تفسير الطبري تفسير الصفحة 225 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 225
226
224
 الآية : 29
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَيَقَوْمِ لآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّهُمْ مّلاَقُو رَبّهِمْ وَلَـَكِنّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ }.
وهذا أيضا خبر من الله عن قـيـل نوح لقومه أنه قال لهم: يا قَوْمِ لا أسْألُكمْ علـى نصيحتـي لكم ودعايتكم إلـى توحيد الله, وإخلاص العبـادة له مالاً: أجرا علـى ذلك, فتتهمونـي فـي نصيحتـي, وتظنون أن فعلـي ذلك طلب عرَض من أعراض الدنـيا. إنْ أجْرِيَ إلاّ علـى اللّهِ يقول: ما ثواب نصيحتـي لكم ودعايتكم إلـى ما أدعوكم إلـيه, إلا علـى الله, فإنه هو الذي يجازينـي ويثـيبنـي علـيه. وَما أنا بِطارِدِ الّذِينَ آمَنُوا وما أنا بـمقص من آمن بـالله وأقرّ بوحدانـيته وخـلع الأوثان وتبرأ منها بأن لـم يكونوا من عِلْـيتكم وأشرافكم. إنّهُمْ مُلاقُوا رَبّهِمْ يقول: إن هؤلاء الذين تسألونـي طردهم صائرون إلـى الله, والله سائلهم عما كانوا فـي الدنـيا يعملون, لا عن شرفهم وحسبهم.
وكان قـيـل نوح ذلك لقومه, لأن قومه قالوا له, كما:
14055ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قوله: وَما أنا بِطارِدِ الّذِينَ آمَنُوا إنّهُمْ مُلاقُوا رَبّهِمْ قال: قالوا له: يا نوح إن أحببت أن نتبعك فـاطردهم, وإلا فلن نرضى أن نكون نـحن وهم فـي الأمر سواء فقال: ما أنا بِطارِدِ الّذِينَ آمَنُوا إنّهُمْ مُلاقُوا رَبّهِمْ فـيسألهم عن أعمالهم.
14056ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, وحدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي نـجيح جميعا, عن مـجاهد, قوله: إنْ أجْرِيَ إلاّ علـى اللّهِ قال: جزائي.
حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.
قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.
وقوله: وَلَكِنّـي أرَاكُمْ قَوْما تَـجْهَلُونَ يقول: ولكنـي أيها القوم أراكم قوما تـجهلون الواجب علـيكم من حقّ الله واللازم لكم من فرائضه, ولذلك من جهلكم سألتـمونـي أن أطرد الذين آمنوا بـالله.
الآية : 30
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَيَقَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتّهُمْ أَفَلاَ تَذَكّرُونَ }.
يقول: وَيَا قَوْم مَنْ يَنْصُرِنـي فـيـمنعنـي مِنَ اللّهِ إن هو عاقبنـي علـى طردي الـمؤمنـين الـموحدين الله إن طردتهم. أفَلا تَذَكّرُونَ يقول: أفلا تتفكرون فـيـما تقولون, فتعلـمون خطأه فتنتهوا عنه.
الآية : 31
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلّذِينَ تَزْدَرِيَ أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنّيَ إِذاً لّمِنَ الظّالِمِينَ }.
وقوله: وَلا أقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ عطف علـى قوله: وَيا قَوْمِ لا أسألُكُمْ عَلَـيْهِ أجْرا ومعنى الكلام: ويا قوم لا أسألكم علـيه أجرا, ولا أقول لكم عندي خزائن الله التـي لا يفنـيها شيء, فأدعوَكم إلـى اتبـاعي علـيها. وَلا أعْلَـمُ أيضا الغَيْبَ يعنـي ما خفـي من سرائر العبـاد, فإن ذلك لا يعلـمه إلا الله, فأدّعي الربوبـية وأدعوكم إلـى عبـادتـي. وَلا أقُولُ أيضا إنّـي مَلَكٌ من الـملائكة أرسلت إلـيكم, فأكون كاذبـا فـي دعواي ذلك, بل أنا بشر مثلكم كما تقولون, أُمرت بدعائكم إلـى الله, وقد أبلغتكم ما أرسلت به إلـيكم. وَلا أقُولُ للّذِينَ تَزْدَرِي أعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِـيَهُم اللّهُ خَيْرا يقول: ولا أقول للذين اتبعونـي وآمنوا بـالله ووحدوه الذين تستـحقرهم أعينكم, وقلتـم إنهم أراذلكم: لن يؤتـيكم الله خيرا, وذلك الإيـمان بـالله. اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا فِـي أنْفُسِهِمُ يقول: الله أعلـم بضمائر صدورهم واعتقاد قلوبهم, وهو ولـيّ أمرهم فـي ذلك, وإنـما لـي منهم ما ظهر وبدا, وقد أظهروا الإيـمان بـالله واتبعونـي, فلا أطردهم ولا أستـحلّ ذلك. إنّـي إذا لِـمِنَ الظّالِـمِينَ يقول: إنـي إن قلت لهؤلاء الذين أظهروا الإيـمان بـالله وتصديقـي: لن يؤتَـيهم الله خيرا, وقضيت علـى سرائرهم بخلاف ما أبدته ألسنتهم لـي علـى غير علـم منـي بـما فـي نفوسهم وطردتهم بفعلـي ذلك, لَـمِن الفـاعلـين ما لـيس لهم فعله الـمعتدين ما أمرهم الله به وذلك هو الظلـم.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
14057ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قوله: وَلا أقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللّهِ التـي لا يفـينها شيء, فأكون إنـما أدعوكم لتتبعونـي علـيها لأعطيكم منها. وَلا أقُولُ إنّـي مَلَكٌ نزلت من السماء برسالة, ما أنا إلا بشر مثلكم. وَلاَ أَعْلَـمُ الَغَيبَ ولا أقول اتبعونـي علـى علـم الغيب.
الآية : 32
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُواْ يَنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ }.
يقول تعالـى ذكره: قال قوم نوح لنوح علـيه السلام: قد خاصمتنا فأكثرت خصومتنا, فأتنا بـما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقـين فـي عداتك ودعواك أنك لله رسول. يعنـي بذلك أنه لن يقدر علـى شيء من ذلك.
14058ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: جادَلْتَنا قال: ماريتنا.
حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.
وحدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله بن أبـي جعفر, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.
14059ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: قال مـجاهد: قالوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا قال: ماريتنا, فَأكْثَرْتَ جِدَالَنا فَأْتِنا بِـمَا تَعِدُنا قال ابن جُرَيج: تكذيبـا بـالعذاب, وأنه بـاطل.
الآية : 33-34
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ إِنّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ * وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيَ إِنْ أَرَدْتّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: قال نوح لقومه حين استعجلوه العذاب: يا قوم لـيس الذي تستعجلون من العذاب إلـيّ, إنـما ذلك إلـى الله لا إلـى غيره, هو الذي يأتـيكم به إن شاء. وما أنْتُـمْ بِـمُعْجِزِينَ يقول: ولستـم إذا أراد تعذيبكم بـمعجزيه: أي بفـائتـيه هربـا منه لأنكم حيث كنتـم فـي مُلكه وسلطانه وقدرته حكمه علـيكم جار. وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي يقول: ولا ينفعكم تـحذيري عقوبته ونزول سطوته بكم علـى كفركم به, إنْ أرَدْتُ أنْ أنْصَحَ لَكُمْ فـي تـحذيري إياكم ذلك لأن نصحي لا ينفعكم لأنكم لا تقبلونه. إِنْ كَان اللّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُم, يقول: إن كان الله يريد أن يهلككم بعذابه. هُوَ رَبّكُمْ وَإلَـيْهِ تُرْجَعونَ يقول: وإلـيه تردّون بعد الهلاك. حُكي عن طيّىء أنها تقول: أصبح فلان غاويا: أي مريضا. وحُكي عن غيرهم سماعا منهم: أغويت فلانا, بـمعنى أهلكته, وغَوِي الفصيـل: إذا فقد اللبن فمات. وذكر أن قول الله: فَسَوْفَ يَـلْقَوْنَ غَيّا أي هلاكا.
الآية : 35
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيَءٌ مّمّا تُجْرَمُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: أيقول يا مـحمد هؤلاء الـمشركون من قومك: افترى مـحمد هذا القرآن؟ وهذا الـخبر عن نوح. قل لهم: إن افتريته فتـخرّصته واختلقته فَعَلَـيّ إجْرَامي يقول: فعلـيّ إثمي فـي افترائي ما افتريت علـى ربـي دونكم, لا تؤاخَذُون بذنبـي ولا إثمي ولا أؤاخذ بذنبكم. وأنا بَرِيءٌ مِـمّا تُـجْرِمُونَ يقول: وأنا بريء مـما تذنبون وتأثمون بربكم من افترائكم علـيه, ويقال منه: أجرمت إجراما وجَرَمْتُ أَجْرِم جَرْما, كما قال الشاعر:
طَرِيدُ عَشِيرَةٍ وَرَهِينُ ذَنْبٍبـما جَرَمَتْ يَدي وجَنى لسانِـي
الآية : 36
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَأُوحِيَ إِلَىَ نُوحٍ أَنّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: وأَوْحَى الله إلـى نوح لـما حقّ علـى قومه القول, وأظلهم أمر الله, أنّهُ لَنْ يُؤْمِنُ: يا نوح بـالله فـيوحده ويتبعك علـى ما تدعوه إلـيه مِنْ قَوْمِكَ إلاّ مَنْ قَدْ آمَن فصدّق بذلك واتبعك. فَلا تَبْتَئِسْ يقول: فلا تستِكنْ ولا تـحزن بـما كانوا يفعلون, فإنـي مهلكهم ومنقذك منهم ومَنِ اتبعك. وأوحي الله ذلك إلـيه بعد ما دعا علـيهم نوح بـالهلاك, فقال: رَبّ لا تَذَرْ علـى الأرْضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّارا وهو تفتعل من البؤس, يقال: ابتأس فلان بـالأمر يبتئس ابتئاسا, كما قال لبـيد بن ربـيعة:
فِـي مَأْتَـمٍ كَنِعاجِ صَارَةَ يَبْتَئِسْنَ بِـمَا لَقِـينا
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
14060ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: فَلا تَبْتَئِسْ قال: لا تـحزن.
حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, وحدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد مثله.
14061ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: فَلا تَبْتَئِسْ بِـمَا كانُوا يَفْعَلُونَ يقول: فلا تـحزن.
14062ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: فَلا تَبْتَئِسْ بِـمَا كانُوا يَفْعَلُونَ قال: لا تَأْسَ ولا تـحزن.
14063ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وأُوحِيَ إلـى نُوحٍ أنّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إلاّ مَنْ قَدْ آمَنَ وذلك حين دعا علـيهم قالَ رَبّ لا تَذَرْ علـى الأرْضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّارا. قوله: فَلا تَبْتَئِسْ يقول: فلا تأس ولا تـحزن.
14064ـ حُدثت عن الـحسين بن الفرج, قال: سمعت أبـا معاذ قال: حدثنا عبـيد بن سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمكَ إلاّ مَنْ قَدْ آمَنَ فحينئذ دعا علـى قومه لـما بـين الله له أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن.
الآية : 37
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: وأُوحي إلـيه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن, وأنِ اصْنَعِ الفُلْكَ, وهو السفـينة كما:
14065ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: الفلك: السفـينة.
وقوله بأعْيُنِنَا يقول: بعين الله ووحيه كما يأمرك. كما:
14066ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: وَاصْنَعِ الفُلْكَ بأعْيُنِنا وَوَحْيِنا وذلك أنه لـم يَعلَـم كيف صنعة الفلك, فأوحي الله إلـيه أن يصنعها علـى مثل جُؤجؤ الطائر.
14067ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: وَوَحْيِنَا قال: كما نأمرك.
حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد. وحدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: بأعْيُنِنا وَوَحْيِنا: كما نأمرك.
14068ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن عطاء الـخُراسانـي, عن ابن عبـاس: وَاصْنَعِ الفُلْكَ بأعْيُنِنا وَوَحْيِنا قال: بعين الله, قال ابن جريج, قال مـجاهد: وَوَحْيِنا قال: كما نأمرك.
14069ـ حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثَور, عن معمر, عن قتادة, فـي قوله: بأعْيُنِنا وَوَحْيِنا قال: بعين الله ووحيه.
وقوله: وَلاَ تُـخَاطِبْنِـي فـي الّذِينَ ظَلَـمُوا إنّهُمْ مُغْرَقُونَ يقول تعالـى ذكره: ولا تسألنـي فـي العفو عن هؤلاء الذي ظلـموا أنفسهم من قومك, فأكسبوها تعدّيا منهم علـيها بكفرهم بـالله الهلاك بـالغرق, إنهم مغرقون بـالطوفـان. كما:
14070ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج: وَلا تـخاطِبْنِـي قال: يقول: ولا تراجعنـي. قال: تقدّمأن لا يشفع لهم عنده