سورة الأحزاب | للقراءة من المصحف بخط كبير واضح
استماع mp3 | الجلالين&الميسر | تفسير الشوكاني |
إعراب الصفحة | تفسير ابن كثير | تفسير القرطبي |
التفسير المختصر | تفسير الطبري | تفسير السعدي |
تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن تفسير الصفحة 420 من المصحف
الآية: 16 {قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليل}
قوله تعالى: "قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل" أي من حضر أجله مات أو قتل؛ فلا ينفع الفرار. "وإذا لا تمتعون إلا قليلا" أي في الدنيا بعد الفرار إلى أن تنقضي آجالكم؛ وكل ما هو آت فقريب. وروى الساجي عن يعقوب الحضرمّي "وإذا لا يمتعون" بياء. وفي بعض الروايات "وإذا لا تمتعوا" نصب بـ "إذا" والرفع بمعنى ولا تمتعون. و"إذا" ملغاة، ويجوز إعمالها. فهذا حكمها إذا كان قبلها الواو والفاء. فإذا كانت مبتدأة نصبت بها فقلت: إذا أكرمك.
الآية: 17 {قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصير}
قوله تعالى: "قل من ذا الذي يعصمكم من الله" أي يمنعكم منه. "إن أراد بكم سوءا" أي هلاكا. "أو أراد بكم رحمة" أي خيرا ونصرا وعافية. "ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا" أي لا قريبا ينفعهم ولا ناصرا ينصرهم.
الآية: 18 {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليل}
قوله تعالى: "قد يعلم الله المعوقين منكم" أي المعترضين منكم لأن يصدوا الناس عن النبّي صلى الله عليه وسلم؛ وهو مشتق من عاقني عن كذا أي صرفني عنه. وعوق، على التكثير "والقائلين لإخوانهم هلم إلينا" على لغة أهل الحجاز. وغيرهم يقولون: "هلموا" للجماعة، وهلمي للمرأة؛ لأن الأصل: "ها" التي للتنبيه ضمت إليها "لم" ثم حذفت الألف استخفافا وبنيت على الفتح. ولم يجز فيها الكسر ولا الضم لأنها لا تنصرف. ومعنى "هلم" أقبل؛ وهؤلاء طائفتان؛ أي منكم من يثبط ويعوق. والعوق المنع والصرف؛ يقال: عاقه يعوقه عوقا، وعوقه واعتاقه بمعنى واحد. قال مقاتل: هم عبدالله بن أبي وأصحابه المنافقون. "والقائلين لإخوانهم هلم" فيهم ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم المنافقون؛ قالوا للمسلمين: ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس، وهو هالك ومن معه، فهلم إلينا. الثاني: أنهم اليهود من بني قريظة؛ قالوا لإخوانهم من المنافقين: هلم إلينا؛ أي تعالوا إلينا وفارقوا محمدا فإنه هالك، وإن أبا سفيان إن ظفر لم يبق منكم أحدا. والثالث: ما حكاه ابن زيد: أن رجلا من أصحاب النبّي صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف؛ فقال أخوه - وكان من أمه وأبيه - : هلم إلّي، قد تبع بك وبصاحبك؛ أي قد أحيط بك وبصاحبك. فقال له: كذبت، والله لأخبرنه بأمرك؛ وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجده قد نزل عليه جبريل عليه السلام بقوله تعالى: "قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا". ذكره الماوردي والثعلبي أيضا. ولفظه: قال ابن زيد هذا يوم الأحزاب، انطلق رجل من عند النبّي صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه رغيف وشواء ونبيذ؛ فقال له: أنت في هذا ونحن بين الرماح والسيوف؟ فقال: هلم إلى هذا فقد تبع لك ولأصحابك، والذي تحلف به لا يستقل بها محمد أبدا. فقال: كذبت. فذهب إلى النبّي صلى الله عليه وسلم يخبره فوجده قد نزل عليه جبريل بهذه الآية. "ولا يأتون البأس إلا قليلا" خوفا من الموت. وقيل: لا يحضرون القتال إلا رياء وسمعة.
الآية: 19 {أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسير}
قوله تعالى: "أشحة عليكم" أي بخلاء عليكم؛ أي بالحفر في الخندق والنفقة في سبيل الله؛ قال مجاهد وقتادة. وقيل: بالقتال معكم. وقيل: بالنفقة على فقرائكم ومساكينكم. وقيل: أشحة بالغنائم إذا أصابوها؛ قاله السدي. وانتصب على الحال. قال الزجاج: ونصبه عند الفراء من أربع جهات: إحداها: أن يكون على الذم؛ ويجوز أن يكون عنده نصبا بمعنى يعوقون أشحة. ويجوز أن يكون التقدير: والقائلين أشحة. ويجوز عنده "ولا يأتون البأس إلا قليلا" أشحة؛ أي أنهم يأتونه أشحة على الفقراء بالغنيمة. النحاس: ولا يجوز أن يكون العامل فيه "المعوقين" ولا "القائلين"؛ لئلا يفرق بين الصلة والموصول. ابن الأنباري: "إلا قليلا" غير تام؛ لأن "أشحة" متعلق بالأول، فهو ينتصب من أربعة أوجه: أحدها: أن تنصبه على القطع من "المعوقين" كأنه قال: قد يعلم الله الذين يعوقون عن القتال ويشحون عن الإنفاق على فقراء المسلمين. ويجوز أن يكون منصوبا على القطع من "القائلين" أي وهم أشحة. ويجوز أن تنصبه على القطع مما في "يأتون"؛ كأنه قال: ولا يأتون البأس إلا جبناء بخلاء. ويجوز أن تنصب "أشحة" على الذّم. فمن هذا الوجه الرابع يحسن أن تقف على قوله: "إلا قليلا". "أشحة عليكم" وقف حسن. ومثله "أشحة على الخير" حال من المضمر في "سلقوكم" وهو العامل فيه. "فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت" وصفهم بالجبن؛ وكذا سبيل الجبان ينظر يمينا وشمالا محددا بصره، وربما غشي عليه. وفي "الخوف" وجهان: أحدهما: من قتال العدو إذا أقبل؛ قال السّدي. الثاني: الخوف من النبّي صلى الله عليه وسلم إذا غلب؛ قاله ابن شجرة. "رأيتهم ينظرون إليك" خوفا من القتال على القول الأول. ومن النبّي صلى الله عليه وسلم على الثاني. "تدور أعينهم" لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة. وقيل: لشّدة خوفهم حذرا أن يأتيهم القتل من كل جهة. "فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد" وحكى الفراء "صلقوكم" بالصاد. وخطيب مسلاق ومصلاق إذا كان بليغا. وأصل الصلق الصوت؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الصالقة والحالقة والشاقة). قال الأعشى:
فيهم المجد والسماحة والنجـ ـدة فيهم والخاطب السلاق
قال قتادة: ومعناه بسطوا ألسنتهم فيكم في وقت قسمة الغنيمة، يقولون: أعطنا أعطنا، فإنا قد شهدنا معكم. فعند الغنيمة أشح قوم وأبسطهم لسانا، ووقت البأس أجبن قوم وأخوفهم. قال النحاس: هذا قول حسن؛ لأن بعده "أشحة على الخير" وقيل: المعنى بالغوا في مخاصمتكم والاحتجاج عليكم. وقال القتبي: المعنى آذوكم بالكلام الشديد السلق: الأذى. ومنه قول الشاعر:
ولقد سلقنا هوازنا بنواهل حتى انحنينا
"أشحة على الخير" أي على الغنيمة؛ قاله يحيى بن سلام. وقيل: على المال أن ينفقوه في سبيل الله؛ قاله السّدي. "أولئك لم يؤمنوا" يعني بقلوبهم وإن كان ظاهرهم الإيمان؛ والمنافق كافر على الحقيقة لوصف الله عز وجل لهم بالكفر. "فأحبط الله أعمالهم" أي لم يثبتهم عليها؛ إذا لم يقصدوا وجه الله تعالى بها. "وكان ذلك على الله يسيرا" يحتمل وجهين: أحدهما: وكان نفاقهم على الله هينا. الثاني: وكان إحباط عملهم على الله هينا.
الآية: 20 {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليل}
قوله تعالى: "يحسبون الأحزاب لم يذهبوا" أي لجبنهم؛ يظنون الأحزاب لم ينصرفوا وكانوا انصرفوا، ولكنهم لم يتباعدوا في السير. "وإن يأت الأحزاب" أي وإن يرجع الأحزاب إليهم للقتال. "يودوا لو أنهم بادون في الأعراب" تمنوا أن يكونوا مع الأعراب حذرا من القتل وتربصا للدوائر. وقرأ طلحة بن مصرف "لو أنهم بدى في الأعراب"؛ يقال: باد وبدى؛ مثل غاز وغزى. ويمد مثل صائم وصوام. بدا فلان يبدو إذا خرج إلى البادية. وهي البداوة والبداوة؛ بالكسر والفتح. وأصل الكلمة من البدو وهو الظهور. "يسألون" وقرأ يعقوب في رواية رويس "يتساءلون عن أنبائكم" أي عن أخبار النبّي صلى الله عليه وسلم. يتحدثون: أما هلك محمد وأصحابه، أما غلب أبو سفيان وأحزابه! أي يوّدوا لو أنهم بادون سائلون عن أنبائكم من غير مشاهدة القتال لفرط جبنهم. وقيل: أي هم أبدا لجبنهم يسألون عن أخبار المؤمنين، وهل أصيبوا. وقيل: كان منهم في أطراف المدينة من لم يحضر الخندق، جعلوا يسألون عن أخباركم ويتمنون هزيمة المسلمين. "ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا" أي رميا بالنبل والحجارة على طريق الرياء والسمعة؛ ولو كان ذلك لله لكان قليله كثيرا.
الآية: 21 {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير}
قوله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" هذا عتاب للمتخلفين عن القتال؛ أي كان لكم قدوة في النبي صلى الله عليه وسلم حيث بذل نفسه لنصرة دين الله في خروجه إلى الخندق. والأسوة القدوة. وقرأ عاصم "أسوة" بضم الهمزة. الباقون بالكسر؛ وهما لغتان. والجمع فيهما واحد عند الفراء. والعلة عنده في الضم على لغة من كسر في الواحدة: الفرق بين ذوات الواو وذوات الياء؛ فيقولون كسوة وكسا، ولحية ولحى. الجوهري: والأسوة والإسوة بالضم والكسر لغتان. والجمع أسى وإسى. وروى عقبة بن حسان الهجري عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" قال: في جوع النبّي صلى الله عليه وسلم؛ ذكره الخطيب أبو بكر أحمد وقال: تفرد به عقبة بن حسان عن مالك، ولم أكتبه إلا بهذا الإسناد.
قوله تعالى "أسوة" الأسوة القدوة. والأسوة ما يتأسى به؛ أي يتعزى به. فيقتدى به في جميع أفعاله ويتعزى به في جميع أحواله؛ فلقد شج وجهه، وكسرت رباعيته، وقتل عمه حمزة، وجاع بطنه، ولم يلف إلا صابرا محتسبا، وشاكرا راضيا. وعن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر؛ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين. خرجه أبو عيسى الترمذي وقال فيه: حديث غريب. وقال صلى الله عليه وسلم لما شج: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) وقد تقدم. "لمن كان يرجو الله واليوم الآخر" قال سعيد بن جبير: المعنى لمن كان يرجو لقاء الله بإيمانه ويصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأفعال. وقيل: أي لمن كان يرجو ثواب الله في اليوم الآخر. ولا يجوز عند الحذاق من النحويين أن يكتب "يرجو " إلا بغير ألف إذا كان لواحد؛ لأن العلة التي في الجمع ليست في الواحد. "وذكر الله كثيرا" خوفا من عقابه، ورجاء لثوابه. وقيل: إن "لمن" بدل من قوله: "لكم" ولا يجيزه البصريون؛ لأن الغائب لا يبدل من المخاطب، وإنما اللام من "لمن" متعلقة بـ "حسنة"، و"أسوة" اسم "كان" و"لكم" الخبر. واختلف فيمن أريد بهذا الخطاب على قولين: أحدهما: المنافقون؛ عطفا على ما تقدم من خطابهم. الثاني: المؤمنون؛ لقوله: "لمن كان يرجو الله واليوم الآخر"
واختلف في هذه الأسوة بالرسول عليه السلام، هل هي على الإيجاب أو على الاستحباب؛ على قولين: أحدهما: على الإيجاب حتى يقوم دليل على الاستحباب. الثاني: على الاستحباب حتى يقوم دليل على الإيجاب. ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدين، وعلى الاستحباب في أمور الدنيا.
الآية: 22 {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليم}
قوله تعالى: "ولما رأى المؤمنون الأحزاب" ومن العرب من يقول: "راء" على القلب. "قالوا هذا ما وعدنا الله" يريد قوله تعالى في سورة البقرة: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم" [البقرة: 214] الآية. فلما رأوا الأحزاب يوم الخندق فقالوا: "هذا ما وعدنا الله ورسول"، قال قتادة. وقول ثان رواه كثير بن عبدالله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذكرت الأحزاب فقال: (أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها - يعني على قصور الحيرة ومدائن كسرى - فأبشروا بالنصر فاستبشر المسلمون وقالوا: الحمد لله، موعد صادق، إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر. فطلعت الأحزاب فقال المومنون:"هذا ما وعدنا الله ورسوله". ذكره الماوردي. و"ما وعدنا" إن جعلت "ما" بمعنى الذي فالهاء محذوفة. وإن جعلتها مصدرا لم تحتج إلى عائد "وما زادهم إلا إيمانا وتسليما" قال الفراء: وما زادهم النظر إلى الأحزاب. وقال علي بن سليمان: "رأى" يدل على الرؤية، وتأنيث الرؤية غير حقيقي، والمعنى: ما زادهم الرؤية إلا إيمانا بالرب وتسليما، قال الحسن. ولو قال: ما زادوهم لجاز. ولما أشتد الأمر على المسلمين وطال المقام في الخندق، قام عليه السلام على التل الذي عليه مسجد الفتح في بعض الليالي، وتوقع ما وعده الله من النصر وقال: (من يذهب ليأتينا بخبرهم وله الجنة) فلم يجبه أحد. وقال ثانيا وثالثا فلم يجبه أحد، فنظر إلى جانبه وقال: (من هذا)؟ فقال حذيفة. فقال: (ألم تسمع كلامي منذ الليلة)؟ قال حذيفة: فقلت يا رسول الله، منعني أن أجيبك الضر والقر. قال: (انطلق حتى تدخل في القوم فتسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم. اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتى ترده إلي، انطلق ولا تحدث شيئا حتى تأتيني). فانطلق حذيفة بسلاحه، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده يقول: (يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرين اكشف همي وغمي وكربي فقد ترى حالي وحال أصحابي) فنزل جبريل وقال: (إن الله قد سمع دعوتك وكفاك هول عدوك) فخر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وبسط يديه وأرخى عينيه وهو يقول: (شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي). وأخبره جبريل أن الله تعالى مرسل عليهم ريحا، فبشر أصحابه بذلك قال حذيفة: فانتهيت إليهم وإذا نيرانهم تتقد، فأقبلت ريح شديدة فيها حصباء فما تركت لهم نارا إلا أطفأتها ولا بناء إلا طرحته، وجعلوا يتترسون من الحصباء. وقام أبو سفيان إلى راحلته وصاح في قريش: النجاء النجاء! وفعل كذلك عيينة بن حصن والحارث بن عوف والأقرع بن حابس. وتفرقت الأحزاب، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد إلى المدينة وبه من الشعث ما شاء الله، فجاءته فاطمة بغسول فكانت تغسل رأسه، فأتاه جبريل فقال: (وضعت السلاح ولم تضعه أهل السماء، ما زلت أتبعهم حتى، جاوزت بهم الروحاء - ثم قال - انهض إلى بني قريظة). وقال أبو - سفيان: ما زلت أسمع قعقعة السلاح حتى جاوزت الروحاء.
تفسير القرطبي - صفحة القرآن رقم 420
420- تفسير الصفحة رقم420 من المصحفالآية: 16 {قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليل}
قوله تعالى: "قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل" أي من حضر أجله مات أو قتل؛ فلا ينفع الفرار. "وإذا لا تمتعون إلا قليلا" أي في الدنيا بعد الفرار إلى أن تنقضي آجالكم؛ وكل ما هو آت فقريب. وروى الساجي عن يعقوب الحضرمّي "وإذا لا يمتعون" بياء. وفي بعض الروايات "وإذا لا تمتعوا" نصب بـ "إذا" والرفع بمعنى ولا تمتعون. و"إذا" ملغاة، ويجوز إعمالها. فهذا حكمها إذا كان قبلها الواو والفاء. فإذا كانت مبتدأة نصبت بها فقلت: إذا أكرمك.
الآية: 17 {قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصير}
قوله تعالى: "قل من ذا الذي يعصمكم من الله" أي يمنعكم منه. "إن أراد بكم سوءا" أي هلاكا. "أو أراد بكم رحمة" أي خيرا ونصرا وعافية. "ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا" أي لا قريبا ينفعهم ولا ناصرا ينصرهم.
الآية: 18 {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليل}
قوله تعالى: "قد يعلم الله المعوقين منكم" أي المعترضين منكم لأن يصدوا الناس عن النبّي صلى الله عليه وسلم؛ وهو مشتق من عاقني عن كذا أي صرفني عنه. وعوق، على التكثير "والقائلين لإخوانهم هلم إلينا" على لغة أهل الحجاز. وغيرهم يقولون: "هلموا" للجماعة، وهلمي للمرأة؛ لأن الأصل: "ها" التي للتنبيه ضمت إليها "لم" ثم حذفت الألف استخفافا وبنيت على الفتح. ولم يجز فيها الكسر ولا الضم لأنها لا تنصرف. ومعنى "هلم" أقبل؛ وهؤلاء طائفتان؛ أي منكم من يثبط ويعوق. والعوق المنع والصرف؛ يقال: عاقه يعوقه عوقا، وعوقه واعتاقه بمعنى واحد. قال مقاتل: هم عبدالله بن أبي وأصحابه المنافقون. "والقائلين لإخوانهم هلم" فيهم ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم المنافقون؛ قالوا للمسلمين: ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس، وهو هالك ومن معه، فهلم إلينا. الثاني: أنهم اليهود من بني قريظة؛ قالوا لإخوانهم من المنافقين: هلم إلينا؛ أي تعالوا إلينا وفارقوا محمدا فإنه هالك، وإن أبا سفيان إن ظفر لم يبق منكم أحدا. والثالث: ما حكاه ابن زيد: أن رجلا من أصحاب النبّي صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف؛ فقال أخوه - وكان من أمه وأبيه - : هلم إلّي، قد تبع بك وبصاحبك؛ أي قد أحيط بك وبصاحبك. فقال له: كذبت، والله لأخبرنه بأمرك؛ وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجده قد نزل عليه جبريل عليه السلام بقوله تعالى: "قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا". ذكره الماوردي والثعلبي أيضا. ولفظه: قال ابن زيد هذا يوم الأحزاب، انطلق رجل من عند النبّي صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه رغيف وشواء ونبيذ؛ فقال له: أنت في هذا ونحن بين الرماح والسيوف؟ فقال: هلم إلى هذا فقد تبع لك ولأصحابك، والذي تحلف به لا يستقل بها محمد أبدا. فقال: كذبت. فذهب إلى النبّي صلى الله عليه وسلم يخبره فوجده قد نزل عليه جبريل بهذه الآية. "ولا يأتون البأس إلا قليلا" خوفا من الموت. وقيل: لا يحضرون القتال إلا رياء وسمعة.
الآية: 19 {أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسير}
قوله تعالى: "أشحة عليكم" أي بخلاء عليكم؛ أي بالحفر في الخندق والنفقة في سبيل الله؛ قال مجاهد وقتادة. وقيل: بالقتال معكم. وقيل: بالنفقة على فقرائكم ومساكينكم. وقيل: أشحة بالغنائم إذا أصابوها؛ قاله السدي. وانتصب على الحال. قال الزجاج: ونصبه عند الفراء من أربع جهات: إحداها: أن يكون على الذم؛ ويجوز أن يكون عنده نصبا بمعنى يعوقون أشحة. ويجوز أن يكون التقدير: والقائلين أشحة. ويجوز عنده "ولا يأتون البأس إلا قليلا" أشحة؛ أي أنهم يأتونه أشحة على الفقراء بالغنيمة. النحاس: ولا يجوز أن يكون العامل فيه "المعوقين" ولا "القائلين"؛ لئلا يفرق بين الصلة والموصول. ابن الأنباري: "إلا قليلا" غير تام؛ لأن "أشحة" متعلق بالأول، فهو ينتصب من أربعة أوجه: أحدها: أن تنصبه على القطع من "المعوقين" كأنه قال: قد يعلم الله الذين يعوقون عن القتال ويشحون عن الإنفاق على فقراء المسلمين. ويجوز أن يكون منصوبا على القطع من "القائلين" أي وهم أشحة. ويجوز أن تنصبه على القطع مما في "يأتون"؛ كأنه قال: ولا يأتون البأس إلا جبناء بخلاء. ويجوز أن تنصب "أشحة" على الذّم. فمن هذا الوجه الرابع يحسن أن تقف على قوله: "إلا قليلا". "أشحة عليكم" وقف حسن. ومثله "أشحة على الخير" حال من المضمر في "سلقوكم" وهو العامل فيه. "فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت" وصفهم بالجبن؛ وكذا سبيل الجبان ينظر يمينا وشمالا محددا بصره، وربما غشي عليه. وفي "الخوف" وجهان: أحدهما: من قتال العدو إذا أقبل؛ قال السّدي. الثاني: الخوف من النبّي صلى الله عليه وسلم إذا غلب؛ قاله ابن شجرة. "رأيتهم ينظرون إليك" خوفا من القتال على القول الأول. ومن النبّي صلى الله عليه وسلم على الثاني. "تدور أعينهم" لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة. وقيل: لشّدة خوفهم حذرا أن يأتيهم القتل من كل جهة. "فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد" وحكى الفراء "صلقوكم" بالصاد. وخطيب مسلاق ومصلاق إذا كان بليغا. وأصل الصلق الصوت؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الصالقة والحالقة والشاقة). قال الأعشى:
فيهم المجد والسماحة والنجـ ـدة فيهم والخاطب السلاق
قال قتادة: ومعناه بسطوا ألسنتهم فيكم في وقت قسمة الغنيمة، يقولون: أعطنا أعطنا، فإنا قد شهدنا معكم. فعند الغنيمة أشح قوم وأبسطهم لسانا، ووقت البأس أجبن قوم وأخوفهم. قال النحاس: هذا قول حسن؛ لأن بعده "أشحة على الخير" وقيل: المعنى بالغوا في مخاصمتكم والاحتجاج عليكم. وقال القتبي: المعنى آذوكم بالكلام الشديد السلق: الأذى. ومنه قول الشاعر:
ولقد سلقنا هوازنا بنواهل حتى انحنينا
"أشحة على الخير" أي على الغنيمة؛ قاله يحيى بن سلام. وقيل: على المال أن ينفقوه في سبيل الله؛ قاله السّدي. "أولئك لم يؤمنوا" يعني بقلوبهم وإن كان ظاهرهم الإيمان؛ والمنافق كافر على الحقيقة لوصف الله عز وجل لهم بالكفر. "فأحبط الله أعمالهم" أي لم يثبتهم عليها؛ إذا لم يقصدوا وجه الله تعالى بها. "وكان ذلك على الله يسيرا" يحتمل وجهين: أحدهما: وكان نفاقهم على الله هينا. الثاني: وكان إحباط عملهم على الله هينا.
الآية: 20 {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليل}
قوله تعالى: "يحسبون الأحزاب لم يذهبوا" أي لجبنهم؛ يظنون الأحزاب لم ينصرفوا وكانوا انصرفوا، ولكنهم لم يتباعدوا في السير. "وإن يأت الأحزاب" أي وإن يرجع الأحزاب إليهم للقتال. "يودوا لو أنهم بادون في الأعراب" تمنوا أن يكونوا مع الأعراب حذرا من القتل وتربصا للدوائر. وقرأ طلحة بن مصرف "لو أنهم بدى في الأعراب"؛ يقال: باد وبدى؛ مثل غاز وغزى. ويمد مثل صائم وصوام. بدا فلان يبدو إذا خرج إلى البادية. وهي البداوة والبداوة؛ بالكسر والفتح. وأصل الكلمة من البدو وهو الظهور. "يسألون" وقرأ يعقوب في رواية رويس "يتساءلون عن أنبائكم" أي عن أخبار النبّي صلى الله عليه وسلم. يتحدثون: أما هلك محمد وأصحابه، أما غلب أبو سفيان وأحزابه! أي يوّدوا لو أنهم بادون سائلون عن أنبائكم من غير مشاهدة القتال لفرط جبنهم. وقيل: أي هم أبدا لجبنهم يسألون عن أخبار المؤمنين، وهل أصيبوا. وقيل: كان منهم في أطراف المدينة من لم يحضر الخندق، جعلوا يسألون عن أخباركم ويتمنون هزيمة المسلمين. "ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا" أي رميا بالنبل والحجارة على طريق الرياء والسمعة؛ ولو كان ذلك لله لكان قليله كثيرا.
الآية: 21 {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير}
قوله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" هذا عتاب للمتخلفين عن القتال؛ أي كان لكم قدوة في النبي صلى الله عليه وسلم حيث بذل نفسه لنصرة دين الله في خروجه إلى الخندق. والأسوة القدوة. وقرأ عاصم "أسوة" بضم الهمزة. الباقون بالكسر؛ وهما لغتان. والجمع فيهما واحد عند الفراء. والعلة عنده في الضم على لغة من كسر في الواحدة: الفرق بين ذوات الواو وذوات الياء؛ فيقولون كسوة وكسا، ولحية ولحى. الجوهري: والأسوة والإسوة بالضم والكسر لغتان. والجمع أسى وإسى. وروى عقبة بن حسان الهجري عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" قال: في جوع النبّي صلى الله عليه وسلم؛ ذكره الخطيب أبو بكر أحمد وقال: تفرد به عقبة بن حسان عن مالك، ولم أكتبه إلا بهذا الإسناد.
قوله تعالى "أسوة" الأسوة القدوة. والأسوة ما يتأسى به؛ أي يتعزى به. فيقتدى به في جميع أفعاله ويتعزى به في جميع أحواله؛ فلقد شج وجهه، وكسرت رباعيته، وقتل عمه حمزة، وجاع بطنه، ولم يلف إلا صابرا محتسبا، وشاكرا راضيا. وعن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر؛ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين. خرجه أبو عيسى الترمذي وقال فيه: حديث غريب. وقال صلى الله عليه وسلم لما شج: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) وقد تقدم. "لمن كان يرجو الله واليوم الآخر" قال سعيد بن جبير: المعنى لمن كان يرجو لقاء الله بإيمانه ويصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأفعال. وقيل: أي لمن كان يرجو ثواب الله في اليوم الآخر. ولا يجوز عند الحذاق من النحويين أن يكتب "يرجو " إلا بغير ألف إذا كان لواحد؛ لأن العلة التي في الجمع ليست في الواحد. "وذكر الله كثيرا" خوفا من عقابه، ورجاء لثوابه. وقيل: إن "لمن" بدل من قوله: "لكم" ولا يجيزه البصريون؛ لأن الغائب لا يبدل من المخاطب، وإنما اللام من "لمن" متعلقة بـ "حسنة"، و"أسوة" اسم "كان" و"لكم" الخبر. واختلف فيمن أريد بهذا الخطاب على قولين: أحدهما: المنافقون؛ عطفا على ما تقدم من خطابهم. الثاني: المؤمنون؛ لقوله: "لمن كان يرجو الله واليوم الآخر"
واختلف في هذه الأسوة بالرسول عليه السلام، هل هي على الإيجاب أو على الاستحباب؛ على قولين: أحدهما: على الإيجاب حتى يقوم دليل على الاستحباب. الثاني: على الاستحباب حتى يقوم دليل على الإيجاب. ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدين، وعلى الاستحباب في أمور الدنيا.
الآية: 22 {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليم}
قوله تعالى: "ولما رأى المؤمنون الأحزاب" ومن العرب من يقول: "راء" على القلب. "قالوا هذا ما وعدنا الله" يريد قوله تعالى في سورة البقرة: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم" [البقرة: 214] الآية. فلما رأوا الأحزاب يوم الخندق فقالوا: "هذا ما وعدنا الله ورسول"، قال قتادة. وقول ثان رواه كثير بن عبدالله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذكرت الأحزاب فقال: (أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها - يعني على قصور الحيرة ومدائن كسرى - فأبشروا بالنصر فاستبشر المسلمون وقالوا: الحمد لله، موعد صادق، إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر. فطلعت الأحزاب فقال المومنون:"هذا ما وعدنا الله ورسوله". ذكره الماوردي. و"ما وعدنا" إن جعلت "ما" بمعنى الذي فالهاء محذوفة. وإن جعلتها مصدرا لم تحتج إلى عائد "وما زادهم إلا إيمانا وتسليما" قال الفراء: وما زادهم النظر إلى الأحزاب. وقال علي بن سليمان: "رأى" يدل على الرؤية، وتأنيث الرؤية غير حقيقي، والمعنى: ما زادهم الرؤية إلا إيمانا بالرب وتسليما، قال الحسن. ولو قال: ما زادوهم لجاز. ولما أشتد الأمر على المسلمين وطال المقام في الخندق، قام عليه السلام على التل الذي عليه مسجد الفتح في بعض الليالي، وتوقع ما وعده الله من النصر وقال: (من يذهب ليأتينا بخبرهم وله الجنة) فلم يجبه أحد. وقال ثانيا وثالثا فلم يجبه أحد، فنظر إلى جانبه وقال: (من هذا)؟ فقال حذيفة. فقال: (ألم تسمع كلامي منذ الليلة)؟ قال حذيفة: فقلت يا رسول الله، منعني أن أجيبك الضر والقر. قال: (انطلق حتى تدخل في القوم فتسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم. اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتى ترده إلي، انطلق ولا تحدث شيئا حتى تأتيني). فانطلق حذيفة بسلاحه، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده يقول: (يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرين اكشف همي وغمي وكربي فقد ترى حالي وحال أصحابي) فنزل جبريل وقال: (إن الله قد سمع دعوتك وكفاك هول عدوك) فخر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وبسط يديه وأرخى عينيه وهو يقول: (شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي). وأخبره جبريل أن الله تعالى مرسل عليهم ريحا، فبشر أصحابه بذلك قال حذيفة: فانتهيت إليهم وإذا نيرانهم تتقد، فأقبلت ريح شديدة فيها حصباء فما تركت لهم نارا إلا أطفأتها ولا بناء إلا طرحته، وجعلوا يتترسون من الحصباء. وقام أبو سفيان إلى راحلته وصاح في قريش: النجاء النجاء! وفعل كذلك عيينة بن حصن والحارث بن عوف والأقرع بن حابس. وتفرقت الأحزاب، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد إلى المدينة وبه من الشعث ما شاء الله، فجاءته فاطمة بغسول فكانت تغسل رأسه، فأتاه جبريل فقال: (وضعت السلاح ولم تضعه أهل السماء، ما زلت أتبعهم حتى، جاوزت بهم الروحاء - ثم قال - انهض إلى بني قريظة). وقال أبو - سفيان: ما زلت أسمع قعقعة السلاح حتى جاوزت الروحاء.
الصفحة رقم 420 من المصحف تحميل و استماع mp3