حديث: اتقاء النار بنصف تمرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الحثّ على الصّدقة وإن قلّت، وقوله ﷺ: «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة» ونحو ذلك

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة».

حسن: رواه البزّار -كشف الأستار (٩٣٤) -، عن محمد بن بشار، ثنا محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، عن حُميد، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ».


1. شرح المفردات:


● اتَّقُوا: من التقوى، وهي الخوف من الله تعالى، واجتناب ما يغضبه، وفعل ما يرضيه.
● النَّارَ: أي نار جهنم، وعذابها.
● شِقِّ: النصف أو القطعة الصغيرة.
● تَمْرَةٍ: ثمرة النخل المعروفة، وهي من أيسر الطعام وأقلّه قيمة في ذلك الوقت.


2. شرح الحديث:


معنى الحديث أن النبي ﷺ يحثُّ المسلمين على أن يتقوا عذاب النار، ويبعدوا عنها بكل وسيلة ممكنة، حتى ولو كانت هذه الوسيلة صغيرةً وقليلةً في أعين الناس، مثل إعطاء نصف تمرة للفقير والمحتاج.
فالحديث يدعو إلى فعل الخير ولو كان قليلًا، لأن القليل مع الإخلاص قد يكون سببًا في النجاة من النار ودخول الجنة. وهو يشير إلى أن أبواب الخير كثيرة، وأن المسلم لا يحتقر أي عمل صالح، مهما بدا صغيرًا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على فعل الخير ولو كان قليلًا: لا ينبغي للمسلم أن يحتقر أي عمل صالح، فرب عملٍ صغيرٍ تعده أنت هينًا يكون عند الله عظيمًا، ويقبله الله ويغفر به الذنوب.
2- التيسير على الناس وعدم التعسير: النبي ﷺ يريد أن يبين أن أبواب الخير مفتوحة للجميع، حتى لمن لا يقدر على أكثر من نصف تمرة، فلا عذر لأحد في ترك فعل الخير.
3- التحذير من النار والترغيب في النجاة منها: الحديث يذكر بالنار وعذابها، ويحث على اتقائها بجميع الوسائل المشروعة.
4- فضل الصدقة ولو كانت قليلة: الصدقة من أعظم أسباب اتقاء النار، وقد جاء في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]. فالصدقة ولو بقليل تطفئ غضب الرب وتقي صاحبها من النار.
5- أن الإيمان يقتضي العمل: لا يكفي الإيمان بالقلب فقط، بل لا بد من عمل صالح يصاحب هذا الإيمان، ولو كان بسيطًا.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- جاء في أحاديث أخرى ما يؤكد هذا المعنى، مثل قوله ﷺ: «لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق» [رواه مسلم].
- يشمل الحديث جميع أنواع الخير، ليس فقط الصدقة، بل كل قول أو فعل يقرب إلى الله تعالى.
- ينبغي للمسلم أن يستغل كل فرصة للتقرب إلى الله، فرب كلمة طيبة صدقة، ورب ابتسامة في وجه أخيك صدقة.

الخاتمة:
فهذا الحديث العظيم يفتح أبواب الأمل لكل مسلم، ويبين أن طريق الجنة ليس صعبًا، بل يمكن سلوكه بأبسط الأعمال إذا أخلص فيها العبد نيته لله تعالى. فليحرص كل منا على أن لا يفوته خير، ولو كان قليلًا، عسى أن يكون سببًا في نجاته من النار ودخوله الجنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار -كشف الأستار (٩٣٤) -، عن محمد بن بشار، ثنا محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، عن حُميد، عن أنس، فذكره.
وعزاه الهيثميّ في: المجمع (٣/ ١٠٦) إلى البزار، والطبراني في: الأوسط«وقال: «رجال
البزار رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال إلّا أن في الإسناد محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان المعروف بعارم وثقه جماهير أهل العلم إلّا أنه تغير في آخر عمره كما قال البخاريّ.
وقال أبو حاتم: «اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله، فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح».
قال الأعظمي: ولم يذكر أحدٌ أن محمد بن بشار ممن سمع منه بعد الاختلاط.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (٢٤٣٠) من وجه آخر عن أنس بن مالك، أن النبيّ ﷺ قال: «افتدوا من النار ولو بشقّ تمرة». وفيه سنان بن سعد الكنديّ، ويقال: سعد بن سنان الكنديّ ضعيف.
وفي الباب ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة». رواه البزّار -كشف الأستار (٩٣٧) - عن أحمد بن عبدة، أبنا عثمان بن عبد الرحمن، قال: محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البزّار: «قد رُوي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه، وهذا الإسناد عن أبي هريرة أحسن إسناد يروى في ذلك وأصحه.
قال الأعظمي: إنّ كان هذا أصحّه فغيره أضعف منه، مع أن فيه عثمان بن عبد الرحمن وهو الجمحيّ، قال البخاريّ: «مجهول». وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج بها. وقال: ابن عدي: «منكر الحديث». وساق في ترجمته عدّة أحاديث منكرة وقال: وهذه الأحاديث لعثمان التي ذكرتها عامتها لا يوافقه عليها الثقات، وله غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه مناكير إمّا سندًا وإما متنًا».
قال الأعظمي: حديثه هذا ليس فيه نكارة، ولم يذكره ابن عدي في جملة الأحاديث التي أُنكرت عليه، وقال الذهبي في «الميزان»: «رُوي عنه علي بن المديني ونصر بن علي وجماعة، وعاش بعد الثمانين ومائة صويلح».
وفهم الهيثميّ من كلام البزّار أنه حسّن حديثه. «المجمع» (٣/ ١٠٦) فالله أعلم بالصّواب.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ليتّق أحدُكم وجهه النار، ولو بشقِّ تمرة».
رواه الإمام أحمد (٣٦٧٩) عن عمار بن محمد، عن إبراهيم، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، فذكره.
وإبراهيم هو مسلم العبدي أبو إسحاق الهجري ضعّفه جمهور أهل العلم منهم: ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، والترمذي، والنسائي، وأبو أحمد الحاكم، وغيرهم. وهو من رجال ابن ماجه.
ووهم الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٠٥) فقال بعد أن عزاه لأحمد: «رجاله رجال الصحيح». وهو ليس كذلك.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن النعمان بن بشير، رواه البزّار -كشف الأستار (٩٣٥) -، وفيه أيوب
ابن جابر بن سيار السّحيميّ، ضعفه جمهور أهل العلم، وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٠٦).
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي بكر قال: سمعت رسول الله ﷺ على أعواد المنبر يقول: «اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، فإنّها تقيم العَوَج، وتدفع ميتة السُّوء، وتقع من الجائع موقعها من الشّبعان». رواه أبو يعلي (٨٥)، والبزّار -كشف الأستار (٩٣٣) - كلاهما عن محمد بن إسماعيل ابن على الوساوسي، حدّثنا زيد بن الحباب العُكْليّ، عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، قال (فذكره).
قال البزار: «لا نعلم حدث به عن زيد إلّا محمد بن إسماعيل، ولم يتابع عليه، ولا يروي عن أبي بكر إلّا بهذا الإسناد وحده».
قال الأعظمي: وإسناده ضعيف جدًّا، فإنّ محمد بن إسماعيل الوساوسي البصريّ، ذكره الحافظ الذهبي في «الميزان» وقال: قال أحمد بن عمرو البزار الحافظ: كان يضع الحديث، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف.
قال الدارقطني في «العلل» (١/ ٢٢١ - ٢٢٢): «يرويه محمد بن إسماعيل الوساوسي بإسناده ولم يتابع عليه، والوساسي هذا ضعيف، وغيره يرويه عن شرحبيل بن سعد مرسلًا، ولا يذكر فيه جابرًا ولا أبا بكر». وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٠٥).
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس، عن النبي ﷺ: «اتّقوا النار ولو بشقِّ تمرة».
رواه أبو يعلى (٢٧٠٧)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٦٣) كلاهما من حديث محمد بن بشار بندار، حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان البكراويّ، عن إسماعيل بن مسلم المكي، عن أبي رجاء، عن ابن عباس، فذكره.
وفيه عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي، قال أحمد: طرح الناُس حديثه، وروى عباس الدوري عن ابن معين: ضعيف، وكذا ضعّفه النسائيّ.
وبه أعلّه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ١٠٥ - ١٠٦) إلا أنه قال: «وفيه كلام، وقد وُثِّق».
وفي الباب أحاديث أخرى ضعيفة. انظر: «المجمع» (٣/ ١٠٥ - ١٠٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 159 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اتقاء النار بنصف تمرة

  • 📜 حديث: اتقاء النار بنصف تمرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اتقاء النار بنصف تمرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اتقاء النار بنصف تمرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اتقاء النار بنصف تمرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب