قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن عقاب المفسدين في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ ﴾ [البقرة: 11]
صوَّر المنافقون إفسادَهم بصورة الإصلاح؛ لما في قلوبهم من مرض يُعمي البصائرَ والأبصار، حتى يرى أصحابها الباطلَ حقًّا والحقَّ باطلًا؛ ﴿أفمَن زُيِّن له سوءُ عملِه فرآهُ حسنًا﴾ ؟! كم من مفسدٍ يدَّعي الإصلاح! ومتى اختلَّ ميزان الإخلاص لله في نفس العبد، اختلَّت لديه سائرُ الموازين. |
﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26]
العِبرة في أمثال القرآن ليست في الأنواع والأصناف، ولا في الأشكال والأحجام، ولكنَّها أدواتٌ للتنوير والتبصير، فتأمَّلها واعتبِر بها. لا تحتقر شيئًا مهما كان صغيرًا؛ فقد يحمل من المواعظ والعِبر ما لا يحمِلُه ما هو أكبرُ منه. لا يصُدَّنَّك عن بيان حُكم الشريعة في شؤون الحياة كلِّها توهُّمُك أن في بعض ذلك ما قد يغضُّ من مكانتك، أو لا يناسب أذواق أهل عصرك. أمَّا المصدِّقون بكلام الله فيفتحُ لهم أبوابَ فضله، ويشرحُ صدورهم لفهم مراده، فيزدادون إيمانًا ويقينًا، وأمَّا الكافرون فتَشتَبِه عليهم البيِّنات، وتستغلق الواضحات. مَن سأل عن شيءٍ من كلام ربِّه وأحكام شرعه، فليحذَر سؤالَ المحجوبين عن نور الله وحكمته، المقطوعين عن سنَّة الله وتدبيره، مَن لا يرجون لله وَقارًا. من كمال الأدب مع الله أن يسألَ العبد عمَّا غَمَضَ عليه من كتاب ربِّه وأحكام شريعته سؤالَ الباحث عن الحقِّ، لا سؤالَ المعاند المعترض. يضرب الله المثلَ الواحد، ويشرَع الحكمَ الواحد، فينقسم الناس بشأنه طوائفَ شتَّى؛ بين مؤمنٍ مهتدٍ وكافرٍ ضال، ﴿واللهُ لا يهدي القومَ الظَّالمين﴾ . |
﴿ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [البقرة: 27]
إذا رأيتَ الرجل يجترئ على نقض عهدِ الله بترك عبادته واستدبار طاعته، فلا تثق به، فإنه أجرأ على نقض عهوده ومواثيقه مع البشَر. احذر كلَّ قطيعةٍ لا يرضاها الله، ولا تكن سببًا في الفُرقة، وليكن وصلك الناسَ واعتزالك إيَّاهم وَفقَ ما يحبُّ المولى سبحانه؛ تحقيقًا للولاء والبراء فيه. شرَع الله للناس ما فيه صلاحُهم وهداهم في دنياهم وأُخراهم، ويأبى المنافقون إلا الإفسادَ والتضليل؛ فما أعظمَ جرأتَهم على شرع الله، وجنايتَهم على خلق الله! يا لها من خسارةٍ أن يُستبدَلَ النقضُ بالوفاء، والقطعُ بالوصال، والإفسادُ بالإصلاح، والعقابُ بالثواب! |
﴿وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۖ وَمَا يَكۡفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [البقرة: 99]
على تباعد الأمصار، وتعاقب الأيام والأعصار، تجد المارقين من هَدي الله يتعامَون عن الآيات الظاهرات، ويردُّون الحُجَجَ الواضحات، استكبارًا وعِنادًا. |
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ ﴾ [البقرة: 204]
لا تغترَّ بكلِّ منطِق منمَّق، فما أيسرَ التصنُّعَ في حال الأُلفة والوئام، وإنما تنكشف المعادنُ وتظهر الحقائق عند النزاع والخصام. |
﴿وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205]
فريقان لا تنخدع بهما؛ منافقٌ يُظهر لك ما تحبُّ، فإن غاب عنك ارتكب كلَّ خطيئة. وكافرٌ مراوغ، ينمِّق مُراده فيقلب الحقائقَ ويفعل بالمسلمين الأفاعيل. إهلاك الحرث والنسل فسادٌ عريض، ويدخل فيه كلُّ ما يُزخرفه أهل الباطل من وجوه الفساد التي لا تَرعى لشرع الله حُرمة. |
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206]
تزيد المعصية قبحًا بتكبُّر صاحبها وبطَره الحقَّ، قال ابنُ مسعود: إن من أكبر الذنب عند الله أن يقولَ الرجل لأخيه: اتَّقِ الله، فيقول: عليك بنفسِك، أنت تأمرني؟! قد يحرق قلبَك عدوانُ المعتدين، وتنتظر نَكالَ الله بهم وعقابَه فيهم. لا تستعجل جزاءهم، إنَّ لهم في الآخرة ما ينتظرهم، عذاب جهنَّم يكفيهم! |
﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ ﴾ [آل عمران: 63]
حسبُ الداعية أن يبلِّغَ شرعَ ربِّه كما أمره، ولا تذهب نفسُه حسراتٍ على المُعرضين؛ فإنه لا يُعرض عن الحقِّ إلا فاسدٌ مفسد، والله عليمٌ بالمفسدين. التولِّي عن الحقِّ والإعراضُ عن التوحيد فسادٌ عظيم، وسيجزي الله المفسدين شرَّ الجزاء. |
﴿فَمَن تَوَلَّىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 82]
مَن تديَّن بما لم يَشرَعه الله تعالى لنبيِّه ﷺ فهو في ركاب الفاسقين. الفسق والضلال درَكاتٌ بحسب التولِّي عن أمر الله، فمَن تولَّى عن بعض دينه كان فسقُه على قدر تولِّيه، وإنَّ من الفاسقين مَن خرج عن الملَّة والدين، أعاذنا الله من كلِّ ضلال مبين. |
﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]
فلتُدرك الأمَّة المسلمة هذه الحقيقةَ الناصعة، لتعرفَ قيمتها، وتعلمَ أنها أُخرجت لتكونَ طليعةً للناس، تقودهم للخير، وتنأى بهم عن الشرِّ. لا بدَّ من الإيمان بالله وحدَه؛ ليوضعَ الميزان الصحيح للقيم، ويظهرَ التعريف الصريح للمعروف والمنكر. شرط خيريَّة الأمَّة أن تقومَ بهذا الواجب العظيم، فاجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واحذر أن تُؤتى الأمَّة من قِبَلك. حريٌّ بمَن تفضَّل الله عليه بنعمةٍ أن يرعاها، ويقومَ بواجب شُكرها، حتى لا يسلبَها منه، ويستبدلَ به غيرَه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لِيَفۡتَدُواْ بِهِۦ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنۡهُمۡۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [المائدة: 36]
كم إنسانٍ يعصي اللهَ من أجل الظفَر بحظٍّ دنيويٍّ قليل، أفلا يعلم أنه لو حاز الدنيا كلَّها فلن تحولَ بينه وبين العذاب؟ أفمن العقل أن ينشغلَ العاقلُ بها بعد هذا؟! ما أسهلَ الافتداءَ في الدنيا، وما أصعبَه يوم القيامة! ولو أن الإنسانَ افتدى نفسَه من عذاب الله حالَ حياته، وتقرَّب إلى مولاه بالجود مما أعطاه، لأفادَه ذلك في أُخراه. |
﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ ﴾ [المائدة: 49]
ما أكثرَ ما يحتال الفاجرون على ذوي الاستقامة لإقناعهم بالحَيدة عن بعض الأحكام الشرعيَّة! وتلك هي الفتنةُ التي لا بدَّ فيها من الحذر. سُلَّم التنازلات عن الثوابت لا تنتهي درجاتُه في مطالب المُبطلين، فتنازلُ صاحب الحقِّ عن بعض الحقِّ لا يُشبع نَهَمَ ذوي الأهواء، وإن البقاء على قمة الحقِّ خيرٌ من الاستيقاظ في سَفحه. إذا كان عقابُ بعض الذنوب قد كفى لإهلاك العباد في الدنيا، فكيف يكون عقابُ جميعِها يوم القيامة؟ حين كان الحقُّ مُلجِمَ الشهوات، وفاطمَ النفس عن النزَوات، صار أهلُه قليلين، والخارجون عنه كثيرين، وفي هذا تسليةٌ للمؤمن عندما يرى ازدحامَ سبيل الباطل بالسالكين. |
﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ﴾ [المائدة: 52]
مرضى القلوب يسارعون في موالاة الكفار، ولا يزالون في سباقٍ وتنافُس لكسب رضاهم عنهم، وفي نوازلِ البلايا تطفو تلك الخبايا. أصحاب القلوب المريضة واثقون بنصرِ أعداء الله، شاكُّون في نصر الله وصدقِ وعده، فلذلك أسرعوا إلى الأعداء، وأعرضوا عن ربِّ الأرض والسماء. إننا على وعدٍ من الله بالفتح ما استمسَكنا بعُروة الله، وأخلصنا له الولاء، ووعَينا منهجَه، وأقمنا عليه تصوُّراتِنا وأوضاعَنا وأعمالنا. سرور مرضى النفوس بولاء أعداء الله سرورٌ يعقُبه الحزن والندم، وتخلُفه الحسرة والألم، فمهما طال زمنُ البلاء فخيرُ الله آتٍ لا محالة. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [المائدة: 67]
العلم بدين الله نورٌ يضيء للناس الطريقَ المستقيم، وحاملُ هذا النور مأمورٌ بتبليغه، فإن كتمَه فإنه لم يبلِّغ رسالةَ ربِّه، وكفى بهذا ذمًّا. لله في ثنايا التكاليف ألطافٌ تعين عليها، فانظر كيف أمر الله رسولَه بالصَّدع والبلاغ، والقومُ مبغِضون له معاندون، ثم كفَلَ له العصمةَ من الناس إن قام بالتكليف، وقد فعل. فما أحرانا أن نتأسَّى بنبيِّنا في تبليغ رسالة ربِّنا، متَّكلين عليه وحدَه! يا داعيَ الحقِّ، ثِق بحُسن العاقبة إن كانت دعوتُك إليه خالصة، وعلى سبيله مستقيمة، فأنت في أمانه وكلاءته، وحفظه ورعايته، فاحفظ الله يحفَظك. حسبُك أيها الداعية البلاغُ المبين، فمَن اهتدى فلنفسه، أمَّا الكافرون الذين لا قصدَ لهم إلا اتِّباعُ أهوائهم فإن الله لا يَهديهم ولا يوفِّقهم للخير؛ لإصرارهم على الكفر وعنادهم. |
﴿وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡحَقِّ وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [المائدة: 84]
للهِ درُّ أقوامٍ أدركوا قدرَ المآل وأهميَّةَ حُسن العاقبة، فبحثوا عن الطريق إليها فسلكوها، يحدوهم الطمعُ بكرم الله، والفوزُ بما عنده. لا يرغبُ عاقلٌ عن صحبة الصالحين، لكن على مَن يطمع فيها أن يسلكَ سبيلَها ويعمل بأعمال أهلها، وما هو إلا الإيمانُ بالله ووحيه. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَمَسُّهُمُ ٱلۡعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ﴾ [الأنعام: 49]
لا يُنزل الله عذابًا على أحدٍ إلا بذنب؛ عدلًا منه تعالى، وتكذيبُ آياتِ الله ذنبٌ عظيم، يستحقُّ أهلُه العذابَ الأليم. |
﴿وَقَالَتۡ أُولَىٰهُمۡ لِأُخۡرَىٰهُمۡ فَمَا كَانَ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلٖ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 39]
أرأيتَ إلى جدالِ الضالِّين العقيم كيف لا ينتهي، ولا إلى حقٍّ يُؤدِّي، حتى وردوا النار؟! ما كان الله تعالى ليُعاقِبَ أحدًا بغير ما جَناه، فمَن عذَّبه وضاعف عذابَه فبما كسبَت يداه. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40]
مَن يستكبرُ على الإيمان لا يرتفعُ له عملٌ ولا شأن، بل تُنكَّس روحُه تنكيسًا. من السماءِ تنزلُ الخيرات، وإليها تصعدُ الأعمالُ الصالحات، فهنالك موضعُ البهجة ومعدِنُ السعادات. الموقوف على المُحال محال؛ فلا دخولَ لكافرٍ الجنَّةَ يومَ المآل، إلا إذا نفَذَ الجملُ من ثَقْب إبرة، فما أعظمَ هذا المثَل للعِبرة! ما أشأمَ الإجرامَ على فاعليه، وأسوأَ أثرَه على مرتكبيه! إنه ليُودي بهم في المهالِك، وهذه سنَّةُ الله فيهم عبرَ الأمم والممالك. |
﴿ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55]
هو ربُّك تعالى الذي ربَّاك وآواك، أفيَليقُ بك أن تتوجَّه إلى غيره، أو تسألَ أحدًا سواه؟! لا يليق بالمؤمن أن يكونَ من المعتدين في الدعاء؛ إمَّا بترك دعاء ربِّه، وإمَّا بسؤاله ما لم يَشرَعه له، وإمَّا برفع صوته وصياحه بدعائه. من رحمته أنه أرشدَك إلى الدعاء لتدعوَه ليعطيَك، ونهاك عما يرُدُّ دعاءك لئلَّا يحرمَك، فهل رأيتَ مثلَ هذا الكرم؟ |
﴿وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 84]
ما أعظمَ جُرمَهم الذي استحقُّوا به الإمطارَ بالحجارة! وما أهونَ الإنسانَ حين يشاقُّ ربَّه، فيُنزل عليه غضبَه، ويقطع عنه رحمتَه! نصر الله لأوليائه حاصلٌ لا محالة، فلا تنشغل بكيفيَّة حصوله، وما عليك إلا أن تثقَ بنزوله. مآلات الأقوام المعاندةِ للحقِّ إلى زوال، وعاقبةُ أمرهم إلى نَكال، فما أحسنَ حالَ مَن يعتبرُ بهم، ويا سوءَ حالِ مَن لم يتَّعظ ويزدجر! |
﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]
مصلحة الدين لا تُقدَّم عليها أيُّ مصلحة دُنيويَّة عند التعارُض، وبذلك يُعرَف طالبُ الدنيا من طالب الآخرة. إذا تجذَّر حبُّ الله ورسوله في القلب لم يُقدِّم صاحبُه على ذلك حبَّ شيءٍ في الوجود. في شعور الحبِّ يحصُل الابتلاء، فيتبيَّن به قَدرُ المحبوب في قلب المُحبِّ؛ بذِكره له، وانشغاله به، وتوجُّهِه إليه، وانصرافِ انقياده لما يريد. ليس مطلوبًا من المسلم أن ينقطعَ عن محبوبات الدنيا الحسِّيَّة والمعنويَّة المُباحة، وإنما المطلوبُ ألا يقدِّمَها على الحبِّ الأعلى؛ حبِّ الله ورسوله. برهِن على إيمانك بتقديم ما يحبُّه الشرع، على ما يستحبُّه الطبع. كم يَجني الفسقُ على أهله! وكم يحرِمُهم من خيرٍ يُرتجى! فمَنعُ الهداية من أعظم الحِرمان. |
﴿كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [يونس: 33]
لا تنفعُ الحُججُ البيِّناتُ مَن أغلق دونَها عقلَه وقلبَه، وسبق في علم الله الأزلي شقاؤه وضلالُه. |
﴿وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ﴾ [القصص: 77]
رابحٌ مَن آتاه الله نعمةً مثل المال فسخَّرها في مرضاة ربِّه، والوصولِ إلى ثوابه وجنَّته. لا لومَ على مَن أخذ من متاع الدنيا المباح ما يُصلِح به حياته من غير سرَف، ولم يكن بذلك المتاع مشغولًا، وعن آخرته به منصرِفا. لم يمنع الإسلام أتباعَه من أن يأخذوا بقِسط من متاع الدنيا، بل حضَّهم على السعي في الرزق، حتى لا يكونوا عالةً على غيرهم. الشاكر لنعمة ربه يحسن لبني جنسه من نعمته، كما أحسن الله إليه برزقه إياها، فمن شكرِ الإحسانِ الإحسانُ منه. إن الله تعالى يحسن ويحبُّ الإحسان، ويعطي ويحبُّ الإعطاء، فمَن أفضل على عباد الله بإحسانه وعطائه، زاده الله من فضله وآلائه. إذا لم تستطع أن تُهديَ إلى هذا الكون صلاحًا وفلاحًا، فلا تصنع فيه ضلالاً وإفسادًا. كيف يحبُّ الله عبدًا يهدِم بُنيانَ الصلاح بين العباد، ويقيم على أنقاضه أبنيةَ الإضرار والإفساد؟ |
﴿تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]
من أراد الآخرة لم يَدَع العلوَّ والفساد فحسب، وإنما يدَعُ كذلك إرادتهما، ويحفظ قلبه من الميل إليهما. حينما يبغي المرء العلوَّ في الأرض ليحقِّقَ لنفسه حظوظها، فإنه لا بدَّ أن ينجرَّ إلى فعل الفساد، حتى يحقِّقَ ذلك المراد. |
﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ﴾ [الروم: 12]
سيأتي على المجرمين المتشدقين بالباطل، المتبجِّحين بحسن العاقبة يومٌ ييئسون فيه من النجاة، وتنقطع حجتهم فلا ينبِسون ببنت شفة. |
﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَآئِهِمۡ شُفَعَٰٓؤُاْ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمۡ كَٰفِرِينَ ﴾ [الروم: 13]
ما أخسرَ صفقةَ المشركين يوم عبدوا آلهتهم الباطلة راجين نفعَها وقت الحاجة! فخذلتهم، ولم تشفع لهم في دفع عذاب الله عنهم. ما من عبد يعتمد على غير الله، أو يركَن إلى مَن سواه فينفعَه يوم القيامة، وإنما يتبرَّأ منه وهو أحوجُ ما يكون إلى مَن ينصره. |
﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ ﴾ [الروم: 55]
قال قَتادةُ رحمه الله: (استقَلَّ القوم أجَلَ الدنيا لمَّا عاينوا الآخرة). يقصر الزمان عند الموت لدى مَن أسرف على نفسه، حتى يصير كأنه يوم واحد، فحينئذٍ يَستعتب فلا يُعتب، ويطلب الرجعى فلا يُجاب، فيا لحسرته وخسارته! سيُحشر المكذِّبون على الخُلق الذميم الذي تخلَّقوا به في الدنيا، فليتحامَ المسلم الرذائلَ والكبائر؛ خشية أن يُحشرَ عليها. |
﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19]
أقبحُ النسيان أن ينسى العبدُ ربَّه، وشرُّ الغفلة غفلتُه عن مولاه، ولمَّا كان الجزاء من جنس العمل عُوقبَ العبدُ بنسيان نفسه، والغفلة عمَّا فيه صلاحُها وفلاحُها. أيُّ ظفَر يبلغُه من نسيَهُ ربُّه وتخلَّى عنه؟! فاحذَر أن تنسى مولاك وتغفُلَ عن عبادته وذكره، فلا صلاحَ لحالك ونفسك إلا بإصلاح الصِّلة بربِّك. كلُّ خير نضيِّعه وكلُّ معصية نقترفها إنما هو إلقاء لأنفسنا في غمَرات الضَّياع والنسيان. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الغنى الحقيقي رب هذه البلدة الأمثال التحريف هابيل وقابيل عبادة الأنصاب والأزلام الإيمان بالملائكة البيعة الصدقات معاملة الحربي
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب