تحريم سب الصحابة - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب تحريم سب الصحابة

عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي ﷺ: «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم
أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه».

متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٦٧٣)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٥٤١) كلاهما من حديث الأعمش قال: سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.
وهذا لفظ البخاري، وفي أوله عند مسلم زيادة وهي قوله: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبَّه خالد، فقال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا أحدا من أصحابي ...» فذكره.
ورواه مسلم (٢٥٤: ٢٢١) من طريق آخر عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه».
إلا أن أهل العلم اتفقوا على أن مسلما وهم في هذا، فإن الصواب أنه من حديث أبي سعيد الخدري، نبَّه على ذلك علي بن المديني وخلف الواسطي وأبو مسعود وأبو علي الجياني وغيرهم. انظر: الفتح (٧/ ٣٥ - ٣٦).
عن عبد الله بن بسر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «طوبى لمن رآني، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني، وطوبى له وحسن مآب».

حسن: رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٥١) عن آدم بن أبي إياس -؛ والضياء في المختارة (٩/ ٩٨ - ٩٩) من وجه آخر عن آدم، ومن رواية داود بن رُشيد- كلاهما عن بقية، ثنا محمد بن عبد الرحمن اليحصبي قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد، فإنه حسن الحديث إذا صرَّح.
وفي معناه ما روي عن يوسف بن عبد الله بن سلام أنه قال: سئل رسول الله ﷺ: أنحن خير أم من بعدنا؟ فقال رسول الله ﷺ: «لو أنفق أحدهم أحدا ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدكم ولا نصيفه».
أخرجه أحمد في مسنده (٢٣٨٣٥) عن حسن بن موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا بكير بن الأشج، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: فذكره. وابن لهيعة فيه كلام معروف.
وفي معناه ما روي أيضا عن أنس قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فبلغنا أن ذلك ذُكِر للنبي ﷺ فقال: «دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفقتم مثل أحد -أو مثل الجبال- ذهبا، ما بلغتم أعمالهم».
رواه أحمد (١٣٨١٢) ثنا أحمد بن عبد الملك، ثنا زهير، ثنا حميد الطويل، عن أنس قال: فذكره.
والحديث بهذا الإسناد سئل عنه أبو حاتم فقال: «هذا خطأ، إنما هو حميد عن الحسن، عن النبي ﷺ مرسل». انظر: علل الحديث لابنه (٢٥٩٠).
وقوله: «مُدَّ أحدهم» هو مكيال معلوم.
وقوله: «النصيف» يعني النصف.
وأما ما روي عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تمس النار مسلما رآني، أو رأى من رآني». فهو ضعيف.
رواه الترمذي (٣٨٥٨)، وابن أبي عاصم في السنة (١٥٢٥) كلاهما من حديث موسى بن إبراهيم ابن كثير الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خراش يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
وقال الترمذي عقبه: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم الأنصاري، وروى علي بن المديني وغير واحد من أهل الحديث عن موسى هذا الحديث».
قال الأعظمي: موسى بن إبراهيم بن كثير لم يوثّقه سوى ابن حبان، فإنه ذكره في الثقات (٧/ ٤٤٩) وقال: «كان ممن يخطئ».
وهذا مما أخطأ فيه لوجود النكارة في المتن، وقد قال غير واحد من أهل العلم: إن طلحة بن خراش روى عن جابر مناكير.
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله ﷺ: «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه».
رواه الترمذي (٣٨٦٢)، وأحمد (١٦٨٠٣)، وابن حبان (٧٢٥٦) كلهم من حديث عَبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن مغفل فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
يعني به: ضعيف. فإن عبد الرحمن بن زياد، وقيل: عبد الله بن عبد الرحمن، وقيل غير ذلك، قال فيه البخاري عقب هذه الرواية: «فيه نظر» ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات، ولذا قال الحافظ ابن حجر: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعا فهو لين الحديث.
وفي الباب أيضا عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا أصحابي، لعن الله من سب أصحابي».
رواه الطبراني في الأوسط (٥/ ٣٧٨ رقم: ٤٧٦٨) عن عبد الرحمن بن الحسين الصابوني، ثنا علي بن سهل المدائني، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة قالت: فذكرته.
وقال الطبراني عقبه: «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا أبو عاصم تفرد به علي بن سهل».
قال الأعظمي: علي بن سهل المدائني لم يوثّقه أحد.
وأما ابن جريج فقد صرّح أنه إذا قال قال، أو عن عطاء فإنه سمع منه.
عن أنس بن مالك قال: ذكر أصحاب النبي ﷺ مالك بن الدُّخشم عند رسول الله
ﷺ، فوقعوا فيه، وشتموه، فقال رسول الله ﷺ: «دعوا لي أصحابي«فقالوا: يا رسول الله، إنه كهف المنافقين وملجؤهم الذي يلجؤون إليه، فقال رسول الله ﷺ: «أليس يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ «قالوا: بلى، ولا خير في شهادته، فقال رسول الله ﷺ: «لا يشهد بها عبد صادقا من قلبه، ثم يموت على ذلك، إلا حرمه الله على النار».

صحيح: رواه النسائي في الكبرى (١٠٨٧٧)، والبزار في مسنده (٧٢٢١) من حديث آدم بن أبي إياس، ثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس قال: فذكره.
واللفظ للنسائي، ولفظ البزار مختصر، وفيه: «فقالوا: إنه رأس المنافقين، فقال النبي ﷺ: «دعوا لي أصحابي، لا تسبوا أصحابي».
وقال البزار: «هذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة، عن أنس إلا شيبان، ولا نعلم رواه عن شيبان إلا آدم».
ومالك بن الدُّخشم، ويقال: بالنون بدل الميم الأنصاري الأوسي، شهد بدرا.
قال ابن عبد البر: «لا يصح عنه النفاق، فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه بذلك».
وهو الذي قال فيه النبي ﷺ لما قيل له: -ذاك منافق لا يحب الله ورسوله-: «لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله، يريد بذلك وجه الله ...» الحديث.
رواه البخاري في الصلاة (٤٢٥)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (٦٥٧ - ٢٦٣).
وفي الباب عن عبد الله بن مَوَلَة قال: بينما أنا أسير بالأهواز، إذا أنا برجل يسير بين يدي على بغل -أو بغلة- فإذا هو يقول: اللهم! ذهب قرني من هذه الأمة، فألحقني بهم، فقلت: وأنا فأدخل في دعوتك. قال: وصاحبي هذا إن أراد ذلك. ثم قال: قال رسول الله ﷺ: «خير أمتي قرني منهم، ثم الذين يلونهم -قال: ولا أدري أذكر الثالث، أم لا- ثم تخلف أقوام يظهر فيهم السمن، يهريقون الشهادة، ولا يُسألونَها». قال: «وإذا هو بريدة الأسلمي».
رواه أحمد (٢٢٩٦٠)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٨١)، وابن أبي عاصم في السنة (١٥١٥) كلهم من طرق، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن عبد الله بن مولة فذكره.
والْجُريري هو سعيد بن إياس موصوف بالاختلاط، ولكن روى عنه من سمع منه قبل اختلاطه، وهم إسماعيل ابن علية، وحماد بن سلمة، وعبد الأعلى، ولكن فيه عبد الله بن مولة فإنه لم يرو عنه غير أبي نضرة وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٤٨)، ولذا وصفه ابن حجر بأنه «مقبول» يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث، ولم يتابع على هذا الحديث.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 6 من أصل 279 باباً

معلومات عن حديث: تحريم سب الصحابة

  • 📜 حديث عن تحريم سب الصحابة

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ تحريم سب الصحابة من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث تحريم سب الصحابة

    تحقق من درجة أحاديث تحريم سب الصحابة (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث تحريم سب الصحابة

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث تحريم سب الصحابة ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن تحريم سب الصحابة

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع تحريم سب الصحابة.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب