تفسير ابن كثير تفسير الصفحة 604 من المصحف



تفسير ابن كثير - صفحة القرآن رقم 604

604 : تفسير الصفحة رقم 604 من القرآن الكريم

 ( سورة الإخلاص )

الآيات ( 112 1 4 )
مقدمة تفسير سورة الإخلاص بسم الله الرحمن الرحيم سورة الإخلاص وهي مكية
سورة الإخلاص ذكر سبب نزولها وفضلها
قال الأمام أحمد حدثنا أبو سعيد محمد بن ميسر الصاغاني حدثنا أبو جعفر الرازي حدثنا الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي يا محمد انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) وكذا رواه الترمذي 3364 وبن جرير عن أحمد بن منيع زاد بن جرير ومحمود بن خداش عن أبي سعيد محمد بن ميسر به زاد بن جرير والترمذي قال ( الصمد ) الذي لم يلد ولم يولد لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث ( ولم يكن له كفوا أحد ) ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء ورواه بن أبي حاتم من حديث أبي سعد محمد بن ميسر به ثم رواه الترمذي 3365 عن عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية فذكره مرسلا ثم لم يذكر حدثنا ثم قال الترمذي وهذا أصح من حديث أبي سعيد حديث آخر في معناه قال الحافظ أبو يعلى الموصلي 2044 حدثنا سريج بن يونس حدثنا إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن الشعبي عن جابر رضي الله عنه أن أعرابيا جاء إلى النبي فقال انسب لنا ربك فأنزل الله عز وجل ( قل هو الله أحد ) إلى آخرها إسناد متقارب وقد رواه بن جرير عن محمد بن عوف عن سريج فذكره وقد أرسله غير
واحد من السلف وروى عبيد بن إسحاق العطار عن قيس بن الربيع عن عاصم عن أبي وائل عن بن مسعود رضي الله عنه قال قالت قريش لرسول الله انسب لنا ربك فنزلت هذه السورة ( قل هو الله أحد ) قال الطبراني ورواه الفريابي وغيره عن قيس عن أبي عاصم عن أبي وائل مرسلا ثم روى الطبراني من حديث عبد الرحمن بن عثمان الطرائفي عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله لكل شيء نسبة ونسبة الله قل هو الله أحد الله الصمد والصمد ليس بأجوف حديث آخر في فضلها قال البخاري 7375 حدثنا محمد هو الذهلي حدثنا أحمد بن صالح حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو عن بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي أخبروه أن الله تعالى يحبه هكذا رواه في كتاب التوحيد ومنهم من يسقط ذكر محمد الذهلي ويجعله من روايته عن أحمد بن صالح وقد رواه مسلم 813 والنسائي أيضا 2170 من حديث عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال به حديث آخر قال البخاري في كتاب الصلاة 774 وقال عبيد الله عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم كان يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى فقال ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره فلما أتاهم النبي أخبروه الخبر فقال يافلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة قال إني أحبها قال حبك إياها أدخلك الجنة هكذا رواه البخاري تعليقا مجزوما به وقد رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه 2901 عن البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر فذكر بإسناده مثله سواء ثم قال الترمذي غريب من حديث عبيد الله عن ثابت قال وروى مبارك بن فضاله عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب هذه السورة ( قل هو الله أحد ) قال إن حبك إياها أدخلك الجنة وهذا الذي علقه الترمذي قد رواه الإمام أحمد في مسنده متصلا فقال حدثنا أبو النضر حدثنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله فقال إني أحب هذه السورة ( قل هو الله أحد ) فقال رسول الله حبك إياها أدخلك الجنة حديث في كونها تعدل ثلث القرآن قال البخاري 7374 حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد أن رجلا سمع رجلا يقرأ ( قل هو الله أحد ) يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال النبي والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن زاد إسماعيل بن جعفر عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن أبي سعيد قال أخبرني أخي قتادة بن النعمان عن النبي وقد رواه البخاري أيضا 5013 عن عبد الله بن يوسف 6643 والقعنبي ورواه أبو داود 1461 عن القعنبي والنسائي 2171 عن قتيبة كلهم عن مالك به وحديث قتادة بن النعمان أسنده النسائي من طريقين عن إسماعيل بن جعفر عن مالك به حديث آخر قال البخاري 5015 حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله لأصحابه أيعجز أحدكم ان يقرأ ثلث القرأن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن تفرد بإخراجه البخاري من حديث إبراهيم بن يزيد النخعي والضحاك بن شرحبيل الهمداني المشرقي كلاهما عن أبي سعيد قال الفربري سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق
أبي عبد الله قال قال أبو عبد الله البخاري عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك مسند حديث آخر قال الإمام أحمد 315 حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله بقل هو الله أحد فذكر ذلك للنبي فقال والذي نفسي بيده إنها لتعدل نصف القرآن أو ثلثه حديث آخر قال الإمام أحمد 2173 حدثنا حسن حدثنا بن لهيعة حدثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة فقالوا وهل يستطيع ذلك أحد قال فإن ( قل هو الله أحد ) ثلث القرآن قال فجاء النبي وهو يسمع أبا أيوب فقال صدق أبو أيوب حديث آخر قال أبو عيسى الترمذي 2900 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يزيد بن كيسان أخبرني أبو حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله أحشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد ثم خرج نبي الله فقرأ ( قل هو الله أحد ) ثم دخل فقال بعضنا لبعض قال رسول الله فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن إني لأرى هذا خبرا جاء من السماء ثم خرج نبي الله فقال إني قلت سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا وإنها تعدل ثلث القرآن وهكذا رواه مسلم في صحيحه 812 عن محمد بن بشار به وقال الترمذي حسن صحيح غريب واسم أبي حازم سلمان حديث آخر قال الإمام أحمد 5418 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فإنه من قرأ ( قل هو الله أحد الله الصمد ) في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن هذا حديث تساعي الإسناد للإمام أحمد ورواه الترمذي 2896 والنسائي 2172 كلاهما عن محمد بن بشار بندار زاد الترمذي وقتيبة كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي به فصار لهما عشاريا وفي رواية الترمذي عن امرأة أبي أيوب عن أبي أيوب به وحسنه ثم قال وفي الباب عن أبي الدرداء وأبي سعيد وقتادة بن النعمان وأبي هريرة وأنس وبن عمر وأبي مسعود وهذا حديث حسن ولا نعلم أحدا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه حديث آخر قال أحمد 5141 حدثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار قال قال رسول الله من قرأ بقل هو الله أحد فكأنما قرأ بثلث القرآن ورواه النسائي في اليوم والليلة 686 من حديث هشيم عن حصين عن بن أبي ليلى به ولم يقع في روايته هلال بن يساف حديث آخر قال الإمام أحمد 4122 حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وهكذا رواه بن ماجة 3789 عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع به ورواه النسائي في اليوم والليلة 680 683 693 من طرق أخر عن عمرو بن ميمون مرفوعا وموقوفا حديث آخر قال الإمام أحمد 1447 حدثنا بهز حدثنا بكير بن أبي السميط حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله قال أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن قالوا نعم يا رسول الله نحن أضعف من ذلك وأعجز قال فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فقل هو الله أحد ثلث القرآن ورواه مسلم 811 والنسائي من حديث قتادة به حديث آخر قال الإمام أحمد 6403 حدثنا أمية بن خالد حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي بن شهاب عن عمه الزهري عن حميد بن عبد الرحمن هو بن عوف عن أمه وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت قال رسول الله قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة 695 عن عمرو بن علي عن أمية بن خالد به ثم رواه 697 من طريق مالك 1209 عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن قوله ورواه النسائي أيضا في اليوم والليلة
من حديث محمد بن إسحاق عن الحارث بن الفضيل الأنصاري عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن نفرا من أصحاب محمد حدثوه عن النبي أنه قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن لمن صلى بها حديث آخر في كون قراءتها توجب الجنة قال الإمام مالك بن أنس 1208 عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين قال سمعت أبا هريرة يقول أقبلت مع النبي فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد فقال رسول الله وجبت قلت وما وجبت قال الجنة ورواه الترمذي 2897 والنسائي 2171 من حديث مالك وقال الترمذي حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك وتقدم حديث حبك إياها أدخلك الجنة حديث في تكرار قراءتها قال الحافظ أبو يعلى الموصلي 4118 حدثنا قطر بن بشير حدثنا عيسى بن ميمون القرشي حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات في ليلة فإنها تعدل ثلث القرآن هذا إسناد ضعيف وأجود منه حديث آخر قال عبد الله بن الإمام أحمد 5312 حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا بن أبي ذئب عن أسيد بن أبي أسيد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه قال أصابنا عطش وظلمة فانتظرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي بنا فخرج فأخذ بيدي فقال قل فسكت قال قل قلت ما أقول قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك كل يوم مرتين ورواه أبو داود 5082 والترمذي 3575 والنسائي 8250 من حديث بن أبي ذئب به وقال الترمذي حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد رواه النسائي 8251 من طريق أخرى عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عقبة بن عامر فذكره ولفظه تكفك كل شيء حديث آخر في ذلك قال الإمام أحمد 4103 حدثنا إسحاق بن عيسى حدثني ليث بن سعد حدثني الخليل بن مرة عن الأزهر بن عبد الله عن تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله من قال لا إله إلا الله واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له كفوا أحد عشر مرات كتب الله له أربعين ألف ألف حسنة تفرد به أحمد والخليل بن مرة ضعفه البخاري وغيره بمرة حديث آخر قال الإمام أحمد أيضا 3437 حدثنا حسن بن موسى حدثنا بن لهيعة حدثنا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله قال من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة فقال عمر إذا نستكثر يا رسول الله فقال رسول الله الله أكثر وأطيب تفرد به أحمد ورواه أبو أحمد الدارمي في مسنده 2459 فقال حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد قال الدارمي وكان من الأبدال أنه سمع سعيد بن المسيب يقول أن نبي الله قال من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ومن قرأها عشرين مرة بنى الله له قصرين في الجنة ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له ثلاثة قصور في الجنة فقال عمر بن الخطاب إذا نكثر قصورنا فقال رسول الله الله أوسع من ذلك وهذا مرسل جيد حديث آخر قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا نصر بن علي حدثني نوح بن قيس أخبرني محمد العطار أخبرتني أم كثير الأنصارية عن أنس بن مالك عن رسول الله قال من قرأ قل هو الله أحد خمسين مرة غفر الله له ذنوب خمسين سنة إسناده ضعيف حديث آخر قال أبو يعلى 3365 حدثنا أبو الربيع حدثنا حاتم بن ميمون حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله من قرأ قل هو الله أحد في يوم مائتي مرة كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين إسناد ضعيف حاتم بن ميمون ضعفه البخاري وغيره ورواه الترمذي 2898 عن محمد بن مرزوق البصري عن حاتم بن ميمون به ولفظه من قرأ كل يوم مائتي مرة قل هو الله أحد محي عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين قال الترمذي 2898 وبهذا الإسناد عن النبي قال من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب عز وجل ياعبدي ادخل على يمينك الجنة ثم قال غريب من حديث ثابت وقد روي من غير هذا الوجه عنه وقال أبو بكر البزار حدثنا سهل بن بحر حدثنا حبان بن أغلب حدثنا
أبي حدثنا ثابت عن أنس قال قال رسول الله من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة حط الله عنه ذنوب مائتي سنة ثم قال لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر والأغلب بن تميم وهما متقاربان في سوء الحفظ حديث آخر في الدعاء بما تضمنته من الأسماء قال النسائي عند تفسيرها حدثنا عبد الرحمن بن خالد حدثنا زيد بن الحباب حدثني مالك بن مغول حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أنه دخل مع رسول الله المسجد فإذا رجل يصلي يدعو يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لاإله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكون له كفوا أحد قال والذي نفسي بيده لقد سأله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب وقد أخرجه بقية أصحاب السنن من طرق عن مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به وقال الترمذي حسن غريب حديث آخر في قراءتها عشر مرات بعد المكتوبة قال الحافظ أبو يعلى الموصلي 1794 حدثنا عبد الأعلى حدثنا بشر بن منصور عن عمر بن شيبان عن أبي شداد عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء من عفا عن قاتله وأدى دينا خفيا وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات قل هو الله أحد قال فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله قال أو إحداهن حديث في قراءتها عند دخول المنزل قال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكري حدثنا محمد بن الفرج حدثنا محمد بن الزبرقان عن مروان بن سالم عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله من قرأ ( قل هو الله أحد ) حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران إسناده ضعيف حديث في الإكثار من قراءتها في سائر الأحوال قال الحافظ أبو يعلى 4267 حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثنا يزيد بن هارون عن العلاء بن محمد الثقفي قال سمعت أنس بن مالك يقول كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بتبوك فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى بمثله فأتى جبريل إلى النبي فقال يا جبريل ما لي أرى الشمس طلعت اليوم بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت بمثله فيما مضى قال إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه قال وفيم ذلك قال كان يكثر قراءة قل هو الله أحد في الليل وفي النهار وفي ممشاه وقيامه وقعوده فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه قال نعم فصلى عليه وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة 5245 من طريق يزيد بن هارون عن العلاء بن محمد وهو متهم بالوضع والله أعلم طريق أخرى قال أبو يعلى 4268 حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله حدثنا عثمان بن الهيثم مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي عن محمود أبي عبد الله عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس قال نزل جبريل على النبي فقال مات معاوية بن معاوية الليثي فتحب أن تصلي عليه قال نعم فضرب بجناحه الأرض فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت فرفع سريره فنظر إليه فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك فقال النبي ياجبريل بم نال هذه المنزلة من الله تعالى قال بحبه قل هو الله أحد وقراءته إياها ذاهبا وجائيا قائما وقاعدا وعلى كل حال ورواه البيهقي من رواية عثمان بن الهيثم المؤذن عن محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس فذكره وهذا هو الصواب ومحبوب بن هلال قال أبو حاتم الرازي ليس بالمشهور وقد روي هذا من طرق أخر تركناها اختصارا وكلها ضعيفة حديث آخر في فضلها مع المعوذتين قال الإمام أحمد 4148 حدثنا أبو المغيرة حدثنا معاذ بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال لقيت رسول الله فابتدأته فأخذت بيده فقلت يا رسول الله بم نجاة المؤمن قال ياعقبة أخرس لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك قال ثم لقيني رسول الله فابتدأني فأخذ بيدي فقال ياعقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم قال قلت بلى جعلني الله فداك قال فأقرأني ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم قال ياعقبة لا تنسهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن قال فما نسيتهن منذ قال لا تنسهن وما بت ليلة قط حتى أقرأهن قال عقبة ثم لقيت رسول الله فابتدأته فأخذت بيده فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال ياعقبة صل من قطعك واعط من حرمك واعرض عمن ظلمك روى الترمذي بعضه في الزهد 2406 من حديث عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد فقال هذا حديث حسن وقد رواه أحمد من طريق
آخر 4158 حدثنا حسين بن محمد حدثنا بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة بن عامر عن النبي فذكر مثله سواء تفرد به أحمد حديث آخر في الاستشفاء بهن قال البخاري حدثنا قتيبة حدثنا المفضل عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات وهكذا رواه أهل السنن من حديث عقيل به بسم الله الرحمن الرحيم
قد تقدم ذكر سبب نزولها وقال عكرمة لما قالت اليهود نحن نعبد عزير بن الله وقالت النصارى نحن نعبد المسيح بن الله وقالت المجوس نحن نعبد الشمس والقمر وقالت المشركون نحن نعبد الأوثان أنزل الله على رسوله ( قل هو الله أحد ) يعني هو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير ولا نديد ولا شبيه ولا عديل ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله وقوله تعالى ( الله الصمد ) قال عكرمة عن بن عباس يعني الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم قال علي بن أبي طلحة عن بن عباس هو السيد الذي قد كمل في سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحليم الذي قد كمل في حلمه والعليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد وهو الله سبحانه هذه صفته لا تنبغي إلا له ليس له كفء وليس كمثله شيء سبحان الله الواحد القهار وقال الأعمش عن شقيق عن أبي وائل ( الصمد ) السيد الذي قد انتهى سؤدده ورواه عاصم عن أبي وائل عن بن مسعود مثله وقال مالك عن زيد بن أسلم ( الصمد ) السيد وقال الحسن وقتادة هو الباقي بعد خلقه وقال الحسن أيضا الصمد الحي القيوم الذي لا زوال له وقال عكرمة الصمد الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم وقال الربيع بن أنس هو الذي لم يلد ولم يولد كأنه جعل ما بعده تفسيرا له وهو قوله ( لم يلد ولم يولد ) وهو تفسير جيد وقد تقدم الحديث من رواية بن جرير عن أبي بن كعب في ذلك وهو صريح فيه وقال بن مسعود وبن عباس وسعيد بن المسيب ومجاهد وعبد الله بن بريدة وعكرمة أيضا وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وعطية العوفي والضحاك والسدي ( الصمد ) الذي لا جوف له وقال سفيان عن منصور عن مجاهد ( الصمد ) المصمت الذي لا جوف له وقال الشعبي هو الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب وقال عبد الله بن بريدة أيضا ( الصمد ) نور يتلألأ روى ذلك كله وحكاه بن أبي حاتم والبيهقي والطبراني وكذا أبو جعفر بن جرير ساق أكثر ذلك بأسانيده وقال حدثني العباس بن أبي طالب حدثنا محمد بن عمرو بن رومي عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش حدثنا صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال لا أعلم إلا قد رفعه قال الصمد الذي لا جوف له وهذا غريب جدا والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن بريدة وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له بعد إيراده كثيرا من هذه الأقوال في تفسير الصمد وكل هذه صحيحة وهي صفات ربنا عز وجل هو الذي يصمد إليه في الحوائج وهو الذي قد انتهى سؤدده وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب وهو الباقي بعد خلقه وقال البيهقي نحو ذلك وقوله تعالى ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) أي ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة قال مجاهد ( ولم يكن له كفوا أحد ) يعني لا صاحبة له وهذا كما قال تعالى ( بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء ) أي هو مالك كل شيء وخالقه فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه أو قريب يدانيه تعالى وتقدس وتنزه قال الله تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) وقال تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) وقال تعالى ( وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون ) وفي صحيح البخاري 6099 لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم وقال البخاري 4974 حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي قال قال الله عز وجل
كذبني بن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد ورواه أيضا 4975 من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعا بمثله تفرد بهما من هذين الوجهين

( سورة الفلق )

الآيات ( 113 1 5 )
مقدمة تفسير سورة الإخلاص ولله الحمد والمنة تفسير سورة الفلق بسم الله الرحمن الرحيم
فضائل سورتي المعوذتين وهما مدنيتان
قال الإمام أحمد 5129 حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال قلت لأبي بن كعب إن بن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له ( قل أعوذ برب الفلق ) فقلتها قال ( قل أعوذ برب الناس ) فقلتها فنحن نقول ما قال النبي ورواه أبو بكر الحميدي في مسنده عن سفيان بن عيينة حدثنا عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بهدلة أنهما سمعا زر بن حبيش قال سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يحكي المعوذتين من المصحف فقال إني سألت رسول الله فقال قيل لي قل فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله وقال أحمد 5129 حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عاصم عن زر قال سألت بن مسعود عن المعوذتين فقال سألت النبي عنهما فقال قيل لي فقلت لكم فقولوا قال أبي فقال لنا النبي فنحن نقول وقال البخاري 4976 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب فقلت أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا فقال إني سألت النبي فقال قيل لي فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله ورواه البخاري 4976 أيضا والنسائي عن قتيبة عن سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب به وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا الأزرق بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا الصلت بن بهرام عن إبراهيم عن علقمة قال كان عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر رسول الله أن يتعوذ بهما ولم يكن عبد الله يقرأ بهما ورواه عبد الله بن أحمد 5129 من حديث الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله قال الأعمش وحدثنا عاصم عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال سألنا عنهما رسول الله قال قيل لي فقلت وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء أن بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فلعله لم يسمعهما من النبي ولم يتواتر عنده ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة فإن الصحابة رضي الله عنهم أثبتوهما في المصاحف الأئمة ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ولله الحمد والمنة وقد روى مسلم في صحيحه 814 حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط ( قر أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ورواه أحمد 4144 ومسلم أيضا 814 والترمذي 2902 والنسائي 8254 من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عقبة به وقال الترمذي حسن صحيح طريق أخرى قال الإمام أحمد 4144 حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا بن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة بن عامر قال بينا أنا أقود برسول الله في نقب من تلك النقاب إذ قال لي ياعقبة ألا تركب قال فأشفقت أن تكون معصية قال فنزل رسول الله وركبت هنية ثم ركب ثم قال عقب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس قلت بلى يا رسول الله فأقرأني ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول الله فقرأ بهما ثم مر بي فقال كيف رأيت يا عقب اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت ورواه النسائي 8253 من حديث الوليد بن مسلم وعبد الله بن المبارك كلاهما عن بن جابر به ورواه أبو داود 1462 والنسائي 8252 أيضا من حديث بن وهب عن ميمون بن صالح عن العلاء بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن عن عقبة به طريق أخرى قال أحمد 4155 حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم عن يزيد بن محمد القرشي عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة ورواه أبو داود 1523 والترمذي 2903 والنسائي 368 من طرق عن علي بن أبي رباح وقال الترمذي غريب طريق أخرى قال أحمد 4146 حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله اقرأ بالمعوذتين فإنك لن تقرأ بمثلهما تفرد به أحمد طريق أخرى قال أحمد 4149 حدثنا
حيوة بن شريح حدثنا بقية حدثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر أنه قال إن رسول الله أهديت له بغلة شهباء فركبها فأخذ عقبة يقودها له فقال رسول الله اقرأ قل أعوذ برب الفلق فأعادها له حتى قرأها فعرف أني لم أفرح بها جدا فقال لعلك تهاونت بها فما قمت تصلي بشيء مثلها ورواه النسائي 8252 عن عمرو بن عثمان عن بقية به ورواه النسائي أيضا 8252 من حديث الثوري عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن نفير عن أبيه عن عقبة بن عامر أنه سأل رسول الله عن المعوذتين فذكر نحوه طريق أخرى قال النسائي أخبرنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر سمعت النعمان عن زياد أبي الأسد عن عقبة بن عامر أن رسول الله قال إن الناس لم يتعوذوا بمثل هذين ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) طريق أخرى قال النسائي 8253 أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن أبي عجلان عن سعيد المقبري عن عقبة بن عامر قال كنت أمشي مع رسول الله فقال ياعقبة قل قلت ماذا أقول فسكت عني ثم قال قل قلت ماذا أقول يا رسول الله قال قل أعوذ برب الفلق فقرأتها حتى أتيت على آخرها ثم قال قل فقلت ماذا أقول يا رسول الله قال قل أعوذ برب الناس فقرأتها ثم أتيت على آخرها ثم قال رسول الله عند ذلك ماسأل سائل بمثلها ولا استعاذ مستعيذ بمثلها طريق أخرى قال النسائي 8252 أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا معاوية عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن عقبة بن عامر أن رسول الله قرأ بهما في صلاة الصبح طريق أخرى قال النسائي 8254 أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عمران أسلم عن عقبة بن عامر قال اتبعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدميه فقلت أقرئني سورة هود أو سورة يوسف فقال لن تقرأ شيئا أنفع عند الله من قل أعوذ برب الفلق حديث آخر قال النسائي 8251 أخبرنا محمود بن خالد حدثنا الوليد حدثنا أبو عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي عبد الله عن بن عابس الجهني أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال له يا بن عباس ألا أدلك أو ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون قال بلى يا رسول الله قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس هاتان السورتان فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث وقد تقدم في رواية صدى بن عجلان وفروة بن مجاهد عنه ألا أعلمك ثلاث سور لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلهن ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) حديث آخر قال الإمام أحمد 524 حدثنا إسماعيل حدثنا الجريري عن أبي العلاء قال قال رجل كنا مع مع رسول الله في سفر والناس يعتقبون وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله ونزلتي فلحقني فضرب منكبي فقال قل أعوذ برب الفلق فقرأها رسول الله فقرأتها معه ثم قال ( قل اعوذ برب الناس ) فقرأها رسول الله فقرأتها معه فقال إذا صليت فاقرأ بهما الظاهر أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر والله أعلم ورواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم عن بن علية به حديث آخر قال النسائي أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر عن عبد الله بن سعيد حدثني يزيد بن رومان عن عقبة بن عامر عن عبد الله الأسلمي هو بن أنيس أن رسول الله وضع يده على صدره ثم قال قل فلم أدر ما أقول ثم قال لي قل قلت ( قل هو الله أحد ) ثم قال لي قل قلت ( أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ) حتى فرغت منها ثم قال لي قل قلت ( أعوذ برب الناس ) حتى فرغت منها فقال رسول الله هكذا فتعوذ وما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط حديث آخر قال النسائي 8254 أنا عمرو بن علي أبو حفص حدثنا بدل حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة عن سعيد الجريري حدثنا أبو نضرة عن جابر بن عبد الله قال قال لي رسول الله اقرأ ياجابر قلت وما أقرأ بأبي أنت وأمي قال اقرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فقرأتهما فقال اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلها وتقدم حديث عائشة أن رسول الله كان يقرأ بهن وينفث في كفيه ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده وقال الإمام مالك 2942 عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتها ورواه البخاري 5013 عن عبد الله بن يوسف ومسلم 2192 عن يحيى بن يحيى وأبو داود 3902 عن القعنبي والنسائي عن قتيبة ومن حديث بن القاسم وعيسى بن يونس وبن ماجة 3529 من حديث معن وبشر بن عمر ثمانيتهم عن مالك به وتقدم في آخر

سورة ن من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله كان يتعوذ من أعين الجان وأعين الإنسان فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما رواه الترمذي 2058 والنسائي 8271 وبن ماجة 3511 وقال الترمذي حديث حسن صحيح بسم الله الرحمن الرحيم
قال بن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا حسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال الفلق الصبح وقال العوفي عن بن عباس ( الفلق ) الصبح وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير وعبد الله بن محمد بن عقيل والحسن وقتادة ومحمد بن كعب القرظي وبن زيد ومالك عن زيد بن أسلم مثل هذا قال القرظي وبن زيد وبن جرير وهي كقوله تعالى ( فالق الإصباح ) وقال علي بن أبي طلحة عن بن عباس ( الفلق ) الخلق وكذا قال الضحاك أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله وقال كعب الأحبار ( الفلق ) بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره ورواه بن أبي حاتم ثم قال حدثنا أبي حدثنا سهيل بن عثمان عن رجل سماه عن السدي عن زيد بن علي عن آبائه أنهم قالوا ( الفلق ) جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه وكذا روي عن عمرو بن عنبسة وبن عباس والسدي وغيرهم وقد ورد في ذلك حديث مرفوع منكر فقال بن جرير حدثني إسحاق بن وهب الواسطي حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي حدثنا نصر بن خزيمة الخرساني عن شعيب بن صفوان عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي قال الفلق جب في جهنم مغطى إسناده غريب ولايصح رفعه وقال أبو عبد الرحمن الحبلي ( الفلق ) من أسماء جهنم قال بن جرير والصواب القول الأول إنه فلق الصبح وهذا هو الصحيح وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى وقوله تعالى ( من شر ما خلق ) أي من شر جميع المخلوقات وقال ثابت البناني والحسن البصري جهنم وإبليس وذريته مما خلق ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال مجاهد غاسق الليل ( إذا وقب ) غروب الشمس حكاه البخاري عنه وكذا رواه بن أبي نجيح عنه وكذا قال بن عباس ومحمد بن كعب القرظي والضحاك وخصيف والحسن وقتادة أنه الليل إذا أقبل بظلامه وقال الزهري ( ومن شر غاسق إذا وقب ) الشمس إذا غربت وعن عطية وقتادة ( إذا وقب ) الليل إذا ذهب وقال أبو المهزم عن أبي هريرة ( ومن شر غاسق إذا وقب ) الكوكب وقال بن زيد كانت العرب تقول الغاسق سقوط الثريا وكانت الأسقام والطواعين تكر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها قال بن جرير ولهؤلاء من الاثار ما حدثني نصر بن علي حدثني بكار عن عبد الله بن أخي همام حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ( ومن شر غاسق إذا وقب ) النجم الغاسق قلت وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي قال بن جرير وقال آخرون هو القمر قلت وعمدة أصحاب هذا القول ما رواه الإمام أحمد 661 حدثنا أبو داود الحفري عن بن أبي ذئب عن الحارث بن أبي سلمة قال قالت عائشة رضي الله عنها أخذ رسول الله بيدي فأراني القمر حين طلع وقال تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب ورواه الترمذي 3366 والنسائي في كتابي التفسير من سننيهما من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن به وقال الترمذي حديث حسن صحيح ولفظه تعوذي بالله من شر هذا فإن هذا الغاسق إذا وقب ولفظ النسائي تعوذي بالله من شر هذا هذا الغاسق إذا وقب قال أصحاب القول الأول وهو آية الليل إذا ولج هذا لا ينافي قولنا لأن القمر آية الليل ولايوجد له سلطان إلا فيه وكذلك النجوم لا تضيء إلا بالليل فهو يرجع إلى ما قلناه والله أعلم وقوله تعالى ( ومن شر النفاثات في العقد ) قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك يعني السواحر قال مجاهد إذا رقين ونفثن في العقد وقال بن جرير حدثنا بن عبد الأعلى حدثنا بن ثور عن معمر عن بن طاوس عن أبيه قال ما من شيء أقرب إلى الشرك من رقية الحية والمجانين وفي الحديث الآخر أن جبريل جاء إلى النبي فقال اشتكيت يامحمد فقال نعم فقال باسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل حاسد وعين الله يشفيك ولعل هذا كان من شكواه حين سحر ثم عافاه الله تعالى وشفاه ورد كيد السحرة الحساد من اليهود في رؤوسهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم وفضحهم ولكن مع هذا لم يعاتبه رسول الله يوما من الدهر بل كفى الله وشفى وعافى وقال الإمام أحمد 4367 حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن يزيد بن
حبان عن زيد بن أرقم قال سحر النبي رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما قال فجاءه جبريل فقال إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لك عقدا في بئر كذا وكذا فأرسل إليها من يجيء بها فبعث رسول الله فاستخرجها فجاءه بها فحللها قال فقام رسول الله كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه حتى مات ورواه النسائي 7112 عن هناد عن أبي معاوية محمد بن حازم الضرير وقال البخاري في كتاب الطب من صحيحه 5765 حدثنا عبد الله بن محمد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول أول من حدثنا به بن جريج يقول حدثني آل عروة عن عروة فسألت هشاما عنه فحدثنا عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولايأتيهن قال سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا فقال ياعائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحداهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للاخر ما بال الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقا قال وفيم قال في مشط ومشاقة قال وأين قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان قالت فأتى البئر حتى استخرجه فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكان نخلها رؤوس الشياطين قال فاستخرج فقلت أفلا تنشرت فقال أما الله فقد شفاني وأكره ان أثير على أحد من الناس شرا وأسنده من حديث عيسى بن يونس وأبي ضمرة أنس بن عياض وأبي أسامة ويحيى القطان وفيه قالت حتى كان يخيل إليه انه فعل الشيء ولم يفعله وعنده فأمر بالبئر فدفنت وذكر أنه رواه عن هشام أيضا بن أبي الزناد والليث بن سعد وقد رواه مسلم 2189 من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير ورواه أحمد عن عفان عن وهب عن هشام به ورواه الإمام أحمد أيضا 663 عن إبراهيم بن خالد عن معمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت لبث النبي ستة أشهر يرى أنه يأتي ولايأتى فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما للاخر ماباله قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم وذكر تمام الحديث وقال الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره قال بن عباس وعائشة رضي الله عنهما كان غلام من اليهود يخدم رسول الله فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي وعدة من أسنان مشطه فأعطاها اليهود فسحروه فيها وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له بن أعصم ثم دسها في بئر لبني زريق يقال له ذروان فمرض رسول الله وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولايأتيهن وجعل يذوب ولا يدري ما عراه فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه مابال الرجل قال طب قال وما طب قال سحر قال ومن سحره قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال وبم طبه قال بمشط ومشاطة قال وأين هو قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان والجف قشر الطلع والراعوفة حجر في أسفل البئر ناتىء يقوم عليه الماتح فانتبه رسول الله مذعورا وقال ياعائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ثم بعث رسول الله عليا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه وإذا فيه وتر معقود فيه اثنا عشر عقدة مغروزة بالإبر فأنزل الله تعالى السورتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله خفة حين انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين الله يشفيك فقالوا يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث نقتله فقال رسول الله أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرا هكذا أورده بلا إسناد وفيه غرابة وفي بعضه نكارة شديدة ولبعضه شواهد مما تقدم والله أعلم
114

( سورة الناس )

الآيات ( 114 1 6 )
مقدمة تفسير سورة الناس بسم الله الرحمن الرحيم سورة الناس وهي مكية
هذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل الربوبية والملك والإلهية فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه فجميع الأشياء مخلوقة له مملوكة عبيد له فأمر المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان الموكل بالإنسان فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزين له الفواحش ولايألوه جهدا في الخبال والمعصوم من عصمه الله
وقد ثبت في الصحيح أنه ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه قالوا وأنت يا رسول الله قال نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير وثبت في الصحيح عن أنس في قصة زيارة صفية للنبي وهو معتكف وخروجه معها ليلا ليردها إلى منزلها فلقيه رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا فقال رسول الله على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله فقال إن الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي 4301 حدثنا محمد بن بحر حدثنا عدي بن أبي عمارة حدثنا زياد النميري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله إن الشيطان واضع خطمه على قلب بن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس غريب وقال الإمام أحمد 595 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف رسول الله قال عثر بالنبي حمارة فقلت تعس الشيطان فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لاتقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قلت باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب تفرد به أحمد إسناده جيد قوي وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب وقال الإمام أحمد 2230 حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان فالتبس به كما يبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه قال أبو هريرة رضي الله عنه وأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل تفرد به أحمد وقال سعيد بن جبير عن بن عباس في قوله ( الوسواس الخناس ) قال الشيطان جاثم على قلب بن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله خنس وكذا قال مجاهد وقتادة وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينفث في قلب بن آدم عند الحزن وعند الفرح فإذا ذكر الله خنس وقال العوفي عن بن عباس في قوله ( الوسواس ) قال هو الشيطان يأمر فإذا أطيع خنس وقوله تعالى ( الذي يوسوس في صدور الناس ) هل يختص هذا ببني آدم كما هو الظاهر أو يعم بني آدم والجن فيه قولان ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا وقال بن جرير وقد استعمل فيهم رجال من الجن فلا بدع في إطلاق الناس عليهم وقوله تعالى ( من الجنة والناس ) هل هو تفصيل لقوله ( الذي يوسوس في صدور الناس ) ثم بينهم فقال ( من الجنة والناس ) وهذا يقوي القول الثاني وقيل لقوله ( من الجنة والناس ) تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن كما قال تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) وكما قال الإمام أحمد 5178 حدثنا وكيع حدثنا المسعودي حدثنا أبو عمر الدمشقي حدثنا عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال أتيت رسول الله وهو في المسجد فجلست فقال يا أبا ذر هل صليت قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قال فقلت يا رسول الله وللإنس شياطين قال نعم قال فقلت يا رسول الله الصلاة قال خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر قلت يا رسول الله فالصوم قال فرض مجزىء وعند الله مزيد قلت يا رسول الله فالصدقة قال أضعاف مضاعفة قلت يا رسول الله فأيها أفضل قال جهد من مقل أوسر إلى فقير قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول قال آدم قلت يا رسول الله ونبيا كان قال نعم نبي مكلم قلت يا رسول الله كم المرسلون قال ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا وقال مرة خمسة عشر قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم قال آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ورواه النسائي 8275 من حديث أبي عمر الدمشقي به وقد أخرج هذا الحديث مطولا جدا أبو حاتم بن حبان في صحيحه 361 بطريق آخر ولفظ آخر مطول جدا فالله أعلم وقال الإمام أحمد 1235 حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذر بن عبد الله الهمداني عن عبد الله بن شداد عن بن عباس قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال فقال النبي الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ورواه أبو داود 5112 والنسائي من حديث منصور زاد النسائي والأعمش كلاهما عن ذر به آخر التفسير ولله الحمد والمنة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ورضي الله عن الصحابة أجمعين حسبنا الله ونعم الوكيل وكان الفراغ منه في العاشر من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وثمان مئة والحمد لله رب العالمين