سبحان ربي الأعلى

حصن المسلم | دعاء السجود | سبحان ربي الأعلى

سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى (1).

Subhana rabbiyal-aAAla. (three times) ‘How perfect my Lord is, The Most High.’(three times)


(1) أخرجه أهل السنن، وأحمد: أبو داود، برقم 870، والترمذي، برقم 262، والنسائي، برقم 1007، وابن ماجه، برقم 897، وأحمد، برقم، 3514، وانظر: صحيح الترمذي، 1/83 .

شرح معنى سبحان ربي الأعلى

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

159- عَنْ حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، وَفِي سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، وَمَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَسَأَلَ، وَلَا بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا فَتَعَوَّذَ، وهذا لفظ أبي داود، والترمذي (1) .
160- وفي لفظ آخر لأبي داود: عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَكَانَ يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ - ثَلَاثًا - ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ»، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَكَانَ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، يَقُولُ: «لِرَبِّيَ الْحَمْدُ»، ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، فَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَكَانَ يَقْعُدُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي»، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقَرَأَ فِيهِنَّ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ، وَالْمَائِدَةَ، أَوِ الْأَنْعَامَ، شَكَّ شُعْبَةُ (2) .
161- وفي لفظ مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ.
قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ» (3) .
162- ولفظ أحمد عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ»، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ رَكَعَ، وَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَانَ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: «لِرَبِّيَ الْحَمْدُ، لِرَبِّيَ الْحَمْدُ»، ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَانَ مَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنَ السُّجُودِ، وَكَانَ يَقُولُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي»، قَالَ: حَتَّى قَرَأَ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ، وَالْمَائِدَةَ، وَالْأَنْعَامَ، شُعْبَةُ الَّذِي يَشُكُّ فِي الْمَائِدَةِ وَالْأَنْعَامِ» (4) .
163- ولفظ ابن ماجه: عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ, ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى, ثَلاَثَ مَرَّاتٍ» (5) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «سبحان»: التسبيح: التنزيه، والتقديس، والتبرئة من النقائص، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعاً، يقال: سبحته أسبحه تسبيحاً، وسبحاناً، فمعنى سبحان اللَّه: تنزيه اللَّه، وهو نصب على المصدر بفعل مضمر، كأنه قال: أبرئ اللَّه من السوء براءة (6) .
2- قوله: «ربي»: الرب يطلق في اللغة على: المالك، والسيد المدبر، والمربي، والقيم، والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلا على اللَّه تعالى وإذا أطلق على غيره أضيف فيقال رب كذا (7) .
3- قوله: «الأعلى»: قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «وَذَلِكَ أَنَّ السُّجُودَ غَايَةُ الْخُضُوعِ وَالذُّلِّ مِنَ الْعَبْدِ، وَغَايَةُ تَسْفِيلِهِ وَتَوَاضُعِهِ: بِأَشْرَفِ شَيْءٍ فِيهِ لِلَّهِ - وَهُوَ وَجْهُهُ - بِأَنْ يَضَعَهُ عَلَى التُّرَابِ، فَنَاسَبَ فِي غَايَةِ سُفُولِهِ أَنْ يَصِفَ رَبَّهُ بِأَنَّهُ الْأَعْلَى، وَالْأَعْلَى أَبْلَغُ مِنْ الْعَلِيِّ؛ ... فَلَمَّا كَانَ السُّجُودُ غَايَةَ سُفُولِ الْعَبْدِ، وَخُضُوعِهِ... فَهُوَ سُبْحَانَهُ الْأَعْلَى، وَالْعَبْدُ الْأَسْفَلُ» (8) .

ما يستفاد من الحديث:

1- ذكر العلو في السجود في غاية المناسبة؛ لأن لكل مقام مقال؛ ولأن اللَّه منزه عن السفول، فهو سبحانه في العلو على العرش، مستوٍ عليه على الوجه اللائق به، فالاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة.
2- إثبات صفة العلو لله عز وجل وعلوه على أقسام وكلها متلازمة: أ – علو الذات: وهو أنه مستوٍ على عرشه، مطلع على أحوال العباد، ومدبر لأمورهم الظاهرة والباطنة، قال اللَّه عز وجل: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ سورة طه، الآية: 5 .
ب – علو القهر: أي إن نواصي الخلق كلهم بيده، لا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، قال اللَّه سبحانه وتعالى: ﴿سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ سورة الزمر، الآية: 4 .
جـ - علو القدر: أي أن صفاته كلها عُليا، ليس فيها نقص، ولا عيب، قال اللَّه عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ سورة النحل، الآية: 60 .
قال ابن القيم: وهو العلي فكل أنواع العلو له فثابتة بلا نكران (9) 3- وقد ورد ذكر الأعلى في القرآن في موضعين: 1 – ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ سورة الأعلى، الآية: 1 .
2 – ﴿إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾ سورة الليل، الآية: 20 .
وجاء المتعال مرة واحدة: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ سورة الرعد، الآية: 9 .
وجاء اسم العلي في أربعة مواضع: 1 – ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ سورة البقرة، الآية: 255 .
2 – ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ سورة الحج، الآية: 62 .
3 - ﴿فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ سورة غافر، الآية: 12 .
4 – ﴿ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ سورة الشورى، الآية: 51 (10) .
4- الحكمة من السجود أنه من كمال التعبد للَّه، والذل له؛ فإن الإنسان يضع أشرف ما فيه، وهو وجهه، بحذاء أسفل ما فيه، وهو قدمه، ومع هذا النزول يكون أقرب للَّه تعالى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» (11) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فما تواضع أحد لله إلا رفعه اللَّه» (12) ؛ ولهذا ينبغي لنا أن تسجد قلوبنا قبل أن تسجد جوارحنا؛ ليتحقق المقصود من الصلاة (13) .
5- من فضائل السجود ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم: «إن اللَّه حرم على النار أن تأكل أثر السجود» (14) ، وهذا في حق من دخل النار من عصاة المؤمنين لكي يتطهروا من ذنوبهم قبل دخول الجنة، وهذا يقع إذا لم يتب عليهم ربهم، ويعفو عنهم، إلا أنهم إذا دخلوا فلا تؤثر النار في أعضاء السجود كرامة لهذه الأعضاء.
قال بعضهم: يا رب أعضاء السجود أعتقتها من فضلك الوافي وأنت الباقي والعتق يسري في الغنى يا ذا الغنى فامنن على الفاني بعتق الباقي وهذا الشاعر توسل إلى اللَّه بعتق أعضاء السجود إلى أن يعتق جميع البدن لسريان العتق إليه (15) .

1 أخرجه أبو داود، برقم 871، والترمذي، برقم 262، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 83
2 أخرجه أبو داود، ورقم 874، وصححه الألباني
3 مسلم، برقم 872
4 أخرجه أحمد، برقم، 3514
5 أخرجه ابن ماجه، برقم 888، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 1/ 168
6 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 330
7 النهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 178
8 مجموع الفتاوى، 5/ 238، وتقدم مستوفى في شرح المفردة رقم 3 من مفردات حديث المتن رقم 33
9 النونية، 2/213، 214
10 انظر النهج الأسمى للنجدي، 1/323
11 مسلم، كتاب الصلاة، بَابُ مَا يُقَالُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، برقم 482
12 مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، بَابُ اسْتِحْبَابِ الْعَفْوِ وَالتَّوَاضُعِ، برقم 2588
13 انظر: الشرح الممتع، 3/ 118
14 البخاري، كتاب الأذان، باب فضل السجود، برقم 806، ومسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، برقم 182.
15 الشرح الممتع لابن عثيمين، 3/ 119، 120

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 28, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب