استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب استحباب الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة، وفي الطّواف الأول في الحجّ
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٦١٧)، ومسلم في الحج (١٢٦١: ٢٣٠) كلاهما من طريق عبيد الله (هو ابن عمر)، عن نافع، عن ابن عمر، واللّفظ للبخاريّ.
وفي رواية عند البخاريّ (١٦٠٤) من طريق فليح، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «سعى النبيّ ﷺ ثلاثة أشواط، ومشى أربعة في الحجّ والعمرة».
وفي رواية أخرى عند مسلم (١٢٦٢) عن عبيد الله بن عمر، به، بلفظ: «رَمَل رسولُ الله ﷺ من
الْحَجَرِ إلى الْحَجَرِ ثَلاثًا، ومَشَى أربعًا».
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٦٢) من طريق ابن المبارك، عن عبيد الله بن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
صحيح: رواه مالك في الحج (١٠٧) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، فذكره. ومن طريقه رواه مسلم في الحج (١٢٦٣).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلا الإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٦٠٢)، ومسلم في الحج (١٢٦٦) كلاهما من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللفظ لمسلم.
قوله: «ويمشوا ما بين الرّكنين» أي حيث لا تقع عليهم أعين المشركين، فإنهم ما كانوا في تلك الجهة.
قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ لا يُضْرَبُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا كَثُرَ عَلَيْهِ رَكِبَ وَالْمَشْي
وَالسَّعْيُ أَفْضَلُ.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٦٤) من حديث سعيد بن إياس الجريريّ، وعبد الله بن أبي حسين، وعبد الملك بن سعيد بن الأبحر، كلّهم من حديث أبي الطفيل.
ورواه الإمام أحمد (٢٧٠٧) من حديث أبي عاصم الغنويّ، عن أبي الطفيل بأطول مما رواه مسلم. ورواه أيضًا أبو داود (١٨٨٥) إلا أنه اختصره.
وأبو عاصم الغنويّ هذا وثقه ابن معين كما في «التهذيب»، وذكره ابن حبان في «الثقات»، ولكن لم يعرفه أبو حاتم، كما أنه لم يرو عنه سوى حماد بن سلمة؛ ولذا قال الحافظ في «التقريب»: «مقبول» أي إذا توبع، وقد توبع في أكثر أجزاء الحديث. انظر حديثه كاملًا في باب سبب رمي الجمرات.
وقوله: «صدقوا وكذبوا» يعني صدقوا في أنّ النبيّ ﷺ رمل بالبيت ثلاثًا، وكذبوا في قولهم: إنه سنة مقصودة متأكدة؛ لأنّ النبيّ ﷺ لم يجعله سنة مطلوبة دائمًا على تكرار السنين، وإنما أمر به تلك السنة لإظهار القوّة عند الكفّار، وقد زال ذلك المعني.
هذا معنى كلام ابن عباس وهو مذهبه بأنّ الرّمَل ليس بسنة، والجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ذهبوا إلى أنّ الرمل سنة مستحبة يصح الطواف بدونه، ولكنه تفوته الفضيلة ولا دم عليه.
وإليه يشير قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «شيء فعله رسول الله ﷺ، ولا نحب أن نتركهـ» كما سيأتي.
وقد جاء عن ابن عباس خلاف هذا بأن الرّمل سنة، وهو ما يأتي: عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ لما نزل مر الظهران في عمرته بلغ أصحابَ رسول الله ﷺ أنّ قريشا تقول: ما يَتَباعَثُونَ من العَجَف، فقال أصحابه: لو انْتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه وحَسَوْنا من مَرَقِه، أَصْبحنا غدًا حين ندخلُ على القومِ وبنا جَمامة قال: لا تَفعلُوا ولكن اجْمعُوا لي من أزوادِكم فجمعوا له وبَسَطُوا الأنطاعَ، فأكلوا حتى تولّوا، وحَثَا كلُّ واحدٍ منهم في جرابه، ثم أقبل رسولُ الله ﷺ حتى دخل المسجدَ، وقعدتْ قريش نحو الحجْر، فاضطَبعَ بردائِه، ثم قال: «لا يَرَي القومُ فيكم غَميزةً». فاستلم الرُّكن، ثم دخل حتى إذا تغَيَّبَ بالرُّكن اليماني مشي إلى الرُّكن الأسود، فقالتْ قريش: ما يرضون بالمشي إنّهم لَينْقُزُون نَقْزَ الظِّبَاء، ففعل ذلك ثلاثةَ أطْوافٍ، فكانت سنّة.
قال أبو الطُّفيل: وأخبرني ابن عباس: أنّ النّبيَّ ﷺ فعل ذلك في حجّة الوداع.
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٨٢) عن محمد بن الصباح، حدّثنا إسماعيل -يعني ابن زكريا-،
عن عبد الله -يعني ابن عثمان-، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، فذكره.
قال الهيثميّ في: المجمع (٣/ ٢٧٩): «هو في الصحيح باختصار، ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، إلا أن عبد الله بن عثمان -وهو ابن خثيم- صدوق»، وهو من رجال مسلم. ورواه أبو داود (١٨٨٩) وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٠٧)، وابن حبان (٣٨١٢) كلّهم من طرق عن يحيي بن سليم، عن ابن خثيم إلا أن أبا داود وابن خزيمة اختصراه.
فقوله: «كانت سنة» لعلّه رجع عن قوله الأوّل لما تبين له، وأبو الطّفيل سمع منه في المرة الأولى الإنكار، ثم سمع منه الإقرار، فروى على وجهين، والله تعالى أعلم. ثم قصة ابن عباس كانت في عمرة القضاء، وحديث جابر وابن عمر وغيرهما كان في حجة الوداع، وهو متأخر.
وقوله فيما مضى: «إلّا إبقاء عليهم».
أي إنّ النبيّ ﷺ لم يمنعهم من الرمل في الأشواط الثلاثة إلا استمرارًا لما فعله هو وأصحابه في عمرة القضاء، وهذا التفسير يكون موافقًا لقوله: «كانت سنة».
وقول أبي الطفيل: وأخبرني ابن عباس: «أنّ النبيّ ﷺ فعل ذلك في حجة الوداع» أي أنّ النبيّ ﷺ أعاد الرمل في حجة الوداع أيضًا.
وفيه إشارة إلى استمراره وإن كان السبب الذي من أجله رمل قد انتهى.
وهذا القول الثاني من ابن عباس كان موافقًا لجمهور أهل العلم بأنّ الرّمل في الأشواط الثّلاثة سنة.
صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٦٠٥) عن سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني زيد بن أسلم، عن أبيه، به، فذكره.
حسن: رواه أبو داود (١٨٨٧) عن أحمد بن حنبل -وهو في مسنده (٣١٧) -، وابن ماجه (٢٩٥٢) كلّهم من حديث هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر يقول (فذكره).
وإسناده حسن من أجل الكلام في هشام بن سعد، وهو المدني أبو عماد مختلف فيه، فضعّفه ابن معين والنسائي، ومشّاه غيرهم فهو حسن الحديث.
وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٠٨)، والحاكم (١/ ٤٥٤) كلاهما من هذا الوجه وقال: «صحيح على شرط مسلم». وأصله في صحيح البخاريّ (١٦٠٥) كما مضى.
قال ابن خزيمة: «إنّ السنة قد كان يسنّها النبيّ ﷺ لعلّة حادثة، فتزول العلّة، وتبقى السنة إلى الأبد؛ إذ النبيّ ﷺ رمل في الابتداء، واضطبع ليُري المشركين قوّته وقوّة أصحابه، فبقي الاضطباع والرَّمل سنتان إلى الأبد».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 99 من أصل 247 باباً
- 74 باب من قال: إنّ فسخ الحجّ إلى العمرة كان خاصًا لأصحاب رسول الله ﷺ -
- 75 باب استحباب إهلال المرء بالتمتع إلى الحج ّ
- 76 باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ قارنًا
- 77 باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ مفردًا
- 78 باب جواز القران بدون سوق الهدي من الميقات
- 79 باب من حوّل نيته من التمتع إلى القران قبل الشروع في الطواف
- 80 باب في أنّ المرأة المتمتعة إذا حاضت قبل الطّواف صارتْ مفردة أو قارنة
- 81 باب ما روي في رفع الأيدي وما يقال عند رؤية البيت
- 82 باب وجوب ستر العورة في الطّواف
- 83 باب أنّ الدّاخل إلى الحرم أوّل ما يفعل استلام الحجر ثم الطواف
- 84 باب في فضل الحجر الأسود والمقام
- 85 باب ذكر حطّ الخطايا باستلام الركنين اليمانيين
- 86 باب ما جاء في فضل الطّواف
- 87 باب استحباب تقبيل الحجر الأسود أو استلامه بشيء وتقبيله، أو الإشارة إليه عند كلّ شوط في الطواف مع التكبير
- 88 باب استحباب استلام الركن اليماني ومسحه
- 89 باب ترك استلام الركنين اللذين يليان الحِجر
- 90 باب ما يدعو به بين الركن اليماني والحجر الأسود
- 91 باب إنّ الحجر الأسود يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحقّ
- 92 باب السّجود على الحجر الأسود
- 93 باب في ترك استلام الحجر الأسود عند الزّحام
- 94 باب في طواف القدوم في الحجّ والعمرة
- 95 باب ما جاء في الوقوف عند الملتزم
- 96 باب ما جاء في الحِجْر
- 97 باب ما روي في فضل النّظر إلى الكعبة
- 98 باب نقض الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم
- 99 باب استحباب الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة، وفي الطّواف الأول في الحجّ
- 100 باب ما جاء في الاضطباع في الطّواف
- 101 باب جواز الطواف راكبًا لمرض أو عذر، واستلام الحجر بمحجن وغيره، وتقبيله أو الإشارة إليه
- 102 باب جواز الكلام المباح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الطواف
- 103 باب طواف النساء مع الرجال من غير اختلاط ما أمكن
- 104 باب جواز طواف المرأة عند إقامة الصلاة لعذر
- 105 باب أن الحائض تفعل كلَّ ما يفعله الحاجّ غير أنّها لا تطوف بالبيت
- 106 باب ما جاء أنّ الطواف توٌّ والسّعي توٌّ
- 107 باب لكلِّ سبعة أشواط ركعتان
- 108 باب استحباب صلاة ركعتي الطواف خلف المقام، والقراءة فيهما بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾، ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)﴾
- 109 باب الطّواف بعد الصبح والعصر، وأداء ركعتي الطواف
- 110 باب من طاف بعد الصّبح ولم يصل ركعتي الطّواف حتى طلعت الشّمس، وأداؤهما في خارج الحرم
- 111 باب استحباب الرجوع إلى الحجر الأسود لاستلامه بعد ركعتي الطواف
- 112 باب وجوب السَّعي بين الصَّفا والمروة في الحجّ والعمرة
- 113 باب كيف السّعي
- 114 باب السّعي في بطن المسيل بشدّة
- 115 باب أنّ السعي سبعةُ أشواط يبدأ بالصّفا وينتهي بالمروة
- 116 باب بقي النبيّ ﷺ في منزله بعد الطواف والسّعي ولم يرجع إلى الكعبة إلا لطواف الإفاضة
- 117 باب ما شرع رمي الجمار والسعي إلّا لإقامة ذكر الله
- 118 باب ما جاء في بيان سبب السعي بين الصّفا والمروة
- 119 باب في جواز السّعي بين الصّفا والمروة راكبًا، وماشيًا
- 120 باب استحباب الصّعود على الصّفا والمروة واستقبال الكعبة والتكبير والتهليل والدّعاء عليهما مع رفع اليدين
- 121 باب أنّ المتمتِّع يتحلّل من عمرته بتقصير شعره وعليه هدي التمتع
- 122 باب أنّ التّحلل من العمرة لا يكون إلا بعد السّعي بين الصّفا والمروة
- 123 باب هل على القارن سعيٌ واحدٌ أو سعيان؟
معلومات عن حديث: استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج
📜 حديث عن استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج
تحقق من درجة أحاديث استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج
تخريج علمي لأسانيد أحاديث استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج ومصادرها.
📚 أحاديث عن استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع استحباب الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في طواف العمرة وفي الطواف الأول في الحج.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب