فضل الصدقة على الأقربين - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب فضل الصّدقة على الأقربين

عن أنس بن مالك قال: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَس: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: ٩٢]. قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولُ اللهِ! إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَقُولُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ! حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «بَخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ! ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ! قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ».فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ».

متفق عليه: رواه مالك في الصّدقة (٢) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنَّه سمع أنس بن مالك يقول (فذكره).
ورواه البخاريّ في الوكالة (٢٣١٨)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٨) كلاهما عن يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، به.
ورواه مسلم من وجه آخر عن أنس أنه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾. قال أبو طلحة: أُرى ربَّنا يسألنا من أموالنا، فأشهد يا رسولَ الله! أنّي قد جعلتُ أرضي بريحا لله. فقال رسول الله ﷺ: «اجعلها في قرابتك».
قال: فجعلها في حسّان بن ثابت، وأُبَيّ بن كعب.
عن عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً لَهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولِ اللهِ ﷺ: «وَلَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الهبة (٢٥٩٤)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٩) كلاهما من حديث عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن كريب، عن ميمونة، فذكرته.
ورواه البخاريّ أيضًا (٢٥٩٢) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن بكير، نحوه.
وأمّا ما رواه أبو داود (١٦٩٠) من طريق محمد بن إسحاق، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة، نحوه.
وصحّحه الحاكم (١/ ٤١٤) ففيه عنعنة ابن إسحاق وهو مدلِّس كما أنه خالف يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث فقال: سليمان بن يسار.
والصحيح: عن كريب، عن ميمونة، كما قال الدَّارقطنيّ وغيره.
عن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَتَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٧١٧٩)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٠/ (٦٣٤)، والنسائي في السنن الكبري (٩١٨٥)، والبخاريّ في الأدب المفرد (٨٢) كلّهم من حديث بقية بن الوليد بن مسلم، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معديكرب الزبيديّ، فذكره.
وبقية مدلِّس وقد عنعن، وقال ابن عبد الهادي: «ورواية بقية عن بحير صحيحة سواء صرَّح بالتحديث أم لا. تعليقة على علل ابن أبي حاتم (ص ٨٠) وهو قد توبع أيضًا، فقد رواه ابن ماجه (٢١٣٨)، وأحمد (١٧١٩١) وغيرهما من وجه آخر عن إسماعيل بن عَيَّاش، عن بحير بن سعد بإسناده نحوه.
وإسماعيل بن عَيَّاش الحمصيّ صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها فإنّ بحير بن سعد حمصيّ أيضًا، وبقية رجاله ثقات.
فإسناده صحيح برواية بقية وإسماعيل عن بحير بن سعد، وشيخه خالد بن معدان أيضًا حمصيّ وهو من رجال الجماعة. وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٤/ ١١٩) وقال: «رواه أحمد ورجاله ثقات».
عن أبي أمامة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «ما أنفق الرّجلُ في بيته وأهله وولده وخدمه فهو له صدقة».

حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٨/ ١١٢) عن أحمد بن المعلي الدمشقيّ، ثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عَيَّاش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في إسماعيل بن عَيَّاش إِلَّا أنه حسن الحديث إذا روى عن أهل بلده، وبحير بن سعد من أهل بلده من حمص.
وللحديث إسناد آخر (٨/ ٢٨٥) ولكن فيه بشير بن نمر متروك، وإليه يشير الهيثميّ في
»المجمع (٣/ ١٢٠) بقوله: «رواه الطبرانيّ في الأوسط والكبير بإسنادين أحدهما حسن».
عن أمِّ كلثوم بنت عقبة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «أفضل الصّدقة على ذي الرَّحم الكاشح».

صحيح: رواه الحاكم (١/ ٤٠٦) وعنه البيهقيّ (٧/ ٢٧) من طريق عبد الرزّاق، أبنا معمر، عن الزّهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه كلثوم بنت عقبة، فذكرته. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
ورواه الطبرانيّ في الكبير (٢٥/ ٨٠)، والحميدي في: مسنده (٣٢٨) وصحّحه ابن خزيمة (٢٣٨٦) كلّهم من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري بإسناده، مثله. إِلَّا أن الحميدي قال: حَدَّثَنَا سفيان قال: أخبروني عن الزهري. قال سفيان: ولم أسمعه من الزهري.
فلعله لم يسمعه في أوّل الأمر ثمّ تيسّر له السماع منه، أو أنَّ الذين سمع منهم كانوا عنده معروفين؛ فلذا يروي أحيانًا بالواسطة وأخرى بدونها.
أورده المنذريّ في الترغيب والترهيب (١٣٤٣) وقال: رواه الطبرانيّ في الكبير ورجاله رجال الصَّحيح، وصحّحه ابن خزيمة والحاكم».
وأورده أيضًا الهيثميّ في «المجمع» وقال: «رجاله رجال الصَّحيح».
وفي معناه ما رُوي عن حكيم بن حزام أنَّ رجلًا سأل رسول الله ﷺ عن الصّدقات أيّها أفضل؟ فقال: «على ذي الرّحم الكاشح».
رواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه (١٥٢٣) قال: وجدت في كتاب أبي بخطّ يده: حَدَّثَنَا سعيد -يعني ابن سليمان-، حَدَّثَنَا عبّاد - يعني ابن العوّام، عن سفيان بن حسين، عن الزّهريّ، عن أيوب بن بشير الأنصاريّ، عن حكيم بن حزام، فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل سفيان بن حسين وهو الواسطيّ ثقة باتفاق أهل العلم إِلَّا في الزهري فإنه ضعيف فيه، كذا قال ابن معين وأحمد والنسائي وغيرهم. وذكره ابن حبَّان في الثّقات (٦/ ٤٠٤) وقال: «أما روايته عن الزهري فإن فيها تخاليط يجب أن يجانب، وهو ثقة في غيره».
وقال في «المجروحين»: «يروي عن الزهري المقلوبات، وذلك أن صحيفة الزّهري اختلطت عليه».
قال الأعظمي: ولا تنفع متابعة حجَّاج بن أرطأة له عن الزهري فإن الحجّاج ضعيف، وهو غير معروف من أصحاب الزهريّ.
ومن طريقه رواه الطبرانيّ في الكبير (٣١٢٦) فلا تغتر بقول الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١١٦): «رواه أحمد والطَّبرانيّ وإسناده حسن».
وقوله: رواه أحمد، لعلّه يشير إلى ما رواه الإمام أحمد (٢٣٥٣٠) عن أبي معاوية، حَدَّثَنَا الحجاج، عن الزّهريّ، عن حكيم بن بشير، عن أبي أيوب الأنصاريّ، فذكر الحديث، مثله.
وهذا كلّه من تخاليط الحجاج بن أرطاة.
قال الدَّارقطنيّ في «العلل» (١٥/ ٣٦٠ - ٣٦١): «رواه حجَّاج بن أرطاة عن الزهري. قال مرة: عن حكيم بن بشير، عن أبي أيوب الأنصاريّ. ومرة: عن أيوب بن بشير، عن حكيم بن حزام، وكلاهما غير محفوظ».
وأمّا قوله في موضع آخر في «العلل» (٦/ ١١٩): «لم يرو عن الزهريّ غير حجَّاج ولا يثبت».
فقد رأيت رواه أيضًا سفيانُ بنُ حسين عنه، ولم يشر الدَّارقطنيّ إلى هذه الرواية.
وقوله: «الكاشح» يعني القاطع المبغض، وقيل: هو العدو الذي يضمر عداوته.
عن سلمان بن عامر، عن النَّبِيّ ﷺ: «إنّ الصّدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرّحم اثتان: صدقة، وصلة».

حسن: رواه الترمذيّ (٦٥٨)، والنسائيّ (٢٥٨٢)، وابن ماجة (١٨٤٤) كلّهم من حديث حفصة بنت سيرين، عن الرّباب، عن عمّها سلمان بن عامر، فذكره. واللّفظ للنسائيّ.
وأمّا الترمذيّ فزاد فيه: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمرًا، فالماء فإنه طهور».
وهذه الفقرة أخرجها أيضًا أبو داود (٢٣٥٥)، وابن ماجة (١٦٩٩) كلاهما من هذا الطريق.
وحسّنه الترمذيّ وصحّحه ابن خزيمة (٢٣٨٥)، وابن حبَّان (٣٣٤٤)، والحاكم (١/ ٤٠٧) كلّهم من هذا الطريق.
وهو كذلك فإن الرَّباب -بفتح أولها وتخفيف الموحدة- بنت صليع أم الرّائح روتْ عنها حفصة بنت سيرين، وذكرها ابن حبَّان في «ثقاته» (٤/ ٢٤٤) وأخرج حديثها في صحيحه؛ ولم يعرف فيها جرحٌ، وهي من التابعيات، ولحديثها أصل ثابت من حديث زينب زوجة عبد الله بن مسعود -سيأتي ذكره في الباب الذي يليه- أن النَّبِيّ ﷺ قال لها: «نَعَمْ لَهَا أَجْرَانِ أَجْرُ القَرَابَةِ وَأَجْرُ الصّدَقَةِ». فيحسّنُ حديثها من أجل الأسباب المذكورة.
وفي الباب أيضًا عن أبي طلحة، أنَّ رسول الله ﷺ قال: «الصّدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرَّحم صدقة وصلة».
رواه الطبرانيّ في «الكبير» (٥/ ١٠٥)، وفي الأوسط (مجمع البحرين ١٤٢٣) عن عليّ بن سعيد الرَّازيّ، ثنا هارون بن موسي بن راشد المستمليّ، ومحمد بن عمار الموصليّ، قالا: ثنا عمر بن أيوب الموصليّ، عن مصاد بن عقبة، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس، عن أبي طلحة، فذكره.
فيه رجال لم يوثقه غير ابن حبَّان منهم: هارون بن موسي المستملي الكبير مكحلة، كما قال الطبرانيّ في «الكبير» ، ومصاد بن عقبة فهما في مرتبة مقبولة عند الحافظ ابن حجر.
وأمّا الهيثميّ فقال في «المجمع» (٣/ ١٦): «فيه من لم أعرفه».
قال الأعظمي: ويحيى بن أبي إسحاق اثنان كلاهما يرويان عن أنس، وكلاهما في طبقة واحدة، أحدهما الهنائي وهو «مجهول». جزم المزي في «تهذيب الكمال» أنه الهنائي.
ويرى الحافظ ابن حجر أنَّ الهنائي شخص آخر واسمه يحيى بن يزيد أبو نصر، وهو من رجال مسلم.
والثاني: يحيى بن أبي إسحاق الحضرميّ مولاهم البصري وهو أيضًا ممن يرُوي عن أنس بن مالك، إِلَّا أن هذا من رجال الجماعة ثقة، وتكلم فيه يحيى بن معين فقال: في حديثه بعض الضّعف، وقال الإمام أحمد: في حديثه نكارة.
والنفس تطمئن إلى أنه يحيي بن إسحاق الهنائي؛ لأنَّ هذا الحديث لو كان من أحاديث الحضرميّ لرُوي عنه كبار أصحابه، والله تعالى أعلم.
وأمّا ما رُوي عن سراقة بن مالك، أنَّ النَّبِيّ ﷺ قال له: «ألا أدلك على أفضل الصّدقة؟ ابنتُك، مردودة إليك، ليس لها كاسب غيرك» ففيه انقطاع.
رواه ابن ماجه (٣٦٦٧)، والبخاريّ في «الأدب المفرد» (٨٠، ٨١)، والحاكم (٤/ ١٧٦) كلّهم من طرق عن موسى بن عُليّ بن رباح، قال: سمعت أبي يذكر عن سراقة بن مالك، فذكر الحديث.
هكذا في رواية ابن ماجه والحاكم، وفي إحدى الروايتين للبخاريّ في الأدب المفرد: عن سراقة بن مالك.
وفي الرواية الثانية: أنَّ النَّبِيّ ﷺ قال لسراقة بن مالك.
وقد صرَّح العلائيّ وغيره أن رواية عُليّ بن رباح عن سراقة مرسلة، وعليه بدل ما رواه أحمد (١٧٥٨٦) قال: بلغني عن سراقة بن مالك، فذكره.
وهذا فيه تصريح بأنه لم يسمعه من سراقة بن مالك بينهما رجل.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 97 من أصل 133 باباً

معلومات عن حديث: فضل الصدقة على الأقربين

  • 📜 حديث عن فضل الصدقة على الأقربين

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ فضل الصدقة على الأقربين من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث فضل الصدقة على الأقربين

    تحقق من درجة أحاديث فضل الصدقة على الأقربين (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث فضل الصدقة على الأقربين

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث فضل الصدقة على الأقربين ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن فضل الصدقة على الأقربين

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع فضل الصدقة على الأقربين.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب