اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في

حصن المسلم | الدعاء عند رؤية باكورة الثمر | اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في

اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا (1).

Allahumma barik lana fee thamarina, wabarik lana fee madeenatina, wabarik lana fee saAAina wabarik lana fee muddina.
‘O Allah, bless our fruit for us, bless our town for us, bless our saAA for us and bless our mudd for us.’ A saAA is equivalent to four mudds and a mudd is equivalent to a dry measure of an average man’s two palms.


(1) مسلم، 2/ 1000، برقم 1373.

شرح معنى اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

632- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ جَاؤُوا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ، وَخَلِيلُكَ، وَنَبِيُّكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ مَعَهُ»، قَالَ: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ لَهُ، فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَرَ» (1).
633- وفي رواية لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْتَى بِأَوَّلِ الثَّمَرِ، فَيَقُولُ: «اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَفِي ثِمَارِنَا، وَفِي مُدِّنَا، وَفِي صَاعِنَا بَرَكَةً مَعَ بَرَكَةٍ»، ثُمَّ يُعْطِيهِ أَصْغَرَ مَنْ يَحْضُرُهُ مِنَ الْوِلْدَانِ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه صلى الله عليه وسلم قال: ثم ذكر الدعاء (2).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم »: قال الطيبي : «إنما كانوا يؤثرونه بذلك على أنفسهم حبًا له وكرامة لوجهه المكرم؛ وطلبًا للبركة فيما جدد الله عليهم من نعمة، ويرونه أولى الناس بما سيق إليهم من رزق ربهم» (3).
2- قوله: «أول الثمر»: أي: بعد أن يبدو صلاحه، قال ابن الأثير :: «الثَّمَرَة: مَا ينْتجُه الشَّجَرُ» (4).
3- قوله: «بمثل ما دعاك»: قال الطيبي :: «يعني وارزقهم من الثمرات بأن تجلب إليهم من البلاد؛ لعلهم يشكرون النعمة في أن يرزقوا أنواع الثمرات حاضرة في وادٍ يبابٍ، ليس فيه نجم، ولا شجر، ولا ماء، لا جرم أن اللَّه عز وجل أجاب دعوته، فجعله حرمًا آمنًا تجبى إليه ثمرات كل شيء رزقًا من لدنه» (5).
4- قوله: «إن إبراهيم»: قال النووي : «إبراهيم خليل الرحمن، صلوات اللَّه عليه وسلامه هو أبو إسماعيل إبراهيم بن آزر أنزل اللَّه تعالى عليه صحفًا... وجعل له لسان صدق في الآخرين، أي: ثناء حسنًا، فليس أحد من الأمم إلا يحبه، وأكرمه بالخلة، وبأن جعل أكثر الأنبياء من ذريته، وختم ذلك سبحانه وتعالى بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والآيات الكريمة في بيان أحواله معلومة» (6).
5- قوله: «وخليلك»: قال ابن الأثير :: «والْخَلِيلُ: الصَّدِيق، فَعِيل بِمَعْنَى مُفاعِل، وَقَدْ يكُون بِمَعْنَى مَفْعول، وإنَّما قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ خُلَّتَهُ كَانَتْ مَقْصُورَة عَلَى حُبّ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَيْسَ فِيهَا لِغَيرِه مُتَّسَع وَلَا شَرِكَة مِنْ مَحابِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهَذِهِ حَال شَرِيفَة لَا يَنَالها أحدٌ بِكسْب واجْتِهاد، فإنَّ الطِّبَاع غالبَة، وإنَّما يَخُصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَاِده مِثْل سَيِّد الْمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ» (7).
6- قوله: «لمكة»: قال ابن منظور : «ومَكَّةُ: مَعْرُوفَةٌ، الْبَلَدُ الْحَرَامُ، قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقِلَّةِ مَائِهَا، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يَمْتَكُّون الْمَاءَ فِيهَا أَيْ: يَسْتَخْرِجُونَهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ مَكَّةَ لأَنها كَانَتْ تَمُكُّ مَنْ ظَلَم فِيهَا وأَلْحَدَ أَيْ: تُهْلِكُهُ» (8).
7- قوله: «اللَّهم بارك لنا»: البركة هي كثرة الشيء ونماؤه.
قال المباركفوري :: «الْبَرَكَةِ وَهِيَ زِيَادَةُ الْخَيْرِ وَنُمُوُّهُ، وَدَوَامُهُ » (9)، وقال ابن عبد البر :: «وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا» يُرِيدُ نَفْسَهُ وَأَصْحَابَهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ، وَصَدَّقُوهُ، وَاتَّبَعُوهُ عَلَى دِينِهِ، فِي زَمَانِهِ، وَتُدْرِكُ بَرَكَةُ تِلْكَ الدَّعْوَةِ فِي قَوْلِهِ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا» كُلَّ مَنْ كَانَ حَيًّا، مَوْلُودًا فِي مُدَّتِهِ، وَكُلَّ مَنْ آمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ عز وجل» (10).
8- قوله: «في ثمرنا»: في ثمرنا أي: في أوله وآخره بجميع أنواعه، 9- قوله: «وبارك لنا في مدينتنا» أي: المدينة النبوية، قال ابن منظور :: «وَالْمَدِينَةُ: اسْمُ مَدِينَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، خَاصَّةً غَلَبَتْ عَلَيْهَا تَفْخِيمًا لَهَا، شرَّفها اللَّهُ وَصَانَهَا» (11).
10- قوله: «وبارك لنا في صاعنا»: الصاع نوع من المكاييل، وهو أربعة أمداد، قال ابن الأثير: «الصَّاع فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ مِكْيال يَسَع أرْبَعة أمْدادٍ.
والمدُّ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَقِيلَ هُوَ رِطْلٌ وَثُلُثٌ بِالْعِرَاقِيِّ، وَبِهِ يقولُ الشَّافِعِيُّ وفُقهاء الْحِجَازِ.
وَقِيلَ هُوَ رطْلان، وَبِهِ أَخَذَ أَبُو حَنِيفَةَ وفُقهاء العِرَاق، فيكونُ الصَّاع خمسةَ أرْطال وثلُثاً، أَوْ ثَمَانِيَةَ أرْطال
» (12)، والصاع أربعة أمداد، والمد ملء كفي الرجل المعتدل.
11- قوله: «وبارك لنا في مدنا»: هو ملء كفي الرجل معتدل الكفين، قال ابن الأثير :: «المُدّ: بِالضَّمِّ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ رِطْلٌ وثُلُث بِالْعِرَاقِيِّ، عِنْدَ الشافعيِّ وأهلِ الْحِجَازِ، وَهُوَ رِطلان عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، وأهلِ العِراق، وَقِيلَ: إِنَّ أصلَ المُدّ مُقدَّرٌ بِأَنْ يَمُدّ الرَّجُلَ يَدَيْهِ فيَملأ كَفّيه طَعَامًا» (13)، وقال الطيبي :: «المراد البركة في نفس المكيل بالمدينة بحيث يكفي المد فيها لمن لا يكفيه في غيرها» (5).
12- قوله: «ثم يدعو أصغر وليد»: قال الطيبي : «وأما إعطاؤه صلى الله عليه وسلم أصغر وليد يراه، فإنه من تمام المناسبة الواقعة بين الولدان وبين الباكورة، وذلك حدثان عهدهما بالإبداع، فخص به أصغر وليد يراه» (3).

ما يستفاد من الحديث:

1- جواز الطواف بالباكورة على الناس، والباكورة هي أول الثمرة، قال النووي : «كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ رَغْبَة فِي دُعَائِهِ صلى الله عليه وسلم فِي الثَّمَر، وَلِلْمَدِينَةِ وَالصَّاع وَالْمُدّ، وَإِعْلَامًا لَهُ صلى الله عليه وسلم بِابْتِدَاءِ صَلَاحهَا لِمَا يَتَعَلَّق بِهَا مِنْ الزَّكَاة وَغَيْرهَا ، وَتَوْجِيه الْخَارِصِينَ» (14).
2- عدم جواز بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها لقول ابن عمرب نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها نهى البائع والمبتاع (15).
3- استحباب إعطاء باكورة الثمرة لأصغر وليد يحضر من الولدان؛ لكونه أكثر الحاضرين رغبة فيها، وهذا من كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال.
4- فِيهِ بَيَان مَا كَانَ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَارِم الْأَخْلَاق، وَكَمَال الشَّفَقَة وَالرَّحْمَة، وَمُلَاطَفَة الْكِبَار وَالصِّغَار، وَخَصَّ بِهَذَا الصَّغِير لِكَوْنِهِ أَرْغَب فِيهِ، وَأَكْثَر تَطَلُّعًا إِلَيْهِ، وَحِرْصًا عَلَيْهِ» (14).
5- قال القاضي عياض :: «وفيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الرفق بالصغير والكبير، ومراعاة حقوق كل صنف منهم بحسبه، ودفع هذه الطرفة للصغار؛ إذ هم أولى بذلك لشدة حرصهم على مثل ذلك، وإعجابهم به، وقيل: يحتمل أن يفعل ذلك لطلب الأجر بدفعه لمن لا ذنب له، وإدخال المسرة عليه بذلك، وتخصيصه ذلك بأصغر وليد يحضره، لما لم يكن لقلتِه فيه ما نقسم على الولدان رحم أصغرهم به؛ إذ هو أولى بالألطاف ولقلة صبره، وحرصه وشرهه على مثل هذا بحسب صغره، وكلما كبر تخلق بأخلاق الرجال من الصبر والحياء وسماحة النفس، وقلة الشره» (16).
6- ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من تمام الأدب مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا يفعلون ذلك رغبة في دعائه، وإعلامًا له بابتداء صلاحها حتى يعلمهم ما يتعلق بها من الزكاة، وغيرها من الأمور.
7- استمرار البركة في المدينة منذ عهده صلى الله عليه وسلم، وإلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها وهذه البركة على قسمين: أ- بركة دينية وهي متمثلة في كون المدينة قبلة لطلب العلم الشرعي.
ب- بركة دنيوية وهي متمثلة في الكيل فإنها كيل مبارك أكثر من غيره.
8- قال الطيبي : «في إعطائه الوليد الثمر، بيان مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وكمال الشفقة، والرحمة ،وملاطفة الكبار والصغار، وخص به الصغير؛ لكونه أرغب وأكثر تطلعًا إليه، وحرصًا عليه» (3).
9- قال الباجي : «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا» يُرِيدُ أَخَذَهُ لِيَنْظُرَ إلَيْهِ وَيَدْعُوَ لَهُمْ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ فِي مَدِينَتِهِمْ يُرِيدُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَرَافِقِهَا وَمَنَافِعِهَا» (17).
10- وقال أيضاً: «اللَّهُمَّ إنَّ إبْرَاهِيمَ عَبْدُك وَخَلِيلُك وَنَبِيُّك وَإِنِّي عَبْدُك وَنَبِيُّك» يُرِيدُ إظْهَارَ وَسِيلَتِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَذِكْرَ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِ كَمَا أَنْعَمَ عَلَى إبْرَاهِيمَ، ثُمَّ قَالَ وَإِنَّ إبْرَاهِيمَ دَعَا لِمَكَّةَ يُرِيدُ صلى الله عليه وسلم قَوْلَهُ عز وجل: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾ (18)» (17).
11- وقال الباجي : أيضاً: «وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «وَإِنِّي أَدْعُوك لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاك بِهِ لِمَكَّةَ وَمِثْلِهِ مَعَهُ»... ويُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ أَنَّ إبْرَاهِيمَ أَيْضًا دَعَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِأَمْرِ آخِرَتِهِمْ، وَعَلِمَ هُوَ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ ذَلِكَ وَبِمِثْلِهِ مَعَهُ، فَيَعُودُ إلَى مِثْلِ مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ أَنَّ إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم دَعَا لِأَهْلِ مَكَّةَ فِي ثَمَرَاتِهِمْ بِبَرَكَةٍ قَدْ أَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ فِيهِ، وَأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم دَعَا لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي ثَمَرَاتِهِمْ أَيْضًا بِمِثْلِ ذَلِكَ وَمِثْلِهِ مَعَهُ، فَلَا يَكُونُ هَذَا دَلِيلًا عَلَى فَضْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَكَّةَ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّمَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْبَرَكَةَ فِي ثِمَارِهِمْ مِثْلُ الْبَرَكَةِ فِي ثِمَارِ مَكَّةَ، إمَّا لِقُرْبِ تَنَاوُلِهَا، أَوْ لِكَثْرَتِهَا، أَوْ لِفَضْلِهَا، أَوْ لِلْبَرَكَةِ فِي الِاقْتِيَاتِ بِهَا، أَوْ لِيُوصَلَ مَنْ يَقْتَاتُ بِهَا مِنْ الْمَدِينَةِ إلَى مِثْلَيْ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ مَنْ يَقْتَاتُ فِي مَكَّةَ بِثِمَارِهَا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ» (19).
12- قال الطيبي : «وإنما لم يذكر الخلة لنفسه - مع أنه أيضًا خليل اللَّه تعالى، على ما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه: «وقد اتخذ اللَّه صاحبكم خليلًا» (20) رعاية للأدب في ترك المساواة بين نفسه وبين آبائه وأجداده الكرام.
أقول [القائل الطيبي]: لو صرح به لقيل: عبدك وحبيبك، وفي عدم تصريحه به مع رعاية الأدب تنبيه على تنويهه، وجلالة شأنه، وأنه أرفع درجة، وأعظم قدرًا» (3).
13- وقال ابن عبد البر : «صَرْفُ الدُّعَاءِ بِالْبَرَكَةِ إِلَى مَا يُكَالُ بِالْمِكْيَالِ وَالصَّاعِ وَالْمُدِّ مِنْ كُلِّ مَا يُكَالُ، وَهَذَا مِنْ فَصِيحِ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَأَنْ يُسَمَّى الشَّيْءُ بِاسْمِ مَا قَرَبَ مِنْهُ، وَلَوْ لَمْ تَكُنِ الْبَرَكَةُ فِي كُلِّ مَا يُكَالُ، وَكَانَتْ فِي الْمِكْيَالِ لَمْ تَكُنْ فِي ذَلِكَ مَنْفَعَةٌ، وَلَا فَائِدَةٌ، بَلْ لَوْ رُفِعَتِ الْبَرَكَةُ مِنَ الْمُكَالِ، فَكَانَتْ فِي الْمِكْيَالِ كَانَتْ مُصِيبَةً، وَهَذَا مُحَالٌ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَقَدْ جَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْعُوَ بِمَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ» (21).
14- وقال أيضاً: «وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْإِنْفَاقَ بِالْكَيْلِ أَفْضَلُ مِنْهُ بِغَيْرِ الْكَيْلِ» (21).
15- من ثمار دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة للمدينة ما يأتي: أ- إخباره صلى الله عليه وسلم «أن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» (22)، ومعنى يأرز أي: ينضم ويجتمع.
ب- هلكة من يكيد لها لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يكيد لأهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء» (23) ومعنى انماع أي: ذاب.
ج- لا يدخلها الدجال ولا الطاعون، لقوله صلى الله عليه وسلم: «على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال» (24).
د- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعًا يوم القيامة أو شهيدًا» (25) ومعنى لأواء أي: شدتها.

1 مسلم، كتاب الحج، باب فضل المدينة، برقم 1373
2 مسلم، برقم 473-(1373)
3 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 2053.
4 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 221، مادة (ثمر).
5 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 2054.
6 تهذيب الأسماء واللغات، 1/ 98.
7 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 72، مادة (خلّ).
8 لسان العرب، 10/ 491، مادة (مكّ).
9 تحفة الأحوذي، 9/ 296، وتقدم في المفردة رقم 7، من مفردات حديث المتن رقم 179.
10 الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار، 26/ 11.
11 لسان العرب، 13/ 402، مادة (مدن).
12 النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 60)
13 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 308، مادة (صوع).
14 شرح النووي على صحيح مسلم، 9/ 146.
15 البخاري، كتاب البيوع، باب النهي للبائع أن لايُحفِّل الإبل، برقم 2194.
16 إكمال المعلم شرح صحيح مسلم، للقاضي عياض، 4/ 255.
17 المنتقى شرح الموطأ، 7/ 188.
18 سورة البقرة، الآية: 126.
19 المنتقى شرح الموطأ للباجي، 7/ 188.
20 صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، برقم 2383.
21 الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار، 26/ 10.
22 البخاري، أبواب فضائل المدينة، باب الإيمان يأرز إلى المدينة، برقم 1876.
23 البخاري، أبواب فضائل المدينة، باب إثم من كاد أهل المدينة، برقم 1877.
24 البخاري، أبواب فضائل المدينة، باب لا يدخل الدجال المدينة، برقم 1880. وكذلك مكة لا يدخلها الدجال لقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة...». البخاري، برقم 1881.
25 مسلم، كتاب الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة، والصبر على لأوائها، برقم 1377.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب