حديث: الصلح جائز بين المسلمين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الصلح
حسن: رواه أبو داود (٣٥٩٤) من وجهين: أحدهما: عن سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ المُسْلِمِينَ».
[رواه البخاري في "الصحيح" (2697) واللفظ له، وأبو داود (3597)، والترمذي (1352)، وغيرهم.]
1. شرح المفردات:
● الصُّلْحُ: هو الاتفاق والمسالمة، وقطع النزاع والخصام.
● جَائِزٌ: مباح ومشروع، أي أنه حلالٌ ويُثاب فاعله إذا قصد به الخير.
● بَيْنَ المُسْلِمِينَ: يشمل الأفراد والجماعات، في جميع المعاملات والنزاعات.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الشريعة الإسلامية، حيث يبيّن النبي ﷺ أن الصلح بين المسلمين أمرٌ مشروعٌ ومحبوبٌ شرعاً. والصُّلح هنا عامّ يشمل جميع أنواع الصلح في المعاملات المالية، والمنازعات الأسرية، والنزاعات بين الأفراد والجماعات، بل وحتى بين الدول الإسلامية، ما دام ذلك يقطع النزاع ويؤلف بين القلوب.
والمقصود بالصلح هنا هو أن يتنازل كل طرف عن بعض حقه من أجل تحقيق المصالحة وإزالة الشحناء، وقد قال الله تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [سورة النساء: 128].
3. الدروس المستفادة منه:
1- مشروعية الصلح وحكمه: الصلح بين المسلمين جائز بل ومستحب إذا كان فيه مصلحة، وقد يكون واجباً إذا ترتب عليه درءُ مفسدةٍ أكبر.
2- الحرص على وحدة المسلمين: يحث الحديث على نبذ الخلاف وطلب الوئام، لأن الشريعة جاءت لجمع الكلمة لا لتفريقها.
3- مراعاة المصلحة العامة: قد يُقدم المسلم على التنازل عن بعض حقه من أجل تحقيق السلم الاجتماعي، وهذا من كمال الإيمان.
4- الصلح في القضاء: يُعتبر الصلح وسيلة مهمة في فض المنازعات، والقاضي يُشجع الخصوم على الصلح قبل الحكم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● شروط الصلح: يشترط في الصلح أن لا يحل حراماً أو يحرم حلالاً، كأن يكون على ظلم أو إسقاط حقٍ لله تعالى كالحدود.
● أنواع الصلح: منها الصلح في المعاملات المالية (كالصلح على إسقاط جزء من الدين)، والصلح في الخصومات الأسرية (كالإصلاح بين الزوجين)، والصلح بين المتخاصمين.
● فضل الصلح: وردت نصوص كثيرة في فضل الإصلاح بين الناس، منها قوله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [سورة النساء: 114].
خاتمة:
هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، وهو يدل على سماحة الإسلام ومرونته، وحثه على كل ما يؤدي إلى المحبة والتعاون بين المسلمين. نسأل الله أن يُلهمنا السداد والرشاد، وأن يجعلنا من المُصلحين في الأرض.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال أبو داود: زاد أحمد (ابن عبد الوهاب): «إلا صلحا أحل حراما، أو حرم حلالا».
وزاد سليمان بن داود: «المسلمون على شروطهم».
وصحّحه ابن حبان (٥٠٩١)، والحاكم (٢/ ٤٩) كلاهما من حديث سليمان بن بلال بإسناده، وذكر الحاكم رواية سليمان بن بلال، كما قال أبو داود.
وأما ابن حبان فذكر مثل قول ابن عبد الوهاب، ولكنه لم يذكر الزيادة التي ذكرها سليمان بن بلال.
ورواه ابن الجارود (٦٣٧ - ٦٣٨) من وجه آخر عن كثير بن زيد، وزاد فيه: «ما وافق الحق».
قال الحاكم: «رواة هذا الحديث مدنيون، ولم يخرجاه، وهذا أصل في الكتاب».
وتعقبه الذهبي قائلا: «لم يصحّحه، وكثير ضعفه النسائي، ومشاه غيره».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في كثير بن زيد، قال أحمد: ما أرى به بأسا. وقال ابن عدي: «أرجو أنه لا بأس به». وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له في صحيحه.
وللحديث إسناد آخر: وهو ما رواه الدارقطني (٣/ ٢٧)، والحاكم (٢/ ٥٠) كلاهما من حديث عبد اللَّه بن الحسين المصيصي، نا عثمان، نا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي
هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الصلح جائز بين المسلمين». قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، وهو معروف تعبد اللَّه بن الحسين المصيصي ثقة».
كذا في المستدرك المطبوع، والذي ذكره ابن حجر في: لسان الميزان (٣/ ٢٧٣) في ترجمة عبد اللَّه بن الحسين قول الحاكم: «صحيح تفرّد به عبد اللَّه بن الحسين المصيصي، وهو ثقة». وكذا ذكره الذهبي أيضًا في تلخيصه.
وتعقبه الذهبي، فقال: «قال ابن حبان: «يسرق الحديث».
قال الأعظمي: كلامه في «المجروحين» (٥٧٥): «سكن المصيصة، يقلب الأخبار، ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد».
والحديث بمجموع هاتين الطريقين يصل إلى درجة الحسن.
وأما ما رواه كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده أن رسول اللَّه ﷺ قال: «الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا، أو أحل حراما، والمسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما» فهو ضعيف جدا.
رواه الترمذيّ (١٣٥٢)، وابن ماجه (٢٣٥٣)، والدارقطني (٣/ ٢٧)، والحاكم (٤/ ١٠١)، والبيهقي (٦/ ٦٥) كلهم من طريق كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بإسناده.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح». وهو ليس كما قال، بل إسناده ضعيف جدا، فإن كثير بن عبد اللَّه متروك كذاب. قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. ولذا نوقش الترمذيّ في تصحيح هذا الحديث. قال الذهبي في ترجمته في «الميزان» (٣/ ٤٠٧): «فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذيّ».
وله شواهد أخرى عن عائشة، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج، وعبد اللَّه بن عمر، وفي كلها مقال. وكثرة هذه الشواهد تدل على أن الحديث له أصلا، وأمثلها حديث أبي هريرة.
وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف بإسناده عن عطاء قال: بلغنا أن رسول اللَّه ﷺ قال: «المؤمنون عند شروطهم».
وهو مرسل صحيح يقوي أصل الحديث، وتلقاه الفقهاء بالقبول، وفرعوا عليه تفريعات.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 193 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 168 أن يمنح أحدكم أخاه خير من أن يأخذ خرجا معلوما
- 169 لم يحرم المزارعة ولكن أمر أن يرفق بعضهم بعضا
- 170 نهى رسول الله ﷺ عن المزارعة وأمر بالمؤاجرة
- 171 نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة والثنيا
- 172 من زرع في أرض قوم بغير إذنهم فليس له من...
- 173 أخذوا زرعكم وردوا عليه النفقة
- 174 اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك
- 175 ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم
- 176 لو تركت زمزم لكانت عينا معينا
- 177 من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق
- 178 من أحيا أرضا ميتة فهي له
- 179 من أحاط حائطا على أرض فهي له
- 180 ستَرونَ بَعدي أَثَرَةً فَاصبِروا حَتّى تَلقَوني
- 181 كنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي
- 182 أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة
- 183 ما يحمى من الأراك ما لم تبلغه أخفاف الإبل
- 184 لا حمى في الأراك
- 185 أعطى النبي المعادن القبلية جلسيّها وغوريّها
- 186 «إن الله لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه»
- 187 من أهل ذي المروة؟
- 188 معنى لا حمى إلا لله ولرسوله
- 189 لا حمى إلا لله ولرسوله
- 190 شرح لا حمى إلا لله ولرسوله
- 191 من أمسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط
- 192 تقاضى دينا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما
- 193 الصلح جائز بين المسلمين
- 194 خيركم من أعتق عند الموت
- 195 خاصم الزبير عند رسول الله ﷺ في شراج الحرة التي...
- 196 اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك
- 197 اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم
- 198 من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة...
- 199 نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين
- 200 من بريء من ثلاث دخل الجنة
- 201 من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته
- 202 لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها
- 203 الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال ويكفر الخطايا إلا الدين
- 204 يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين
- 205 رسول الله ﷺ يمشي في النخل ويبارك في ثمرها.
- 206 أخوك محتبس بدينه فاقض عنه
- 207 لو كان عندي أحد ذهبا
- 208 ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا تمضي علي ثالثة...
- 209 من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه
- 210 من أخذ دينا وهو يريد أن يؤديه أعانه الله
- 211 إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن...
- 212 أعطوه فإن من خيار الناس أحسنهم قضاء
- 213 أعطاه وسقا فقال: نصف وسق لك ونصف وسق لك من...
- 214 أعطه إياه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء
- 215 قضاني ديني وزادني النبي ﷺ
- 216 جزاء السلف الوفاء والحمد
- 217 خير الناس خيرهم قضاء
معلومات عن حديث: الصلح جائز بين المسلمين
📜 حديث: الصلح جائز بين المسلمين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الصلح جائز بين المسلمين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الصلح جائز بين المسلمين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الصلح جائز بين المسلمين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








