تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 407 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 407

406

25- "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره" أي قيامهما واستمساكهما بإرادته سبحانه وقدرته بلا عمد يعمدهما، ولا مستقر يستقران عليه. قال الفراء: يقول أن تدوما قائمتين بأمره "ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون" أي ثم بعد موتكم ومصيركم في القبور إذا دعاكم دعوة واحدة فاجأتم الخروج منها بسرعة من غير تلبث ولا توقف، كما يجيب المدعو المطيع دعوة الداعي المطاع. ومن الأرض متعلق بدعا: أي دعاكم من الأرض التي أنتم فيها، كما يقال دعوته من أسفل الوادي فطلع إلي، أو متعلق بمحذوف هو صفة لدعوة، أو متعلق بمحذوف يدل عليه تخرجون: أي خرجتم من الأرض، ولا يجوز أن يتعلق بتخرجون، لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها، وهذه الدعوة هي نفخة إسرافيل الآخرة في الصور على ما تقدم بيانه، وقد أجمع القراء على فتح التاء في تخرجون هنا، وغلط من قال إنه قرئ هنا بضمها على البناء للمفعول، وإنما قرئ بضمها في الأعراف.
26- "وله من في السموات والأرض" من جميع المخلوقات ملكاً وتصرفاً وخلقاً، ليس لغيره في ذلك شيء "كل له قانتون" أي مطيعون طاعة انقياد، وقيل مقرون بالعبودية، وقيل مصلون، وقيل قائمون يوم القيامة كقوله: "يوم يقوم الناس لرب العالمين": أي للحساب، وقيل بالشهادة أنهم عباده، وقيل مخلصون.
27- "وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده" بعد الموت فيحييه الحياة الدائمة "وهو أهون عليه" أي هين عليه لا يستصعبه، أو أهون عليه بالنسبة إلى قدرتكم وعلى ما يقوله بعضكم لبعض، وإلا فلا شيء في قدرته بعضه أهون من بعض، بل كل الأشياء مستوية يوجدها بقوله كن فتكون. قال أبو عبيد: من جعل أهون عبارة عن تفضيل شيء على شيء فقوله مردود بقوله: "وكان ذلك على الله يسيراً" وبقوله: " ولا يؤوده حفظهما " والعرب تحمل أفعل على فاعل كثيراً كما في قول الفرزدق: ‌إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول أي عزيزة طويلة، وأنشد أحمد بن يحيى ثعلب على ذلك: تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد أي لست بواحد، ومثله قول الآخر: لعمرك إن الزبرقان لباذل لمعروفه عند السنين وأفضل أي وفاضل، وقرأ عبد الله بن مسعود وهو عليه هين وقال مجاهد وعكرمة والضحاك: إن الإعادة أهون عليه: أي على الله من البداية: أي أيسر وإن كان جميعه هيناً. وقيل المراد أن الإعادة فيما بين الخلق أهون من البداية، وقيل الضمير في عليه للخلق: أي وهو أهون على الخلق لأنه يصاح بهم صيحة واحدة فيقومون ويقال لهم كونوا فيكونون، فذلك أهون عليهم من أن يكونوا نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى آخر النشأة "وله المثل الأعلى" قال الخليل: المثل الصفة: أي وله الوصف الأعلى "في السموات والأرض" كما قال: "مثل الجنة التي وعد المتقون" أي صفتها، وقال مجاهد: المثل الأعلى قول لا إله إلا الله، وبه قال قتادة. وقال الزجاج "وله المثل الأعلى في السموات والأرض" أي قوله وهو أهون عليه قد ضربه لكم مثلاً فيما يصعب ويسهل. وقيل المثل الأعلى هو أنه ليس كمثله شيء، وقيل هو أن ما أراده كان بقول كن، وفي السموات والأرض متعلق بمضمون الجملة المتقدمة، والمعنى: أنه سبحانه عرف بالمثل الأعلى، ووصف به في السموات والأرض، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من الأعلى، أو من الضمير في الأعلى "وهو العزيز" في ملكه القادر الذي لا يغالب "الحكيم" في أقواله وأفعاله. وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "يبلس" قال: يبتئس. وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم "يبلس" قال: يكتئب، وعنه الإبلاس: الفضيحة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "يحبرون" قال: يكرمون. وأخرج الديلمي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة قال الله: أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان ميزوهم، فيميزون في كثب المسك والعنبر، ثم يقول للملائكة: أسمعوهم من تسبيحي وتحميدي وتهليلي، قال: فيسبحون بأصوات لم يسمع السامعون بمثلها قط". وأخرج الدينوري في المجالسة عن مجاهد قال: ينادي مناد يوم القيامة فذكر نحوه، ولم يسم من رواه له عن رسول الله. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، والأصبهاني في الترغيب عن محمد بن المنكدر نحوه. وأخرج ابن أبي الدنيا والضياء المقدسي كلاهما في صفة الجنة، قال السيوطي بسند صحيح عن ابن عباس قال في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام، فيخرج أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها، فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا، فيرسل الله ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه. وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن أبي رزين قال: جاء نافع بن الأزرق إلى ابن عباس فقال: هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال نعم، فقرأ "فسبحان الله حين تمسون" صلاة المغرب "وحين تصبحون" صلاة الصبح "وعشياً" صلاة العصر "وحين تظهرون" صلاة الظهر، وقرأ "ومن بعد صلاة العشاء". وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عنه قال: جمعت هذه الآية مواقيت الصلاة، "فسبحان الله حين تمسون" قال: المغرب والعشاء "وحين تصبحون" الفجر "وعشياً" العصر "وحين تظهرون" الظهر. وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن السني في عمل يوم وليلة، والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدعوات عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفى؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى: سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون" وفي إسناده ابن لهيعة. وأخرج أبو داود والطبراني وابن السني وابن مردويه عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يصبح: " سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون * يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون " أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته" وإسناده ضعيف. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: "كل له قانتون" يقول مطيعون: يعني الحياة والنشور والموت وهم له عاصون فيما سوى ذلك من العبادة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "وهو أهون عليه" قال: أيسر. وأخرج ابن الأنباري عنه أيضاً في قوله: "وهو أهون عليه" قال: الإعادة أهون على المخلوق، لأنه يقول له يوم القيامة كن فيكون، وابتدأ الخلقة من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله: "وله المثل الأعلى" يقول: ليس كمثله شيء.
قوله: 28- "ضرب لكم مثلاً" قد تقدم تحقيق معنى المثل، ومن في "من أنفسكم" لابتداء الغاية وهي ومجرورها في محل نصب صفة لمثلاً: أي مثلاً منتزعاً ومأخوذاً من أنفسكم فإنها أقرب شيء منكم، وأبين من غيرها عندكم، فإذا ضرب لكم المثل بها في بطلان الشرك كان أظهر دلالة وأعظم وضوحاً. ثم بين المثل المذكور فقال: " هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم " من في مما ملكت للتبعيض، وفي من شركاء زائدة للتأكيد، والمعنى هل لكم شركاء فيما رزقناكم كائنون من النوع الذي ملكت أيمانكم، وهم العبيد والإماء، والاستفهام للإنكار، وجملة "فأنتم فيه سواء" جواب للاستفهام الذي بمعنى النفي، ومحققة لمعنى الشركة بينهم وبين العبيد والإماء المملوكين لهم في أموالهم: أي هل ترضون لأنفسكم، والحال أن عبيدكم وإماءكم أمثالكم في البشرية أن يساووكم في التصرف بما رزقناكم من الأموال، ويشاركوكم فيها من غير فرق بينكم وبينهم "تخافونهم كخيفتكم أنفسكم" الكاف نعت مصدر محذوف: أي تخافون الأحرار المشابهين لكم في الحرية وملك الأموال وجواز التصرف، والمقصود نفي الأشياء الثلاثة الشركة بينهم وبين المملوكين والاستواء معهم وخوفهم إياهم. وليس المراد ثبوت الشركة ونفي الاستواء والخوف كما قيل في قولهم: ما تأتينا فتحدثنا. والمراد: إقامة الحجة على المشركين فإنهم لا بد أن يقولوا لا نرضى بذلك، فيقال لهم فكيف تنزهون أنفسكم عن مشاركة المملوكين لكم وهم أمثالكم في البشرية، وتجعلون عبيد الله شركاء له؟ فإذا بطلت الشركة بين العبيد وساداتهم فيما يملكه السادة بطلت الشركة بين الله وبين أحد من خلقه، والخلق كلهم عبيد الله تعالى، ولم يبق إلا أنه الرب وحده لا شريك له. قرأ الجمهور "أنفسكم" بالنصب على أنه معمول المصدر المضاف إلى فاعله، وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع على إضافة المصدر إلى مفعوله "كذلك نفصل الآيات" تفصيلاً واضحاً وبياناً جلياً "لقوم يعقلون" لأنهم الذين ينتفعون بالآيات التنزيلية والتكوينية باستعمال عقولهم في تدبرها والتفكر فيها.
ثم أضرب سبحانه عن مخاطبة المشركين وإرشادهم إلى الحق بما ضربه لهم من المثل فقال: 29- "بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم" أي لم يعقلوا الآيات بل اتبعوا أهواءهم الزائغة، وآرائهم الفاسدة الزائفة، ومحل بغير علم النصب على الحال: أي جاهلين بأنهم على ضلالة "فمن يهدي من أضل الله" أي لا أحد يقدر على هدايته، لأن الرشاد والهداية بتقدير الله وإرادته "وما لهم من ناصرين" أي ما لهؤلاء الذين أضلهم الله من ناصرين ينصرونهم ويحولون بينهم وبين عذاب الله سبحانه.
ثم أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتوحيده وعبادته كما أمره فقال: 30- "فأقم وجهك للدين حنيفاً" شبه الإقبال على الدين بتقويم وجهه إليه وإقباله عليه، وانتصاب حنيفاً على الحال من فاعل أقم أو من مفعوله: أي مائلاً إليه مستقيماً عليه غير ملتفت إلى غيره من الأديان الباطلة " فطرة الله التي فطر الناس عليها " الفطرة في الأصل: الخلقة، والمراد بها هنا الملة، وهي الإسلام والتوحيد. قال الواحدي: هذا قول المفسرين في نصرة الله، والمراد بالناس هنا: الذين فطرهم الله على الإسلام، لأن المشرك لم يفطر على الإسلام، وهذا الخطاب وإن كان خاصاً برسول الله فأمته داخلة معه فيه. قال القرطبي باتفاق من أهل التأويل: والأولى حمل الناس على العموم من غير فرق بين مسلمهم وكافرهم، وأنهم جميعاً مفطورون على ذلك لولا عوارض تعرض لهم فيبقون بسببها على الكفر كما في حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة". وفي رواية "على هذه الملة، ولكن أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟"ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم " فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ". وفي رواية حتى تكونوا أنتم تجدعونها. وسيأتي في آخر البحث ما ورد معاضداً لحديث أبي هريرة هذا، فكل فرد من أفراد الناس مفطور: أي مخلوق على ملة الإسلام، ولكن لا اعتبار بالإيمان والإسلام الفطريين، وإنما يعتبر الإيمان والإسلام الشرعيان، وهذا قول جماعة من الصحابة ومن بعدهم، وقول جماعة من المفسرين وهو الحق. والقول بأن المراد بالفطرة هنا الإسلام هو مذهب جمهور السلف. وقال آخرون: هي البداءة التي ابتدأهم الله عليها، فإنه ابتدأهم للحياة والموت والسعادة والشقاوة. والفاطر في كلام العرب هو المبتدئ، وهذا مصير من القائلين به إلى معنى الفطرة لغة وإهمال معناها شرعاً. والمعنى الشرعي مقدم على المعنى اللغوي باتفاق أهل الشرع، ولا ينافي ذلك ورود الفطرة في الكتاب أو السنة في بعض المواضع مراداً بها المعنى اللغوي كقوله تعالى: "الحمد لله فاطر السموات والأرض" أي خالقهما ومبتديهما، وكقوله: "وما لي لا أعبد الذي فطرني" إذ لا نزاع في أن المعنى اللغوي هو هذا، ولكن النزاع في المعنى الشرعي للفطرة وهو ما ذكره الأولون كما بيناه، وانتصاب فطرة على أنها مصدر مؤكد للجملة التي قبلها. وقال الزجاج: فطرة منصوب بمعنى اتبع فطرة الله، قال: لأن معنى "فأقم وجهك للدين" اتبع الدين واتبع فطرة الله. وقال ابن جرير: هي مصدر من معنى فأقم وجهك لأن معنى ذلك فطرة الله الناس على الدين، وقيل هي منصوبة على الإغراء: أي الزموا فطرة الله، أو عليكم فطرة الله، ورد هذا الوجه أبو حيان وقال: إن كلمة الإغراء لا تضمر إذ هي عوض عن الفعل، فلو حذفها لزم حذف العوض والمعوض عنه وهو إجحاف. وأجيب بأن هذا رأي البصريين، وأما الكسائي وأتباعه فيجيزون ذلك وجملة "لا تبديل لخلق الله" تعليل لما قبلها من الأمر بلزوم الفطرة: أي هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لها من جهة الخالق سبحانه. وقيل هو نفي معناه النهي: أي لا تبدلوا خلق الله. قال مجاهد وإبراهيم النخعي: معناه لا تبديل لدين الله. قال قتادة وابن جبير والضحاك وابن زيد: هذا في المعتقدات. وقال عكرمة: إن المعنى لا تغيير لخلق في البهائم بأن تخصى فحولها "ذلك الدين القيم" أي ذلك الدين المأمور بإقامة الوجه له هو الدين القيم، أو لزوم الفطرة هو الدين القيم "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" ذلك حتى يفعلوه ويعملوا به.
31- "منيبين إليه" أي راجعين إليه بالتوبة والإخلاص، ومطيعين له في أوامره ونواهيه. ومنه قول أبي قيس بن الأسلت: فإن تابوا فإن بني سليم وقومهم هوازن قد أنابوا قال الجوهري: أناب إلى الله: أقبل وتاب، وانتصابه على الحال من فاعل أقم. قال المبرد: لأن معنى أقم وجهك: أقيموا وجوهكم. قال الفراء: المعنى فأقم وجهك ومن معك منيبين، وكذا قال الزجاج وقال تقديره: فأقم وجهك وأمتك، فالحال من الجميع. وجاز حذف المعطوف لدلالة منيبين عليه. وقيل هو منصوب على القطع، وقيل على أنه خبر لكان محذوفة: أي وكونوا منيبين إليه لدلالة ولا تكونوا من المشركين على ذلك. ثم أمرهم سبحانه بالتقوى بعد أمرهم بالإنابة فقال: "واتقوه" أي باجتناب معاصيه وهو معطوف على الفعل المقدر ناصباً لمنيبين "وأقيموا الصلاة" التي أمرتم بها "ولا تكونوا من المشركين" بالله.
وقوله: 32- "من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً" هو بدل مما قبله بإعادة الجار، والشيع الفرق: أي لا تكونوا من الذين تفرقوا فرقاً في الدين يشايع بعضهم بعضاً من أهل البدع والأهواء. وقيل المراد بالذين فرقوا دينهم شيعاً اليهود والنصارى. وقرأ حمزة والكسائي " فرقوا دينهم " ورويت هذه القراءة عن علي بن أبي طالب: أي فارقوا دينهم الذي يجب اتباعه، وهو التوحيد. وقد تقدم تفسير هذه الآية في آخر سورة الأنعام "كل حزب بما لديهم فرحون" أي كل فريق بما لديهم من الدين المبني على غير الصواب مسرورون مبتهجون يظنون أنهم على الحق وليس بأيديهم منه شيء. وقال الفراء: يجوز أن يكون قوله من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً مستأنفاً كما يجوز أن يكون متصلاً بما قبله.