بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة

عن عبد الله بن عمر أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ -وهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وهُوَ يذْكُرُ الصَّدَقَةَ والتَّعَفُّفَ عَن المَسْأَلَةِ-: «اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى، واليَدُ العُلْيَا هِيَ المُنْفِقَةُ والسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَةُ».

متفق عليه: رواه مالك في الصّدقة (٨) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
ورواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٢٩)، ومسلم في الزّكاة (١٠٣٣) كلاهما من طريق مالك، به.
وما رواه البيهقيّ (٤/ ١٩٧) من طريق مالك، وقال فيه: «اليد العليا المتعفّفة، والسّفلى السّائلة«، ثمّ عزاه إلى الشّيخين فهو ليس كما قال.
فإنّ»اليد المنفقة«في رواية عبد الوارث، عن أيوب، عن نافع كما قال أبو داود عقب إخراج الحديث (١٦٤٨) عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، وهذا لفظه:
قال أبو داود: «اختلف على أيوب عن نافع في هذا الحديث. قال عبد الوارث: «اليد العليا المتعفّفة». وقال أكثرهم عن حمّاد بن زيد، عن أيوب: «اليد العليا المنفقة»، وقال واحدٌ عن حمّاد: «المتعفّفة». انتهى.
قال الأعظمي: كذلك رواه إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن نافع: «المتعفّفة» هكذا رواه البيهقيّ.
ولكن رواه الإمام أحمد (٥٣٤٤) من طريق عبد الله (هو ابن المبارك)، عن موسى بن عقبة وقال فيه: «المنفقة»، فالله أعلم بالصواب.
معنى الحديث:
قال الخطابي: «رواية المتعفّفة أشبه وأصح في المعنى، وذلك أنّ ابن عمر ذكر أن رسول الله ﷺ قال هذا الكلام وهو يذكر الصدقة، والتعفف منها، فعطف الكلام على سببه الذي خرج عليه، وعلى ما يطابقه في معناه أولى.
وقال: وقد يتوهم كثير من الناس أن معنى العليا هو أن يد المعطي مستعلية فوق يد الآخذ، ويجعلونه عن علو الشيء إلى فوق، وليس ذلك عندي بالوجه، وإنما هو من علاء المجد والكرم،
يريد به الرفع عن المسألة والتعفف عنها، وأنشدني أبو عمر قال: أنشدنا العباس، قال: أنشدنا ابن الأعرابي في معناه:
إذا كان باب الذّل من جانب الغنى ... سموتُ إلى العلياء من جانب الفقر
يريد به التعزز بترك المسألة والتنزّه عنها». انتهى
وقوله: «اليد العليا هي المنفقة ... الخ» ظاهره الإدراج، فكأنه من تفسير بعض الرواة، وقيل: من تفسير ابن عمر راوي الحديث نفسه، هذا الذي رجّحه أكثر أهل العلم منهم الحافظ ابن حجر، انظر: الفتح (٣/ ٢٩٧).
كتَبَ عبد العزيز بْنُ مَرْوَانَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَن ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتكَ قَالَ: فكتب إليه ابْنُ عمَرَ: أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كان يقول: «إنَّ اليَدَ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَي، وابْدَأُ بِمَنْ تَعُولُ». وَلَسْتُ أَسْأَلُكَ شيئًا وَلا أرُدُّ رزقًا رَزَقَنِيهِ اللهُ مِنْكَ.

حسن: رواه الإمام أحمد (٤٤٧٤)، وأبو يعلى (٥٧٣٠) كلاهما من حديث إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، قال: كتب عبد العزيز بن مروان إلى ابن عمر، فذكره.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٢٦٢) وعزاه للطبراني، ولم يعزه إلى الإمام أحمد، وقال: «رجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل ابن عجلان وهو المدني، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، واختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، وهذا ليس منها.
عن مالك بن نضلة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الأَيْدِي ثَلاثَةٌ: فيَدُ اللهِ العُلْيَا، ويَدُ المُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، ويَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِ الفَضْلَ وَلا تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكَ».

صحيح: رواه أبو داود (١٦٤٩) عن أحمد بن حنبل -وهو في مسنده (١٥٨٩٠) - عن عبيدة ابن حُميد التيميّ، حَدَّثَنِي أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضْلة، فذكره.
وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة.
وإسناده صحيح، وصحّحه ابن خزيمة (٢٤٤٠)، وابن حبان (٣٦٦٢)، والحاكم (١/ ٤٠٨) كلّهم من طريق عبيدة بن حميد به.
وأبو الزعراء -بفتح الزاي وسكون المهملة- هو عمرو بن عمرو أو ابن عامر أو ابن مالك بن نضة الجشمي - بضم الجيم، وفتح المعجمة، من رجال السنن وهوثقة، وثَّقه ابن معين وأحمد وغيرهما.
قال ابن حبَّان: «إنَّ اليد العليا خير من اليد السُّفلى أراد به أن يد المعطي خير من يد الآخذ وإن لم يسأل».
وبمعناه رُوي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى».
رواه أحمد (٤٢٦١) وأبو يعلى (٥١٢٥) وابن خزيمة (٢٤٣٥) والحاكم (١/ ٤٠٨) كلّهم من طريق إبراهيم بن مسلم الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، فذكره، وسكت عليه الحاكم.
وإبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف، وقد اختلف في رفعه ووقفه أيضًا.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «أفضَلُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأُ بِمَنْ تَعُولُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٤٥٣١) عن روح، حَدَّثَنَا ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، فذكره. وإسناده صحيح ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبَّان في صحيحه (٣٣٤٥) إِلَّا أنه لم يذكر فيه الفقرة الثالثة من الحديث.
عن طارق المحاربيّ، قال: قَدِمْنَا المَدِينَةَ فَإِذَا رَسُول الله ﷺ قائِمٌ عَلَى المِنْبَرِ يخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: «يَدُ المُعْطِي العُلْيَا، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أذناك».

حسن: رواه النسائيّ (٢٥٣٢) عن يوسف بن عيسى، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، قال: حَدَّثَنَا يزيد وهو ابن زياد بن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق، فذكره.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن زياد، وثَّقه ابن معين والعجليّ، وقال أبو زرعة: شيخ، ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن حبَّان في صحيحه (٣٣٤١).
عن أبي رمثة عن النَّبِيّ ﷺ قال: «يد المعطي العليا، أمك وأباك وأختك وأخاك، ثمّ أدناك أدناك»، وقال رجل: يا رسول الله! هؤلاء بنو يربوع قتلة فلان؟ قال: «ألا لا تجني نفس على أخرى».

حسن: رواه أحمد (٧١٠٥) عن عمرو بن الهيثم وأبي النضر -، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٢/ ٢٨٣) من طريق حجَّاج بن نصير- كلهم عن المسعودي عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة فذكره.
وإسناده حسن، والمسعودي هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي صدوق اختلط قبل موته، وسماع البصريين منه قبل اختلاطه، وعمرو بن الهيثم بصريٌّ.
عن رجل من بني يربوع، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ يقُولُ: «يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّك وَأَبَاك وَأُخْتَك وَأَخَاك ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ». قَالَ: فقَالَ رَجَلٌ: يَا رَسُولَ الله، هَؤُلاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلانًا؟ قال: فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أَلا لا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٦١٣) عن يونس، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، عن رجل من بني يربوع، فذكره.
ورواه النسائيّ (٤٨٣٧) عن قُتَيبة، حَدَّثَنَا أبو عوانة، بإسناده مختصرًا.
ورواه أبو داود الطيالسي (١٣٥٣) ومن طريقه النسائيّ (٤٨٣٥)، والبزّار - كشف الأستار (٩١٨) -، عن شعبة، عن أشعث بن أبي الشّعثاء، قال: سمعت الأسود بن هلال يحدّث عن رجل من بني ثعلبة بن يربوع، أنّ أناسًا منهم أتوا رسول الله ﷺ -وكانوا من بني ثعلبة- أصابوا رجلًا من أصحاب النَّبِيّ ﷺ، فقال رجل: يا رسول الله! هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع قتلت: فلانًا. فقال رسول الله ﷺ: «لا تجني نفسٌ على أخري».
وذكر النَّبِيّ ﷺ الصّدقة فقال: «يد المعطي العليا: أمك، وأباك، وأختك، وأخاك، ثمّ أدناك أدناك». هذا لفظ أبي داود، وأمّا غيرهما فاختصره.
ورواه سفيان، عن الأشعث، عن سليم بإسناده وجعل هذا الرّجل المبهم ثعلبة بن زهدم اليربوعيّ، رواه النسائيّ (٤٨٣٣)، والبيهقي (٨/ ٣٤٥)، والبزّار -كشف الأستار (٩١٧) - فذكر الحديث، مثله.
واختلف في ثعلبة بن زهدم، فجزم ابن حبَّان وابن السكن وجماعة ممن صنّفوا في الصّحابة بأنه له صحبة.
وقال الترمذيّ في «تاريخه»: «أدرك النَّبِيّ ﷺ وعامة روايته عن الصّحابة».
وفي الباب عن ابن مسعود مرفوعًا: «اليد العليا أفضل من اليد السفلي، وابدأ بمن تعول أمّك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك».
رواه الطبراني في «الكبير» (١٠/ ٢٢٩ - ٢٣٠) عن علي بن عبد العزيز، ثنا حرمي بن حفص القسمليّ، ثنا زياد بن عبد الرحمن القرشيّ، ثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكره.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٢٠): «إسناده حسن».
قال الأعظمي: وذلك بناء على ذكر ابن حبَّان لبعض رجال الإسناد في«الثّقات»، وإلَّا فزياد بن عبد الرحمن القرشي ذكره البخاريّ في «التاريخ الكبير» (٣/ ٣٦١) ولم يذكر نسبه «القرشيّ» ولكن ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه شيئًا من جرح أو تعديل، فهو في عداد المجهولين، وأمّا ابن حبَّان فذكره في «الثقات» (٦/ ٣٢٥) ولم يذكروا من الرواة عنه إِلَّا عبد الواحد بن واصل، وحرمي ابن حفص ثانيه، فيكون في درجة «مقبول» عند الحافظ ابن حجر أي إذا توبع، وإلَّا فلين الحديث.
وفي الباب عن عطية السّعديّ قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «اليد المنطية خير من اليد السفلى».
رواه الإمام أحمد (١٧٩٨٣)، والبزّار -كشف الأستار (٩١٦) -، والطَّبرانيّ في الكبير (١٧/
١٦٦) كلّهم من طريق عبد الرزّاق -وهو في مصنفه (٢٠٠٥٥) - عن معمر، عن سماك بن الفضل، عن عروة بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال (فذكر الحديث).
و«المنطية» هي المعطية بلغة عطية الصحابيّ، ولذا غيّروه في المصادر الأخرى إلى «المعطية».
وفيه عروة بن محمد، وأبوه مجهولًا الحال، ولم يذكرهما إِلَّا ابن حبَّان على قاعدته في توثيق المجهولين.
قال الحافظ في الأوّل: «مقبول»، وقال في الثاني وهو محمد بن عطية السعدي «صدوق» مع أنه لم يذكر في «التهذيب» إِلَّا توثيق ابن حبَّان، ولكنه ذكر الخلاف في صحبته، ورجّح أن الصحبة لأبيه.
ويؤيد هذا لما رواه الحاكم (٤/ ٣٢٧) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حَدَّثَنِي عروة بن محمد بن عطية، قال: حَدَّثَنِي أبي، أن أباه أخبره قال: قدمت على رسول الله ﷺ في أناس من بني سعد بن بكر، وكنت أصغر القوم فخلّفوني في رحالهم، ثمّ أتوا رسول الله ﷺ فقضى من حوائجهم ثمّ قال: «هل بقي منكم من أحد؟». قالوا: نعم غلام معنا خلفناه في رحالنا، فأمرهم أن يبعثوا إليّ، فأتوني فقالوا: أجب رسول الله ﷺ فأتيته، فلمّا رآني قال: «ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئًا، فإن اليد العليا هي المنطية وإن اليد السّفلي هي المنطاة، وإن مال الله تعالى لمسئول ومنطي». قال: فكلمني رسول الله ﷺ بلغتنا.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
والصّحيح -كما قلت- فيه عروة بن محمد بن عطية وأبوه مجهولان.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: «خير الصّدقة ما أبقت غنيّ، واليد العليا خير من اليد السّفليّ، وابدأ بمن تعول».
رواه الطبرانيّ في الكبير (١٢٧٢٦) عن عبد الله بن ناجية، ثنا المنذر بن الوليد الجارودي، ثنا أبي، ثنا الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن ابن عباس، فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٩٨): «فيه الحسن بن أبي جعفر الجفريّ وفيه كلام».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن الحسن بن أبي جعفر الجفري البصريّ ضعيف، وقد ضعَّفه جمهور أهل العلم.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 104 من أصل 133 باباً

معلومات عن حديث: بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة

  • 📜 حديث عن بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة

    تحقق من درجة أحاديث بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب