الصلح - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في الصلح
عن كعب بن مالك أنه تقاضي ابن أبي حَدْرد دينا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما، حتى سمعها رسول اللَّه ﷺ وهو في بيته-، فخرج إليهما حتى كشف سِجْف حجرته، فنادى: «يا كعب». قال: لبيك يا رسول اللَّه. قال: «ضع من دينك هذا». وأومأ إليه أي الشطر. قال: لقد فعلت يا رسول اللَّه، قال: «قم فاقضه».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٤٥٧)، ومسلم في المساقاة (١٥٥٨) كلاهما من حديث عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس، عن الزّهريّ، عن عبد اللَّه بن كعب، عن كعب بن مالك فذكره.
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الصلح جائز بين المسلمين».
حسن: رواه أبو داود (٣٥٩٤) من وجهين: أحدهما: عن سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال. والثاني: عن أحمد بن عبد الواحد الدمشقي، حدّثنا مروان -يعني ابن محمد- قال: حدّثنا سليمان بن بلال، أو عبد العزيز بن محمد -شك الشيخ-، حدّثنا كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة قال فذكره.
قال أبو داود: زاد أحمد (ابن عبد الوهاب): «إلا صلحا أحل حراما، أو حرم حلالا».
وزاد سليمان بن داود: «المسلمون على شروطهم».
وصحّحه ابن حبان (٥٠٩١)، والحاكم (٢/ ٤٩) كلاهما من حديث سليمان بن بلال بإسناده، وذكر الحاكم رواية سليمان بن بلال، كما قال أبو داود.
وأما ابن حبان فذكر مثل قول ابن عبد الوهاب، ولكنه لم يذكر الزيادة التي ذكرها سليمان بن بلال.
ورواه ابن الجارود (٦٣٧ - ٦٣٨) من وجه آخر عن كثير بن زيد، وزاد فيه: «ما وافق الحق».
قال الحاكم: «رواة هذا الحديث مدنيون، ولم يخرجاه، وهذا أصل في الكتاب».
وتعقبه الذهبي قائلا: «لم يصحّحه، وكثير ضعفه النسائي، ومشاه غيره».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في كثير بن زيد، قال أحمد: ما أرى به بأسا. وقال ابن عدي: «أرجو أنه لا بأس به». وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له في صحيحه.
وللحديث إسناد آخر: وهو ما رواه الدارقطني (٣/ ٢٧)، والحاكم (٢/ ٥٠) كلاهما من حديث عبد اللَّه بن الحسين المصيصي، نا عثمان، نا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي
هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الصلح جائز بين المسلمين». قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، وهو معروف تعبد اللَّه بن الحسين المصيصي ثقة».
كذا في المستدرك المطبوع، والذي ذكره ابن حجر في: لسان الميزان (٣/ ٢٧٣) في ترجمة عبد اللَّه بن الحسين قول الحاكم: «صحيح تفرّد به عبد اللَّه بن الحسين المصيصي، وهو ثقة». وكذا ذكره الذهبي أيضًا في تلخيصه.
وتعقبه الذهبي، فقال: «قال ابن حبان: «يسرق الحديث».
قال الأعظمي: كلامه في «المجروحين» (٥٧٥): «سكن المصيصة، يقلب الأخبار، ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد».
والحديث بمجموع هاتين الطريقين يصل إلى درجة الحسن.
وأما ما رواه كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده أن رسول اللَّه ﷺ قال: «الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا، أو أحل حراما، والمسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما» فهو ضعيف جدا.
رواه الترمذيّ (١٣٥٢)، وابن ماجه (٢٣٥٣)، والدارقطني (٣/ ٢٧)، والحاكم (٤/ ١٠١)، والبيهقي (٦/ ٦٥) كلهم من طريق كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بإسناده.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح». وهو ليس كما قال، بل إسناده ضعيف جدا، فإن كثير بن عبد اللَّه متروك كذاب. قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. ولذا نوقش الترمذيّ في تصحيح هذا الحديث. قال الذهبي في ترجمته في «الميزان» (٣/ ٤٠٧): «فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذيّ».
وله شواهد أخرى عن عائشة، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج، وعبد اللَّه بن عمر، وفي كلها مقال. وكثرة هذه الشواهد تدل على أن الحديث له أصلا، وأمثلها حديث أبي هريرة.
وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف بإسناده عن عطاء قال: بلغنا أن رسول اللَّه ﷺ قال: «المؤمنون عند شروطهم».
وهو مرسل صحيح يقوي أصل الحديث، وتلقاه الفقهاء بالقبول، وفرعوا عليه تفريعات.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 84 من أصل 186 باباً
- 59 باب اتخاذ الأجير في الغزو
- 60 باب استئجار الكافر عند الحاجة إليه
- 61 باب أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به
- 62 باب من كره أخذ الأجرة على تعليم القرآن
- 63 باب يجوز للإمام فسخ المعاهدة مع الكفار إذا اشترط عليهم أنه يقرهم إلى متى شاء وهم قد رضوا بذلك
- 64 باب مشروعية الكفالة في القروض والديون
- 65 باب ما جاء في الضمان
- 66 باب قبول الحوالة إذا أحيل على مليء
- 67 باب الوكالة على حفظ زكاة رمضان
- 68 باب الوكالة في البيع والشراء
- 69 باب فضل غرس المسلم وزرعه
- 70 باب الاقتصاد في الزراعة
- 71 باب تقسيم الإمام الأرض المفتوحة عنوة على الفاتحين للزراعة
- 72 باب النهي عن كراء الأرض
- 73 باب النهي عن كراء الأرض بالطعام
- 74 باب جواز كراء الأرض بالذهب والفضة، وبشطر ما يخرج من الأرض
- 75 باب ما جاء في جواز المزارعة إذا لم تكن فيه الشروط الفاسدة
- 76 باب النهي عن الثنيا
- 77 باب فيمن زرع في أرض قوم بغير إذنهم
- 78 باب الترتيب في السقي
- 79 باب كراهية منع فضل الماء
- 80 باب من أحيا أرضا مواتا فهي له
- 81 باب ما جاء في الإقطاع
- 82 باب جواز منع الرعي في أرض مخصوصة للمصلحة العامة إذا رأى الإمام ذلك
- 83 باب جواز اقتناء الكلب للحرث والزرع
- 84 باب ما جاء في الصلح
- 85 باب استعمال الحكمة في الصلح
- 86 باب الصلح في ماء السقي
- 87 باب الاستعاذة من الدين
- 88 باب التشديد في الدين
- 89 باب من قتل في سبيل اللَّه كفرت خطاياه إلا الدَّين
- 90 باب قضاء الدين عن الميت
- 91 باب الترغيب في قضاء الديون
- 92 باب من استدان دينا وهو ينوي قضاءه
- 93 باب ما جاء في حسن القضاء بالزيادة وغيرها
- 94 باب حسن المطالبة، وأخذ الحق في عفاف
- 95 باب عدم جواز تأخير الوفاء بالدين لمن قدر عليه
- 96 باب تأخير يوم أو نحوه لا يعد مطلا
- 97 باب جواز الشراء بالدين
- 98 باب الدين إلى أجل مسمى
- 99 باب فضل إنظار المعسر
- 100 باب استحباب الوضع من الدين
- 101 باب قسمة مال المفلس بين الغرماء
- 102 باب من وجد ماله بعينه عند مفلس فهو أحق به
- 103 باب من قال: هو أسوة للغرماء في الموت والحياة
- 104 باب ما جاء في الرجل يجد ماله المسروق أو المفقود عند رجل فهو أحق به
- 105 باب الحبس في الدين والملازمة
- 106 باب ما جاء في الدين وإنَّ أجره كأجر الصدقة
- 107 باب علامات البلوغ في الرجال والنساء
- 108 باب الحجر على البالغ إذا كان سفيها
معلومات عن حديث: الصلح
📜 حديث عن الصلح
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الصلح من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الصلح
تحقق من درجة أحاديث الصلح (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الصلح
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الصلح ومصادرها.
📚 أحاديث عن الصلح
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الصلح.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب