تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن تفسير الصفحة 508 من المصحف



تفسير القرطبي - صفحة القرآن رقم 508

508- تفسير الصفحة رقم508 من المصحف
الآية: 12 {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم}
قوله تعالى: "إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار" تقدم. "والذين كفروا يتمتعون" في الدنيا كأنهم أنعام، ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم، ساهون عما في غدهم. وقيل: المؤمن في الدنيا يتزود، والمنافق يتزين، والكافر يتمتع. "والنار مثوى لهم" أي مقام ومنزل.
الآية: 13 {وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم}
قوله تعالى: "وكأين من قرية" تقدم الكلام في "كأين" في (آل عمران). وهي ها هنا بمعنى كم، أي وكم من قرية. وأنشد الأخفش قول لبيد:
وكائن رأينا من ملوك وسوقة ومفتاح قيد للأسير المكبل
فيكون معناه: وكم من أهل قرية. "قريتك التي" أي أخرجك أهلها. "أهلكناهم فلا ناصر لهم" قال قتادة وابن عباس: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال: [اللهم أنت أحب البلاد إلى الله وأنت أحب البلاد إلي ولولا المشركون أهلك أخرجوني لما خرجت منك]. فنزلت الآية، ذكره الثعلبي، وهو حديث صحيح.
الآية: 14 {أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم}
قوله تعالى: "أفمن كان على بينة من ربه" الألف ألف تقرير. ومعنى "على بينة" أي على ثبات ويقين، قال ابن عباس. أبو العالية: وهو محمد صلى الله عليه وسلم. والبينة: الوحي. "كمن زين له سوء عمله" أي عبادة الأصنام، وهو أبو جهل والكفار. "واتبعوا أهواءهم" أي ما اشتهوا. وهذا التزيين من جهة الله خلقا. ويجوز أن يكون من الشيطان دعاء ووسوسة. ويجوز أن يكون من الكافر، أي زين لنفسه سوء عمله وأصر على الكفر. وقال: "سوء" على لفظ "من" "واتبعوا" على معناه.
الآية: 15 {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم}
قوله تعالى: "مثل الجنة التي وعد المتقون" لما قال عز وجل: "إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات" [الحج: 14] وصف تلك الجنات، أي صفة الجنة المعدة للمتقين. وقد مضى الكلام في هذا في "الرعد". وقرأ علي بن أبي طالب "مثال الجنة التي وعد المتقون". "فيها أنهار من ماء غير آسن" أي غير متغير الرائحة. والآسن من الماء مثل الآجن. وقد أسن الماء يأسن ويأسن أسنا وأسونا إذا تغيرت رائحته. وكذلك أجن الماء يأجن ويأجن أجنا وأجونا. ويقال بالكسر فيهما: أجن وأسن يأسن ويأجن أسنا وأجنا، قاله اليزيدي. وأسن الرجل أيضا يأسن (بالكسر لا غير) إذا دخل البئر فأصابته ريح منتنة من ريح البئر أو غير ذلك فغشي عليه أو دار رأسه، قال زهير:
قد أترك القِرن مصفرا أنامله يميد في الرمح ميد المائح الأسن
ويروى "الوسن". وتأسن الماء تغير. أبو زيد: تأسن علي تأسنا اعتل وأبطأ. أبو عمرو: تأسن الرجل أباه أخذ أخلاقه. وقال اللحياني: إذا نزع إليه في الشبه، وقراءة العامة "آسن" بالمد. وقرأ ابن كثير وحميد "أسن" بالقصر، وهما لغتان، مثل حاذر وحذر. وقال الأخفش: أسن للحال، وآسن (مثل فاعل) يراد به الاستقبال.
قوله تعالى: "وأنهار من لبن لم يتغير طعمه" أي لم يحمض بطول المقام كما تتغير ألبان الدنيا إلى الحموضة. "وأنهار من خمر لذة للشاربين" أي لم تدنسها الأرجل ولم ترنقها الأيدي كخمر الدنيا، فهي لذيذة الطعم طيبة الشرب لا يتكرهها الشاربون. يقال: شراب لذ ولذيذ بمعنى. واستلذه عده لذيذا. "وأنهار من عسل مصفى" العسل ما يسيل من لعاب النحل. "مصفى" أي من الشمع والقذى، خلقه الله كذلك لم يطبخ على نار ولا دنسه النحل. وفي الترمذي عن حكيم بن معاومة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد]. قال: حديث حسن صحيح. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة]. وقال كعب: نهر دجلة نهر ماء أهل الجنة، ونهر الفرات نهر لبنهم، ونهر مصر نهر خمرهم، ونهر سيحان نهر عسلهم. وهذه الأنهار الأربعة تخرج من نهر الكوثر. والعسل: يذكر ويؤنث. وقال ابن عباس: "من عسل مصفى" أي لم يخرج من بطون النحل. "ولهم فيها من كل الثمرات" "من" زائدة للتأكيد. "ومغفرة من ربهم" أي لذنوبهم. "كمن هو خالد في النار" قال الفراء: المعنى أفمن يخلد في هذا النعيم كمن يخلد في النار. وقال الزجاج: أي أفمن كان على بينة من ربه وأعطى هذه الأشياء كمن زين له سوء عمله وهو خالد في النار. فقوله: "كمن" بدل من قوله: "أفمن زين له سوء عمله" [فاطر: 8]. وقال ابن كيسان: مثل هذه الجنة التي فيها الثمار والأنهار كمثل النار التي فيها الحميم والزقوم. ومثل أهل الجنة في النعيم المقيم كمئل أهل النار في العذاب المقيم. "وسقوا ماء حميما" أي حارا شديد الغليان، إذا أدنى منهم شوى وجوههم، ووقعت فروة رؤوسهم، فإذا شربوه قطع أمعاءهم وأخرجها من دبورهم. والأمعاء: جمع معى، والتثنية معيان، وهو جميع ما في البطن من الحوايا.
الآية: 16 - 17 {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم، والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}
قوله تعالى: "ومنهم من يستمع إليك" أي من هؤلاء الذين يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، وزين لهم سوء عملهم قوم يستمعون إليك وهم المنافقون: عبدالله بن أبي ابن سلول ورفاعة بن التابوت وزيد بن الصليت والحارث بن عمرو ومالك بن دخشم، كانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه، فإذا خرجوا سألوا عنه، قاله الكلبي ومقاتل. وقيل: كانوا يحضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين، فيستمعون منه ما يقول، فيعيه المؤمن ولا يعيه الكافر. "حتى إذا خرجوا من عندك" أي إذا فارقوا مجلسك. "قالوا للذين أوتوا العلم" قال عكرمة: هو عبدالله بن العباس. قال ابن عباس: كنت ممن يُسأل، أي كنت من الذين أوتوا العلم. وفي رواية عن ابن عباس: أنه يريد عبدالله بن مسعود. وكذا قال عبدالله بن بريدة: هو عبدالله بن مسعود. وقال القاسم بن عبدالرحمن: هو أبو الدرداء. وقال ابن زيد: إنهم الصحابة. "ماذا قال آنفا" أي الآن، على جهة الاستهزاء. أي أنا لم ألتفت إلى قوله. و"آنفا" يراد به الساعة التي هي أقرب الأوقات إليك، من قولك: استأنفت الشيء إذا ابتدأت به. ومنه أمر أنف، وروضة أنف، أي لم يرعها أحد. وكأس أنف: إذا لم يشرب منها شيء، كأنه استؤنف شربها مثل روضة أنف. قال الشاعر:
ويحرم سر جارتهم عليهم ويأكل جارهم أنف القصاع
وقال آخر:
إن الشواء والنشيل والرغف والقينة الحسناء والكأس الأنف
للطاعنين الخيل والخيل قطف
وقال امرؤ القيس:
قد غدا يحملني في أنفه
أي في أوله. وأنف كل شيء أوله. وقال قتادة في هؤلاء المنافقين: الناس رجلان: رجل عقل عن الله فانتفع بما سمع، ورجل لم يعقل ولم ينتفع بما سمع. وكان يقال: الناس ثلاثة: فسامع عامل، وسامع عاقل، وسامع غافل تارك.
قوله تعالى: "أولئك الذين طبع الله على قلوبهم" فلم يؤمنوا. "واتبعوا أهواءهم" في الكفر. "والذين اهتدوا" أي للإيمان زادهم الله هدى. وقيل: زادهم النبي صلى الله عليه وسلم هدى. وقيل: ما يستمعونه من القرآن هدى، أي يتضاعف يقينهم. وقال الفراء: زادهم إعراض المنافقين واستهزاؤهم هدى. وقيل: زادهم نزول الناسخ هدى. وفي الهدى الذي زادهم أربعة أقاويل: أحدها: زادهم علما، قاله الربيع بن أنس. الثاني: أنهم علموا ما سمعوا وعملوا بما علموا، قاله الضحاك. الثالث: زادهم بصيرة في دينهم وتصديقا لنبيهم، قاله الكلبي. الرابع: شرح صدورهم بما هم عليه من الإيمان.
قوله تعالى: "وآتاهم تقواهم" أي ألهمهم إياها. وقيل: فيه خمسة أوجه: أحدها: آتاهم الخشية، قاله الربيع. الثاني: ثواب تقواهم في الآخرة، قاله السدي. الثالث: وفقهم للعمل الذي فرض عليهم، قاله مقاتل. الرابع: بين لهم ما يتقون، قاله ابن زياد والسدي أيضا. الخامس: أنه ترك المنسوخ والعمل بالناسخ، قاله عطية. الماوردي: ويحتمل. سادسا: أنه ترك الرخص والأخذ بالعزائم. وقرئ "وأعطاهم" بدل "وآتاهم". وقال عكرمة: هذه نزلت فيمن آمن من أهل الكتاب.
الآية: 18 {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم}
قوله تعالى: "فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة" أي فجأة. وهذا وعيد للكفار. "فقد جاء أشراطها" أي أماراتها وعلاماتها. وكانوا قد قرؤوا في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، فبعثه من أشراطها وأدلتها، قاله الضحاك والحسن. وفي الصحيح عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بعثت أنا والساعة كهاتين] وضم السبابة والوسطى، لفظ مسلم: وخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه. ويروى [بعثت والساعة كفرسي رهان]. وقيل: أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها. ومنه يقال للدون من الناس: الشرط. وقيل: يعني علامات الساعة انشقاق القمر والدخان، قال الحسن أيضا. وعن الكلبي: كثرة المال والتجارة وشهادة الزور وقطع الأرحام، وقلة الكرام وكثرة اللئام. وقد أتينا على هذا الباب في كتاب "التذكرة" مستوفى والحمد لله. وواحد الأشراط شرط، وأصله الأعلام. ومنه قيل الشرط، لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها. ومنه الشرط في البيع وغيره. قال أبو الأسود:
فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا فقد جعلت أشراط أوله تبدو
ويقال: أشرط فلان نفسه في عمل كذا أي أعلمها وجعلها له. قال أوس بن حجر يصف رجلا تدلى بحبل من رأس جبل إلى نبعة يقطعها ليتخذ منها قوسا:
فأشرط نفسه فيها وهو معصم وألقى بأسباب له وتوكلا
"أن تأتيهم بغتة" "أن" بدل اشتمال من "الساعة"، نحو قوله: "أن تطؤوهم" [الفتح: 25] من قوله: "رجال مؤمنون ونساء مؤمنات" [الفتح: 25]. وقرئ "بغتة" بوزن جربة، وهي غريبة لم ترد في المصادر أختها، وهي مروية عن أبي عمرو. الزمخشري: وما أخوفني أن تكون غلطة من الراوي عن أبي عمرو، وأن يكون الصواب "بغتة" بفتح الغين من غير تشديد، كقراءة الحسن. وروى أبو جعفر الرؤاسي وغيره من أهل مكة "إن تأتهم بغتة". قال المهدوي: ومن قرأ "إن تأتهم بغتة" كان الوقف على "الساعة" ثم استأنف الشرط. وما يحتمله الكلام من الشك مردود إلى الخلق، كأنه قال: إن شكوا في مجيئها "فقد جاء أشراطها".
قوله تعالى: "فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم" "ذكراهم" ابتداء و"أنى لهم" الخبر. والضمير المرفوع في "جاءتهم" للساعة، التقدير: فمن أين لهم التذكر إذا جاءتهم الساعة، قال معناه قتادة وغيره. وقيل: فكيف لهم بالنجاة إذا جاءتهم الذكرى عند مجيء الساعة، قاله ابن زيد. وفي الذكرى وجهان: أحدهما: تذكيرهم بما عملوه من خير أو شر. الثاني: هو دعاؤهم بأسمائهم تبشيرا وتخويفا، روى أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [أحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان قم إلى نورك يا فلان قم لا نور لك] ذكره الماوردي.
الآية: 19 {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم}
قوله تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله" قال الماوردي: وفيه - وإن كان الرسول عالما بالله - ثلاثة أوجه: يعني اعلم أن الله أعلمك أن لا إله إلا الله. الثاني: ما علمته استدلالا فاعلمه خبرا يقينا. الثالث: يعني فاذكر أن لا إله إلا الله، فعبر عن الذكر بالعلم لحدوثه عنه. وعن سفيان بن عيينة أنه سئل عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك" فأمر بالعمل بعد العلم وقال: "اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو" إلى قوله "سابقوا إلى مغفرة من ربكم" [الحديد: 20 - 21] وقال: "واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة" [الأنفال: 28]. ثم قال بعد: "فاحذروهم" [التغابن: 14]. وقال تعالى: "واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسة" [الأنفال: 41]. ثم أمر بالعمل بعد.
قوله تعالى: "واستغفر لذنبك" يحتمل وجهين: أحدهما: يعني استغفر الله أن يقع منك ذنب. الثاني: استغفر الله ليعصمك من الذنوب. وقيل: لما ذكر له حال الكافرين والمؤمنين أمره بالثبات على الإيمان، أي اثبت على ما أنت عليه من التوحيد والإخلاص والحذر عما تحتاج معه إلى استغفار. وقيل: الخطاب له والمراد به الأمة، وعلى هذا القول توجب الآية استغفار الإنسان لجميع المسلمين. وقيل: كان عليه السلام يضيق صدره من كفر الكفار والمنافقين، فنزلت الآية. أي فاعلم أنه لا كاشف يكشف ما بك إلا الله، فلا تعلق قلبك بأحد سواه. وقيل: أمر بالاستغفار لتقتدي به الأمة. "وللمؤمنين والمؤمنات" أي ولذنوبهم. وهذا أمر بالشفاعة. وروى مسلم عن عاصم الأحول عن عبدالله بن سرجس المخزومي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت من طعامه فقلت: يا رسول الله، غفر الله لك فقال له صاحبي: هل استغفر لك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولك. ثم تلا هذه الآية: "واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات" ثم تحولت فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، جمعا عليه خيلان كأنه الثآليل.
قوله تعالى: "والله يعلم متقلبكم ومثواكم" فيه خمسة أقوال: أحدها: يعلم أعمالكم في تصرفكم وإقامتكم. الثاني: "متقلبكم" في أعمالكم نهارا "ومثواكم" في ليلكم نياما. وقيل "متقلبكم" في الدنيا. "ومثواكم" في الدنيا والآخرة، قال ابن عباس والضحاك. وقال عكرمة: "متقلبكم" في أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات. "ومثواكم" مقامكم في الأرض. وقال ابن كيسان: "متقلبكم" من ظهر إلى بطن الدنيا. "ومثواكم" في القبور.
قلت: والعموم يأتي على هذا كله، فلا يخفى عليه سبحانه شيء من حركات بني آدم وسكناتهم، وكذا جميع خلقه. فهو عالم بجميع ذلك قبل كونه جملة وتفصيلا أولى وأخرى. سبحانه! لا إله إلا هو.