تفسير الطبري تفسير الصفحة 219 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 219
220
218
 الآية : 89
القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتّبِعَآنّ سَبِيلَ الّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }.
وهذا خبر من الله عن إجابته لموسى صلى الله عليه وسلم وهارون دعاءهما على فرعون وأشراف قومه وأموالهم. يقول جلّ ثناؤه: قَالَ الله لهما قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما في فرعون وملئه وأموالهم.
فإن قائل قائل: وكيف نسبت الإجابة إلى اثنين والدعاء إنما كان من واحد؟ قيل: إن الداعي وإن كان واحدا فإن الثاني كان مؤمنا وهو هارون, فلذلك نسبت الإجابة إليهما, لأن المؤمّن داعٍ. وكذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13875ـ حدثني محمد بن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفيان, عن ابن جريج, عن رجل, عن عكرمة في قوله: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما قال: كان موسى يدعوا وهارون يؤمّن, فذلك قوله: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما.
وقد زعم بعض أهل العربية أن العرب تخاطب الواحد خطاب الاثنين, وأنشد في ذلك:
فَقُلْتُ لِصَاحِبي لا تُعْجِلانابِنَزْعِ أُصُولِهِ وَاجْتَزّ شِيحَا
13876ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا زكريا بن عديّ, عن ابن المبارك, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح قال: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما قال: دعا موسى, وأمّن هارُون.
13877ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبي وزيد بن حباب, عن موسى بن عبيدة, عن محمد بن كعب, قال: دعا موسى, وأمّن هارون.
قال: حدثنا أبو معاوية, عن شيخ له, عن محمد بن كعب, قال: دعا موسى, وأمّن هارون.
13878ـ حدثنا المثنى, قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية, قال: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما قال: دعا موسى, وأمّن هارون.
13879ـ قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد, وعبد الله بن أبي جعفر, عن أبي جعفر, عن الربيع بن أنس, قال: دعا موسى وأمّن هارون, فذلك قوله: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما.
حدثنا الحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الثوري, عن رجل, عن عكرمة في قوله: قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما قال: كان موسى يدعو وهارون يؤمّن, فذلك قوله قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما.
13880ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عباس: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما لموسى وهارون. قال ابن جريج: قال عكرمة: أمّن هارون على دعاء موسى, فقال الله: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فاسْتَقِيما.
13881ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: كان هارون يقول: آمين, فقال الله: قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فصار التأمين دعوة صار شريكه فيها.
وأما قوله: فاسْتَقِيما فإنه أمر من الله تعالى لموسى وهارون بالاستقامة والثبات على أمرها من دعاء فرعون وقومه إلى الإجابة إلى توحيد الله وطاعته, إلى أن يأتيهم عقاب الله الذي أخبرهما أنه أجابهما فيه. كما:
13882ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, قال: قال ابن جريج, قال ابن عباس: فاسْتَقِيما: فامضيا لأمري, وهي الاستقامة.
قال ابن جريج يقولون: إن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة.
وقوله: وَلا تَتّبِعانِ سَبِيلَ الّذِينَ لا يَعْلَمُونَ يقول: ولا تسلكان طريق الذين يجهلون حقيقة وعدي, فتستعجلان قضائي, فإن وعدي لا خالف له, وإن وعيدي نازل بفرعون وعذابي واقع به وبقومه.
الآية : 90
القول في تأويل قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِيَ إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتّىَ إِذَآ أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنّهُ لآ إِلِـَهَ إِلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوَاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ }.
يقول تعالى ذكره: وقطعنا ببني إسرائيل البحر حتى جاوزوه. فَأتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ يقول: فتبعهم فرعون وَجُنُودُهُ يقال منه: أتبعته وتبعته بمعنى واحد. وقد كان الكسائي فيما ذكر أبو عبيد عنه يقول: إذا أريد أنه أتبعهم خيرا أو شرّا فالكلام «أتبعهم» بهمز الألف, وإذا أريد اتبع أثرهم أو اقتدى بهم فإنه من «اتّبعت» مشددة التاء غير مهموزة الألف. بَغْيّا على موسى وهارون ومن معهما من قومهما من بني إسرائيل. وَعَدْوا يقول: واعتداء عليهم, وهو مصدر من قولهم: عدا فلان على فلان في الظلم يعدو عليه عَدْوا, مثل غزا يغزو غزوا. وقد رُوي عن بعضهم أنه كان يقرأ: «بَغْيا وَعُدُوّا» وهو أيضا مصدر من قولهم: عدا يعدو عدوّا, مثل علا يعلو عُلُوّا. حتى إذَا أدْرَكَهُ الغَرَقُ يقول: حتى إذا أحاط به الغرق. وفي الكلام متروك قد ترك ذكره بدلالة ما ظهر من الكلام عليه وذلك: فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا فيه, فغرّقناه حتى إذَا أدْرَكَهُ الغرق.
وقوله: قالَ آمَنْتُ أنّهُ لا إلَهَ إلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرائِيلَ وأنا مِن المُسلِمِينَ يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل فرعون حين أشرف على الغرق وأيقن بالهلكة: آمَنْتُ يقول: أقررت, أنّهُ لا إلَهَ إلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرائِيلَ.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأ بعضهم وهو قراءة عامة المدينة والبصرة: «أنه» بفتح الألف من «أنه» على إعمال «آمنت» فيها ونصبها به. وقرأ آخرون: «آمنت إنه» بكسر الألف من أنه على ابتداء الخبر, وهي قراءة عامة الكوفيين.
والقول في ذلك عندي أنهما قراءتان متقاربتا المعنى, وبأيتهما قرأ القارىء فمصيب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13883ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا موسى بن عبيدة, عن محمد بن كعب, عن عبد الله بن شدّاد, قال: اجتمع يعقوب وبنوه إلى يوسف, وهم اثنان وسبعون, وخرجوا مع موسى من مصر حين خرجوا وهم ستمائة ألف, فلما أدركهم فرعون فرأوه, قالوا: يا موسى أين المخرج؟ فقد أدركنا قد كنا نلقى من فرعون البلاء؟ فأوحى الله إلى موسى: أنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ البَحْرَ فانْفَلَقَ فَكانَ كُلّ فِرْقٍ كالطّودِ العَظِيمِ ويبس لهم البحر, وكشف الله عن وجه الأرض, وخرج فرعون على فرس حصان أدّهم على لونه من الدهم ثمان مئة ألف سوى ألوانها من الدوابّ, وكانت تحت جبريل عليه السلام فرس وديق ليس فيها أنثى غيرها. وميكائيل يسوقهم, لا يشذّ رجل منهم إلا ضمه إلى الناس. فلما خرج آخر بني إسرائيل دنا منه جبريل ولصق به, فوجد الحصان ريح الأنثى, فلم يملك فرعون من أمره شيئا, وقال: أقدموا فليس القوم أحقّ بالبحر منكم ثم أتبعهم فرعون حتى إذا هم أوّلهم أن يخرجوا ارتطم ونادى فيها: آمَنْتُ أنّهُ لا إلَهَ إلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ وأنا مِنَ المُسْلِمِينَ ونودي: الاَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ.
13884ـ حدثنا محمد بن المثنى, قال: حدثنا محمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس. وعن عدّي بن ثابت, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: يرفعه أحدهما إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّ جِبْرَائِيلَ كانَ يَدُسّ فِي فَمِ فِرْعَوْنَ الطّينَ مَخافَةَ أنْ يَقُولَ لا إلَهَ إلاّ اللّهُ».
حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي, قال: حدثنا أبي, قال: حدثنا شعبة, عن عطاء بن السائب, عن عديّ بن ثابت, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم, قال: «جَعَلَ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السّلامُ يَدُسّ أوْ يَحْشُو فِي فَمِ فِرْعَوْنَ الطّينَ مخافَةَ أنْ تُدْرِكهُ الرّحْمَةُ».
13885ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا حكام, عن عنبسة, عن كثير بن زاذان, عن أبي حازم, عن أبي هريرة قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «قالَ لي جِبْرَائِلُ: يا مُحَمّدُ لَوْ رأيْتَنِي وأنا أغُطّهُ وأدُسّ مِنْ حَمْئِهِ فِي فِيهِ مَخافَةَ أنْ تُدْرِكَهُ رَحْمَةُ اللّهِ فَيَغْفِرُ لَهُ» يعني فرعون.
13886ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا حجاج, قال: حدثنا حماد, عن عليّ بن زيد, عن يوسف بن مهران, عن ابن عباس, أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَمّا أغْرَقَ اللّهُ فِرْعَوْنَ قالَ: آمَنْتُ أنّهُ لا إلَهَ إلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ, فقالَ جِبْرَائيلُ: يا مُحَمّدُ لَوْ رأيْتَنِي وأنا آخِذٌ مِنْ حمأةِ البَحْرِ وأدُسّهُ فِي فِيهِ مخَافَةَ أنْ تُدْرِكَهُ الرّحْمَةُ».
حدثني المثنى, قال: ثني عمرو, عن حكام, قال: حدثنا شعبة, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَمّا قالَ فِرْعَوْنُ لا إلهَ إلاّ اللّهُ, جَعَلَ جِبْرَائِيلُ يَحْشُوا في فِيهِ الطّينَ وَالتّرَابَ».
13887ـ حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, قال: أخبرني من سمع ميمون بن مهران يقول في قوله: آمَنْتُ أنّهُ لا إلَهَ إلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ قال: أخذ جبرائيل من حمأة البحر فضرب بها فاه أو قال: ملأ بها فاه مخافة أن تدركه رحمه الله.
13888ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا الحسين بن علي. عن جعفر بن برقان, عن ميمون بن مهران, قال: خطب الضحاك بن قيس, فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: إن فرعون كان عبدا طاغيا ناسيا لذكر الله, فلما أدركه الغرق قالَ آمَنْتُ أنّهُ لا إلَهَ إلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ وأنا مِنَ المُسْلِمِينَ قال الله: الاَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِينَ.
13889ـ قال: ثني أبي, عن شعبة, عن عديّ بن ثابت, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: أن فرعون لما أدركه الغرق جعل جبرائيل يحثو في فيه التراب خشية أن يغفر له.
13890ـ قال: حدثنا محمد بن عبيد, عن عيسى بن المغيرة, عن إبراهيم التيمي, أن جبرائيل عليه السلام قال: ما خشيت على أحد من بني آدم الرحمة إلا فرعون, فإنه حين قال ما قال خشيت أن تصل إلى الربّ فيرحمه, فأخذت من حمأة البحر وزبده فضربت به عينيه ووجهه.
قال: أخبرنا أبو خالد الأحمر, عن عمر بن يعلى, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: قال جبرائيل عليه السلام: لقد حشوت فاه الحمأة مخافة أن تدركه الرحمة.
الآية : 91
القول في تأويل قوله تعالى: {آلاَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }.
يقول تعالى ذكره معرّفا فرعون قبح صنيعه أيام حياته وإساءته إلى نفسه أيام صحته, بتماديه في طغيانه ومعصيته ربه حين فزع إليه في حال حلول سخطه به ونزول عقابه, مستجيرا به من عذابه الواقع به لما ناداه وقد علته أمواج البحر وغشيته كرب الموت: آمَنْتُ أنّهُ لا إلَهَ إلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ وأنا مِنَ المُسْلِمِينَ له, المنقادين بالذلة له, المعترفين بالعبودية: الاَن تقرّ لله بالعبودية, وتستسلم له بالذلة, وتخلص له الألوهة, وقد عصيته قبل نزول نقمته بك فأسخطته على نفسك وكنت من المفسدين في الأرض الصّادّين عن سبيله؟ فهلاّ وأنت في مهل وباب التوبة لك منفتح أقررت بما أنت به الاَن مقرّ.
الآية : 92
القول في تأويل قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنّ كَثِيراً مّنَ النّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }.
يقول تعالى ذكره لفرعون: فاليوم نجعلك على نجوة الأرض ببدنك, ينظر إليك هالكا من كذّب بهلاكك. لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً يقول: لمن بعدك من الناس عبرة بعتبرون بك, فينزجرون عن معصية الله والكفر به والسعي في أرضه بالفساد. والنجوة: الموضع المرتفع على ما حوله من الأرض, ومنه قوله أوس بن حجر:
فَمَنْ بِعَقْوَتِهِ كَمَنْ بِنَجْوَتِهِوالمُسْتَكِنّ كمَنْ يَمْشِي بِقرْوَاحِ
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13891ـ حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: حدثنا المعتمر بن سليمان, عن أبيه, عن أبي السليل, عن قيس بن عباد وغيره قال: قالت بنو إسرائيل لموسى: إنه لم يمت فرعون. قال: فأخرجه الله إليهم ينظرون إليه مثل الثور الأحمر.
13892ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: حدثنا ابن علية, عن سعيد الجريري, عن أبي السليل, عن قيس بن عباد, قال: وكان من أكثر الناس, أو أحدث الناس عن بني إسرائيل. قال: فحدثنا أن أول جنود فرعون لما انتهى إلى البحر هابت الخيل اللهب, قال: ومثل لحصان منها فرس وديق, فوجد ريحها أحسبه أنا قال: فانسل فاتبعته قال: فلما تتامّ آخر جنود فرعون في البحر وخرج آخر بني إسرائيل أمر البحر فانطبق عليهم, فقالت بنو إسرائيل: ما مات فرعون, وما كان ليموت أبدا فسمع الله تكذيبهم نبيه. قال: فرمى به على الساحل كأنه ثور أحمر يتراءآه بنو إسرائيل.
13893ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا موسى بن عبيدة, عن محمد بن كعب, عن عبد الله بن شداد: فالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدنِكَ قال: بدنه: جسده رمى به البحر.
13894ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, عن مجاهد: فالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدنِكَ قال: بجسدك.
حدثني المثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: حدثنا حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, مثله.
13895ـ حدثنا تميم بن المنتصر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا الأصغر بن زيد, عن القاسم بن أبي أيوب, قال: ثني سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: لما جاوز موسى البحر بجميع من معه, التقى البحر عليهم يعني على فرعون وقومه فأغرقهم, فقال أصحاب موسى: إنا نخاف أن لا يكون فرعون غرق, ولا نؤمن بهلاكه فدعا ربه فأخرجه, فنبذه البحر حتى استيقنوا بهلاكه.
13896ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: فالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً يقول: أنكر ذلك طوائف من بني إسرائيل, فقذفه الله على ساحل البحر ينظرون إليه.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً قال: لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك, فأخرجه الله آية وعظة.
حدثنا الحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا ابن التيمي, عن أبيه, عن أبي السليل عن قيس بن عباد أو غيره, بنحو حديث ابن عبد الأعلى, عن معمر.
حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عبد الله بن رجاء, عن ابن جريج, عن عبد الله بن كثير, عن مجاهد: فالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدنِكَ قال: بجسدك.
قال: حدثنا محمد بن بكير, عن ابن جريج, قال: بلغني, عن مجاهد: فالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدنِكَ قال: بجسدك.
13897ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, قال: كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون, فرمى به على ساحل البحر ليراه بنو إسرائيل, قال: كأنه ثور أحمر.
وقال آخرون: تنجو بجسدك من البحر فتخرج منه. ذكر من قال ذلك:
13898ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: فالْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً يقول: أنجى الله فرعون لبني إسرائيل من البحر, فنظروا إليه بعد ما غرق.
فإن قال قائل: وما وجه قوله: ببدنك؟ وهل يجوز أن ينجيه بغير بدنه, فيحتاج الكلام إلى أن يقال فيه ببدنك؟ قيل: كان جائزا أن ينجيه بالبدن بغير روح, ولكن ميتا.
وقوله: وإنّ كَثِيرا مِنَ النّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ يقول تعالى ذكره: وإنّ كَثِيرا مِنَ النّاسِ عَنْ آياتِنَا يعني: عن حججنا وأدلتنا على أن العبادة والألوهة لنا خالصة, لغَافِلُونَ يقول: لساهون, لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها.
الآية : 93
القول في تأويل قوله تعالى:
{وَلَقَدْ بَوّأْنَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ مُبَوّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطّيّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتّىَ جَآءَهُمُ الْعِلْمُ إِنّ رَبّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }.
يقول تعالى ذكره: ولقد أنزلنا بني إسرائيل منازل صدق. قيل: عنى بذلك الشأم وبيت المقدس.
وقيل: عنى به الشام ومصر. ذكر من قال ذلك:
13899ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا المحاربي وأبو خالد, عن جويبر, عن الضحاك: مُبَوّأ صِدْقٍ قال: منازل صدق: مصر والشام.
13900ـ حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: مُبَوّأ صِدْقٍ قال: بوأهم الله الشام وبيت المقدس.
13901ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: وَلَقَدْ بَوّأنا بني إسْرَائِيلَ مُبَوّأ صِدْقٍ الشام. وقرأ: إلى الأرْض التي بارَكْنا فِيها للعَالَمِينَ.
وقوله: وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطّيّباتِ يقول: ورزقنا بني إسرائيل من حلال الرزق وهو الطيب.
وقوله: فَمَا اخْتَلَفُوا حتى جاءَهُمُ العِلْمُ يقول جلّ ثناؤه: فما اختلف هؤلاء الذين فعلنا بهم هذا الفعل من بني إسرائيل, حتى جاءهم ما كانوا به عالمين وذلك أنهم كانوا قبل أن يبعث محمد النبيّ صلى الله عليه وسلم مجمعين على نبوّة محمد والإقرار به وبمبعثه غير مختلفين فيه بالنعت الذي كانوا يجدونه مكتوبا عندهم, فلما جاءهم ما عرفوا كفر به بعضهم وآمن به بعضهم, والمؤمنون به منهم كانوا عددا قليلاً, فذلك قوله: فما اختلفوا حتى جاءهم المعلوم الذي كانوا يعلمونه نبيّا لله, فوضع العلم مكان المعلوم.
وكان بعضهم يتأوّل العلم ههنا كتاب الله ووحيه. ذكر من قال ذلك:
13902ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: فَمَا اخْتَلَفُوا حتى جاءَهُمُ العِلُمُ بَغْيا بَيْنَهُمْ قال: العلم: كتاب الله الذي أنزله وأمره الذي أمرهم به, وهل اختلفوا حتى جاءهم العلم بغيا بينهم أهل هذه الأهواء, هل اقتتلوا إلا على البغي؟ قال: والبغي وجهان: وجه النفاسة في الدنيا ومن اقتتل عليها من أهلها, وبغى في العلم يرى هذا جاهلاً مخطئا ويرى نفسه مصيبا عالما, فيبغي بإصابته وعلمه على هذا المخطىء.
وقوله: إنّ رَبّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إن ربك يا محمد يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل فيك يوم القيامة فيما كانوا فيه من أمري في الدنيا يختلفون, بأن يدخل المكذّبين بك منهم النار والمؤمنين بك منهم الجنة. فذلك قضاؤه يومئذ فيما كانوا يختلفون من أمر محمد صلى الله عليه وسلم.
الآية : 94
القول في تأويل قوله تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مّمّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فإن كنت يا محمد في شكّ من حقيقة ما أخبرناك وأنزل إليك من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوّتك قبل أن تبعث رسولاً إلى خلقه, لأنهم يجدونك عندهم مكتوبا ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتابهم في التوراة والإنجيل فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك من أهل التوراة والإنجيل كعبد الله بن سلام ونحوه من أهل الصدق والإيمان بك منهم دون أهل الكذب والكفر بك منهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13903ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عباس, في قوله: فاسْئَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الكتابَ مِنْ قَبْلِكَ قال: التوراة والإنجيل الذين أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به, يقول: فاسئلهم إن كنت في شكّ بأنك مكتوب عندهم.
13904ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله تعالى: فإنْ كُنْتَ فِي شَكّ مِمّا أنْزَلْنا إلَيْكَ فاسْئَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الكتابَ مِنْ قَبْلِكَ قال: هو عبد الله بن سلام, كان من أهل الكتاب فآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.
13905ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, قوله: فاسْئَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الكتابَ مِنْ قَبْلِكَ قال: هم أهل الكتاب.
13906ـ حُدثت عن الحسين بن الفرج, قال: سمعت إبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول: فاسْئَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الكتابَ مِنْ قَبْلِكَ يعني أهل التقوى وأهل الإيمان من أهل الكتاب, ممن أدرك نبيّ الله صلى الله عليه وسلم.
فإن قال قائل: أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكّ من خبر الله أنه حقّ يقين حتى قيل له: فإنْ كُنْتَ فِي شَكّ مِمّا أنْزَلْنا إلَيْكَ فاسْئَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الكتابَ مِنْ قَبْلِكَ قيل: لا وكذلك قال جماعة من أهل العلم.
13907ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: حدثنا هشيم, عن أبي بشر, عن سعيد بن جبير, في قوله: فإنْ كُنْتَ فِي شَكّ مِمّا أنْزَلْنا إلَيْكَ فقال: لم يشكّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.
حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا سويد بن عمرو, عن أبي عوانة, عن أبي بشر, عن سعيد بن جبير, في قوله: فإنْ كُنْتَ فِي شَكّ مِمّا أنْزَلْنا إلَيْكَ فاسْئَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الكتابَ مِنْ قَبْلِكَ قال: ما شكّ وما سأل.
13908ـ حدثني الحرث, قال: حدثنا القاسم بن سلام, قال: حدثنا هشيم, قال: أخبرنا أبو بشر, عن سعيد بن جبير ومنصور, عن الحسن في هذه الآية, قال: لم يشكّ صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.
13909ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: فإنْ كُنْتَ فِي شَكّ مِمّا أنْزَلْنا إلَيْكَ فاسْئَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الكتابَ مِنْ قَبْلِكَ ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا أشُك ولا أسْألُ».
حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: فإنْ كُنْتَ فِي شَكّ مِمّا أنْزَلْنا إلَيْكَ فاسْئَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الكتابَ مِنْ قَبْلِكَ قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا أشُكّ ولا أسأَلُ».
فإن قال: فما وجه مخرج هذا الكلام إذن إن كان الأمر على ما وصفت؟ قيل: قد بينا في غير موضع من كتابنا هذا استجازة العرب قول القائل منهم لملوكه: إن كنت مملوكي فانته إلى أمري والعبد المأمور بذلك لا يشكّ سيده القائل له ذلك أنه عبده. كذلك قول الرجل منهم لابنه: إن كنت ابني فبرّني وهو لا يشك في ابنه أنه ابنه, وأن ذلك من كلامهم صحيح مستفيض فيهم, وذكرنا ذلك بشواهد, وأن منه قول الله تعالى: وَإذْ قالَ اللّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أأنْتَ قُلْتَ للنّاسِ اتّخِذُونِي وأُمّيَ إلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّهِ وقد علم جلّ ثناؤه أن عيسى لم يقل ذلك. وهذا من ذلك, لم يكن صلى الله عليه وسلم شاكا في حقيقة خبر الله وصحته, والله تعالى بذلك من أمره كان عالما, ولكنه جلّ ثناؤه خاطبه خطاب قومه بعضهم بعضا, إذ كان القرآن بلسانهم نزل.
وأما قوله: لَقَدْ جاءَكَ الحَقّ مِنْ رَبّكَ... الآية, فهو خبر من الله مبتدأ, يقول تعالى ذكره: أقسم لقد جاءك الحقّ اليقين من الخبر بأنك لله رسول, وأن هؤلاء اليهود والنصارى يعلمون صحة ذلك, ويجدون نعتك عندهم في كتبهم. فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمْترِينَ يقول: فلا تكوننّ مِنَ الشّاكِين في صحة ذلك وحقيقته. ولو قال قائل: إن هذه الآية خوطب بها النبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد بها بعض من لم يكن صحت بصيرته بنبوّته صلى الله عليه وسلم ممن كان قد أظهر الإيمان بلسانه, تنبيها له على موضع تعرّف حقيقة أمره الذي يزيل اللبس عن قلبه, كما قال جلّ ثناؤه: يا أيّها النّبِيّ اتّقِ اللّهَ وَلا تُطِعِ الكافِرِينَ والمُنافِقِينَ إنّ اللّهَ كانَ عَلِيما حَكِيما كان قولاً غير مدفوعة صحته.
الآية : 95
القول في تأويل قوله تعالى: {وَلاَ تَكُونَنّ مِنَ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تكوننّ يا محمد من الذين كذّبوا بحجج الله وأدلته, فتكون ممن غبن حظه وباع رحمة الله ورضاه بسخطه وعقابه.
الآية : 96-97
القول في تأويل قوله تعالى: {إِنّ الّذِينَ حَقّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلّ آيَةٍ حَتّىَ يَرَوُاْ الْعَذَابَ الألِيمَ }.
يقول تعالى ذكره: إن الذين وجبت عليهم يا محمد كلمة ربك, وهي لعنته إياهم بقوله: ألا لَعْنَةُ اللّهِ على الظّالِمِينَ فثبتت عليهم, يقال منه: حقّ على فلان كذا يحقّ عليه: إذا ثبت ذلك عليه ووجب.
وقوله: لا يُوءْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمُ كُلّ آيَةٍ لا يصدقون بحجج الله, ولا يقرّون بوحدانية ربهم ولا بأنك لله رسول, ولو جاءتهم كل آية وموعظة وعبرة فعاينوها حتى يعاينوا العذاب الأليم, كما لم يؤمن فرعون وملؤه, إذا حقّت عليهم كلمة ربك حتى عاينوا العذاب الأليم, فحينئذ قال: آمَنْتُ أنّهُ لا إلَهَ إلاّ الّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ حين لم ينفعه قيله, فكذلك هؤلاء الذين حقت عليهم كلمة ربك من قومك, من عبدة الأوثان وغيرهم, لا يؤمنون بك فيتبعونك إلا في الحين الذي لا ينفعهم إيمانهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
13910ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: أنّ الّذِينَ حَقّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبّكَ لا يُوءْمِنُونَ قال: حقّ عليهم سخط الله بما عصوه.
13911ـ حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: إنّ الّذِينَ حَقّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبّكَ لا يُوءْمِنُونَ حقّ عليهم سخط الله بما عصوه