تفسير الطبري تفسير الصفحة 548 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 548
549
547
 الآية : 17-18
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنّهُمَا فِي النّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ الظّالِمِينَ * يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مّا قَدّمَتْ لِغَدٍ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.
يقول تعالى ذكره: فكان عُقبى أمر الشيطان والإنسان الذي أطاعه, فكفر بالله أنهما خالدان في النار ماكثان فيها أبدا وَذَلكَ جَزَاءُ الظّالِمِينَ يقول: وذلك ثواب اليهود من النضير والمنافقين الذين وعدوهم النصرة, وكلّ كافر بالله ظالم لنفسه على كفره به أنهم في النار مخلّدون.
واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله: خالِدَيْنِ فِيها فقال بعض نحويي البصرة: نصب على الحال, وفي النار خبر قال: ولو كان في الكلام لكان الرفع أجود في «خالدين» قال: وليس قولهم: إذا جئت مرّتين فهو نصب لشيء, إنما فيها توكيد جئت بها أو لم تجىء بها فهو سواء, إلا أن العرب كثيرا ما تجعله حالاً إذا كان فيها للتوكيد وما أشبهه في غير مكان قال: إنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهْلِ الكِتابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها. وقال بعض نحويي الكوفة: في قراءة عبد الله بن مسعود: «فَكَانَ عاقِبَتَهُمَا أنّهُما في النّارِ خالِدَيْنِ في النّارِ» قال: وفي أنهما في النار خالدين فيها نصب قال: ولا أشتهي الرفع وإن كان يجوز, فإذا رأيت الفعل بين صفتين قد عادت إحداهما على موضع الأخرى نصبت, فهذا من ذلك قال: ومثله في الكلام قولك: مررت برجل على نابِه متحملاً به ومثله قول الشاعر:
والزّعْفَرَانُ عَلى تَرائِبهاشَرِقا بِهِ اللّبّاتُ والنّحْرُ
لأن الترائب هي اللبات ها هنا, فعادت الصفة باسمها الذي وقعت عليه, فإذا اختلفت الصفتان جاز الرفع والنصب على حُسْن, من ذلك قولك: عبد الله في الدار راغب فيك, ألا ترى أن «في» التي في الدار مخالفة لفي التي تكون في الرغبة قال: والحجة ما يُعرف به النصف من الرفع أن لا ترى الصفة الاَخرة تتقدم قبل الأولى ألا ترى أنك تقول: هذا أخوك في يده درهم قابضا عليه, فلو قلت: هذا أخوك قابضا عليه في يده درهم لم يجز, إلا ترى أنك تقول: هذا رجل قائم إلى زيد في يده درهم, فهذا يدل على أن المنصوب إذا امتنع تقديم الاَخر, ويدل على الرفع إذا سهل تقديم الاَخر.
وقوله يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ووحدوه, اتقوا الله بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه.
وقوله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدّمَتْ لِغَدٍ يقول: ولينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال, أمن الصالحات التي تنجيه أم من السيئات التي توبقه؟. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26226ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: اتّقُوا اللّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدّمَتْ لِغَدٍ: ما زال ربكم يقرّب الساعة حتى جعلها كغد, وغدٌ يوم القيامة.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ما قَدّمتْ لِغَدٍ يعني يوم القيامة.
26227ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ما قَدّمتْ لِغَد يعني يوم القيامة.
26228ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, وقرأ قول الله عزّ وجلّ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدّمَتْ لِغَدٍ يعني يوم القيامة الخير والشرّ قال: والأمس في الدنيا, وغدٌ في الاَخرة, وقرأ: كأنْ لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ قال: كأن لم تكن في الدنيا.
وقوله: وَاتّقُوا الله يقول: وخافوا الله بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه إنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْلَمُونَ يقول: إن الله ذو خبرة وعلم بأعمالكم خيرها وشرّها, لا يخفى عليه منها شيء, وهو مجازيكم على جميعها.
الآية : 19
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ نَسُواْ اللّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.
يقول تعالى ذكره: ولا تكونوا كالذين تركوا أداء حقّ الله الذي أوجبه عليهم فأنْساهُمْ أنْفُسَهُمْ يقول: فأنساهم الله حظوظ أنفسهم من الخيرات. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26229ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان نَسُوا اللّهَ فأنْساهُمْ أنْفُسَهُمْ قال: نَسُوا حقّ الله, فأنساهم أنفسهم قال: حظّ أنفسهم.
وقوله: أُولَئكَ هُمُ الفاسقون يقول جل ثناؤه: هؤلاء الذين نسوا الله, هم الفاسقون, يعني الخارجون من طاعة الله إلى معصيته.
الآية : 20
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {لاَ يَسْتَوِيَ أَصْحَابُ النّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنّةِ أَصْحَابُ الْجَنّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ }.
يقول تعالى ذكره: لا يعتدل أهل النار وأهل الجنة, أهل الجنة هم الفائزون, يعني أنهم المُدرِكون ما طلبوا وأرادوا, الناجون مما حذروا.
الآية : 21
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَـَذَا الْقُرْآنَ عَلَىَ جَبَلٍ لّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ }.
وقوله: لَوْ أنْزَلْنا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَل لرأيْتَهُ خاشِعا مُتَصَدّعا مِن خَشْيَةِ اللّهِ يقول جلّ ثناؤه: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل, وهو حجر, لرأيته يا محمد خاشعا يقول: متذللاً, متصدعا من خشية الله على قساوته, حذرا من أن لا يؤدّي حقّ الله المفترض عليه في تعظيم القرآن, وقد أنزل على ابن آدم وهو بحقه مستخفٌ, وعنه, عما فيه من العِبَر والذكر, مُعْرض, كأن لم يسمعها, كأن في أذنيه وَقْرا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26230ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: لَوْ أنْزَلْنا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَلٍ لرأيْتَهُ خاشِعا مُتَصَدّعا مِن خَشْيَةِ اللّهِ... إلى قوله: لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ قال: يقول: لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله, فأمر الله عز وجل الناس إذا نزل عليهم القرآن, أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع, قال: كذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأمْثَال للنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ.
26231ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: لَوْ أنْزَلْنا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَل لرأيْتَهُ خاشِعا مُتَصَدّعا مِن خَشْيَةِ اللّهِ... الآية, يعذر الله الجبل الأصمّ, ولم يعذر شقيّ ابن آدم, هل رأيتم أحدا قطّ تصدّعت جوانحه من خشية الله؟.
وَتِلكَ الأمْثالُ نَضْرُبها للنّاسِ يقول تعالى ذكره: وهذه الأشياء نشبهها للناس, وذلك تعريفه جلّ ثناؤه إياهم أن الجبال أشدّ تعظيما لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها.
وقوله: لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ يقول: يضرب الله لهم هذه الأمثال ليتفكروا فيها, فينيبوا, وينقادوا للحق.
الآية : 22
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {هُوَ اللّهُ الّذِي لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ هُوَ الرّحْمَـَنُ الرّحِيمُ }.
يقول تعالى ذكره: الذي يتصدع من خشيته الجبل أيها الناس, هو المعبود الذي لا تنبغي العبادة والألوهية إلا له, عالم غيب السموات والأرض, وشاهد ما فيهما مما يرى ويحسّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ يقول: هو رحمن الدنيا والاَخرة, رحيم بأهل الإيمان به.
الآية : 23
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {هُوَ اللّهُ الّذِي لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ سُبْحَانَ اللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ }.
يقول تعالى ذكره: هو المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له, الملك الذي لا ملك فوقه, ولا شيء إلا دونه, القدّوس, قيل: هو المبارك. وقد بيّنت فيما مضى قبل معنى التقديس بشواهده, وذكرت اختلاف المختلفين فيه بما أغنى عن إعادته. ذكر من قال: عُنِي به المبارك:
26232ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة القُدّوسُ: أي المبارك.
وقوله: السلامُ يقول: هو الذي يسلم خلقه من ظلمه, وهو اسم من أسمائه, كما:
26233ـ حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة السّلامُ: الله السلام.
26234ـ حدثنا ابن حُمَيْد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا عبيد الله, يعني العَتَكي, عن جابر بن زيد قوله: السّلامُ قال: هو الله.
وقد ذكرت الرواية فيما مضى, وبيّنت معناه بشواهده, فأغنى ذلك عن إعادته. وقوله: المُوءْمِنُ يعني بالمؤمن: الذي يؤمن خلقه من ظلمه. وكان قتادة يقول في ذلك ما:
26235ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة المُوءْمِنُ أمن بقوله أنه حقّ.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة المُوءْمِنُ أمن بقوله أنه حقّ.
26236ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن جُوَيبر عن الضحاك المُوءْمِنُ قال: المصدق.
26237ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله المُوءْمِنُ قال: المؤمن: المصدّق الموقن, آمن الناس بربهم فسماهم مؤمنين, وآمن الربّ الكريم لهم بإيمانهم صدّقهم أن يسمى بذلك الاسم.
وقوله: المُهَيْمِنُ اختلف أهل التأويل في تأويله, فقال بعضهم: المهيمن: الشهيد. ذكر من قال ذلك:
26238ـ حدثني عليّ, قال: حدثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله: المُهَيْمَنُ قال: الشهيد, وقال مرّة أخرى: الأمين.
26239ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: المُهَيْمِنُ قال: الشهيد.
26240ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: المُهَيْمِنُ قال: أنزل الله عزّ وجلّ كتابا فشهد عليه.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة المُهَيْمِنُ قال: الشهيد عليه.
وقال آخرون: المهيمن: الأمين. ذكر من قال ذلك:
26241ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن جُويبر, عن الضحاك المُهَيْمِنُ: الأمين.
وقال آخرون: المُهَيْمِنُ: المصدّق. ذكر من قال ذلك:
26242ـ حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: المُهَيْمِنُ قال: المصدّق لكلّ ما حدّث, وقرأ: وَمُهَيْمِنا عَلَيْهِ قال: فالقرآن مصدّق على ما قبله من الكتب, والله مصدّق في كلّ ما حدّث عما مضى من الدنيا, وما بقي, وما حدّث عن الاَخرة.
وقد بيّنت أولى هذه الأقوال بالصواب فيما مضى قبل في سورة المائدة بالعلل الدالة على صحته, فأغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: العَزِيزُ: الشديد في انتقامه ممن انتقم من أعدائه, كما:
26243ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة العَزِيزُ أي في نقمته إذا انتقم.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة العَزِيزُ في نقمته إذا انتقم. وقوله: الجَبّارُ يعني: المصلح أمور خلقه, المصرفهم فيما فيه صلاحهم. وكان قتادة يقول: جبر خلقه على ما يشاء من أمره.
26244ـ حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة الجَبّارُ قال: جَبَرَ خلقه على ما يشاء.
وقوله: المُتَكَبّرُ قيل: عُنِي به أنه تكبر عن كلّ شرّ. ذكر من قال ذلك:
26245ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة المُتَكَبّرُ قال: تكبر عن كلّ شر.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, مثله.
26246ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: حدثنا ابن علية, قال: أخبرنا أبو رجاء, قال: ثني رجل, عن جابر بن زيد, قال: إن اسم الله الأعظم هو الله, ألم تسمع يقول: هُوَ اللّهُ الّذِي لا إلَهَ إلاّ هُوَ عالِمُ الغَيْب والشّهادَةِ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ هُوَ اللّهُ الّذِي لا إلَهَ إلاّ هُوَ المَلِكُ القُدّوس السّلامُ المُوءْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزيزُ الجَبّارُ المتكبرُ سُبْحانَ اللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ يقول: تنزيها لله وتبرئة له عن شرك المشركين به.
الآية : 24
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {هُوَ اللّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوّرُ لَهُ الأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ يُسَبّحُ لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.
يقول تعالى ذكره: هو المعبود الخالق, الذي لا معبود تصلح له العبادة غيره, ولا خالق سواه, البارىء الذي برأ الخلق, فأوجدهم بقدرته, المصوّر خلقه كيف شاء, وكيف يشاء.
وقوله: لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى يقول تعالى ذكره: لله الأسماء الحسنى, وهي هذه الأسماء التي سمى الله بها نفسه, التي ذكرها في هاتين الاَيتين يُسَبّحُ لَهُ ما في السّمَوَاتِ والأرْضِ يقول: يسبح له جميع ما في السموات والأرض, ويسجد له طوعا وكرها وَهُوَ العَزِيزُ يقول: وهو الشديد الانتقام من أعدائه الْحَكِيمُ في تدبيره خلقه, وصرفهم فيما فيه صلاحهم.

نهاية تفسير الإمام الطبرى لسورة الحشر