اللهم اغفر لفلان باسمه وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في

حصن المسلم | الدعاء عند إغماض الميت | اللهم اغفر لفلان باسمه وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِفُلَانٍ (بِاسْمِهِ) وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ (1).

Allahummagh-fir li-name the dead- warfaAA darajatahu fil-mahdiyyeen, wakhlufhu fee AAaqibihi fil-ghabireen, waghfir lana walahu ya rabbal-AAalameen wafsah lahu fee qabrih, wanawwir lahu feeh.
‘O Allah, forgive -here the name of the deceased is mentioned- and raise his rank among the rightly guided, and be a successor to whom he has left behind, and forgive us and him O Lord of the worlds. Make spacious his grave and illuminate it for him.’ A successor: one who succeeds another due to the latter’s absence or death. This is the correct meaning of the word khaleefah; thus, it is incorrect to believe that Adam is the khaleefah (vicegerent, as is commonly translated) of Allah on earth because Allah is never absent, and will never die. This supplication proves the correct understanding of this term and shows that Allah succeeds us and guards whom we leave behind when we die or are absent (also refer to supplication #198).


(1) مسلم، 2/ 634، برقم 920.

شرح معنى اللهم اغفر لفلان باسمه وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

532- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَلَمَةَ، وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ»، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: «لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ؛ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِى الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ»(1) .
533- وفي لفظ آخر لمسلم: «وَاخْلُفْهُ فِي تَرِكَتِهِ»، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَوْسِعْ لَهُ فِي قَبْرِهِ»، وَلَمْ يَقُلِ: «افْسَحْ لَهُ»، وَزَادَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: وَدَعْوَةٌ أُخْرَى سَابِعَةٌ نَسِيتُهَا(2) .
534- ولفظ أحمد: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَلَمَةَ، وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ»، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللهُمَّ افْسَحْ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ»(3) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللهمّ»: قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: «لا خلاف أن لفظة: «اللهمّ» معناها يا اللَّه؛ ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب، فلا يقال اللَّهمَّ غفور رحيم، بل يقال: اللّهمّ اغفر لي وارحمني»(4) .
2- قوله: «اغفر لفلان باسمه»: قال ابن منظور: «الغَفُورُ الغَفّارُ... وَمَعْنَاهُمَا: السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ، الْمُتَجَاوِزُ عَنْ خَطَايَاهُمْ وَذُنُوبِهِمْ... غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً: سَتَرَهُ.
وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ غَفَرْته؛ ... وَمِنْهُ: غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي: سَتَرَهَا
»(5) ، وقوله: «لفلان»: قال ابن منظور : «فُلانٌ وفُلانَةُ: كِنَايَةٌ عَنْ أَسماء الْآدَمِيِّينَ»(6) .
3- قوله: «وارفع درجته»: قال ابن علان : «المراد واجعل له درجة عليَّة عندك»(7) .
4- قوله:«المهديين»: أي: الذين هداهم اللَّه للإيمان به، وتوحيده، واتّباع رسله، وأصل الهدى أن تقود إلى النجاة والفلاح، قال في النهاية: المهدي الذي قد هداه اللَّه إلى الحق، وقد استعمل في الأسماء، حتى صار كالأسماء الغالبة، وبه سمي المهدي الذي بشر به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه يجيء في آخر الزمان، ويريد بالخلفاء المهديين: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً رضي الله عنهم، وإن كان عاماً في كل من سار سيرتهم(8) .
5- قوله: «واخلفه في عقبه» أي: أجزل لأهله، وذريته العطاء، والعوض، والخلف أن يعقب المتأخر المتقدم، قال في النهاية: «الخلف بالتحريك، والسكون: كل من يجيء بعد من مضى»(9) ، وقال أيضاً: «يقال خَلَفَ اللَّه لك خلفاً بخير، وأخْلف عليك خيراً: أي: أبْدَلك بما ذَهَب منك، وعَوَّضَك عنه، وقيل: إذا ذَهب للرَّجل ما يَخْلُفه، مثل: المال، والولد، قيل: أخْلف اللَّه لك، وعَلَيْك، وإذا ذَهَبَ له ما لا يَخْلفه غالباً، كالأب، والأمّ قيل: خَلف اللَّه عليك، وقد يقال: خَلَفَ اللَّه عليك، إذا مات لك ميِّت: أي: كان اللَّه خَلِيفَة عليك، وأخْلَف اللَّه عَلَيْك: أي: أبْدَلك»(9) .
وقال القرطبي: «أي: كن الخليفة على من يتركه من عقبه، ويبقى بعده»(10) .
6- قوله: «الغابرين» أي: الباقين، قال اللَّه عز وجل: ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾(11) ، والغابر تأتي بمعنى الباقي، أو بمعنى الماضي الذي ذهب، قال في النهاية: «يحتمل الغابر هاهنا الوجهين: يعني الماضي، والباقي؛ فإنه من الأضداد، قال: والمعروف الكثير أن الغابر الباقي، وقال غير واحد من الأئمة: إنه يكون بمعنى الماضي»(12) .
7- قوله: «واغفر لنا وله»: قال ابن علان : «هذا من باب الخضوع لمقام الربوبية»( )، وقال القاري : «واغفر لنا يصح أنها لتعظيم نفسه الشريفة، وله ولغيره من الصحابة أو الأمة، وله أي: أبي سلمة خصوصاً، وكرر ذكره تأكيداً»(7) .
8- قوله: «يا ربّ العالمين»: قال ابن علان : «مناسبة ختم الدعاء به واضحة؛ إذ من كان موجداً للعالم، مالكاً أمورهم، مصلحاً شؤونهم، هو الذي يطلب منه ذلك، والعالَمين - بفتح اللام - اسم جميع عالم، لاجمعه ... والجمع لا يكون أخص من مفرده، وقيل جمعه مراداً به العموم للعقلاء، وغيرهم، وغلب العقلاء لشرفهم»(7) .
9- قوله: «افسح له في قبره» أي: وسعه ونعمه فيه، قال ابن عثيمين رحمه الله: «وافسح له في قبره، أي: وسع له في قبره»(13) .
10- قوله: «ونوِّر له فيه»: قال العلامة ابن عثيمين : «ونور له فيه؛ لأن القبر ظلمة، إلا من نوّره اللَّه عليه، نوّر اللَه قبورنا»(13) .
11- قوله: «شق بصره»: أي: رفعه، قال الإمام النووي: «قولها: «شقَّ بصرُه»، هو بفتح الشين، وبصرُه برفع الراء فاعل شقّ، هكذا الرواية فيه باتفاق الحفاظ وأهل الضبط، قال صاحب الأفعال: يُقال شقّ بصرُ الميت»(14) ، وقال أيضاً: شقّ الميتُ بصرَه: إذا شخص أي: شخص بصره، يقال: شق بصر الميت، ولا يقال: شق الميت بصره، والمعنى: أنه ينظر إلى الشيء، لا يرتد إليه طرفه»(15) ، وذلك بعد معاينة ملك الموت.
يعني أن الإنسان إذا حضره الموت؛ فإن الميت في الغالب يشخص بصره، ينفتح باتساع يشاهد الروح إذا خرجت من البدن؛ لأن الروح إذا خرجت من البدن لها جسم، لكنه جسم لا يراه الناس، لا يراه إلا الميت والملائكة فقط، وتأخذها... وقد شق بصره يعني اتسع وانفتح، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أنه مات (16) .
12- قوله: «فأغمضه»: دليل على استحباب إغماض الميت، وأجمع المسلمون على ذلك، والحكمة فيه أن لا يقبح بمنظره لو ترك إغماضه(15) .
قال القرطبي: «وإغماض الميت: شدّ أجفانه بعد موته، وهو سنّة عَمِل بها المسلمون كافّةً ، ومقصوده: تحسين وجه الميت، وسترُ تغيُّرِ بصره»(10) .
13- قوله: «فضج» أي: ارتفعت أصواتهم حزنًا على وفاة أبي سلمة، قال في النهاية: «الضجيج: الصياح عند المكروه، والمشقة، والجزع(17) .
14- قوله: «إن الروح إذا قُبض تبعه البصرُ
»، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «فذلك حين يتبع بصرُه نفْسَه»، يدلّ على أن الروح والنفس عبارتان عن معنى واحد، وهو الذي يُقبض بالموت ، والله أعلم، وفيهما ما يدلّ على أن الموت ليس عدمًا، ولا إعدامًا، وإنما هو انقطاعُ تعلُّقِ الروحِ بالبدن، ومفارقتُه، وحيلولةٌ بينهما، ثم إنّ البدن يبلى، ويفنى، إلا عَجْب الذنب الذي منه بُدئ خلقُ الإنسان، ومنه يركب الخلق يوم القيامة»(10) .
وقال الصنعاني: «البصر يتبع الروح أي ينظر أين يذهب»(18) .

ما يستفاد من الحديث:

1- فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولون، ثم قال: اللّهمّ اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه، واخلفه في عقبه في الغابرين، دعوات خمس تزن الدنيا وما عليها: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه، واخلفه في عقبه.
إحدى هذه الدعوات عرفناها، والباقي إن شاء اللَّه مجاب، الذي عرفناه أن النبي صلى الله عليه وسلم خلف أبا سلمة في عقبه، فكان زوج امرأته، وكان مربِّي أولاده، يعني عاشوا في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم، والمهم أن على المرء أن يصبر عند المصائب أين كانت، ويسترجع، ويقول: اللهم أْجرني في مصيبتي، واخلفني خيراً منها، ولا بأس أن يبكي البكاء الطبيعي الذي ليس فيه نَوْح؛ فإن هذا حصل من خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم واللَّه الموفق»(19) .
2- استحباب تغميض الميت بعد التحقق من الموت، وليس قبل ذلك، ويُلحق بهذا توجيه وجهه للقبلة عند الاحتضار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتًا»(20) .
ويستحب أيضًا ربط لحييه مخافة دخول الهوام في بطنه قبل الدفن، وبعده، وكذلك تليين مفاصله برفق حتى يسهل تغسيله(21) .
3- الروح إذا خرجت؛ فإن البصر يتبعها إلى أين تذهب، وهي عبارة عن أجسام لطيفة متخللة في البدن، وتذهب الحياة من الجسد بذهابها(22) .
4- النهي عن الضجيج والنياحة حال الموت، وبعده، ووجوب التسليم، والرضا بقدر اللَّه، تقول أم سلمة ل: لما مات أبو سلمة رضي الله عنه قلت: غريب، وفي أرض غربة، لأبكينّه بكاءً يتحدث عنه، فكنت قد تهيأت للبكاء عليه، إذ أقبلت امرأة من الصعيد – أي: عوالي المدينة – تريد أن تساعدني في البكاء، فاستقبلها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: «أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتًا أخرجه اللَّه منه» مرتين؟ تقول أم سلمة: فكففت عن البكاء فلم أبكِ(23) .
5- من دعا بهذا الدعاء موقنا بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم يعوضه اللَّه عن مصيبته، ويفتح له أبواباً أفضل مما فقد، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: «قالت اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها وتقول في نفسها: من خير من أبي سلمة؟ أبو سلمة زوجها، يحبها وتحبه، من يكون خيراً من أبي سلمة؟ هي ما شكّت في الخبر، هي توقن أنه صِدْقٌ؛ لكن تقول: من يكون هذا؟ فما إن انتهت عدتها، حتى خطبها النبي صلى الله عليه وسلم، فكان خيراً من أبي سلمة، فأخلف اللَّه لها خيراً من مصيبتها، وصار النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يربي أولادها: أولادها صاروا تحت الرسول صلى الله عليه وسلم»(19) .
6- استحباب الدعاء للميت بما ينفعه في القبر، ويوم القيامة، والدعاء لأهله بأن يخلف اللَّه عليهم، وأن الملائكة تؤمّن على ذلك، فلا يقول أهله إلا خيرًا، ويفهم من الحديث كذلك إثبات نعيم القبر وعذابه.
7- الروح: تخرج من بدن الإنسان، ويبقى لها إدراك، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: والذي ترشد إليه الآثار الدينية أنها تخرج من بدن الإنسان، فيكون الموت، وأنها تبقى ذات إدراك: تسمع السلام عليها، وتعرف من يزور قبر صاحبها، وتدرك لذة النعيم، وألم الجحيم، وأن مقرها يختلف بعد مفارقة البدن بتفاوت درجاتها عند اللَّه، ولا مانع للبحث عن حقيقتها، أما من استدل بقول اللَّه عز وجل: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾(24) ، فقد رجح بعض العلماء أن المراد منها هو القرآن نفسه، وقد سماه اللَّه روحًا ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾(25) ، وسابق الآية ولاحقها يرشد إلى صحة هذا الرأي، أما تحضير الأرواح، وتسخيرها فهو خداع، وإلهاء(26) .
8- كلمة «الروح» لها عدة معانٍ في الكتاب العزيز: المعنى الأول: القرآن: لقوله عز وجل: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾(25) .
المعنى الثاني: مادة الحياة: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾(24) .
المعنى الثالث: جبريل عليه السلام لقوله عز وجل: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾(27) .
المعنى الرابع: الرحمة والنصر: لقوله عز وجل: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾(28) .
المعنى الخامس: الوحي: لقوله عز وجل: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾(29) (30) .
9- السخط لا يغير مما قضى اللَّه شيئاً، فـ«المؤمن: مؤمن القلب باللَّه، مؤمن بقضاء اللَه، يعلم أنه لا يمكن أن تتغير الحال عما كان، وأن هذا أمر قضي وانتهى، كتب قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، جفت الأقلام، وطويت الصحف، لا يمكن أن تتغير الحال عما كان، مهما كان، إذاً ما الفائدة من الجزع؟ ما الفائدة من السخط؟ ما هو إلا أمر، أو وحي من الشيطان ليحرمك الأجر من جهةٍ؛ وليعذب به الميت من جهةٍ أخرى، فعليك يا أخي أن تتقي اللَّه عز وجل، وأن تصبر، وتحتسب، وأن تقول كما أثنى اللَّه على من يقوله: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾(31) .
من هم؟ ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾(32) .
، هكذا يجب على الإنسان أن يصبر، ويحتسب الأجر، ويعلم أن الحزن، والبكاء، بالنياحة لا يغني شيئاً، انتهى كل شيء، لو أن أحداً سافر، وأصيب بحادث، هل يقول: لو أني ما سافرت كنت سلمت، هل يسلم من الحادث؟ لا،؟لا يمكن، كما قال اللَّه تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾(33) ، قال اللَّه تعالى: ﴿قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾(33) ، لا فرار من الموت إذاً عليك أن تصبر وتحتسب وأن تقول: إنا للَّه، وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلفني خيراً منها، يؤجرك اللَّه في مصيبتك، ويخلف عليك خيراً منها
»(34) .
10- ينبغي على من يقوم بالغسل، والتكفين أن يحسن ذلك الأمر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا وَلِيَ أحدُكم أخاه، فَلْيُحْسِنْ كفنَه؛ فإنهم يبعثون في أكفانِهم، ويتزاورون في أكفانِهم»(35)، ترجمة رقم 490، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 845، وفي لفظ آخر: «إذا وَلِيَ الرجل كَفَنَ أخيه فَلْيُحْسِنْ كفنَه، فإنهم يتزاورون فيها»، أخرجه محمد بن المسيب الأرغيانى كما في التدوين للرافعي، 3/ 69، والبيهقي في شعب الإيمان، 7/ 10، برقم 9268.
قال العيني في عمدة القاري، 8/ 220: «مسلم، برقم 943 عنه جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه»، ورواه الترمذي أيضاً، ولفظه: «إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه»، برقم 995، وفي رواية الحارث بن أسامة وأحمد بن منيع: «إذا ولي أحدكم أخاه، فليحسن كفنه؛ فإنهم يبعثون في أكفانهم، ويتزاورون في أكفانهم»، ورواية الترمذي في ابن ماجه، برقم 1474، وصحيح بن حبان، 7/ 306، برقم 3034، وقوّى إسناده محقق ابن حبان، والنسائي، برقم 1895، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، برقم 846 /55 .
11- الواجب على الإنسان أن يتصبر ويحتسب الأجر عند الله ويعلم أن عظم الثواب من عظم المصاب وأنه كلما عظمت المصيبة كثر الثواب(19) .

1 مسلم، برقم 920
2 مسلم، برقم 8- (920)
3 مسند أحمد، 44/ 165، برقم 26543، وابن حبان، 15/ 515، برقم 7041، وصححه محققو المسند، 44/ 165، والألباني في التعليقات الحسان، برقم 7001
4 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
5 لسان العرب، 5/ 25، مادة (غفر)،
6 لسان العرب، 13/ 324، مادة (فلن)
7 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 6/ 216
8 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 253، مادة (هدي)
9 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 64، مادة (خلف)
10 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 8/ 50
11 سورة الأعراف، الآية: 83
12 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 336، مادة (غبر)
13 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 741
14 الأذكار النووية للإمام النووي، ص 195
15 شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 462
16 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 919
17 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 74، مادة (ضجج)
18 سبل السلام شرح بلوغ المرام، 1/ 238
19 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 1658
20 أبو داود، كتاب الوصايا، باب ما جاء في التشديد في أكل مال اليتيم، برقم 2875، والحاكم، 1/ 59، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 2499
21 أحكام الجنائز لابن عثيمين، ص 274، 275، وقال رحمه الله: «أما ربط لحييه، وتليين مفاصله، فلم يرد فيهما دليل أثري، إنما دليل نظري»
22 انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 223
23 مسلم، كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت، برقم 922
24 سورة الإسراء، الآية: 85
25 سورة الشورى، الآية: 52
26 انظر: أحكام الجنائز، لابن عثيمين، ص 12، 13
27 سورة الشعراء، الآية: 193
28 سورة يوسف، الآية: 87
29 سورة النحل، الآية: 2
30 انظر هذه المعاني في شرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين :، شرح الحديث رقم 396، ومجموع الفتاوى له، 4/ 105 وما بعدها
31 سورة البقرة، الآية: 155
32 سورة البقرة، الآية: 156
33 سورة آل عمران، الآية: 168
34 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث 1658
35 أخرجه الخطيب، 9/80، والعقيلي، 2
36 . 11- الواجب على الإنسان أن يتصبر ويحتسب الأجر عند الله ويعلم أن عظم الثواب من عظم المصاب وأنه كلما عظمت المصيبة كثر الثواب


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب