تفسير الطبري تفسير الصفحة 437 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 437
438
436
 الآية : 19-23
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَىَ وَالْبَصِيرُ * وَلاَ الظّلُمَاتُ وَلاَ النّورُ * وَلاَ الظّلّ وَلاَ الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَآءُ وَلاَ الأمْوَاتُ إِنّ اللّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مّن فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنتَ إِلاّ نَذِيرٌ }. يقول تعالـى ذكره: وَما يَسْتَوِي الأعْمَى عن دين الله الذي ابتعث به نبـيه مـحمدا صلى الله عليه وسلم والبَصِيرُ الذي قد أبصر فـيه رشده, فـاتبع مـحمدا وصدّقه, وقبل عن الله ما ابتعثه به وَلا الظّلُـماتُ يقول: وما تستوي ظلـمات الكفر, ونور الإيـمان وَلا الظّلّ قـيـل: ولا الـجنة وَلا الـحَرُورُ قـيـل: النار, كأن معناه عندهم: وما تستوي الـجنة والنار والـحَرُور بـمنزلة السّموم, وهي الرياح الـحارّة. وذكر أبو عبـيدة مَعْمَر بن الـمثنى, عن رُؤْبة بن العَجّاج, أنه كان يقول: الـحَرور بـاللـيـل, والسموم بـالنهار. وأما أبو عبـيدة فإنه قال: الـحَرور فـي هذا الـموضع والنهار مع الشمس. وأما الفراء فإنه كان يقول: الـحَرُور يكون بـاللـيـل والنهار, والسّموم لا يكون بـاللـيـل إنـما يكون بـالنهار.
والقول فـي ذلك عندي, أن الـحَرور يكون بـاللـيـل والنهار, غير أنه فـي هذا الـموضع بأن يكون كما قال أبو عبـيدة: أشبه مع الشمس, لأن الظلّ إنـما يكون فـي يوم شمس, فذلك يدلّ علـى أنه أريد بـالـحَرور: الذي يوجد فـي حال وجود الظلّ.
وقوله: وَما يَسْتَوِي الأحْياءُ وَلا الأمْوَاتُ يقول: وما يستوي الأحياء القلوب بـالإيـمان بـالله ورسوله, ومعرفة تنزيـل الله, والأموات القلوب لغلبة الكفر علـيها, حتـى صارت لا تعقل عن الله أمره ونهيه, ولا تعرف الهدى من الضلال وكلّ هذه أمثال ضربها الله للـمؤمن والإيـمان, والكافر والكفر. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22150ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: وَما يَسْتَوِي الأعْمَى والبَصِيرُ... الاَية, قال: هو مَثَل ضربه الله لأهل الطاعة وأهل الـمعصية. يقول: وما يستوي الأعمى والظلـمات والـحرور, ولا الأموات, فهو مَثَل أهل الـمعصية. ولا يستوي البصير ولا النور, ولا الظلّ والأحياء, فهو مثل أهل الطاعة.
22151ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَما يَسْتَوِي الأعْمَى... الاَية خـلقا, فضل بعضه علـى بعض فأما الـمؤمن فعبد حيّ الأثر, حيّ البصر, حيّ النـية, حيّ العمل. وأما الكافر فعبد ميت, ميت البصر, ميت القلب, ميت العمل.
22152ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: وَما يَسْتَوِي الأعْمَى والبَصِيرُ وَلا الظّلُـماتُ وَلا النّورُ وَلا الظّلّ وَلا الـحَرُورُ وَما يَسْتَوِي الأحْياءُ وَلا الأمْوَاتُ قال: هذا مثل ضربه الله فـالـمؤمن بصير فـي دين الله, والكافر أعمى, كما لا يستوي الظلّ ولا الـحَرور, ولا الأحياء ولا الأموات, فكذلك لا يستوي هذا الـمؤمن الذي يبصر دينه, ولا هذا الأعمى, وقرأ: أوَ مَنْ كانَ مَيْتا فأَحْيَـيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُورا يَـمْشِي بِهِ فِـي النّاسِ قال: الهُدى الذي هداه الله به ونوّر له. هذا مثل ضربه الله لهذا الـمؤمن الذي يبصر دينه, وهذا الكافر الأعمى, فجعل الـمؤمن حيا, وجعل الكافر ميتا, ميت القلب أوَ مَنْ كانَ مَيْتا فأَحْيَـيْناهُ قال: هديناه إلـى الإسلام كمن مثله فـي الظلـمات أعمى القلب, وهو فـي الظلـمات, أهذا وهذا سواء؟
واختلف أهل العربـية فـي وجه دخول «لا» مع حرف العطف فـي قوله: وَلا الظّلُـماتُ وَلا النّورُ وَلا الظّلّ وَلا الـحَرُورُ فقال بعض نـحويّـي البصرة: قال: ولا الظلّ ولا الـحَرور, فـيشبه أن تكون «لا» زائدة, لأنك لو قلت: لا يستوي عمرو ولا زيد فـي هذا الـمعنى لـم يجز إلاّ أن تكون «لا» زائدة وكان غيره يقول: إذا لـم تدخـل «لا» مع الواو, فإنـما لـم تدخـل اكتفـاء بدخولها فـي أوّل الكلام, فإذا أدخـلت فإنه يراد بـالكلام أن كلّ واحد منهما لا يساوي صاحبه, فكان معنى الكلام إذا أعيدت «لا» مع الواو عند صاحب هذا القول: لا يساوي الأعمى البصير ولا يساوي البصير الأعمى, فكلّ واحد منهما لا يساوي صاحبه.
وقوله: إنّ اللّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أنْتَ بِـمُسْمِعٍ مَنْ فِـي القُبُورِ يقول تعالـى ذكره: كما لا يقدر أن يسمع من فـي القبور كتاب الله, فـيهديهم به إلـى سبـيـل الرشاد, فكذلك لا يقدر أن ينفع بـمواعظ الله, وبـيان حُججه, من كان ميت القلب من أحياء عبـاده, عن معرفة الله, وفهم كتابه وتنزيـله, وواضح حججه, كما:
22153ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة إنّ اللّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أنْتَ بِـمُسْمِعٍ مَنْ فِـي القُبُورِ كذلك الكافر لا يسمع, ولا ينتفع بـما يسمع.
وقوله: إنْ أنْتَ إلاّ نَذِيرٌ يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: ما أنت إلاّ نذير تُنذر هؤلاء الـمشركين بـالله, الذين طبع الله علـى قلوبهم, ولـم يُرسِلك ربك إلـيهم إلاّ لتبلغهم رسالته, ولـم يكلفك من الأمر ما لا سبـيـل لك إلـيه فأما اهتداؤهم وقبولهم منك ما جئتهم به, فإن ذلك بـيد الله لا بـيدك, ولا بـيد غيرك من الناس, فلا تذهب نفسُك علـيهم حَسَراتٍ إن هم لـم يستـجيبوا لك.
الآية : 24-26
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّآ أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مّنْ أُمّةٍ إِلاّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ * وَإِن يُكَذّبُوكَ فَقَدْ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيّنَاتِ وَبِالزّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ }.
يقول جلّ ثناؤه لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: إنّا أرْسَلْناكَ يا مـحمد بـالـحَقّ وهو الإيـمان بـالله وشرائع الدين التـي افترضها علـى عبـاده بَشِيرا يقول: مُبشّرا بـالـجنة من صدّقك وقبل منك ما جئت به من عند الله من النصيحة وَنَذِيرا تُنذر الناسَ مَنْ كذّبك وردّ علـيك ما جئت به من عند الله من النصيحة. وَإنْ مِنْ أُمّةٍ إلاّ خَلا فِـيها نَذِيرٌ يقول: وما من أمة من الأمـم الدائنة بـملة إلاّ خلا فـيها من قبلك نذير ينذرهم بأسنا علـى كفرهم بـالله, كما:
22154ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَإنْ مِنْ أُمّةٍ إلاّ خَلا فِـيها نَذِيرٌ كلّ أمة كان لها رسول.
وقوله: وَإنْ يُكَذّبُوكَ فَقَدْ كَذّبَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يقول تعالـى ذكره مسلـيا نبـيه صلى الله عليه وسلم فـيـما يـلقـى من مشركي قومه من التكذيب: وإن يكذّبك يا مـحمد مشركو قومك, فقد كذّب الذين من قبلهم من الأمـم الذين جاءتهم رسلهم بـالبـينات يقول: بحجج من الله واضحة. وبـالزّبُر يقول: وجاءتهم بـالكتب من عند الله, كما:
22155ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: بـالبَـيّناتِ وبِـالزّبُرِ أي الكتب.
وقوله: وَبـالكِتابِ الـمُنِـيرِ يقول: وجاءهم من الله الكتاب الـمنـير لـمن تأمّله وتدبّره أنه الـحقّ, كما:
22156ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَبـالكِتابِ الـمُنِـيرِ يضعف الشيء وهو واحد.
وقوله: ثُمّ أخَذْتُ الّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ يقول تعالـى ذكره: ثم أهلكنا الذين جحدوا رسالة رسلنا, وحقـيقة ما دعوهم إلـيه من آياتنا, وأصرّوا علـى جحودهم فكَيْفَ كانَ نَكِيرِ يقول: فـانظر يا مـحمد كيف كان تغيـيري بهم, وحلول عقوبتـي بهم.
الآية : 27-28
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ أنَزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النّاسِ وَالدّوَآبّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنّمَا يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }.
يقول تعالـى ذكره: ألـم تر يا مـحمد أن الله أنزل من السماء غيثا, فأخرجنا به ثمرات مختلفـا ألوانها يقول: فسقـيناه أشجارا فـي الأرض, فأخرجنا به من تلك الأشجار ثمرات مختلفـا ألوانها, منها الأحمر, ومنها الأسود والأصفر, وغير ذلك من ألوانها وَمِنَ الـجِبـالِ جُدَدٌ بِـيضٌ وَحُمْرٌ يقول تعالـى ذكره: ومن الـجبـال طرائق, وهي الـجدد, وهي الـخطط تكون فـي الـجبـال بـيض وحمر وسود, كالطرق واحدتها جدّة ومنه قول امرىء القـيس فـي صفة حمار:
كأنّ سَرَاتَهُ وَجُدّةَ مَتْنِهِكَنائِنُ يَجْرِي فَوْقَهُنّ دَلِـيصُ
يعنـي بـالـجدّة: الـخطة السوداء تكون فـي متن الـحمار.
وقوله: مُخْتَلِفٌ ألْوَانُها يعنـي: مختلف ألوان الـجدد وَغَرَابِـيبُ سُودٍ, وذلك من الـمقدّم الذي هو بـمعنى التأخير وذلك أن العرب تقول: هو أسود غربـيب, إذا وصفوه بشدّة السواد, وجعل السواد ههنا صفة للغرابـيب. وقوله: وَمِنَ النّاسِ وَالدّوَابّ والأنْعامِ مُخْتَلِفٌ ألْوَانُهُ كما من الثمرات والـجبـال مختلف ألوانه بـالـحُمرة والبـياض والسواد والصفرة, وغير ذلك. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22157ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, فـي قوله: ألَـمْ تَرَ أنّ اللّهَ أنْزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفـا ألْوَانُها أحمر وأخضر وأصفر. وَمِنَ الـجِبـالِ جُددٌ بِـيضٌ: أي طرائق بـيض وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ ألْوَانُها أي جبـال حمر وبـيض وَغَرابِـيبُ سُودٌ هو الأسود, يعنـي لونه كما اختلف ألوان هذه اختلف ألوان الناس والدوابّ والأنعام كذلك.
22158ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: وَمِنَ الـجِبـالِ جُدَدٌ بِـيضٌ طرائق بـيض, وحمر وسود, وكذلك الناس مختلف ألوانهم.
حدثنا عمرو بن عبد الـحميد الاَملـي, قال: حدثنا مروان, عن جُوَيبر, عن الضحاك قوله وَمِنَ الـجِبـالِ جُدَدٌ بِـيضٌ قال: هي طرائق حمر وسود.
وقوله: إنّـمَا يَخْشى اللّهَ مِنْ عِبـادِهِ العُلَـماءُ يقول تعالـى ذكره: إنـما يخاف اللّهَ فـيتقـي عقابه بطاعته العلـماءُ, بقدرته علـى ما يشاء من شيء, وأنه يفعل ما يريد, لأن من علـم ذلك أيقن بعقابه علـى معصيته, فخافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
22159ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: إنّـمَا يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبـادِهِ العُلَـماءُ قال: الذين يعلـمون أن الله علـى كلّ شيء قدير.
22160ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: إنّـمَا يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبـادِهِ العُلَـماءُ قال: كان يقال: كفـى بـالرهبة عِلـما.
وقوله: إنّ اللّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ يقول تعالـى ذكره: إن الله عزيز فـي انتقامه مـمن كفر به, غفور لذنوب من آمن به وأطاعه.
الآية : 29-30
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللّهِ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لّن تَبُورَ * لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }.
يقول تعالـى ذكره: إن الذين يقرؤون كتاب الله الذي أنزله علـى مـحمد صلى الله عليه وسلم وأقامُوا الصّلاةَ يقول: وأدّوا الصلاة الـمفروضة لـمواقـيتها بحدودها. وقال: وأقاموا الصلاة بـمعنى: ويقـيـموا الصلاة. وقوله: وأنْفَقُوا مِـمّا رَزَقْناهُمْ سِرّا وَعَلانِـيَةً يقول: وتصدّقوا بـما أعطيناهم من الأموال سرّا فـي خفـاء, وعلانـية: جهارا. وإنـما معنى ذلك أنهم يؤدّون الزكاة الـمفروضة, ويتطوّعون أيضا بـالصدقة منه بعد أداء الفرض الواجب علـيهم فـيه. وقوله: يَرْجُونَ تِـجارَةً لَنْ تَبُورَ يقول تعالـى ذكره: يرجون بفعلهم ذلك تـجارة لن تبور: لن تكسد ولن تهلك من قولهم: بـارت السوق: إذا كسدت وبـار الطعام. وقوله: تِـجارَةً جواب لأوّل الكلام. وقوله: لِـيُوَفّـيَهُمْ أُجُورَهُمْ يقول: ويوفـيهم الله علـى فعلهم ذلك ثواب أعمالهم التـي عملوها فـي الدنـيا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ يقول: وكي يزيدهم علـى الوفـاء من فضله ما هو له أهل. وكان مطرف بن عبد الله يقول: هذه آية القراء.
22161ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عمرو بن عاصم, قال: حدثنا معتـمر, عن أبـيه, عن قتادة, قال: كان مطرف إذا مرّ بهذه الاَية: إنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللّهِ يقول: هذه آية القراء.
حدثنا ابن الـمثنى, قال: حدثنا مـحمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن يزيد, عن مطرف بن عبد الله, أنه قال فـي هذه الاَية: إنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللّهِ... إلـى آخر الاَية, قال: هذه آية القراء.
حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قال: كان مطرف بن عبد الله يقول: هذه آية القراء لِـيُوَفّـيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ.
وقوله: إنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ يقول: إن الله غفور لذنوب هؤلاء القوم الذين هذه صفتهم, شكور لـحسناتهم, كما:
22162ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة إنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ: إنه غفور لذنوبهم, شكور لـحسناتهم