يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في حي على الصلاة و حي على

حصن المسلم | أذكار الأذان | يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في حي على الصلاة و حي على

يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ إِلَّا فِي حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ فَيَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (1).

‘One repeats just as the mu-aththin (one who calls to prayer) says, except when he says: Hayya AAalas-salah (or) hayya AAalal-falah ‘come to prayer, come to success’ instead, one should say: La hawla wala quwwata illa billah.
‘There is no might nor power except with Allah.


(1) البخاري، 1/ 152، برقم 611، ورقم 613، ومسلم، 1/ 288، برقم 383.

شرح معنى يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في حي على الصلاة و حي على

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

93- لفظ البخاري: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ» (1) .
94- وفي لفظ آخر للبخاري: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه (2) ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى المِنْبَرِ، أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ»، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «وَأَنَا»، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «وَأَنَا»، فَلَمَّا أَنْ قَضَى التَّأْذِينَ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَذَا المَجْلِسِ، «حِينَ أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، يَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ مِنِّي مِنْ مَقَالَتِي» (3) .
95- ولفظ مسلم: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّة» (4) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «يقول مثل ما يقول المؤذن»، والمثلية هنا ليست في الهيئة والكيف، ولكن في اللفظ فقط؛ لأن المؤذن يقول بصوت مرتفع ليسمع الآخرين، ولكن نحن إذا كنا في المسجد أو في الطريق أو في البيت أو في أي مكان إنما نحكي قول المؤذن لأنفسنا لا للغير؛ لأننا لا ننادي أحداً يأتي إلينا (5) .
2- قوله: «حي على الصلاة» أي: هلموا إلى إقامة الصلاة بخشوع في قلوبكم وقوالبكم، وقال الطيبي : «والمعنى: هلموا إليها، وأقبلوا، وتعالوا مسرعين... لما قيل: حي، أي أقبل، قيل له: علي أي شيء؟ أجيب: على الصلاة» (6) .
3- قوله: «حي على الفلاح» أي: أسرعوا إلى الفوز العاجل والنعيم الآجل، وقال ابن الأثير : «حي» بمعنى: هَلُمَّ، وأقْبِلْ، وهي اسم لفعل الأمر، والفلاح: الفوز، وقيل البقاء» (7) .
4- قوله: «لا حول ولا قوة إلا باللَّه»: هي كلمة استسلام وتفويض؛ لأن العبد لا يملك من أمره شيئًا فللِّه الحول والقوة، فلا تحوّل من حال إلى حال إلا باللَّه، وقال العلامة ابن رجب : «لا تحول للعبد من حال إلى حال، ولاقوة له على ذلك إلا باللَّه ... فالعبد محتاج إلى الاستعانة باللَّه ... فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه» (8) .
5- قوله: «إذا سمعتم المؤذن»: السمع: قوة في الأذن به يدرك الأصوات، وفعله يقال له السمع أيضا (9) ، والمؤذن: كل من يعلم بشيء نداءً (10) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «كَانَ هَذَا مُجْمَلًا، وَفَسَّرَهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّهُ يَقُولُ عِنْدَ الْحَيْعَلَةِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ»، فَإِنَّ الْخَاصَّ الْمُفَسَّرَ يَقْضِي عَلَى الْعَامِّ الْمُجْمَلِ (11) .
6- قوله: «اللّه أكبر» قال ابن الأثير : «معناه اللّه الكْبير، وقال النحويون: معناه اللّه أكبر من كل شيء» (12) .
7- قوله: «أشهد أن لا إله إلا اللَّه»: أي أشهد أن لا شريك للَّه، ولا رب غيره، فأشهد: «مَعْنَاهُ، أَعْلَمُ وَأُبَيِّنُ، وأقضي، وحَقِيقَةُ الشَّهَادَةِ هُوَ تَيَقُّنُ الشَّيْءِ، وَتَحَقُّقُهُ مِنْ شَهَادَةِ الشَّيْءِ أَيْ حُضُورِهِ » (13) ، ومعناها: لا معبود بحق إلا اللَّه عز وجل.
8- قوله: «أشهد أن محمداً رسول اللَّه»: القطع الجازم أن محمداً عبدٌ مُرسلٌ من قبل اللَّه، ختم اللَّه به الرسل، وأنه بلغ ما أرسله اللَّه به، وما كتم من ذلك شيئاً، وأن رسالته عامة: للجن والإنس إلى قيام الساعة، قال العيني : «أي: وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، وهو اسم مأخوذ من الحمد، يقال: حمدت الرجل فأنا أحمده إذا أثنيت عليه بجلائل خصاله، فإذا بلغ النهاية في ذلك وتكامل فيه المناقب والمحاسن فهو محمد، ... والمعنى: إذا حمدتُ أحداً فأنت محمدٌ، وإذا حمدني أحدٌ فأنت أحمدُ» (14) .
9- قوله: «ثم قال: لا إله إلا اللَّه، قال: لاإله إلا اللَّه من قلبه دخل الجنة»: قال القاضي عياض : «لأن فى حكايته لما قال المؤذن من التوحيد والإعظام، والثناء على اللَّه، والاستسلام لطاعته، وتفويض الأمور إليه بقوله عند الحيعلتين: «لا حول ولا قوة إِلا باللَّه...»، وإذ هي دعاء وترغيب لمن سمعها، فإجابتها لا تكون بلفظها، بل بما يُطابقها من التسليم والانقياد، بخلاف إجابة غيرها من الثناء والتشهدين بحكايتهما، وإذا حصل هذا للعبد فقد حاز حقيقة الإيمان، وجماع الإسلام، واستوجب الجنة» (15) .

ما يستفاد من الحديث:

1- استحباب إجابة المؤذن بالقول مثل قوله لكل من سمعه من متطهر، ومحدث، وجنب، وحائض مما لا مانع له من الإجابة كأن يكون في الخلاء أو في الصلاة.
2- الأصل أن من سمع النداء من المكلفين من الرجال غير أولي الأعذار أن يسارعوا لأداء الصلاة في المسجد وفي الجماعة الأولى مع الإمام الراتب.
3- إذا قال المؤذن في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم» أجابه السامع والمستمع بمثل ما يقول؛ لعموم الحديث ولا يقول صدقت وبررت كما يقول بعضهم؛ لعدم الدليل الصحيح.
4- وكذلك عند إقامة الصلاة يكرر ألفاظ الإقامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بين كل أذانين صلاة»، ثم قال في الثالثة: «لمن شاء» (16) ، وهذا رد على من يقول عند الإقامة: «أقامها اللَّه وأدامها» لضعف الحديث الوارد في ذلك (17) .
5- اتفق العلماء على استحباب الإنصات عند سماع الأذان ومشروعية إجابة المؤذن.
وقال بعضهم بالوجوب والصحيح أنه سنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمع مؤذنًا، فلما كبر قال: «على الفطرة» فلما تشهد قال: «خرج من النار» (18) ، فلما قال غير ما قال المؤذن كان الأمر مستحبًّا.
6- ذكر بلال رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الفجر.
فقيل: هو نائم.
فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم.
فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك (19) .
7- قول المؤذن: «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم» يعرف بـ: التثويب، وهو في اللغة (20) : العود ومنه الثواب، لأن منفعة عمله تعود إليه ومنه ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ﴾ سورة البقرة، الآية: 125 ؛ لأن الناس يعودون إليه وسميت المرأة ثيبًا؛ لأنها ترجع إلى أهلها بوجه غير الأول.
وفي الاصطلاح: هو العود إلى الإعلام بعد الإعلام.
8- ويطلق التثويب على الإقامة لقوله: «حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل» (21) ، فَسمَّى الإقامة تثويبًا.
9- إذا كان الجو ممطرًا مطراً شديداً يشق على الناس، أو شديد البرد، يسن للمؤذن أن يقول: «الصلاة في الرحال أو صلوا في بيوتكم مكان حي على الصلاة.
وهذا هو فعل ابن عباس مع مؤذنه، ولما استغرب الناس ذلك قال لهم: فعله من هو خير مني صلى الله عليه وسلم
» (22) .

1 البخاري، برقم 611
2 أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري المدني، أبو أمامة، أمه حبيبة بنت أبى أمامة أسعد بن زرارة النقيب، و كانت من المبايعات، ولد سنة 8 هـ، مختلف في صحبته، توفي سنة 100 هـ، قال الحافظ ابن حجر: «له رؤية ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم». انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي، 1/ 238، وتقريب التهذيب، 1/ 157.
3 البخاري، كتاب الجمعة، باب يجيب الإمام على المنبر إذا سمع النداء، برقم 914
4 مسلم، كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل له الوسيلة، برقم 385
5 شرح بلوغ المرام، للشيخ عطية محمد سالم، 5/ 44
6 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 3/ 905
7 جامع الأصول في أحاديث الرسول، 5/ 277
8 العلوم والحكم، لابن رجب، ص 192
9 مفردات ألفاظ القرآن، لعبد الحميد الفراهي، 1/ 499، مادة (سمع)
10 مفردات ألفاظ القرآن، لعبد الحميد الفراهي، 1/ 23، مادة (أذن)
11 مجموع الفتاوى، ابن تيمية، 21/ 126
12 النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير، 4/ 52، مادة (كبر)
13 عون المعبود مع حاشية ابن القيم، 2/ 120
14 شرح سنن أبي داود للعيني، 1/ 394
15 إكمال المعلم بفوائد مسلم، 2/ 253
16 البخاري، كتاب الأذان، باب بين كل أذانين صلاة لمن شاء، برقم 627، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب بين كل أذانين صلاة، برقم 838
17 أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سمع الإقامة، برقم 528، وابن السني، ص 49، برقم 102، والبيهقي، 1/411، برقم 1797، قال الحافظ في التلخيص الحبير، 1/211: «هو ضعيف»، وضعفه الألباني في إرواء الغليل، برقم 241
18 مسلم، كتاب الصلاة، باب: الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سمع فيهم الأذان، برقم 382.
19 ابن ماجه، أبواب الأذان والسنة فيها، باب بدء الأذان، برقم 707، وصححه الألباني في تخريج فقه السيرة، 203، وفي غيره
20 انظر لسان العرب (2/144)، والصحاح (1/146)
21 متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب فضل التأذين، برقم 608، ومسلم، كتاب الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، برقم 389.
22 البخاري، كتاب الأذان، باب الكلام في الأذان، برقم 616

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب