تفسير الطبري تفسير الصفحة 369 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 369
370
368
 الآية : 41 - 44
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنّ لَنَا لأجْراً إِن كُنّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنّكُمْ إِذاً لّمِنَ الْمُقَرّبِينَ * قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزّةِ فِرْعَونَ إِنّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: فَلَـمّا جاءَ السّحَرَةُ فرعون لوعد لـموسى وموعد فرعون قالُوا لِفرْعَوْنَ أئِنّ لَنا لأَجْرا سحرنا قبلك إنْ كُنّا نَـحْنُ الغالِبِـينَ موسى, قالَ فرعون لهم نَعَمْ لكم الأجر علـى ذلك وَإنّكُمْ لَـمِنَ الـمُقَرّبِـينَ منا. فقالوا عند ذلك لـموسى: إما أن تلقـى, وإما أن نكون نـحن الـملقـين, وترك ذكر قـيـلهم ذلك لدلالة خبر الله عنهم أنهم قال لهم موسى: ألقوا ما أنتـم ملقون, علـى أن ذلك معناه ف قالَ لَهُمْ مُوسَى ألْقُوا ما أنْتُـمْ مُلْقُونَ من حبـالكم وعصيكم فَأَلَقُوا حِبـالَهُمْ وَعِصِيّهُمْ من أيديهم وَقالُوا بعزّةِ فرْعَوْنَ يقول: أقسموا بقوّة فرعون وشدّة سلطانه, ومنعة مـملكته إنّا لَنَـحْنُ الغالِبُونَ موسى.
الآية : 45 - 48
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَأَلْقَىَ مُوسَىَ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنّا بِرَبّ الْعَالَمِينَ * رَبّ مُوسَىَ وَهَارُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: فَأْلَقـى مُوسَى عَصَاهُ حين ألقت السحرة حبـالهم وعصيهم, فَإذَا هيَ تَلْقَـفُ مَا يأْفِكُونَ يقول: فإذا عصا موسى تزدرد ما يأتون به من الفِرْية والسحر الذي لا حقـيقة له, وإنـما هو مخايـيـل وخدعة فَأُلْقِـيَ السّحَرَة ساجدِينَ يقول: فلـما تبـين السحرة أن الذي جاءهم به موسى حقّ لا سحر, وأنه مـما لا يقدر علـيه غير الله الذي فطر السموات والأرض من غير أصل, خرّوا لوجوههم سجدا لله, مذعنـين له بـالطاعة, مقرّين لـموسى بـالذي أتاهم به من عند الله أنه هو الـحقّ, وأن ما كانوا يعملونه من السحر بـاطل, قائلـين: آمَنّا بِرَبّ الْعَالَـمِينَ الذي دعانا موسى إلـى عبـادته دون فرعون وملئه رَبّ مُوسَى وَهَارُونَ. قالَ آمَنْتُـمْ لَهُ قَبْلَ أنْ آذَنَ لَكُمْ يقول جلّ ثناؤه: قال فرعون للذين كانوا سحرته فآمنوا: آمنتـم لـموسى بأن ما جاء به حقّ قبل أن آذن لكم فـي الإيـمان به إنّهُ لَكَبِـيرُكُمُ الّذِي عَلّـمَكُمُ السّحْرَ يقول: إن موسى لرئيسكم فـي السحر, وهو الذي علّـمكموه, ولذلك آمنتـم به, فَلَسَوْفَ تَعْلـمَونُ عند عقابـي إياكم وبـالَ ما فعلتـم, وخطأ ما صنعتـم من الإيـمان به.
الآية : 49 - 50
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ الّذِي عَلّمَكُمُ السّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لاُقَطّعَنّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ وَلاُصَلّبَنّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنّآ إِلَىَ رَبّنَا مُنقَلِبُونَ }.
يقول لأُقَطّعَنّ أيْديَكُمْ وأرْجُلَكُمْ مخالفـا فـي قطع ذلك منكم بـين قطع الأيدي والأرجل, وذلك أن أقطع الـيد الـيـمنى والرجل الـيسرى, ثم الـيد الـيسرى والرجل الـيـمنى, ونـحو ذلك من قطع الـيد من جانب, ثم الرجل من الـجانب الاَخر, وذلك هو القطع من خلاف وَلأُصَلّبَنّكُمْ أجَمعِينَ فوكد ذلك بأجمعين إعلاما منه أنه غير مستبقٍ منهم أحدا قالُوا لا ضَيْرَ يقول تعالـى ذكره: قالت السحرة: لا ضير علـينا وهو مصدر من قول القائل: قد ضار فلانٌ فلانا فهو يضير ضيرا, ومعناه: لا ضرر. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
20218ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: لا ضَيْرَ قال: يقول: لا يْضرّنا الذي تقول, وإن صنعته بنا وصلبتنا إنّا إلـى رَبّنا مُنْقَلِبُونَ يقول: إنا إلـى ربنا راجعون, وهو مـجازينا بصبرنا علـى عقوبتك إيانا, وثبـاتنا علـى توحيده, والبراءة من الكفر به.
الآية : 51 - 52
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبّنَا خَطَايَانَآ أَن كُنّآ أَوّلَ الْمُؤْمِنِينَ * وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيَ إِنّكُم مّتّبِعُونَ }.
يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل السحرة: إنا نطمع: إنا نرجو أن يصفح لنا ربنا عن خطايانا التـي سلفت منا قبل إيـماننا به, فلا يعاقبنا بها. كما:
20219ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله إنّا نَطْمَعُ أنْ يَغْفِرَ لَنا رَبّنا خَطايانا قال: السحر والكفر الذي كانوا فـيه أنْ كُنّا أوّلَ الـمُؤْمِنِـينَ يقول: لأن كنا أوّل من آمن بـموسى وصدّقه بـما جاء به من توحيد الله وتكذيب فرعون فـي ادّعائه الربوبـية فـي دهرنا هذا وزماننا. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله أنْ كُنّا أوّلَ الـمُؤْمِنِـينَ قال: كانوا كذلك يومئذ أوّل من آمن بآياته حين رأوها.
وقوله: وأوْحَيْنا إلـى مَوسَى أنْ أسْرِ بعِبـادِي يقول: وأوحينا إلـى موسى إذ تـمادى فرعون فـي غيّه وأبى إلا الثبـات علـى طغيانه بعد ما أريناه آياتنا, أن أَسْرِ بعبـادي: يقول: أن سر ببنـي إسرائيـل لـيلاً من أرض مصر إنّكُمْ مُتّبَعُونَ إن فرعون وجنده متبعوك وقومك من بنـي إسرائيـل, لـيحولوا بـينكم وبـين الـخروج من أرضهم, أرض مصر.

الآية : 53 - 56
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ * إِنّ هَـَؤُلآءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ * وَإِنّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: فأرسل فرعون فـي الـمدائن يحشر له جنده وقومه, ويقول لهم إنّ هَؤُلاءِ يعنـي بهؤلاء: بنـي إسرائيـل لَشِرْذِمَةٌ قَلِـيـلُونَ يعنـي بـالشرذمة: الطائفة والعصبة البـاقـية من عصب جبـيرة, وشرذمة كل شيء: بقـيته القلـيـلة ومنه قول الراجز:
جاءَ الشّتاءُ وقَمِيصِي أخْلاقْشَرَاذِمٌ يضْحَكُ مِنْهُ التّوّاقْ
وقـيـل: قلـيـلون, لأن كل جماعة منهم كان يـلزمها معنى القلة فلـما جمع جمع جماعاتهم قـيـل: قلـيـلون, كما قال الكُمَيت:
فَرّدّ قَوَاصِيَ الأَحْياءِ مِنْهُمْفَقَدْ صَارُوا كَحَيّ وَاحديِنا
وذُكر أن الـجماعة التـي سَمّاها فرعون شرذمة قلـيـلـين, كانوا ستّ مئة ألف وسبعين ألفـا. ذكر من قال ذلك:
20220ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن أبـي إسحاق, عن أبـي عُبـيدة إنّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذَمَةٌ قَلِـيـلُونَ, قال: كانوا ستّ مئة وسبعين ألفـا.
20221ـ قال: ثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا إسرائيـل, عن أبـي إسحاق, عن أبـي عُبـيدة, عن عبد الله, قال: الشرذمة: ستّ مئة ألف وسبعون ألفـا.
20222ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا موسى بن عبـيدة, عن مـحمد بن كعب القرظي, عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد, قال: اجتـمع يعقوب وولده إلـى يوسف, وهم اثنان وسبعون, وخرجوا مع موسى وهم ستّ مئة ألف, فقال فرعون إنّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذَمَةٌ قَلِـيـلُونَ, وخرج فرعون علـى فرس أدهم حصان علـى لون فرسه فـي عسكره ثمان مئة ألف.
20223ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم, قال: حدثنا ابن علـية, عن سعيد الـجريري, عن أبـي السلـيـل, عن قـيس بن عبـاد, قال: وكان من أكثر الناس أو أحدث الناس عن بنـي إسرائيـل, قال: فحدّثنا أن الشرذمة الذين سماهم فرعون من بنـي إسرائيـل كانوا ستّ مئة ألف, قال: وكان مقدمة فرعون سبعة مئة ألف, كل رجل منهم علـى حصان علـى رأسه بـيضة, وفـي يده حربة, وهو خـلفهم فـي الدهم. فلـما انتهى موسى ببنـي إسرائيـل إلـى البحر, قالت بنو إسرائيـل: يا موسى أين ما وعدتنا, هذا البحر بـين أيدينا, وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خـلفنا, فقال موسى للبحر: انفلق أبـا خالد, قال: لا لن أنفلق لك يا موسى, أنا أقدم منك خـلقا قال: فنودي أنِ اضربْ بعصاك البحر, فضربه, فـانفلق البحر, وكانوا اثنـي عشر سبطا. قال الـجريري: فأحسبه قال: إنه كان لكل سبط طريق, قال: فلـما انتهى أوّل جنود فرعون إلـى البحر, هابت الـخيـل اللهب قال: ومَثّل لـحصان منها فرس وديق, فوجد ريحها فـاشتدّ, فـاتبعه الـخيـل قال: فلـما تتامّ آخر جنود فرعون فـي البحر, وخرج آخر بنـي إسرائيـل, أمر البحر فـانصفق علـيهم, فقالت بنو إسرائيـل: ما مات فرعون وما كان لـيـموت أبدا, فسمع الله تكذيبهم نبـيه علـيه السلام, قال: فرمى به علـى الساحل, كأنه ثور أحمر يتراءاه بنو إسرائيـل.
20224ـ حدثنا موسى, قال: حدثنا عمرو, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ, فـي قوله إنّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذَمَةٌ قَلِـيـلُونَ يعنـي بنـي إسرائيـل.
20225ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد فـي قوله إنّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذَمَةٌ قَلِـيـلُونَ قال: هم يومئذ ستّ مئة ألف, ولا يحصى عدد أصحاب فرعون.
20226ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله وأوْحَيْنا إلـى مُوسَى أنْ أسْرِ بعِبـادِي إنّكُمْ مُتّبَعُونَ قال: أوحى الله إلـى موسى أن اجمع بنـي إسرائيـل, كلّ أربعة أبـيات فـي بـيت, ثم اذبحوا أولاد الضأن, فـاضربوا بدمائها علـى الأبواب, فإنـي سآمر الـملائكة أن لا تدخـل بـيتا علـى بـابه دم, وسآمرهم بقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأموالهم, ثم اخبزوا خبزا فطيرا, فإنه أسرع لكم, ثم أسر بعبـادي حتـى تنتهي للبحر, فـيأتـيك أمري, ففعل فلـما أصبحوا قال فرعون: هذا عمل موسى وقومه قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأموالنا, فأرسل فـي أثرهم ألف ألف وخمس مئة ألف وخمس مئة ملك مُسَوّر, مع كل ملك ألف رجل, وخرج فرعون فـي الكَرِش العظمى, وقال إنّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذَمَةٌ قَلِـيـلُونَ قال: قطعة, وكانوا ستّ مئة ألف, مئتا ألف منهم أبناء عشرين سنة إلـى أربعين.
20227ـ قال: ثنـي حجاج, عن أبـي بكر بن حوشب, عن ابن عبـاس, قال: كان مع فرعون يومئذ ألف جبـار, كلهم علـيه تاج, وكلهم أمير علـى خيـل.
20228ـ قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: كانوا ثلاثـين ملكا ساقة خـلف فرعون يحسبون أنهم معهم وجبرائيـل أمامهم, يردّ أوائل الـخيـل علـى أواخرها, فأتبعهم حتـى انتهى إلـى البحر. وقوله: وإنّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ يقول: وإن هؤلاء الشرذمة لنا لغائظون, فذكر أن غيظهم إياهم كان قتل الـملائكة من قتلت من أبكارهم. ذكر من قال ذلك:
20229ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله: وإنّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ يقول: بقتلهم أبكارنا من أنفسنا وأموالنا. وقد يحتـمل أن يكون معناه: وإنهم لنا لغائظون بذهابهم منهم بـالعواريّ التـي كانوا استعاروها منهم من الـحلـيّ, ويحتـمل أن يكون ذلك بفراقهم إياهم, وخروجهم من أرضهم بكره لهم لذلك.
وقوله وَإنّا لَـجِمِيعٌ حاذِرونَ اختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الكوفة وَإنّا لَـجِمِيعٌ حاذِرونَ بـمعنى: أنهم معدون مؤدون ذوو أداة وقوّة وسلاح. وقرأ ذلك عامة قرّاء الـمدينة والبصرة: «وَإنّا لَـجَمِيعٌ حَذِرُونَ» بغير ألف. وكان الفرّاء يقول: كأن الـحاذر الذي يحذرك الاَن, وكأن الـحذر الـمخـلوق حذرا لا تلقاه إلا حذرا ومن الـحذر قول ابن أحمر:
هَلْ أُنْسَأَنْ يَوْما إلـى غَيْرِهِإنّـي حَوَالِـيّ وآنّـي حَذِرْ
والصواب من القول فـي ذلك أنهما قراءتان مستفـيضتان فـي قرّاء الأمصار متقاربتا الـمعنى, فبأيتهما قرأ القارىء, فمصيب الصواب فـيه. وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
20230ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا سفـيان, عن أبـي إسحاق, قال: سمعت الأسود بن زيد يقرأ: وَإنّا لَـجِمِيعٌ حاذِرُونَ قال: مقوون مؤدون.
20231ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا عيسى بن عبـيد, عن أيوب, عن أبـي العرجاء عن الضحاك بن مزاحم أنه كان يقرأ: وَإنّا لَـجِمِيعٌ حاذِرُونَ يقول: مؤدون.
20232ـ حدثنا موسى, قال: حدثنا عمرو, قال: حدثنا أسبـاط, عن السدي فـي قوله: وَإنّا لَـجِمِيعٌ حاذِرُونَ يقول: حذرنا, قال: جمعنا أمرنا.
20233ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج وَإنّا لَـجِمِيعٌ حاذِرُونَ قال: مؤدون معدون فـي السلاح والكراع.
20234ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج أبو معشر, عن مـحمد بن قـيس قال: كان مع فرعون ستّ مئة ألف حصان أدهم سوى ألوان الـخيـل.
20235ـ حدثنا عمرو بن علـيّ, قال: حدثنا أبو داود, قال: حدثنا سلـيـمان بن معاذ الضبـي, عن عاصم بن بهدلة, عن أبـي رزين, عن ابن عبـاس أنه قرأها: وَإنّا لَـجِمِيعٌ حاذِرُونَ قال: مؤدون مقوون.

الآية : 57 - 60
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مّن جَنّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مّشْرِقِينَ }.
يقول تعالـى ذكره: فأخرجنا فرعون وقومه من بساتـين وعيون ماء, وكنوز ذهب وفضة, ومقام كريـم. قـيـل: إن ذلك الـمقام الكريـم: الـمنابر. وقوله كَذلكَ يقول: هكذا أخرجناهم من ذلك كما وصفت لكم فـي هذه الاَية والتـي قبلها وأوْرَثْناها يقول: وأورثنا تلك الـجنات التـي أخرجناهم منها والعيون والكنوز والـمقام الكريـم عنهم بهلاكهم بنـي إسرائيـل. وقوله: فَأتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِـينَ فأتبع فرعون وأصحابه بنـي إسرائيـل, مشرقـين حين أشرقت الشمس, وقـيـل حين أصبحوا.
20236ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: ثنـي أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد فَأتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِـينَ قال: خرج موسى لـيلاً, فكسف القمر وأظلـمت الأرض, وقال أصحابه: إن يوسف أخبرنا أنا سَننـجي من فرعون, وأخذ علـينا العهد لنـخرجنّ بعظامه معنا, فخرج موسى لـيـلته يسأل عن قبره, فوجد عجوزا بـيتها علـى قبره, فأخرجته له بحكمها, وكان حكمها أو كلـمة تشبه هذا, أن قالت: احملنـي فأخرجنـي معك, فجعل عظام يوسف فـي كسائه, ثم حمل العجوز علـى كسائه, فجعله علـى رقبته, وخيـل فرعون هي ملء أعنتها حضرا فـي أعينهم, ولا تبرح, حُبست عن موسى وأصحابه حتـى تواروا.
20237ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مـجاهد, قوله فَأتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِـينَ قال: فرعون وأصحابه, وخيـل فرعون فـي مل أعنتها فـي رأي عيونهم, ولا تبرح, حبست عن موسى وأصحابه حتـى تواروا