال، وتحمُّــل المسؤوليَّـات العِظــام، القربُ من الله وتوثيقُ الصِّلة به، فلا حولَ ولا قوَّةَ إلا به. |
﴿ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۚ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44]
أتى النبيُّ ﷺ أهلَ الكتاب بتفاصيلَ دقيقةٍ صحيحةٍ عن أنبيائهم، مع أنه لم يُدرك أزمانهم، ولم يقرأ كتبَهم، ولم يجالسهم، فهل غيرُ وحي الله أنبأه بذلك؟! |
﴿إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ ﴾ [آل عمران: 45]
إنها بِشارةٌ على ما سيتبعُها من المشاقِّ والآلام، لكنَّ العِبرةَ بالعواقب الحميدة، والمآلات المباركة في الدنيا والآخرة. لقد كانت البِشارة بولدٍ ذي جاهٍ عند الناس عظيمة، فكيف به لو كان نبيًّا وجيهًا عند الناس وعند ربِّ الناس؟! |
﴿وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [آل عمران: 46]
كم في قصَّة مريمَ من مظاهر رحمته تعالى بعباده؛ هيَّأها لما هي مقبلةٌ عليه، وهدَّأ من رَوعها، ولم يَكِلها إلى نفسها طَرفةَ عين! إن الوجاهة والتكليمَ في المهد وسائرَ الآيات ليست بمُغنيةٍ عن تلك الرُّتبة العظيمة رتبة الصَّلاح، فلننتظِم بهذا الرَّكب، ولنتحلَّ بهذا الوِسام. |
﴿قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 47]
لو كان العبد يردُّ كلَّ أمرٍ عجيب إلى حقيقة أن الله تعالى إذا قضى أمرًا فإنما يقول له: كن، فيكون، لذهب العجَب، وزالت الحَيرة، واطمأنَّ القلب. شـأن المسلـم الاستســلامُ لله تعـالى، والتسليمُ بقضائه والرِّضا بقدره، وله في مريمَ عليها السلام عبرةٌ وأُسوة، فإن سؤالها لم يكن اعتراضًا، ولكن دفعًا للاستشكال وطلبًا لليقين. |
﴿وَبِكُفۡرِهِمۡ وَقَوۡلِهِمۡ عَلَىٰ مَرۡيَمَ بُهۡتَٰنًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 156]
عيسى عليه السلام طاهرٌ شريف، وأمُّهُ الصدِّيقة بَتولٌ حَصان، تلك حقيقةٌ لا ريبَ فيها، فبُعدًا لمَن كفر وكذَّب. |
﴿وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانٗا شَرۡقِيّٗا ﴾ [مريم: 16]
من أعظم فضائل مريم أن تُذكر بأحسن الذكر وأفضل الثناء في الكتاب العظيم الذي يتلوه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى قيام الساعة، جزاءَ عملها الفاضل، وسعيها الكامل. الأُنس بالله يحتاج بين وقت وآخر إلى أفق خالٍ من ضوضاء الناس والانشغال بهم؛ ليتعلق القلب بالله من غير التفات إلى أحد سواه. |
﴿فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابٗا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرٗا سَوِيّٗا ﴾ [مريم: 17]
الاستعاذةُ بالله والالتجاءُ إليه وحده مركبُ السلامة من المخاوف، وصهوة النجاة من المتالف. إنما يؤثِّر التذكيرُ بالله تعالى فيمن كان له قلبٌ مؤمنٌ تقيٌّ، إذا ذُكِّر تذكر، وإذا وُعظ انزجر. |
﴿قَالَتۡ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا ﴾ [مريم: 18]
الاستعاذةُ بالله والالتجاءُ إليه وحده مركبُ السلامة من المخاوف، وصهوة النجاة من المتالف. إنما يؤثِّر التذكيرُ بالله تعالى فيمن كان له قلبٌ مؤمنٌ تقيٌّ، إذا ذُكِّر تذكر، وإذا وُعظ انزجر. |
﴿قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمٗا زَكِيّٗا ﴾ [مريم: 19]
ما أحسنَ البشارةَ بغلام تكفَّل الله بتزكيته وتطهيره، وخلقه وتصويره! فكيف بوجيهٍ في الدنيا والآخرة، ونبي من الصالحين، فما أعظمه من تأمين لمريم بعد خوفها! |
﴿قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا ﴾ [مريم: 20]
يُري الله عباده من آياته أنه هو المتفرِّد بالخلق والتقدير، وأن الأسباب جميعها وإن توافرت فلا تستقلُّ بالتأثير، وأنه القادر على كل شيء، فأي شيء وإن استعظم الناس تقديره فهو عليه يسير. ما قد تراه في قضاء الله من ضر عليك، فقد يكون رحمة ورفعة من حيث لا تحتسب. علامَ الحزنُ والأسى، إذا كان الخبير العليم هو مَن قدَّر وقضى؟ فإذا شئت أن ترتاحَ نفسك، ويطمئنَّ قلبك، فارضَ ببلائه، وسلِّم لقضائه. |
﴿قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا ﴾ [مريم: 21]
يُري الله عباده من آياته أنه هو المتفرِّد بالخلق والتقدير، وأن الأسباب جميعها وإن توافرت فلا تستقلُّ بالتأثير، وأنه القادر على كل شيء، فأي شيء وإن استعظم الناس تقديره فهو عليه يسير. ما قد تراه في قضاء الله من ضر عليك، فقد يكون رحمة ورفعة من حيث لا تحتسب. علامَ الحزنُ والأسى، إذا كان الخبير العليم هو مَن قدَّر وقضى؟ فإذا شئت أن ترتاحَ نفسك، ويطمئنَّ قلبك، فارضَ ببلائه، وسلِّم لقضائه. |
﴿۞ فَحَمَلَتۡهُ فَٱنتَبَذَتۡ بِهِۦ مَكَانٗا قَصِيّٗا ﴾ [مريم: 22]
المرأةُ العفيفة تهتم لسمعتها، ويقلقها أن يقال فيها ما لا يليق بها، فلذلك تعمل ما تقدر لحفظ نفسها، ومنعِ قالة السوء أن تَلَغ في عرضها. |
﴿فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا ﴾ [مريم: 23]
انظر كيف يسَّر الله لمريم ما تَلجأ إليه في مخاضها، وتنتفع به بعد ولادتها، فكن كما يحب الله في أقداره، وأبشر بلطفه فيما تكره. رُبَّ كرب كرهته، وفيه من الخير ما تحبه، فأي سعادة كتبت لمريم بولادة عيسى وما تلاه من الذكر العظيم عند الأمم، والآخرةُ خير. |
﴿فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا ﴾ [مريم: 24]
نهاها وليدها عن الحزن وهي في كَرب عظيم، وتستقبل بعده كروبًا أخرى، فكيف يحزن مؤمن كربتُه دون كربتها؟ |
﴿وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا ﴾ [مريم: 25]
لا تدَعِ الأخذَ بما تقدر عليه من الأسباب، وإن لم تكن موصلةً إلى الغاية، فيدا مريم النُّفَساء ما كانت ستفعل بجذع نخلة باسقةٍ سَحوق؟ |
﴿فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا ﴾ [مريم: 26]
سبحان الله! في قمَّة الغم الذي يكتسح جوانبَ مريم يأمرها الله أن تكونَ قريرة العين، ويحثُّها على الطعام والشراب اللذينِ تقلُّ رغبة المغموم فيهما! إنه الانتصار على الهموم. |
﴿فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا ﴾ [مريم: 27]
أرشد اللهُ مريم إلى الصمت في وقتٍ يُظنُّ فيه أن البيان هو النجاة، فامتثلت، فرأت من حسن تدبير الله لها خيرًا مما يمكن أن تدبِّره لنفسها. ليست كلُّ المعارك يحتاج الانتصار فيها إلى اندفاع وقوة، بل بعضها يحتاج إلى هدوء وسكينة فقط. |
﴿يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا ﴾ [مريم: 28]
بهَتوها وقذفوها بالباطل قبل أن يسألوها لمَن الطفل ومن أين جاء! وما كان ينبغي لهم ذلك مع العابدة العفيفة مريم عليها السلام. تدبَّر كيف جمع قولُهم أطراف القرابة المباشرة في هذه الآية، لعظيم أثرها على المرأة صلاحًا أو فسادًا، مما يقتضي أهمية التحري عن البيت الصالح؛ لأثره المباشِر. |
﴿فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا ﴾ [مريم: 29]
لما جاءت مريمُ بأمر غير معتاد في الخلق، دفع الله عنها بسبب غير معتاد فيهم كذلك، فتكلم ببراءتها رضيعها عليه السلام وهو في مهده. قال مقاتل: (أقرَّ عيسى عليه السلام على نفسه بالعبودية لله عزَّ وجل أولَ ما تكلم لئلا يُتخذ إلهًا). لم يصرِّح عيسى ببراءة أمِّه، بل أشار إلى ذلك بالتلميح الذي يكون أبلغَ من التصريح؛ حين تحدَّث عن النبوَّة، وفي ذلك تمهيدٌ للدعوة، ودفع للتهمة؛ إذ لا يكون نبيًّا مَن كانت أمُّه بغيًّا. |
﴿قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا ﴾ [مريم: 30]
لما جاءت مريمُ بأمر غير معتاد في الخلق، دفع الله عنها بسبب غير معتاد فيهم كذلك، فتكلم ببراءتها رضيعها عليه السلام وهو في مهده. قال مقاتل: (أقرَّ عيسى عليه السلام على نفسه بالعبودية لله عزَّ وجل أولَ ما تكلم لئلا يُتخذ إلهًا). لم يصرِّح عيسى ببراءة أمِّه، بل أشار إلى ذلك بالتلميح الذي يكون أبلغَ من التصريح؛ حين تحدَّث عن النبوَّة، وفي ذلك تمهيدٌ للدعوة، ودفع للتهمة؛ إذ لا يكون نبيًّا مَن كانت أمُّه بغيًّا. |
﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا ﴾ [مريم: 31]
داوِم على الصلاة مدةَ حياتك؛ فهي وصية الله لعيسى كلمِته، وآخرُ وصية نبيك محمد لأمته. مَن كانت الصلاةُ والزكاة من لوازم سيرته كما يحب الله، فيُرجى منه الصلاح والعدالة والصدق؛ لأن بهاتين العبادتين صلاحَ علاقة العبد مع خالقه، ومع بني جنسه. |
﴿وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا ﴾ [مريم: 32]
الاتِّصاف بالجبروت والشقاء قرينُ عقوق الوالدين، فمَن كان بارًّا لا يُرى جبارًا شقيًّا. |
﴿وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا ﴾ [مريم: 33]
يحُفُّ السلام بعيسى في أعظم نُقْلات حياته؛ النَّقلة إلى الدنيا وإلى القبر وإلى الآخرة؛ ولهذا سلِم من نزغ الشيطان عند ولادته، وسلم من طالبي قتله، وسيموت في سلام، ويُبعث في سلام. |
﴿ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ ﴾ [مريم: 34]
جَلا القرآنُ للناس حقائقَ قد حجبَتها الخيانة والحقد والضلال، والتفرُّق والاختلاف، فعيسى الذي ضلَّ فيه الجُفاة والغُلاة من اليهود والنصارى إنما هو عبدُ الله ورسولُه. |
﴿وَٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلۡنَٰهَا وَٱبۡنَهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 91]
حملت مريمُ من غير رجل، وولِد عيسى منها من غير أب، فسبحان مَن لا يُعجز قدرتَه شيء! فهو وحده مَن وضع سننَ هذا الكون، وهو القادر على إلغائها متى شاء. تبقى آيةُ الله حجةً دامغة، وهداية واضحة، سواء اهتدى بها الخلق أو أعرضوا عنها. |
﴿وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ ﴾ [التحريم: 12]
الصدِّيقيَّة الحقَّة ليست بادِّعاء الكرامات، ولكنَّها بكمال العلم وتمام العمل، مع الصدق والإخلاص. شرفُ المرأة في عفافها وإحصان فرجها، فيا لهَناء من تزيَّنت بذلك، مع كثرة العبادة وخشوع القلب والجوارح. أيتها المسلمةُ، إن رغبتِ في الفلاح فكوني كخير نساء العالمين مريمَ وآسية؛ طاعةً لله، وخضوعًا لأمره، ورضًا بقضائه، وإيثارًا للآخرة على الدنيا. لا تكاد امرأةٌ محصَنة تُبتَلى في عِرضها كذبًا وزورًا، فتصبر وتحتسب إلا يدافع الله عنها، ويبرِّئها على رؤوس الأشهاد، ويردُّ افتراء المفترين. كما أبرزَ المولى سبحانه سيرةَ هاتين الصالحتَين العابدتين، ينبغي أن ننوِّهَ بسِيَر الصالحات الفاضلات، ليكنَّ لسواهنَّ من النساء أُسوةً وقدوة. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
خلق الذكر والأنثى أمانة الأنبياء الغيرة أخذ الأسرى اسم الله المتكبّر أحكام قتالية نقض نظرية التطور عالم الغيب الأمثال رب هذا البيت
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب