ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصّدقة
عَلَيْهمَا فَذَكَرًا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِيِ طَالِبٍ: لا تَفْعَلا فَوَاللَّهِ! مَا هُوَ بِفَاعِلٍ، فَانْتَحَاهُ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ! مَا تَصْنَعُ هَذَا إِلا نَفَاسَهً مِنْكَ عَلَيْنَا! فَوَاللَّهِ! لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ! قَالَ عَلِيٌّ: أَرْسِلُوهُمَا فَانْطَلَقَا، وَاضْطَجَعَ عَلِيٌّ قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الظُّهْرَ سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِآذَنِنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ». ثُمَّ دَخَلَ وَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ زَيْبَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَ: فَتَوَاكَلْنَا الْكَلامَ ثُمَّ تَكَلَّمَ أَحَدُنَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ وَأَوْصَلُ النَّاسِ، وَقَدْ بَلَغْنَا النِّكَاحَ فَجِئْنَا لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ فَنُؤَدِّيَ إِلَيْكَ كَمَا يُؤَدِّي النَّاسُ وَنُصِيبَ كَمَا يُصِيبُونَ قَال: فَسَكَتَ طَوِيلا حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ. قَال: وَجَعَلَتْ زَيْنَبُ تُلْمِعُ عَلَيْنَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ أَنْ لا تُكَلِّمَاهُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَنْبَغِي لآلِ مُحَمَّدٍ؛ إنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ ادْعُوَا لِي مَحْمِيَةَ -وَكَانَ عَلَى الْخُمُسِ- وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِب». قَالَ: فَجَاءَاهُ، فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «أَنْكِحْ هَذَا الْغُلام ابْنَتَكَ». لِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ فَأَنْكَحَهُ، وَقَالَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ: «أَنْكِحْ هَذَا الْغُلامَ ابْنَتَكَ». لِي فَأَنْكَحَنِي، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: «أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِن الْخُمُسِ كَذَا وَكَذَا».
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ يُسَمِّهِ لِي.
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٧٢) عن عبد الله بن محمد بن أسماء الضُّبعيّ، حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزهريّ، أن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب حدّثه، أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدّثه، فذكره.
هذا الحديث ذكره مالك في كتاب الصدقة (١٣) بلاغًا، وذكره مسلم من رواية جويرية وهو أبن أسماء الضّبعي البصريّ أحد رواة الموطأ، إلّا أني لم أجد هذا الحديث في الموطآت الموجودة بهذا التفصيل عن مالك إلّا برواية جويرية.
وقد رواه أبو داود (٢٩٨٥)، والنسائي (٢٦٠٩)، وابن خزيمة (٢٣٤٤)، والإمام أحمد (١٧٥١٨) كلهم من طرق عن يونس، عن الزهريّ بإسناده نحوه مطوّلًا ومختصرًا.
فلعلّ مالكًا اختصر هذا الحديث، وحذف منه التفصيل، ولم يدر ذلك جويرية بن أسماء لأنه رجع إلى البصرة، ومات قبل مالك بست سنوات والله أعلم.
قوله: «فانتحاه ربيعة» أي قصده.
وقوله: «أخرجا ما تصرّان» أي ما تجمعان في صدوركما من الكلام.
وقوله: «تُلِمِع» أي تشير بثوبها أو بيدها.
وقول الزهري: «لم يسمّه لي» أي لم يبيّن له شيخه مقدار الصّداق الذي سمّاه لهما رسول الله ﷺ.
وفي الحديث دليل على أنّ أهل البيت تحرم عليهم الصدقة سواء كان بسبب العمل أو بسبب الفقر والمسكنة وغيرها من الأسباب الثمانية، وإليه ذهب جمهور أهل العلم منهم: مالك والشافعي وأحمد، وأجاز أبو حنيفة بحجّة أنّ الأجر بمقابل العمل.
وفهم بعض أهل العلم أنّ الحديث بمنع جعل العامل من أهل البيت، والصحيح أنّ الحديث لا يمنع من ذلك، وإنما يمنع من أخذ الأجرة من الزكاة، ولكن لو أُعطوا من غيرها جاز، وقد استعمل علي بن أبي طالب بعض بني العباس على ذلك.
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس قال: بَعَثَ نَوْفَلُ بن الْحَارِثِ ابْنَيْهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ لَهُمَا: انْطَلِقَا إِلَى عَمِّكُمَا لَعَلَّهُ يَسْتَعِينُ بِكُمَا عَلَى الصَّدقَاتِ لَعَلَّكُمَا تُصيانِ شَيْئًا فتزوجانِ فَلَقِيَا عَلِيًّا، فَقَالَ: أَيْنَ تَأُخُذَانِ؟ فَحَدَّثَاهُ بِحاجَتِهما، فَقَالَ لَهُمَا: ارْجِعَا فَرَجَعَا، فَلَمَّا أَمْسَيَا أَمَرَهُمَا أَنْ يَنْطَلِقا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا دَفَعَا إِلَى الْبَابِ اسْتَأُذَنا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِعَائِشَةَ: «أَرْخِي عَلَيْكِ سجفَكِ أُدْخِلُ عَلَيَّ ابْنَيْ عَمِّي» فَحَدَّثَا نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ بحاجَتِهما، فَقَالَ لَهُمَا نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ: «لا يَحِلُّ لَكُمَا أَهْلَ الْبَيْتِ منَ الصَّدَقَاتِ شَيْءٌ، وَلا غُسَالَةُ الأَيْدِيِ إِنَّ لَكُمْ فِي خُمْسِ الْخُمُسِ لِمَا يُغْنيِكُمْ أَوْ يَكْفِيكُمْ». فهو ضعيف جدًّا.
رواه الطبراني في «الكبير» (١١/ ٢١٧) عن معاذ بن المثي، ثنا مسدد، ثنا معتمر قال: سمعت أبي يحدث عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وحنش -بفتح المهملة والنون- هو الحسين بن قيس الرحبيّ ضعيف جدًّا، ضعّفه جمهور أهل العلم. وأورده الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٩١) وعلّله به.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 124 من أصل 133 باباً
- 84 باب كراهية شراء ما تصدّق به المتصدِّق
- 85 باب في حقوق المال
- 86 باب ما جاء في حقّ الإبل
- 87 باب فضل المنيحة
- 88 باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين
- 89 باب التّصدق بلحوم الهدي وجلودها وجلالها
- 90 باب من تصدق بفضل ماله
- 91 باب من غرس غرسًا فأكل من ثمره إنسان أو دابة كانت له فيه صدقة
- 92 باب أمر النَّبِيّ ﷺ بقنو يوضع في المسجد
- 93 باب ما تصدّقت فأبقيت
- 94 باب الترغيب في إنفاق ما زاد عن الحاجة
- 95 باب وجوب النّفقة على الأهل والعيال ومن يملك قوتهم
- 96 باب ما جاء من الأمر بالابتداء في النّفقة بالنّفس، ثمّ الأهل، ثمّ القرابة، ثمّ الفقراء والمساكين
- 97 باب فضل الصّدقة على الأقربين
- 98 باب أجر الإنفاق على الزوج والأيتام
- 99 باب ما يجوز للمرأة أن تنفق من مال زوجها وما لا يجوز لها
- 100 باب لا يجوز للمرأة أن تنفق إِلَّا بإذن زوجها
- 101 باب أجر المملوك الذي ينفق من طعام سيده بالمعروف بإذنه
- 102 باب ما جاء أن الزوج والزوجة والخازن يشتركون في الأجر
- 103 باب صلة قرابة المشرك
- 104 باب بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة
- 105 باب الاستعفاف عن المسألة
- 106 باب كراهية الإلحاف في المسألة
- 107 باب ما جاء فيمن أُعطى من غير مسألة ولا إشراف نفس
- 108 باب ما جاء في تفسير المسكين
- 109 باب الحثّ على العمل والتكسّب
- 110 باب ثواب من لا يسأل الناس شيئًا
- 111 باب من ابتلي بالفقر فلجأ إلى الله تعالى جعل له مخرجًا عاجلًا أو آجلًا
- 112 باب حقّ السّائل لا يسقط ولو أفحش في كلامه
- 113 باب ما جاء في حقّ السّائل أن لا يُردّ إِلَّا بشيء ولو كان حقيرًا
- 114 باب من يُسأل بالله ﷿ ولا يعطي به
- 115 المبايعة على عدم سؤال الناس شيئًا
- 116 باب ما جاء من الترهيب من المسألة
- 117 باب فيمن لا تحلّ له المسألة
- 118 باب ما جاء من الترهيب للغني الذي يظهر الفقر ليتصدَّق عليه الناس
- 119 باب كراهية كثرة السّؤال
- 120 باب كراهية من يسأل من فضله ولا يُعطي
- 121 باب ما جاء مَنْ تحلُّ له الصّدقة من الغارمين وغيرهم
- 122 باب تحريم الصّدقة على النبيّ ﷺ وعلى أهل بيته
- 123 باب أنّ آل النّبيّ ﷺ الذين حُرموا الصّدقة هم: آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس
- 124 باب ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصّدقة
- 125 باب قبول النبيّ ﷺ الهدية، وردّ الصّدقة
- 126 إذا تحوّلت الصّدقةُ هديّة جازت للنبيّ ﷺ ولآله
- 127 باب كراهية الصّدقة على موالي رسول الله ﷺ -
- 128 باب فرض صدقة الفطر على الحُرّ والعبد، والذّكر والأنثى، والصّغير والكبير
- 129 باب أن فرض زكاة الفطر كان قبل فرض الزّكاة
- 130 باب زكاة الفطر صاع من طعام البلد
- 131 باب ما رُوي في نصف صاع من قمح
- 132 إخراج زكاة الفطر قبل الخروج إلى المصلي
- 133 باب زكاة الفطر طهرة للصّائم من اللّغو والرّفث
معلومات عن حديث: ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة
📜 حديث عن ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة
تحقق من درجة أحاديث ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة ومصادرها.
📚 أحاديث عن ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ترك استعمال آل النبي ﷺ على الصدقة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب