هل يشترط الصوم في الاعتكاف - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب هل يُشترط الصوم في الاعتكاف
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتكاف (٢٠٣٣) من طريق حماد بن زيد. ومسلم في الاعتكاف (١١٧٢: ٦) من طريق أبي معاوية - كلاهما عن يحيى بن سعيد (هو الأنصاري)، حدّثتني عمرةُ بنت عبد الرحمن، عن عائشة، قالت (فذكرته في حديث طويل) واللفظ لمسلم، وقد سبق بتمامه. ولم يذكر فيه أنه صام؛ لأنه لو صام لاشتهر أمره.
وفي رواية عند البخاري: «فاعتكف ليلة».
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتكاف (٢٠٣٢)، ومسلم في الأيمان والنذور (١٦٥٦) كلاهما من طريق يحيي القطان، عن عبيد الله، أخبرنا نافع، عن ابن عمر، به، ولفظهما سواء.
والرواية الثانية عند البخاري (٢٠٤٢) من طريق سليمان، عن عبيد الله.
وكذلك رواه أيضًا فليح بن سليمان، عن عبيد الله. ومن طريقه رواه الدارقطني (٢٣٥٤) وقال: إسناده صحيح. فذكر النذر أنه يعتكف ليلة هو المحفوظ.
قال البيهقي (٤/ ٣١٨): ورواه البخاري (٦٦٩٧) عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك.
وكذلك رواه سليمان بن بلال، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة، وعبد الوهاب الثقفي، عن عبيد الله. قالوا فيه: «ليلة».
وكذلك قاله حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع.
وقال جرير بن حازم ومعمر بن أيوب: «يومًا» بدل «ليلة».
وكذلك رواه شعبة، عن عبيد الله. ورواية الجماعة عن عبيد الله أولى. وحماد بن زيد أعرف بأيوب من غيره«انتهي.
إذا ثبت هذا أنه نذر أن يعتكف ليلة، وقد اعتكف ليلة فلا يحتاج إلى الجمع بين اليوم والليلة إلا أن يقال: إنه اعتكف مع الليلة النهار أيضًا.
فيكون اعتكاف النذر في الليل وهو ليس محلا للصوم، ويكون الاعتكاف في النهار تطوعًا، ولم يأت في الأخبار الصحيحة أنه صام في النهار.
وأمّا ما رُوي عنه أنه قال للنبيّ ﷺ يوم الجعرانة: يا رسول الله، إنّ عليَّ يومًا أعتكفه. فقال النبيّ ﷺ: «اذهب فاعتكفه وصمه». فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٢٤٧٤)، والدارقطني (٢٣٦٠) من طرق عن عبد الله بن بديل، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر، فذكره.
قال الدارقطني: تفرّد به بدُيل عن عمرو، وهو ضعيف.
وقال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: هذا حديث منكر؛ لأنّ الثقات من أصحاب عمرو بن دينار لم يذكروه (يعني: وصمه).
منهم: «ابن جريج، وابن عيينة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد وغيرهم. وابن بديل ضعيف الحديث». ونقله البيهقي (٤/ ٢١٦ - ٢١٧) عن الدارقطني وأقرّه.
وضعّفه أيضًا الحافظ في: الفتح (٤/ ٢٧٤).
وكذلك لا يصح ما رواه الدارقطني (٢٣٦٥)، والبيهقي (٤/ ٣١٧) من طريق سعيد بن بشير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ عمر بن الخطاب نذر أن يعتكف في الشرك وليصومنّ، فسأل رسول الله ﷺ بعد إسلامه، فأمره أن يفيء بنذره.
قال الدارقطني: هذا الإسناد حسن، تفرّد بهذا اللفظ سعيد بن بشير عن عبد الله بن عمر».
قال الأعظمي: ليس بحسن؛ فإنّ سعيد بن بشير ضعيف باتفاق أهل العلم.
قال البيهقي: «ذكر الصوم فيه غريب، تفرّد به سعيد بن بشير عن عبيد الله».
وضعّف ابن الجوزي هذا الحديث من أجله، ونقل تضعيفه عن ابن معين وابن نمير والنسائي. وكذلك لا يصح ما رُوي عن عائشة أنّ النبيَّ ﷺ قال: «لا اعتكاف إلّا بصيام».
رواه الدارقطني (٢٣٥٦) وعنه الحاكم (١/ ٤٤٠) وعنه البيهقي (٤/ ٣١٧) عن أحمد بن عمير
ابن يوسف في الإجازة، أن محمد بن هاشم حدّثهم، قال: حدّثنا سويد بن عبد العزيز، حدّثنا سفيان بن حسين، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
قال الدارقطني: تفرّد سويد، عن سفيان بن حسين.
وقد قال الإمام أحمد: سويد متروك الحديث.
وقال يحيى: ليس بشيء.
وقال البيهقي: وهذا وهم من سفيان بن حسين، أو من سويد بن عبد العزيز.
وسويد بن عبد العزيز الدمشقي ضعيف بمرة، لا يقبل منه ما تفرد به.
وروي عن عطاء، عن عائشة موقوفًا: «من اعتكف فعليه الصيام» ثم أخرجه.
وسفيان بن حسين في الزهري ضعيف.
قال ابن حبان: «يروي عن الزهري المقلوبات».
وفي الباب أيضًا عن عائشة، قالت: «السنة على المعتكف أن لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة، ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع».
رواه أبو داود (٢٤٧٣) عن وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن عبد الرحمن -يعني ابن إسحاق- عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
قال أبو داود: غير عبد الرحمن بن إسحاق لا يقول فيه: «قالت: السنة» قال المنذري: «وأخرج النسائي من حديث يونس بن يزيد، وليس فيه»قالت: السنة«وأخرجه من حديث مالك، وليس فيه أيضًا ذلك» انتهى.
وقال الدارقطني (٢٣٦٣) بعد أن أخرج حديث عائشة من طريق ابن جريج، عن محمد بن شهاب، عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير، عن عائشة أنها أخبرتها: «أنّ رسول الله ﷺ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده، وأن السنة للمعتكف ... إلخ».
قال: يقال: إنّ السنة للمعتكف إلى آخره ليس من قول النبي ﷺ (يعني به قول عائشة؛ لأن السنة في كلام الصحابة يراد بها المرفوع) وأنه من كلام الزهري، ومن أدرجه في الحديث فقد وهم. وهشام بن سليمان لم يذكره«أعني عن ابن جريج، قال: حدثني الزهري بإسناده.
وهو ما أخرجه الشيخان - البخاري (٢٠٢٦)، ومسلم (١١٧٢: ٥) كلاهما من حديث الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، فذكرا أول الحديث، وأعرضا عن الزيادة.
وكذلك رواه يونس بن يزيد، ومالك بن أنس مع الليث بن سعد كلهم عن ابن شهاب عن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. فلم يذكروا قولها: «من السنة ... إلخ».
وهذه الطرق أخرجها البيهقي (٤/ ٣١٥) وقال في «المعرفة» (٦/ ٣٩٥): «ويشبه أن يكون من قول مَنْ دون عائشة».
وقد أطال الحافظ ابن القيم في دراسة هذا الحديث في «تهذيب السنن» (٣/ ٣٤٣ - ٣٤٩) ولكن لم يظهر لي ترجحه فإنه في نهاية البحث أعاد كلام الدارقطني بأنه مدرج من كلام الزهري.
وفي الباب أيضًا عن ابن عباس أنّ النبيّ ﷺ قال: «ليس على المعتكف صيام إلا أن يجعله على نفسه».
رواه الدارقطني (٢٣٥٥) عن محمد بن إسحاق السوسي من كتابه، حدثنا عبد الله بن محمد بن نصر الرملي، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن أبي سُهيل عمّ مالك بن أنس، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه الحاكم (١/ ٤٣٩) وعنه البيهقي (٤/ ٣١٩) كلاهما من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، بإسناده، مثله.
قال الدارقطني: «رفعه هذا الشيخ، وغيرُه لا يرفعه».
اختلف في قوله: «رفعه هذا الشيخ» هل يقصد به شيخه وهو محمد بن إسحاق السوسي فإنه ثقة، أو شيخ شيخه وهو عبد الله بن محمد بن نصر الرَّملي وهو مجهول.
فجعل البيهقي المراد من هذا الشيخ هو «عبد الله بن محمد بن نصر الرّملي»، وقال: «رواه أبو بكر الحميدي عن عبد العزيز بن محمد بإسناده» وذكر فيه قصة قال فيه طاوس: كان ابن عباس لا يرى على المعتكف صيامًا إلا أن يجعله على نفسه.
قال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوف ورفعه وهم. وكذلك رواه عمرو بن زرارة عن عبد العزيز موقوفًا, انتهى.
فقه الحديث:
يستفاد من أحاديث هذا الباب بأنه ليس على المعتكف صوم إلا أن يوجب على نفسه؛ لأنّ الاعتكاف والصوم عبادتان مستقلتان لا تلازم بينهما.
والأحاديث الواردة باشتراط الصوم كلّها ضعيفة.
ولذا اختلف أهل العلم في اشتراط الصوم وعدمه:
فذهب الشافعي وأحمد في الرواية المشهورة عنه، أن الصوم فيه مستحب غير واجب. وهو مروي عن علي وابن مسعود وغيرهما من الصحابة.
وذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد في رواية عنه، إلى اشتراط الصوم في الاعتكاف. وهو مروي عن ابن عمر وابن عباس كما أخرجه عبد الرزاق، وعن عائشة نحوه. إلا أنه اختلف النقل عن ابن عباس، فقال مرة: هو واجب، وأخرى أنه يجب على من أوجبه على نفسه.
واحتجّ بعض أهل العلم بأن النبيّ ﷺ لم يعتكف إلا بصوم.
ولكن ثبت أنه اعتكف في شوال، وشوال ليس محلًا للصوم، ولم ينقل أنه صام في شوال، فالأصل أنه اعتكف ولم يصم حتى يثبت خلافه.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 154 من أصل 158 باباً
- 109 باب استحباب الفطر في السفر إذا عجز عن خدمة نفسه
- 110 باب المفطر أعظم أجرا من الصائم إذا تولى عملًا
- 111 باب الصوم في السفر لمن قوي عليه، والفطر لمن ضعف عنه
- 112 باب الإفطار أفضل لمن شقَّ عليه الصَّوم
- 113 باب ما جاء في إفطار الحامل والمرضع
- 114 باب إذا أفطر الصائم ظانًا غروب الشّمس ثمّ طلعت الشّمس، هل يجب عليه قضاء ذلك اليوم أو لا؟
- 115 باب الحائض تترك الصيام وعليها القضاء
- 116 باب تأخير قضاء رمضان
- 117 باب قضاء الصيام عن الميت
- 118 الترهيب من الغيبة والرّفث وقول الزّور للصَّائم
- 119 باب ما روي في السواك للصّائم
- 120 باب الصائم يصبُّ عليه الماء من العطش
- 121 باب كراهية المبالغة في الاستنشاق للصائم
- 122 باب الترغيب في قيام الليل في رمضان
- 123 الترغيب في قيام الليل في رمضان من غير عزيمة
- 124 باب ما جاء في عدم استمرار رسول الله ﷺ في صلاة التراويح بالجماعة خشية أن تفرض على الأمّة
- 125 باب صلاة التراويح جماعة في صدر خلافة عمر قبل جمعهم على إمام واحد
- 126 باب في بيان عدد الركعات في قيام الليل في رمضان
- 127 باب من صلّي مع الإمام حتى ينصرف حُسِبَ له قيام ليلة
- 128 باب فضل قيام ليلة القدر
- 129 باب اجتهاد النبيّ ﷺ في العشر الأواخر
- 130 باب ما جاء من علامات ليلة القدر
- 131 باب ما يقال إذا وافق ليلة القدر
- 132 باب ما جاء في ليلة القدر أنها في العشر الأواخر
- 133 باب تحرّي ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر
- 134 باب ما جاء في ليلة القدر أنها كانت ليلة إحدى وعشرين
- 135 باب ما جاء في ليلة القدر أنها كانت في ثلاث وعشرين
- 136 باب ما جاء في ليلة القدر أنها في إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين
- 137 باب إنّها في ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين
- 138 باب تحري ليلة القدر في السّبع الأواخر
- 139 باب من قال ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان
- 140 باب ما رُوي أنها في ليلة سبع عشرة
- 141 باب من قال: هي في كلّ رمضان
- 142 باب الاعتكاف في المساجد كلّها
- 143 اعتكاف النبيّ ﷺ عند أسطوانة التوبة
- 144 باب اعتكاف النبيّ ﷺ شهر رمضان كاملًا طلبًا لليلة القدر
- 145 باب اعتكاف العشرين الأخيرة طلبًا لليلة القدر
- 146 باب ما جاء في الاعتكاف في العشر الوسط، ثم نقله في العشر الأواخر من أجل طلب ليلة القدر
- 147 باب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان
- 148 باب ضمّ العشر الوسط إلى الأخير لزيادة الأجر
- 149 باب قضاء النبيّ ﷺ اعتكاف رمضان في شوال
- 150 باب قضاء الاعتكاف بضمّه للعام المقبل
- 151 باب دخول الاعتكاف بعد صلاة الصبح
- 152 باب اعتكاف النساء في المسجد
- 153 باب اعتكاف المستحاضة
- 154 باب هل يُشترط الصوم في الاعتكاف
- 155 باب خروج المعتكف من المسجد لحوائجه دون غيرها، من زيارة المريض واتباع الجنازة ونحو ذلك
- 156 باب زيارة المعتكِف في اعتكافه
- 157 باب ما رُوي في ثواب الاعتكاف
- 158 باب كراهية رفع الصوت بالقرآن في الليل والناس معتكفون
معلومات عن حديث: هل يشترط الصوم في الاعتكاف
📜 حديث عن هل يشترط الصوم في الاعتكاف
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ هل يشترط الصوم في الاعتكاف من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث هل يشترط الصوم في الاعتكاف
تحقق من درجة أحاديث هل يشترط الصوم في الاعتكاف (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث هل يشترط الصوم في الاعتكاف
تخريج علمي لأسانيد أحاديث هل يشترط الصوم في الاعتكاف ومصادرها.
📚 أحاديث عن هل يشترط الصوم في الاعتكاف
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع هل يشترط الصوم في الاعتكاف.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب