تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 246 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 246

245

87- "يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه" التحسس بمهملات: طلب الشيء بالحواس، مأخوذ من الحس، أو من الإحساس: أي اذهبوا فتعرفوا خبر يوسف وأخيه وتطلبوه، وقريء بالجيم، وهو أيضاً التطلب "ولا تيأسوا من روح الله" أي لا تقنطوا من فرجه وتنفيسه. قال الأصمعي: الروح ما يجده الإنسان من نسيم الهواء فيسكن إليه، والتركيب يدل على الحركة والهزة فكل ما يهتز الإنسان بوجوده ويلتذ به فهو روح. وحكى الواحدي عن الأصمعي أيضاً أنه قال: الروح الإستراحة من غم القلب. وقال أبو عمر: الروح الفرج، وقيل الرحمة "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" لكونهم لا يعلمون بقدرة الله سبحانه، وعظيم صنعه وخفي ألطافه.
قوله: 88- "فلما دخلوا عليه" أي على يوسف، وفي الكلام حذف، والتقدير: فذهبوا كما أمرهم أبوهم إلى مصر ليتحسسوا من يوسف وأخيه، فلما دخلوا على يوسف "قالوا يا أيها العزيز" أي الملك الممتنع القادر "مسنا وأهلنا الضر" أي الجوع والحاجة. وفيه دليل على أنه تجوز الشكوى عند الضرورة إذا خاف من إصابته على نفسه كما يجوز للعليل أن يشكو إلى الطبيب ما يجده من العلة، وهذه المرة التي دخلوا فيها مصر هي المرة الثالثة كما يفيده ما تقدم من سياق الكتاب العزيز "وجئنا ببضاعة مزجاة" البضاعة هي القطعة من المال يقصد بها شراء شيء يقال أبضعت الشيء واستبضعته: إذا جعلته بضاعة، وفي المثل كمستبضع التمر إلى هجر. والإزجاء: السوق بدفع. قال الواحدي: الإزجاء في اللغة السوق والدفع قليلاً قليلاً، ومنه قوله تعالى: "ألم تر أن الله يزجي سحاباً"، والمعنى: أنها بضاعة تدفع ولا يقبلها التجار. قال ثعلب: البضاعة المزجاة الناقصة غير التامة. قال أبو عبيدة: إنما قيل للدراهم الرديئة مزجاة لأنها مردودة مدفوعة غير مقبولة. واختلف في هذه البضاعة ما هي؟ فقيل كانت قديداً وحيساً، وقيل صوف وسمن، وقيل الحبة الخضراء والصنوبر، وقيل دراهم رديئة، وقيل النعال والأدم. ثم طلبوا منه بعد أن أخبروه بالبضاعة التي معهم أن يوفي لهم الكيل: أي يجعله تاماً لا نقص فيه، وطلبوا منه أن يتصدق عليهم إما بزيادة يزيدها لهم على ما يقابل بضاعتهم. أو بالإغماض عن رداءة البضاعة التي جاءوا بها، وأن يجعلها كالبضاعة الجيدة في إيفاء الكيل لهم بها، وبهذا قال أكثر المفسرين، وقد قيل كيف يطلبون التصدق عليهم وهم أنبياء والصدقة محرمة على الأنبياء. وأجيب باختصاص ذلك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، "إن الله يجزي المتصدقين" بما يجعله لهم من الثواب الأخروي، أو التوسيع عليهم في الدنيا. وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: "عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً" قال: يوسف وأخيه وروبيل. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: يوسف وأخيه وكبيرهم الذي تخلف وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: " يا أسفى على يوسف " قال: يا حزنا وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن قتادة مثله. وأخرجوا عن مجاهد قال: يا جزعا. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: "فهو كظيم" قال: حزين. وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيوخ عن قتادة قال كظم على الحزن فلم يقل إلا خيراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء الخرساني قال: كظيم مكروب. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيوخ عن الضحاك قال: الكظيم الكمد. وأخرج ابن جرير عن مجاهد نحوه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيوخ عن ابن عباس في قوله: " تالله تفتأ تذكر يوسف " قال: لا تزال تذكر يوسف "حتى تكون حرضاً" قال: دنفاً من المرض "أو تكون من الهالكين" قال: الميتين. وأخرج هؤلاء عن مجاهد نحوه وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبوالشيوخ عن قتادة في قوله: " تفتأ تذكر يوسف " قال: لا تزال تذكر يوسف "حتى تكون حرضاً" قال: هرماً "أو تكون من الهالكين" قال: أو تموت. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيوخ عن الضحاك "حتى تكون حرضاً" قال: الحرض البالي "أو تكون من الهالكين" قال: من الميتين. وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مسلم بن يسار يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من بث لم يصبر، ثم قرأ "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله""، وأخرج ابن منده في المعرفة عن مسلم بن يسار عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وأخرج ابن مردوية من حديث عبدالله بن عمرو مرفوعاً مثله. وأخرجه ابن المنذر وابن مردوية عن عبد الرحمن بن يعمر مرفوعاً مرسلاً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيوخ عن ابن عباس في قوله: "إنما أشكو بثي" قال: همي. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله: " وأعلم من الله ما لا تعلمون " قال: أعلم أن رؤيا يوسف صادقة وأني سأسجد له. وأخرج ابن جرير عن الضحاك مثله . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله "ببضاعة "قال : دراهم "مزجاة" قال : كاسدة .وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه قال : مزجاة رثة المتاع خلقة الحبل والغرارة والشيء. وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه أيضا مزجاة قال : الورق الزيوف التي لا تنفق حتى يوضع منها . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جرير في قوله " وتصدق علينا " قال : اردد علينا أخانا .
الإستفهام في قوله: 89- "هل علمتم" للتوبيخ والتقريع، وقد كانوا عالمين بذلك، ولكنه أراد ما ذكرناه، ويستفاد منه تعظيم الواقعة لكونه في قوة: ما أعظم الأمر الذي ارتكبتم من يوسف وأخيه، وما أقبح ما أقدمتم عليه؟ كما يقال للمذنب: هل تدري من عصيت؟ والذي فعلوا بيوسف هو ما تقدم مما قصه الله سبحانه علينا في هذه السورة وأما ما فعلوا بأخيه، فقال جماعة من المفسرين هو ما أدخلوه عليه من الغم بفراق أخيه يوسف، وما كان يناله منهم من الإحتقار والإهانة، ولم يستفهمهم عما فعلوا بأبيه يعقوب مع أنه قد نالهم منهم ما قصه الله فيما سبق من صنوف الأذى. قال الواحدي: ولم يذكر أباه يعقوب مع عظظم ما دخل عليه من الغم بفراقه تعظيما له ورفعاً من قدره، وعلماً بأن ذلك كان بلاءً له من الله عز وجل ليزيد في درجته عنده "إذ أنتم جاهلون" نفى عنهم العلم وأثبت صفة الجهل،لأنهم لم يعلموا بما يقتضيه العلم: وقيل إنه أثبت لهم صفة الجهل لقصد الاعتذار عنهم وتخفيف الأمر عليهم، فكأنه قال: إنما أقدمتم على ذلك الفعل القبيح المنكر وقت عدم علمكم بما فيه من الإثم وقصور معارفكم عن عاقبته، وما يترتب عليه، أو أراد أنهم عند ذلك في أوان الصبا وزمان الصغر، اعتذاراً لهم ودفعاً لما يدهمهم من الخجل والحيرة مع علمه وعلمهم بأنهم كانوا في ذلك الوقت كباراً.
90-" قالوا أإنك لأنت يوسف " قرأ ابن كثير إنك على الخبر بدون استفهام. وقرأ الباقون على الإستفهام التقريري، وكان ذلك منهم على طريق التعجب والاستغراب: قيل سبب معرفتهم له بمجرد قوله لهم "ما فعلتم بيوسف وأخيه" أنهم لما قال لهم ذلك تنبهوا وفهموا أنه لا يخاطبهم بمثل هذا إلا هو، وقيل إنه لما قال لهم بهذه المقالة وضع التاج عن رأسه فعرفوه، وقيل أنه تبسم فعرفوا ثناياه "قال أنا يوسف وهذا أخي" أجابهم بالاعتراف بما سألوه عنه. قال ابن الأنباري أظهر الاسم فقال أنا يوسف ولم يقل أنا هو، تعظيماً لما وقع به من ظلم إخوته، كأنه قال: أنا المظلوم المستحل منه المحرم المرادد قتله. فاكتفى بإظها الإسم عن هذه المعاني، وقال: وهذا أخي مع كونهم يعرفونه ولا ينكرونه، لأن قصده وهذا أخي المظلوم كظلمي "قد من الله علينا" بالخلاص عما ابتلينا به، وقيل من الله علينابكل خير في الدنيا والآخرة، وقيل بالجمع بيننا بعد التفرق، ولا مانع من إرادة جمبع ذلك "إنه من يتق ويصبر" قرأ الجمهور بالجزم على أن من شرطية. وقرأ ابن كثير بإثبات الياء في يتقي، كما في قول الشاعر: ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد وقيل إنه جعل من موصولة لا شرطية، وهو بعيد. والمعنى: إنه من يفعل التقوى أو يفعل ما يقيه عن الذنوب ويصبر على المصائب"فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" على العموم، فيدخل فيه ما يفيده السياق دخولاً أولياً، وجاء بالظاهر، وكان المقام مقام المضمر: أي أجرهم للدلالة على أن الموصوفين بالتقوى موصوفون بصفة الإحسان.
91- "قالوا تالله لقد آثرك الله علينا" أي لقد اختارك وفضلك علينا بما خصك به من صفات الكمال، وهذا اعتراف منهم بفضله وعظيم قدره. ولا يلزم من ذلك أن لا يكونوا أنبياء، فإن درج الأنبياء متفاوتة، قال الله تعالى: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" "وإن كنا لخاطئين" أي وإن الشأن ذلك. قال أبو عبيدة: خطء وأخطأ بمعنى واحد. وقال الأزهري: المخطىء من أراد الصواب فصار إلى غيره، ومنه قولهم: المجتهد يخطىء ويصيب، والخاطىء من تعمد ما لا ينبغي. قالوا هذه المقالة المتضمنة للاعتراف بالخطأ والذنب استجلاباً لعفوه واستجذاباً لصفحه.
92- "قال لا تثريب عليكم" التثريب التعيير والتوبيخ: أي لا تعيير ولا توبيخ، ولا لوم عليكم. قال الأصمعي ثربت عليه: قبحت عليه فعله. وقال الزجاج: المعنى لا إفساد لما بيني وبينكم من الحرمة وحق الأخوة، ولكم عندي الصلح والعفو، وأصل التثريب الإفساد، وهي لغة أهل الحجاز. وقال ابن الأنباري: معناه قد انقطع عنكم توبيخي عند اعترافكم بالذنب. قال ثعلب: ثرب فلان على فلان إذا عدد عليه ذنوبه، وأصل التثريب من الثرب، وهو الشحم الذي هو غاشية الكرش، ومعناه إزالة التثريب، كما أن التجليد والتقريع إزالة الجلد والقرع وانتصاب اليوم بالتثريب: أي لا أثرب عليكم أو منتصب بالعامل المقدر في عليكم وهو مستقر أو ثابت أو نحوهما أي لا تثريب مستقر أو ثابت عليكم. وقد جوز الأخفش الوقف على عليكم، فيكون اليوم متعلق بالفعل الذي بعده. وقد ذكر مثل هذا ابن الأنباري. ثم دعا لهم بقوله : "يغفر الله لكم" على تقدير الوقف على اليوم أو أخبرهم بأن الله قد غفر لهم ذلك اليوم على تقدير الوقف على عليكم "وهو أرحم الراحمين" يرحم عباده رحمة لا يتراحمون بها فيما بينهم فيجازي محسنهم ويغفر لمسيئهم.
93- قوله "اذهبوا بقميصي هذا"قيل هذا القميص هو القميص الذي ألبسه الله إبراهيم لما ألقي في النار وكساه إبراهيم إسحاق وكساه إسحاق يعقوب. وكان يعقوب أدرج هذا القميص في [قصبة] وعلقه في عنق يوسف لما كان يخاف عليه من العين، فأخبر جبريل يوسف أن يرسل به إلى يعقوب ليعود عليه بصره لأن فيه ريح الجنة، وريح الجنة لا يقع على سقيم إلا شفي ولا مبتلي إلا عوفي "فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا" أي يصر بصيراً على أن يأت هي التي من أخوات كان. قال الفراء: يرجع بصيراً. وقال السدي: يعد بصيراً. وقيل معناه: يأت إلي إلى مصر وهو بصير قد ذهب عنه العمى، ويؤيد قوله "وأتوني بأهلكم أجمعين" أي جميع من شمله لفظ الأهل من النساء والذراري، قيل كانوا نحو سبعين، وقيل ثلاثة وتسعين
94- "ولما فصلت العير" أي خرجت منطلقة من مصر إلى الشام، يقال فصل فصولاً، وفصلته فصلاً، لازم ومتعد، وسقال فصل من البلد فصولاً: إذا انفصل عنه وجاوز حيطانه "قال أبوهم" أي يعقوب لمن عنده في أرض كنعان من أهله "إني لأجد ريح يوسف" قيل إنها هاجت ريح فحملت ريح القميص إلى يعقوب مع طول المسافة، فأخبرهم بما وجد، ثم قال "لولا أن تفندون" لولا أن تنسبوني إلى الفند، وهو ذهاب العقل من الهرم، يقال أفند الرجل: إذا خرف وتغير عقله. وقال أبو عبيدة لولا أن تسفهون، فجعل الفند السفه. وقال الزجاج: لولا أن تجهلون، فجعل الفند الجهل، ويؤيد قول من قال إنه السفه قول النابغة: إلا سليمان إذ قال المليك له قم في البرية فاحددها عن الفند أي امنعها عن السفه. وقال أبو عمر الشيباني : التفنيد التقبيح، ومنه قول الشاعر: يا صاحبي دعا لومي وتفنيد فليس ما فات من امري بمردود وقيل هو الكذب، ومنه قول الشاعر: هل في افتخار الكريم من أود أم هل لقول الصديق من فند وقال ابن الأعرابي "لولا أن تفندون" لولا أن تضعفوا رأيي. وروي مثله عن أبي عبيدة. وقال الأخفش: التفنيد اللوم وضعف الرأي. وكل هذه المعاني راجع إلى التعجيز وتضعيف الرأي، يقال فنده تفنيداً: إذا عجزه، وأفند: إذا تكلم بالخطأ، والفند: الخطأ من الكلام، ومما يدل على إطلاقه على اللوم قول الشاعر: يا عاذلي دعا الملام وأقصرا طال الهوى وأطلتما التفنيدا أخبرهم يعقوب بأن الصبا قد حملت إليه ريح حبيبه، وأنه لولا ما يخشاه من التفنيد لما شك في ذلك: فإن الصبــا ريح مــا تنفــسـت علـى نفس مهموم تجلــت همـومهــا إذا قلت هذا حي أسلو يهيجني نسيم الصبا من حيث ما يطلع الفجر ولقد تهب لي الصبا من أرضها فيــلــذ مــس هبــوبكــم ويــطــيب
95- "قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم" أي قال الحاضرون عنده من اهله: إنك يا يعقوب لفي ذهابك عن طريق الصواب الذي كنت عليه قديماً من لإفراط حبك ليوسف لا تنساه، ولا تفتر عنه، ولسان حال يعقوب يقول لهم: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها لا تعذل المشتاق في أشواقه حتى تكون حشاك في أحشائه وقيل المعنى: إنك لفي جنونك القديم، وقيل في محيتك القديمة.
قالوا له ذلك لأنه لم يكن قد بلغهم قدوم البشير 96- "فلما أن جاء البشير" قال المفسرون البشير: هو يهوذا بن يعقوب قال لإخوته: أنا جئته بالقميص ملطخاً بالدم، فأعطني اليوم قميصك لأخبره أنك حي، فأفرحه كما أحزنته "ألقاه على وجهه" أي ألقى البشير قميص يوسف على وجه يعقوب، أو ألقاه يعقوب على وجه نفسه "فارتد بصيراً" الارتداد: انقلاب الشيء إلى حال قد كان عليها، والمعنى: عاد ورجع إلى حالته الأولى من صحة بصره "قال ألم أقل لكم" أي قال يعقوب لمن كان عنده من أهله الذين قال لهم: "إني لأجد ريح يوسف": ألم أقل لكم هذا القول فقلتم ما قلتم، ويكون قوله: "إني أعلم من الله ما لا تعلمون" كلاماً مبتدأ لا يتعلق بالقول، ويجوز أن تكون جملة "إني أعلم من الله ما لا تعلمون" مقول القول، ويريد بذلك أخبارهم بما قاله سابقاً "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون".