الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب الحثّ على الصّدقة وإن قلّت، وقوله ﷺ: «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة» ونحو ذلك
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٨)، ومسلم في البرّ والصلة (٢٦٢٩) كلاهما من طريق عبد الله، أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٦) عن سعيد بن يحيى، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود الأنصاريّ، فذكر الحديث. وروياه البخاريّ (١٤١٥) ومسلم (١٠١٨) من وجه آخر عن شعبة، عن سليمان (الأعمش)، عن أبي وائل (شقيق)، عن أبي مسعود في سياق أطول، وسيأتي في كتاب التفسير.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٧)، ومسلم في الزكاة (١٠١٦) كلاهما من طريق أبي إسحاق، قال: سمعت عبد الله بن معقل، قال: سمعت عدي بن حاتم، فذكر الحديث.
وزادا من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم: «فمن لم يجد فبكلمة طيبة». رواه البخاريّ في الرقاق (١٥٤٠)، ومسلم.
حسن: رواه أحمد (٢٥٠٥٧) عن وكيع، والبزار -كشف الأستار (٩٣٦) - عن محمد بن بشار، ومحمد بن خداش، قالا: ثنا أبو عاصم -كلاهما عن محمد بن سليم-، وهو رجل من أهل مكة (قاله البزار) - عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، فذكرته.
قال البزّار: لا نعلمه عن عائشة إلّا بهذا الإسناد، وقد حدّث به عن محمد بن سليم وكيع وأبو عاصم.
قال الأعظمي: إسناده صحيح، ومحمد بن سليم هو أبو عثمان المكي، رُوي عن ابن أبي مليكة، روي عنه وكيع وأبو عاصم النبيل وغيرهما، وهو ثقة وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح، وهو لا ينزل عن درجة «صدوق»، وقد قال فيه الحافظ: «ثقة».
وقد وهم الحافظ الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٠٥) فظن أنه محمد بن سليم أبو هلال الراسبي، فأعلّه به مع أنه بصريّ، والذي عندنا هو مكي كما قال البزار، ثم إن الهيثمي لم يعزه إلا إلى أحمد مع أنه أورده في كشف الأستار، ونقل فيه كلام البزّار بأنه مكي، فتنبّه.
وأمّا ما رُوي عنها: «يا عائشة! اشتري من النار ولو بشقّ تمرة، فإنها تسدّ من الجائع مسدّها من الشبعان» فإنه منقطع.
رواه الإمام أحمد (٢٤٥٠١) عن محمد بن عبد الله، حدّثنا كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عن عائشة، فذكرته.
والمطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب المخزومي عامة أحاديثه مراسيل، اختلف في إدراكهـ عائشة، فالأكثر على أنه لم يسمع منها إلّا ما قاله أبو زرعة: أرجو أن يكون سمع من عائشة». وقال أبو حاتم: «لم يدرك عائشة، ويشبه أن يكون أدرك جابرًا». انظر للمزيد: تحفة التحصيل«للعراقي.
وكثير بن زيد هو الأسلميّ أبو محمد المدني، مختلف فيه إلّا أنه حسن الحديث.
ولم يشر الهيثميّ إلى إسناد هذا الحديث، وإنما ضم الحديثين في حديث، وتكلم على الرواية الأولى فقط.
حسن: رواه البزّار -كشف الأستار (٩٣٤) -، عن محمد بن بشار، ثنا محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، عن حُميد، عن أنس، فذكره.
وعزاه الهيثميّ في: المجمع (٣/ ١٠٦) إلى البزار، والطبراني في: الأوسط«وقال: «رجال
البزار رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلّا أن في الإسناد محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان المعروف بعارم وثقه جماهير أهل العلم إلّا أنه تغير في آخر عمره كما قال البخاريّ.
وقال أبو حاتم: «اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله، فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح».
قال الأعظمي: ولم يذكر أحدٌ أن محمد بن بشار ممن سمع منه بعد الاختلاط.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (٢٤٣٠) من وجه آخر عن أنس بن مالك، أن النبيّ ﷺ قال: «افتدوا من النار ولو بشقّ تمرة». وفيه سنان بن سعد الكنديّ، ويقال: سعد بن سنان الكنديّ ضعيف.
وفي الباب ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة». رواه البزّار -كشف الأستار (٩٣٧) - عن أحمد بن عبدة، أبنا عثمان بن عبد الرحمن، قال: محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البزّار: «قد رُوي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه، وهذا الإسناد عن أبي هريرة أحسن إسناد يروى في ذلك وأصحه.
قال الأعظمي: إنّ كان هذا أصحّه فغيره أضعف منه، مع أن فيه عثمان بن عبد الرحمن وهو الجمحيّ، قال البخاريّ: «مجهول». وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج بها. وقال: ابن عدي: «منكر الحديث». وساق في ترجمته عدّة أحاديث منكرة وقال: وهذه الأحاديث لعثمان التي ذكرتها عامتها لا يوافقه عليها الثقات، وله غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه مناكير إمّا سندًا وإما متنًا».
قال الأعظمي: حديثه هذا ليس فيه نكارة، ولم يذكره ابن عدي في جملة الأحاديث التي أُنكرت عليه، وقال الذهبي في «الميزان»: «رُوي عنه علي بن المديني ونصر بن علي وجماعة، وعاش بعد الثمانين ومائة صويلح».
وفهم الهيثميّ من كلام البزّار أنه حسّن حديثه. «المجمع» (٣/ ١٠٦) فالله أعلم بالصّواب.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ليتّق أحدُكم وجهه النار، ولو بشقِّ تمرة».
رواه الإمام أحمد (٣٦٧٩) عن عمار بن محمد، عن إبراهيم، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، فذكره.
وإبراهيم هو مسلم العبدي أبو إسحاق الهجري ضعّفه جمهور أهل العلم منهم: ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وأبو أحمد الحاكم، وغيرهم. وهو من رجال ابن ماجه.
ووهم الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٠٥) فقال بعد أن عزاه لأحمد: «رجاله رجال الصحيح». وهو ليس كذلك.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن النعمان بن بشير، رواه البزّار -كشف الأستار (٩٣٥) -، وفيه أيوب
ابن جابر بن سيار السّحيميّ، ضعفه جمهور أهل العلم، وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٠٦).
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي بكر قال: سمعت رسول الله ﷺ على أعواد المنبر يقول: «اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، فإنّها تقيم العَوَج، وتدفع ميتة السُّوء، وتقع من الجائع موقعها من الشّبعان». رواه أبو يعلي (٨٥)، والبزّار -كشف الأستار (٩٣٣) - كلاهما عن محمد بن إسماعيل ابن على الوساوسي، حدّثنا زيد بن الحباب العُكْليّ، عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، قال (فذكره).
قال البزار: «لا نعلم حدث به عن زيد إلّا محمد بن إسماعيل، ولم يتابع عليه، ولا يروي عن أبي بكر إلّا بهذا الإسناد وحده».
قال الأعظمي: وإسناده ضعيف جدًّا، فإنّ محمد بن إسماعيل الوساوسي البصريّ، ذكره الحافظ الذهبي في «الميزان» وقال: قال أحمد بن عمرو البزار الحافظ: كان يضع الحديث، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
قال الدارقطني في «العلل» (١/ ٢٢١ - ٢٢٢): «يرويه محمد بن إسماعيل الوساوسي بإسناده ولم يتابع عليه، والوساسي هذا ضعيف، وغيره يرويه عن شرحبيل بن سعد مرسلًا، ولا يذكر فيه جابرًا ولا أبا بكر». وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٠٥).
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس، عن النبي ﷺ: «اتّقوا النار ولو بشقِّ تمرة».
رواه أبو يعلى (٢٧٠٧)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٦٣) كلاهما من حديث محمد بن بشار بندار، حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان البكراويّ، عن إسماعيل بن مسلم المكي، عن أبي رجاء، عن ابن عباس، فذكره.
وفيه عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي، قال أحمد: طرح الناُس حديثه، وروى عباس الدوري عن ابن معين: ضعيف، وكذا ضعّفه النسائيّ.
وبه أعلّه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ١٠٥ - ١٠٦) إلا أنه قال: «وفيه كلام، وقد وُثِّق».
وفي الباب أحاديث أخرى ضعيفة. انظر: «المجمع» (٣/ ١٠٥ - ١٠٦).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 62 من أصل 133 باباً
- 37 باب الغلول في الصّدقة
- 38 باب التغليظ في الاعتداء في الصّدقة
- 39 باب في أخذ الزكاة من الأوسط، والزّجر عن أخذ المصدِّق خيار المال إلّا إذا طابتْ نفسُ معطيها
- 40 باب ما جاء في رضا المصدِّق
- 41 باب إذن الإمام للعامل على الصّدقة أن يتزوّج ويتخذ خادمًا، ويبني مسكنًا من الصّدقة
- 42 باب للعامل على الصّدقة رزق لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ [التوبة: ٦٠]
- 43 باب التغليظ على الساعي الماكس
- 44 باب الغبطة في إكثار المال للإنفاق
- 45 باب تمني الخير
- 46 باب فضل صدقة المرء بأحبّ ماله لله ﷿
- 47 باب إنّ الله لا يقبل الصّدقة إلّا من الكسب الطّيّب
- 48 باب مضاعفة ثواب الصّدقة
- 49 باب من تصدَّق بحرام كان إصره عليه
- 50 باب ما جاء في إهداء غير مرغوب فيه
- 51 باب الترغيب في الصّدقة
- 52 باب أن الصدقة تطفئ الخطيئة
- 53 باب ما نقص مالٌ من صدقة
- 54 باب حثّ الإمام على الإنفاق في سبيل الله إذا رأى المصلحة في ذلك
- 55 كراهة الإحصاء في الصّدقة
- 56 باب إظلال الصدقة صاحبها يوم القيامة
- 57 باب قول المَلَكَيْن: اللهُمَّ! أعط منفقًا خلفًا
- 58 باب مثل المتصدِّق والبخيل
- 59 باب ما جاء في ذمّ البخل
- 60 باب من أدّى الزكاة ينال أجر المهاجر في سبيل الله
- 61 باب الترغيب في المبادرة بالصدقة قبل أن لا يجد من يقبلها منه
- 62 باب الحثّ على الصّدقة وإن قلّت، وقوله ﷺ: «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة» ونحو ذلك
- 63 الشّفاعة في الصّدقة
- 64 باب ما جاء في أفضل الصّدقات
- 65 باب كراهية التصدق بجميع المال
- 66 باب الرخصة في التّصدق بجميع ماله لمن يصبر على ذلك
- 67 باب إذا تصدّق وهو محتاج إليه بردّ عليه
- 68 باب ما جاء في فضل إخفاء الصّدقة
- 69 باب التّغليظ في الرياء والسّمعة في الصّدقة
- 70 باب النّهي عن رمي المتصدِّق بالكثير من الصّدقة بالرياء والسمعة بدون حجّة
- 71 باب الأذكار والخصال التي تقوم مقام الصدقة وكل معروف صدقة
- 72 باب النهي عن الاختيال في الصّدقة
- 73 باب فضل جمع الصدقة وأعمال البر
- 74 باب صدقة الحي عن الميّت
- 75 باب دعاء الإمام لمن أتي بصدقته
- 76 باب من أدَّى الزّكاة إلى نائب الإمام
- 77 باب يجوز للإمام أن يؤدي الدّية من الزّكاة والصّدقات
- 78 باب استعمال خراج الصَّدقات لأبناء السبيل ومن تجوز لهم الصَّدقات
- 79 باب ما جاء في مؤلفة القلوب
- 80 باب يجوز للإمام أن يُعطي المظاهر من الصّدقة ما يكفِّر به عن ظهاره إذا لم يكن واجدًا للكفّارة
- 81 باب أجر المتصدّق وإن وقعت في يد غير أهلها
- 82 باب من تصدّق بصدقة ثمّ ورثها
- 83 باب تحريم الرّجوع في الصّدقة
- 84 باب كراهية شراء ما تصدّق به المتصدِّق
- 85 باب في حقوق المال
- 86 باب ما جاء في حقّ الإبل
معلومات عن حديث: الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك
📜 حديث عن الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك
تحقق من درجة أحاديث الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك ومصادرها.
📚 أحاديث عن الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الحث على الصدقة وإن قلت وقوله ﷺ اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب