خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها من الأذى
متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٣١)، ومسلم في الجهاد (١٧٩٥) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني عروة بن الزبير، أن عائشة حدثته فذكر الحديث. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
قوله: «الأخشبين» هما جبلان بمكة أبو قبيس والذي يقابله، والمراد بإطباقهما أن يلتقيا على أهل مكة، وبه قال ابن القيم وابن حجر. انظر: زاد المعاد (٣/ ٣٢)، وفتح الباري (٦/ ٣١٦).
وابن عبد ياليل من أكابر أهل الطائف من ثقيف.
وكان ذلك في شهر شوال سنة عشر من المبعث بعد موت أبي طالب وخديجة.
وذكر موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب أنه ﷺ لما مات أبو طالب توجه إلى الطائف رجاء أن يؤووه. فعمد إلى ثلاثة نفر من ثقيف وهم سادتهم وهم إخوة: عبد ياليل وحبيب ومسعود بنو عمرو، فعرض عليهم نفسه، وشكى إليهم ما انتهك منه قومه فردوا عليه أقبح رد «الفتح» (٦/ ٣١٥).
بل أغروا به سفهائهم، فجعلوه يرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه ﷺ وكان معه زيد بن حارثة مولاه يقيه بنفسه حتى أصابه شجاج في رأسه.
وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: كان رسول الله ﷺ في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم، ويكلم كل شريف قوم لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤووه ويمنعوه ويقول: «لا أكره أحدًا منكم على شيء، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك، ومن كره لم أكرهه، إنما أريد أن تحرزوني مما يراد بي من القتل حتى أبلغ رسالات ربي وحتى يقضي الله عز وجل لي ولمن صحبني بما شاء الله» فلم يقبله أحد منهم، ولم يأت أحد من تلك القبائل إلا قال: قوم الرجل أعلم به أترون أن رجلًا يصلحنا وقد فسدَ قومه ولفظوه، فكان ذلك مما ذخر الله عز وجل للأنصار وأكرمهم به.
فلما توفي أبو طالب ارتدَّ البلاء على رسول الله ﷺ أشد ما كان، فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه، فوجد ثلاثة نفر منهم سادة ثقيف يومئذ وهم إخوة: عبد يا ليل بن عمرو، وحبيب بن عمرو، ومسعود بن عمرو، فعرض عليهم نفسه، وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه.
فقال أحدهم: أنا أمرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قط.
وقال الآخر: أعجز الله أن يرسل غيرك.
وقال الآخر: والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا أبدًا، والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفًا وحقًا من أن أكلمك، ولئن كنت تكذب على الله لأنت أشر من أن أكلمك. وتهزأوا به وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به وقعدوا له صفين على طريقه، فلما مر رسول الله ﷺ بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة، وكان أعدوها حتى أدموا رجليه.
فخلص منهم وهما يسيلان الدماء، فعمد إلى حائط من حوائطهم، واستظل في ظل حبلة منه، وهو مكروب موجع تسيل رجلاه دمًا فإذا في الحائط: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما الله ورسوله، فلما رأيا أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداسًا وهو نصراني من أهل نينوى معه عنب، فلما جاءه عداس، قال له رسول الله ﷺ: «من أي أرض أنت يا عداس!» قال له عداس: أنا من نينوى، فقال له النبي ﷺ: «من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى» فقال له عداس: وما يدريك من يونس بن متى؟ قال له رسول الله ﷺ وكان لا يحقر أحدًا أن يبلغه رسالة ربه - «أنا رسول الله، والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى». فلما أخبره بما أوحى الله عز وجل من شأن يونس بن متى، خر عداس ساجدًا لرسول الله ﷺ، وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء.
فلما أبصر عتبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكنا، فلما أتاهما، قالا: ما شأنك سجدت لمحمد، وقبّلت قدميه، ولم نرك فعلته بأحد منا؟ قال: هذا رجل صالح، أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى: يونس بن متى، فضحكا به، وقالا: لا يفتنك عن نصرانيتك، فإنه رجل خداع فرجع رسول الله ﷺ إلى مكة.
أخرجه البيهقي في الدلائل (٢/ ٤١٤ - ٣١٦) من طريقه عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب مرسلا.
وذكر ابن إسحاق نحوه بدون إسناد. انظر سيرة ابن هشام (١/ ٤٢١) ورواه أبو نعيم في الدلائل (١/ ٣٨٩ - ٣٩٢) بإسناد آخر عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، فذكره.
وهو مرسل أيضًا كما أن فيه ابن لهيعة وفيه كلام معروف.
فانصرف راجعًا من الطائف بعد أن أقام عندهم عشرة أيام وكان ﷺ غلبه الحزن. وفي مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور دعاء الطائف يشكو إلى الله عز وجل من ضعف حاله:
حسن: رواه الطبراني في الكبير (١٤/ ١٣٩ - ١٤٠) وفي الدعاء (٢/ ١٢٨٠) وعنه الضياء في المختارة (٢/ ١٢٨٠) وابن عدي في الكامل (٦/ ٢١٢٤)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ٢٧٥) كلهم من طريق وهب بن جرير بن حازم قال: ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وهو وإن لم يصرّح، فإن الأئمة قبلوه في المغازي والسير ما لم يقبلوا منه في الأحكام.
ولذا تلقى أهل العلم هذا الدعاء المسمى بدعاء الطائف بدون إنكار على ابن إسحاق فقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في عدة مواضع في مجموع فتاواه مستدلا به بأن الشكوى إلى الخالق لا تُنافي الصبر الجميل. انظر (١٠/ ١٨٤ - ٦٦٦) وقال تلميذه الحافظ ابن القيم في زاده (٣/ ٣١): «فانصرف راجعا من الطائف إلى مكة محزونا. وفي مرجعه ذلك دعا بالدعاء المشهور دعاء الطائف» ثم ذكر الدعاء بدون أن يعلق عليه بشيء. فأرسل ملك الجبال وقال: وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت كما جاء في حديث عائشة في أول الباب.
وتصرف ابن هشام فذكره في سيرته (١/ ٤٢٠) معلقًا بدون الإسناد.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 62 من أصل 659 باباً
- 37 باب كان زيد بن عمرو بن نفيل على دين إبراهيم ﵇
- 38 باب فلما بلغ النبي ﷺ أربعين سنة اصطفاه الله للنبوة والرسالة
- 39 باب أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة
- 40 باب أول وحي جاء والنبي ﷺ في غار حراء
- 41 باب ما جاء في ذكر فترة انقطاع الوحي
- 42 انقطاع الوحي مرة أخرى
- 43 باب جمع القرآن في صدر النبي ﷺ -
- 44 باب أكثر ما كان الوحي عند وفاته ﷺ -
- 45 باب ما جاء في الدعوة السرية
- 46 باب ما جاء في الدعوة الجهرية
- 47 باب أوائل من أسلم بمكة
- 48 طلب قريش من أبي طالب منع ابن أخيه من سب آلهتهم وبيان عزم رسول الله ﷺ لإظهار دين الله
- 49 باب مطالبة أهل مكة بالآيات لإثبات نبوته ﵇
- 50 باب ما لقي رسول الله ﷺ وأصحابه من المشركين بمكة من الأذى
- 51 إن الله يصرف شتم أعداء الله عن حبيبه ﷺ -
- 52 باب ما جاء من الاتهامات الباطلة من المشركين
- 53 باب إن الله كفى رسوله المستهزئين
- 54 طلب المشركين من رسول الله ﷺ طرد الفقراء عنه
- 55 باب دعاء رسول الله ﷺ على قريش
- 56 باب طبيعة رسالة النبي ﷺ -
- 57 باب ذكر الهجرة الأولى لأصحابه ﷺ إلى أرض الحبشة سنة خمس من المبعث
- 58 باب الهجرة الثانية لأصحابه إلى الحبشة
- 59 كان أبو بكر ممن خرج مهاجرًا إلى الحبشة، ثم رجع بجوار ابن الدغنة إلى مكة
- 60 دخول النبي ﷺ مع المسلمين في شعب أبي طالب في السنة السابعة من البعثة
- 61 وفاة أبي طالب ناصر النبي ﷺ وزوجته الشفيقة خديجة ﵂ في السنة العاشرة من البعثة
- 62 خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها من الأذى
- 63 باب ما جاء في الإسراء والمعراج
- 64 باب تجلية بيت المقدس وغيره من الأشياء للنّبيّ ﷺ عند سؤال قريش عن الإسراء
- 65 باب ذكر سدرة المنتهى
- 66 عرض النبي ﷺ نفسه على القبائل طلبًا للنصرة منهم
- 67 حرب بعاث بين الأوس والخزرج ثم جمعهم الله تحت راية الإسلام
- 68 تهيؤ الأنصار لقبول الإسلام
- 69 باب بيعة العقبة الأولى في السنة الثانية عشرة من البعثة
- 70 بيعة العقبة الثانية في السنة الثالثة عشرة من البعثة
- 71 باب صفة الأرض التي يهاجر إليها رسول الله ﷺ -
- 72 باب دعاء النبي ﷺ لأصحابه بالهجرة وإمضائها لهم
- 73 باب بدء الهجرة من مكة إلى المدينة
- 74 هجرة عمرو بن عياش بن أبي ربيعة
- 75 المدينة دار هجرة وسُنَّة
- 76 دعاء النبي ﷺ لنفسه بالهجرة
- 77 باب أن مكة خير أرض الله
- 78 باب أن النبي ﷺ وأصحابه اضطروا للخروج من مكة
- 79 باب آل أبي بكر في إعداد العدة للهجرة
- 80 أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين
- 81 أسماء هاجرت إلى النبي ﷺ وهي حبلى
- 82 باب اجتماع قريش لاغتيال النبي ﷺ قبل الخروج
- 83 باب النبي ﷺ وصاحبه في الغار في جبل ثور
- 84 باب ما رُويَ في قصة نسج العنكبوت على الغار
- 85 باب استعمال أبي بكر التورية في سفر الهجرة
- 86 قصة الهجرة واتباع سراقة بن مالك أثر رسول الله ﷺ -
معلومات عن حديث: خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها
📜 حديث عن خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها
تحقق من درجة أحاديث خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها
تخريج علمي لأسانيد أحاديث خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها ومصادرها.
📚 أحاديث عن خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع خروج النبي ﷺ إلى الطائف للدعوة في السنة العاشرة من البعثة وما لقي من أهلها.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب