من قال للقارن طوافان وسعيان - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب من قال: للقارن طوافان وسعيان

رُوي عن علي رضي الله عنه أنه جمع بين الحجّ والعمرة، فطاف لهما طوافين وسعي لهما سعيين، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ فعل.
رواه الدارقطني (٢٦٢٨) من طريق أبي الربيع الزهرانيّ، حدّثنا حفص بن أبي داود، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي.
قال الدارقطني: «حفص بن أبي داود ضعيف، وابن أبي ليلى رديء الحفظ كثير الوهم».
ثم رواه (٢٦٢٩) من طريق إسحاق الأزرق، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن علي، نحوه.
قال الدارقطنيّ: الحسن بن عمارة متروك الحديث.
قال الأعظمي: وفي ترجمته أخرجه العقيلي في الضّعفاء (١/ ٢٣٨) من طريق يحيي بن الحكم المقوم،
قال: قلت لأبي داود الطيالسيّ: إنّ محمد بن الحسن صاحب الرأي حدّثنا عن الحسن بن عمارة، به، فذكره.
فقال أبو داود (يعني الطيالسيّ) -وجمع يده إلى نحره- ثم قال: «مَنْ هذا كان شعبة يشق بطنه من الحسن بن عمارة».
ثم رواه الدارقطني (٢٦٣٠) من طريق عباد بن يعقوب، حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي رضي الله عنه: أنّ النبيَّ ﷺ كان قارنًا فطاف طوافين، وسعى سعيين.
قال الدّارقطنيّ: «عيسي بن عبد الله، يقال له: مبارك، وهو متروك الحديث».
وقال البيهقيّ -كما في مختصر الخلافيات (٣/ ٢٠٦) -: وقال أبو عبد الله الحاكم: «إنه روي عن أبيه، عن آبائه أحاديث موضوعة».
وله طريق آخر عن علي، أخرجه النسائي في «مسند علي» -كما في نصب الراية (٣/ ١١٠) - عن حماد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، قال: طفتُ مع أبي -وقد جمع بين الحج والعمرة-، فطاف لهما طوافين، وسعى لهما سعين، وحدّثني أنّ عليًا فعل ذلك، وقد حدّثه أنّ رسول الله ﷺ فعل ذلك.
وأشار إليه البيهقيّ في «الخلافيات» -كما في «مختصره» (٣/ ٢٠٦) - فقال: «وروي بإسناد فيه مجهول يقال له حماد بن عبد الرحمن، به، فذكره» ثم قال: «ومثل ذلك لا يصح».
وقال ابن عبد الهادي في «التنقيح» (٣/ ٥٢٤): «وحمّاد ضعّفه الأزديّ، وذكره ابن حبان في كتاب (الثقات). وقال بعض الحفاظ: حماد هذا مجهول، وهذا الحديث لا يصح».
وكذلك لا يصح أيضًا ما رُوي عن ابن مسعود قال: «طاف رسول الله ﷺ لعمرته وحجّته طوافين وسعى سعيين، وأبو بكر وعمر وعلي». رواه الدارقطني (٢٦٣١) من طريق عبد العزيز بن أبان، حدّثنا أبو بردة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله (يعني ابن مسعود)، فذكره.
قال الدارقطنيّ: «أبو بردة هذا هو عمرو بن يزيد ضعيف، ومَنْ دونه في الإسناد ضعفاء».
ولا يصح أيضًا ما رُوي عن عمران بن حصين: «أنّ النبيّ ﷺ طاف طوافين، وسعى سعيين».
رواه الدارقطني (٢٦٣٢) قال: حدّثنا أبو محمد بن صاعد -إملاء-، حدّثنا محمد بن يحيي الأزديّ، حدّثنا عبد الله بن داود، عن شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرِّف، عن عمران بن حصين، فذكره.
ورجاله ثقات لكنه معلول. قال الدارقطني عقبه: «قال لنا ابن صاعد: خالف محمد بن يحيي غيرَه في هذه الرواية».
قال الدارقطني: «يقال: إنّ محمد بن يحيى الأزدي حدّث بهذا من حفظه فوهم في متنه،
والصّواب بهذا الإسناد: أنّ النبيَّ ﷺ قرن الحجَّ والعمرة، وليس فيه ذكر الطواف ولا السّعي، وقد حدّث به محمد بن يحيى الأزديّ على الصواب مرارًا، ويقال: إنه رجع عن ذكر الطواف والسعي، والله أعلم».
وانظر مزيدًا من التخريج في «المنة الكبرى» (٤/ ٢٩٦ - ٣٠٢).
وقلت في «المنة»: «والخلاصة أنه لم يرد بسند صحيح أنّ النبيّ ﷺ طاف طوافين وسعي سعيين.
والذي في: الصّحيحين«وغيرهما عن ابن عمر وغيره أنه طاف طوافًا واحدًا، وسعي سعيًا واحدًا.
وإن ثبت أنه طاف طوافين فيحمل على طواف القدوم والإفاضة، وأما السعي مرتين فلم يثبت كما قال البيهقي ﵀ تعالي.
وقال ابن حزم: لا يصح عن النبيّ ﷺ ولا عن أحد من أصحابه في ذلك شيء أصلًا، وقد نقل في ذلك عن النبي ﷺ ما هو موضوع بلا ريب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: والصحابة الذين نقلوا حجّة رسول الله ﷺ كلهم نقلوا أنهم طافوا بالبيت وبين الصفا والمروة، أمرهم بالتّحلل إلا من ساق الهدي فإنه لا يحل إلا يوم النحر، ولم ينقل عن أحد منهم أن أحدًا منهم طاف وسعي، ثم طاف وسعي، ومن المعلوم أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فلما لم ينقله أحد من الصحابة علم أنه لم يكن».
وقال ابن القيم: «لا يصح منها حرف واحد».
وإن سلمنا أن الأحاديث والآثار بالمتابعات الكثيرة قد ترتقي إلى درجة الحسن، فهي معارضة بما هو أقوى وأصح وأرجح وأولى بالقبول بأنّ النبيّ ﷺ لم يفعل في قرانه إلا كما يفعل المفرد لحديث عائشة المتفق عليه، وحديث ابن عمر عند البخاريّ، وكقول النبيّ ﷺ الذي في صحيح مسلم (١٢١١/ ١٣٢) لعائشة: «يسعك طوافك لحجك وعمرتك».
والتحقيق في هذه المسألة أن القارن يفعل كما يفعل المفرد لاندارج أعمال العمرة في أعمال الحج بخلاف التمتع فإنه يطوف ويسعى لعمرته، ثم يحل، ثم يحرم فيطوف ويسعي لحجّه بعد عودته من عرفات«انتهي.
وأضيف هنا قول الحافظ ابن القيم من»تهذيب السنن«أنه قال: «وقد روي عن النبيّ ﷺ أنه «طاف طوافين، وسعى سعيين» من رواية علي، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعمران بن حصين، ولا يثبت منها شيء, انتهي.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 124 من أصل 247 باباً

معلومات عن حديث: من قال للقارن طوافان وسعيان

  • 📜 حديث عن من قال للقارن طوافان وسعيان

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ من قال للقارن طوافان وسعيان من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث من قال للقارن طوافان وسعيان

    تحقق من درجة أحاديث من قال للقارن طوافان وسعيان (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث من قال للقارن طوافان وسعيان

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث من قال للقارن طوافان وسعيان ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن من قال للقارن طوافان وسعيان

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع من قال للقارن طوافان وسعيان.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب