حديث: ينصرف عن يمينه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم ﵇

عن إسماعيل السدي قال: سألت أنس بن مالك قلت: صلَّى رسول الله ﷺ على ابنه إبراهيم؟ قال: لا أدري، رحمةُ الله على إبراهيم، لو عاش كان صديقًا بينًّا، قال: قلت: كيف أنصرف إذا صليتُ، عن يميني أو عن يساري؟ قال: أما أنا فرأيتُ رسول الله ﷺ ينصرف عن يمينه.

حسن: رواه الإمام أحمد (١٣٩٨٥) عن عفان، حدثنا أبو عوانة، عن إسماعيل السدي به مثله.

عن إسماعيل السدي قال: سألت أنس بن مالك قلت: صلَّى رسول الله ﷺ على ابنه إبراهيم؟ قال: لا أدري، رحمةُ الله على إبراهيم، لو عاش كان صديقًا بينًّا، قال: قلت: كيف أنصرف إذا صليتُ، عن يميني أو عن يساري؟ قال: أما أنا فرأيتُ رسول الله ﷺ ينصرف عن يمينه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة:
أولًا: تخريج الحديث ومصدره:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده (3/114)، وإسماعيل السدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير، وهو من التابعين، وأنس بن مالك رضي الله عنه هو صحابي جليل وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: شرح المفردات:
● "صلَّى رسول الله ﷺ على ابنه إبراهيم؟": أي هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الجنازة على ابنه إبراهيم عندما مات؟
● "لا أدري": تعبير عن عدم العلم بالحالة، وهو من أدب الصحابة حيث لا يتكلمون بغير علم.
● "رحمةُ الله على إبراهيم": دعاء بالرحمة للميت.
● "صديقًا بينًّا": أي نبيًا صادقًا ظاهر الصدق.
● "كيف أنصرف إذا صليتُ": الاستفسار عن كيفية الانصراف بعد الصلاة.
● "ينصرف عن يمينه": أي يتحول وينصرف إلى الجهة اليمنى بعد انتهاء الصلاة.
ثالثًا: شرح الحديث:
1- في شأن إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم:
- سأل السدي أنسًا رضي الله عنه عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم عندما توفي، فأجابه بأنه لا يدري، مع الدعاء له بالرحمة.
- قوله: "لو عاش كان صديقًا بينًّا" فيه إشارة إلى ما كان متوقعًا له من الصلاح والصدق لو عاش، وهذا من فراسة الصحابة.
2- في مسألة الانصراف من الصلاة:
- انتقل السدي إلى سؤال آخر عن كيفية الانصراف بعد الصلاة، هل يكون عن اليمين أو اليسار؟
- أجابه أنس رضي الله عنه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه، وهذا يدل على استحباب الانصراف عن اليمين بعد السلام من الصلاة.
رابعًا: الدروس المستفادة:
1. جواز الانتقال من سؤال إلى آخر في المجلس الواحد.
2. أدب الصحابة في عدم التكلم بغير علم، حيث قال أنس: "لا أدري".
3. استحباب الدعاء للميت بالرحمة والذكر الحسن.
4. مشروعية الانصراف عن اليمين بعد الصلاة، وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
5. أهمية متابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور حتى في كيفية الانصراف من الصلاة.
خامسًا: الفوائد الفقهية:
- ذهب جمهور العلماء إلى استحباب الانصراف عن اليمين أو اليسار بعد الصلاة، والأفضل الانصراف عن اليمين إذا لم يكن هناك مانع.
- هذا الحديث يدل على أن الانصراف عن اليمين هو الهيئة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٣٩٨٥) عن عفان، حدثنا أبو عوانة، عن إسماعيل السدي به مثله.
وإسماعيل السدي هو: ابن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُدِّي، أبو محمد الكوفي من رجال مسلم، وقد روى مسلم في الصلاة (٧٠٨) الحديث المذكور عن قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن السُدي قال: سألت أنسًا كيف أنصرفُ إذا صليتُ؟ عن يميني أو عن يساري؟ قال: أما أنا فأكثر ما رأيتُ رسول الله ﷺ ينصرف عن يمينه. انتهي.
ولم يذكر فيه سؤاله عن الصلاة على إبراهيم عليه السلام.
وقول أنس: «لا أدري» يحتمل أنه نفي علمه به لأنه قد يكون بعيدا عن المسجد لقضاء حاجة من حاجات رسول الله ﷺ لأنه خادمه. وقد رُوي في الصلاة عليه أحاديث مسندة ومرسلة.
فأما المسندة: فمنها: ما روي عن البراء بن عازب قال: «صلَّي رسول الله ﷺ على ابنه إبراهيم، ومات وهو ابن ستة عشر شهرًا وقال: إن له في الجنة من تُتِم رَضاعَه، وهو صديق».
رواه الإمام أحمد (١٨٤٩٧) عن أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن البراء فذكره. وإسناده ضعيف، لأجل جابر وهو: ابن يزيد الجعفي.
وعامر هو: الشعبي، وقد رُوي عنه مرسلًا بدون ذكر البراء.
ومنها: ما رُوي عن عبد الله بن عباس قال: لما مات إبراهيم بن محمد رسول الله ﷺ صلَّي رسول الله ﷺ وقال: «إن له مرضعًا في الجنة، ولو عاش لكان صديقًا نبيًّا، ولو عاش لعتقت أخوالُه القبطُ، وما استرقَّ قِبطي».
رواه ابن ماجه (١٥١١) عن عبد القدوس بن محمد، قال: حدثنا داود بن شَبيب الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان، قال: حدثنا الحكم بن عيينة، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا، فيه إبراهيم بن عثمان وهو: أبو شيبة الكوفي قاضي واسط متروك الحديث. ومنها ما رُوي عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ صلى على ابنه إبراهيم، فكبر عليه أربعا.
رواه أبو يعلي (٣٦٦٠) وفيه محمد بن عبيد الله الفزاري العرزمي ضعيف باتفاق أهل العلم، وشيخه عطاء بن عجلان متروك أيضا.
ومنها ما رُوي عن أبي سعيد الخدري عند البزار «كشف الأستار» (٨٠٦) وهي كلها معلولة.
وأما المرسلة فمنها ما رواه أبو داود (٣١٨٨) بإسناده عن البهي، قال: لما مات إبراهيم بن النبي ﷺ صلَّى عليه رسول الله ﷺ في المقاعد.
قال المنذري: «والبهي هو: عبد الله بن يسار مولي مصعب بن الزبير، تابعي يُعد في الكوفيين.
والمقاعد -أي كان منتهيًا إلى موضع يسمى مقاعد بقرب المسجد الشريف، اتخذ للقعود فيه للحوائج والوضوء». انتهى كلام المنذري.
ومنها ما رُوي عن عطاء قال: إن النبي ﷺ صلَّى على ابنه إبراهيم وهو ابن سبعين ليلة، وهذا مرسل أيضًا، رواه أبو داود.
وقد أورد الحافظ الزيلعي في «نصب الراية»: (٢/ ٢٨٠) هذه الآثار، وهي وإن كان لا يصح منها شيء ولكن يشد بعضها بعضا، وقد ذكر الخطابي مرسل عطاء في صلاته ﷺ عليه ثم قال: «هذا أولى الأمرين، وإن كان حديث عائشة أحسن اتصالا».
وممن ذهب إلى تقوية هذه الآثار البيهقي (٤/ ٩) وابن القيم في «زاد المعاد»، وفي «تحفة المودود» بناء على أصل استحباب الصلاة على الأطفال، وبالله التوفيق.
وأما حديث عائشة الذي أشار إليه الخطابي فهو ما روي عنها، قالت: مات إبراهيم بن النبي ﷺ، وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، فلم يُصل عليه رسول الله ﷺ.
رواه أبو داود (٣١٨٧) عن محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة فذكرته.
ورواه الإمام أحمد (٢٦٣٠٥) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد به مثله.
قال الأعظمي: ظاهر إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق إلا أن فيه علة خفية، وهي تفرده،
والجمهور على عدم قبول تفرده في الأحكام. ولذا قال الإمام أحمد: هذا حديث منكر جدا، ووَهَّي ابن إسحاق. كذا ذكره ابن القيم في زاده (١/ ٥١٤).
وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب»: «هذا غير صحيح والله أعلم؛ لأن الجمهور قد أجمعوا على الصلاة على الأطفال إذا أستهلوا وراثة وعملا مستفيضا عن السلف والخلف، ولا أعلم أحدا جاء عنه غير هذا إلا عن سمرة بن جندب».
وممن ذهبوا إلى ترك الصلاة عليه علَّلوه بعلل:
منها: شُغل النبي ﷺ بصلاة الكسوف.
ومنها: أنه استغني بفضيلة نبوة النبي ﷺ عن الصلاة عليه، كما استغنى الشهداء بفضيلة الشهادة.
ومنها: أنه لا يصلي نبي على نبي، وقد جاء في الأخبار: أنه لو عاش لكان نبيًا إلا أنه لا يصح كما سيأتي.
ومنها: أنه لم يصل عليه بنفسه، وصلى عليه غيره.
ذكر هذه العلل الحافظ الزيلعي، ووصفها بأنها: علل ضعيفة. يعني أنها لا تضاهي أدلة القائلين بجواز الصلاة على إبراهيم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 402 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينصرف عن يمينه

  • 📜 حديث: ينصرف عن يمينه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينصرف عن يمينه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينصرف عن يمينه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينصرف عن يمينه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب