اللهم بارك فيه

حصن المسلم | دعاء من خشي أن يصيب شيئًا بعينه | اللهم بارك فيه

اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ (1).

The Evil Eye: To look at something and be impressed with it, causing harm to befall it. This “looking” may or may not involve jealousy, and can occur unintentionally, indeed be part of a person’s nature! A person can even inflict harm on himself. From the supplications for the protection against the Evil Eye: Allahumma barik AAalayh.
‘O Allah, send blessing upon him.’ Ma shaal-lah, la quwwata illa billah. ‘(this is) that which Allah has willed, there is no power except with Allah.’ ‘If you see something from your brother, yourself or wealth which you find impressing, then invoke blessings for it, for the evil eye is indeed true’.


(1) \"إذا رأى أحدكم من أخيه، أو من نفسه، أو من ماله ما يعجبهُ فليَدْعُ لهُ بالبركة؛ فإن العين حقٌّ\"، مسند أحمد 4/447، برقم 15700، وابن ماجه، برقم 3508، ومالك، 3/ 118-119، وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/212، وانظر تحقيق زاد المعاد للأرناؤوط 4/170.

شرح معنى اللهم بارك فيه

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

953- لفظ ابن ماجه مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه (1) ، وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ» ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْفَأَ الْإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ» (2) .
954- ولفظ النسائي: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، نَلْتَمِسُ الْخَمْرَ، فَأَصَبْنَا غَدِيْرًا خَمْرًا، فَكَانَ أَحَدُنَا يَسْتَحِي أَنْ يَتَجَرَّدَ وَأَحَدٌ يَرَاهُ، فَاسْتَتَرَ حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ فَعَلَ، نَزَعَ جُبَّةَ صُوفٍ عَلَيْهِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَأَعْجَبَنِي خَلْقُهُ، فَأَصَبْتُهُ بِعَيْنٍ، فَأَخَذَتْهُ قَعْقَعَةٌ، فَدَعَوْتُهُ فَلَمْ يُجِبْنِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «قُومُوا بِنَا» فَرَفَعَ عَنْ سَاقَيْهِ حَتَّى خَاضَ إِلَيْهِ الْمَاءَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَضَحِ سَاقَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَ صَدْرَهُ وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ، اللهُمَّ أَذْهِبْ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا، قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ» فَقَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ شَيْئًا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ» (3) .
955- ولفظ مالك رَأَى عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخْبَأَةٍ، فَلُبِطَ سَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ؟ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَتَّهِمُونَ لَهُ أَحَدًا؟» قَالُوا: نَتَّهِمُ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، أَلَّا بَرَّكْتَ اغْتَسِلْ لَهُ»، فَغَسَلَ عَامِرٌ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ عَلَيْهِ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ» (4) .
956- ولفظ أحمد انْطَلَقَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يُرِيدَانِ الْغُسْلَ، قَالَ: فَانْطَلَقَا يَلْتَمِسَانِ الْخَمَرَ، قَالَ: فَوَضَعَ عَامِرٌ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ صُوفٍ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَأَصَبْتُهُ بِعَيْنِي، فَنَزَلَ الْمَاءَ يَغْتَسِلُ، قَالَ: فَسَمِعْتُ لَهُ فِي الْمَاءِ فَرْقَعَةً فَأَتَيْتُهُ، فَنَادَيْتُهُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُجِبْنِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: فَجَاءَ يَمْشِي فَخَاضَ الْمَاءَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّهَا، وَبَرْدَهَا، وَوَصَبَهَا» قَالَ: فَقَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ، أَوْ مِنْ نَفْسِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيُبَرِّكْهُ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ» (5) .
957- ولفظ ابن حبان عن ابن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قال: اغْتَسَلَ أَبِي سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْخَرَّارِ، فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ، وَعَامِرُ بْنُ ربيعة ينظر، قال: وكان عامر بن ربيعة: ما أريت كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ عَذْرَاءَ، فَوعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ، فَاشْتَدَّ وَعَكُهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ سَهْلًا وُعِكَ، وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَتَاهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ الَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، أَلَا بَرَّكْتَ، إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ، تَوَضَّأْ لَهُ» فَتَوَضَّأَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِهِ بأس» (6) .
958- ولفظ الحاكم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: خَرَجَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَمَعَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يُرِيدَانِ الْغُسْلَ فَانْتَهَيَا إِلَى غَدِيرٍ فَخَرَجَ سَهْلُ يُرِيدُ الْخَمْرَ - قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي بِهِ السِّتْرَ - حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ نَزَعَ جُبَّةً عَلَيْهِ مِنْ صُوفٍ فَوَضَعَهَا ثُمَّ دَخَلَ الْمَاءَ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَأَصَبْتُهُ بِعَيْنَي فَسَمِعْتُ لَهُ قَرْقَفَةً فِي الْمَاءِ فَأَتَيْتُهُ فَنَادَيْتُهُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُجِبْنِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَجَاءَ يَمْشِي فَخَاضَ الْمَاءَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ فَضَرَبَ صَدْرَهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرِّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا» فَقَامَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُحِبُّ فلْيُبَرِّكْ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ» (7) .
959- لفظ أبي يعلى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ نَلْتَمِسُ الْخَمْرَ، فَوَجَدْنَا خَمْرًا وَغَدِيرًا، وَكَانَ أَحَدُنَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَغْتَسِلَ وَأَحَدٌ يَرَاهُ، فَاسْتَتَرَ مِنِّي، فَنَزَعَ جُبَّةً عَلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَاءَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ , فَأَصَبْتُهُ مِنْهَا بِعَيْنٍ، فَدَعَوْتُهُ، فَلَمْ يُجِبْنِي، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ فَضَرَبَ صَدْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَذْهِبْ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا، وَوَصَبَهَا»، ثُمَّ قَالَ: «قُمْ»، فَقَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ» (8) .
960- وحديث مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا» (9) .
961- وعن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «الْعَيْنُ تُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ , وَالْجَمَلَ الْقِدْرَ» (10) .
962- وعن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «أكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي بعدَ قَضاءِ اللَّهِ وقَدَرِهِ بالعَيْنِ» (11) .
963- وعنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَيْنَ لَتُولَعُ الرَّجُلَ بِإِذْنِ اللَّهِ، يَتَصَعَّدُ حَالِقًا ثُمَّ يَتَرَدَّى مِنْهُ» (12) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «واللَّه ما رأيت كاليوم»: أي: ما رأيت جلد رجل في جماله وبياضه مثل سهل، قال الحافظ ابن حجر : «أَيْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا مِثْلَ مَا رَأَيْتُ الْيَوْمَ» (13) .
2- قوله: «ولا جلد مخبأة»: والمراد بالمخبأة الجارية التي لم تتزوج بعد، قال ابن عبد البر : «الْمُخَبَّأَةُ الْمُخَدِّرَةُ الْمَكْنُونَةُ الَّتِي لَا تَرَاهَا الْعُيُونُ، وَلَا تَبْرُزُ لِلشَّمْسِ» (14) ، وقال الطيبي : «المخبأة: الجارية التي في خدرها، لم تتزوج بعد؛ لأن صيانتها أبلغ ممن قد تزوَّجَتْ» (15) ، وفي رواية: «جلد عذراء»: قال القاضي عياض : «جلد عذراء، وهي البكر؛ لأن عادتهن التستر تحت الحجال، وأن يخبأن من الرجال، فهن ناضرات الجسوم، إذ لا يصيبهن شمس، ولا ريح يغير بشرتهن» (16) .
3- قوله: «فلبط»: أي: صرع وسقط إلى الأرض من تأثير عين عامر رضي الله عنه، قال ابن عبد البر : «ولبط: صرع على الْأَرْضِ، وَلُبِطَ، وَلُيِجَ سَوَاءٌ، أَيْ: سَقَطَ إِلَى الأرض» (14) ، وقال الطيبي : «فلبط سهل: أي: صُرع، وسقط إلى الأرض، يُقال: لبط بالأرض، فهو ملبوط به» (15) .
4- قوله: «هل لك»: أي: من خير أو مداوة؟ قال الطيبي : «هل لك في كذا، وهل إلى كذا، كما تقول: هل ترغب فيه، وهل ترغب إليه؟» (17) .
5- قوله: «من تتهمون، هَلْ تَتَّهِمُونَ لَهُ أَحَدًا»: قال الباجي : «يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَصَابَهُ بِالْعَيْنِ، وَلَعَلَّهُ كَانَ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَأَرَادَ أَنْ يَتَحَقَّقَهُ» (18) .
6- قوله: «فتغيظ عليه»: أي بالكلام، قال ابن عبد البر : «وفي تَغَيُّظُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْهُ شَيْءٌ، أَوْ بِسَبَبِهِ لَمْ يَقْصِدْهُ، جَائِزٌ عِتَابُهُ، وَتَأْدِيبُهُ عَلَيْهِ» (14) .
7- قوله: «علام»: أي: لماذا وعلى أي شيء؟ قال ابن يعيش : «اعلم أنّ ألفَ (مَا) إذا كانت استفهامًا، ودخل عليها حرفٌ جارٌّ، فإنها تُحذف لفظًا وخطًا» (19) ، وقال ابن السراج : «تقول في الوصل: علامَ تقول كذا وكذا... وكان الأصل: على ما، وفي ما، ولما صنعت؟» (20) ، وقال الطيبي : «وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب؛ لأن الأصل أن يقال: علام تقتل؟، كأنه ما التفت إليه وعم الخطاب أولا، ثم رجع إليه تأنيباً وتوبيخاً» (15) .
8- قوله: «يقتل أحدكم أخاه»: أي: بعينه، قال ابن عبد البر : «فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ»: دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَيْنَ قَدْ يَأْتِي مِنْهَا الْقَتْلُ، وَالْمَوْتُ إِذَا دَنَا الْأَجَلُ» (14) .
9- قوله: «إذا رأى أحدكم من نفسه أو أو ماله، أو أخيه»: قال الصنعاني : «الإنسان قد يعين نفسه أو أهله أو ماله وأن الدعاء بالبركة يدفع ضررها» (21) .
10- قوله: «ما يعجبه»: قال المناوي : «ما يعجبه: من بدنه، أو ماله، أو غير ذلك» (22) ، وقال الصنعاني : «ما يعجبه: ما يستحسنه ويرضاه» (21) ، وقال الشوكاني : «إذا رأى ما يعجبه وخاف أن يصيبه بعينه» (23) .
11- قوله: «فليدع له بالبركة»: قال المناوي : «ندباً بأن يقول: اللهم بارك فيه، ولا تضرَّه، ويُندب أن يقول: «ما شاء اللَّه، لا قوة إلا باللَّه» (24) ، وقال الصنعاني : «ذلك؛ لأن الإعجاب قد تتولد عنه العين، فيجب عليه دفع ضررها بأن يقول: بارك اللَّه لي، أو لك في نفسك، وأهلك، ومالك؛ فإن العين حق...وفيه: أن الإنسان قد يعين نفسه، أو أهله، أو ماله، وأن الدعاء بالبركة يدفع ضررها» (21) .
12- قوله: «ألا بركت؟»: أي: هلا دعوت له بالبركة بقولك: بارك اللَّه عليك، قال ابن الأثير : «ألا بَرَّكْت: من البركة، وهي الزيادة والنماء، أو الثبات والدوام، أي: هلا دعوت له بالبركة» (25) ، وقال الطيبي : « قوله: «ألا بركت»: هو للتحضيض، أي: هلا دعوت له بالبركة» (15) ، وقال ابن عبدالبر : «وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا بَرَّكْتَ»: يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ أَعْجَبَهُ شَيْءٌ فَقَالَ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ، وَنَحْوَ هَذَا لَمْ يَضُرُّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» (14) .
13- قوله: «فإن العين حق»: قال الصنعاني : «فإن العين إصابتها حق أمر ثابت، لا باطل، وتخيل، كما قالت طائفة جَهِلت العقل والشرع، فإنهم أنكروا أمر العين، وقالوا: إن ذلك أوهام لا حقيقة لها، قال بعض المحققين: وهؤلاء من أجهل الناس بالعقل والسمع، ومن أعظمهم حجاباً، وأكثفهم طباعاً، وأبعدهم عن معرفة الأرواح، والنفوس، وأفعالها، وتأثيرها، وعقلاء الأمم على اختلاف مِلَلهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره» (26) .
14- قوله: «داخلة إزاره»: قيل: المذاكير، وقيل: الأفخاذ والورك، وقيل: طرف الإزار الذي يلي الجسد مما يلي الجانب الأيمن، قال ابن عبد البر : «أَمَّا دَاخِلُ إِزَارِهِ، فَإِنَّ الْإِزَارَ ها هنا هُوَ الْمِئْزَرُ عِنْدَنَا، فَمَا الْتَصَقَ مِنْهُ بِخَصْرِ الْمُؤْتَزِرِ فَهُوَ دَاخِلَةُ الْإِزَارِ» (14) ، وقال ابن الأثير : «دَاخِلَة إزَاره»:هي الطرف الذي يلي جسد المؤتزر، وقيل: أراد موضع داخلة إزاره من جسده، لا إزاره، وقيل: أراد به مَذَاكِيره، فكنى عنها، كما يُكنى عن الفرج: بالسراويل، وقيل: هو الوَرِك» (25) .
15- قوله: «توضأ له»: قال ابن عبد البر :؛ «وَفِيهِ أَنَّ الْعَائِنَ يُؤْمَرُ بِالْوُضُوءِ، وَبِالْغُسْلِ لِلْمَعِينِ وَأَنَّهَا نُشْرَةٌ يُنْتَفَعُ بِهَا» (14) .
16- قوله: «وأمره أن يكفأ الإناء»: قال ابن الملقن : «يغسله بذلك، ثم يكفأ الإناء على ظهر الأرض» (27) ، وقال الطيبي : «يكفأ»: يقلب ويمال: يقال: كفأت القدر إذا قلبتها لينصب عنها ما فيها» (28) .
17- قوله: «نلتمس الخمر»: قال ابن منظور : « والالْتِماسُ: الطَّلَب، والتَلَمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بَعْدَ أُخرى ... والْتَمَسَ الشيءَ وتَلَمَّسَه: طَلَبَه.
اللَّيْثُ: اللَّمْس بِالْيَدِ أَن تَطْلُبَ شَيْئًا هَاهُنَا وَهَاهُنَا
» (29) ، وأما الخمرة، فقال القاضي عياض : «الخمرة – بالضم، وسكون الميم-: هي كالحصير الصغير من سعف النخيل، يضفر بالسيور، ونحوها بقدر الوجه والكفين، وهي أصغر من المصلَّى يُصلَّى عليها، سُمّيت بذلك؛ لأنها تستر الوجه والكفين من بَرْد الأرض وحَرِّها» (30) ، وقال ابن الجزري : «وَقَوله فِي الحَدِيث: الْخمر، هُوَ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة، وَالْمِيم كل مَا يستر من شجر، أَو جبل، أَو نَحوه» (31) .
18- قوله: «غديراً خمراً»: قال ابن الجزري : «والغدير: مستنقع المَاء من الْمَطَر» (31) ، وقال ابن منظور : «الغَدِيرُ: مُسْتَنْقَعُ الْمَاءِ ماءِ الْمَطَرِ، صَغِيرًا كَانَ أَو كَبِيرًا» (32) .
19- قوله: «وكأني أنظر إلى وضح ساقي النبي صلى الله عليه وسلم، »: قال ابن الجزري : «والواضح بِفَتْح الْوَاو وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة الْبيَاض» (31) ، وقال ابن الأثير : «والْوَضَحُ: الْبَيَاضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»، وفي الرواية الأخرى: «بياض ساقيه» (33) .
20- قوله: «أن يتجرد»: قال ابن منظور : «جَرَدَ الشيءَ، يجرُدُهُ جَرْداً، وجَرَّدَهُ: قشَره .... وَقَدْ جَرَّده مِنْ ثَوْبِهِ؛ وجرَّده إِياه... والتجريدُ: التَّعْرِيَةُ مِنَ الثِّيَابِ...والتجرُّدُ: التعرِّي» (34) .
21- قوله: «نزع جبة صوف»: قال ابن الأثير : «النَّزْعِ: الجَذْب والقَلْع، وَمِنْهُ نَزْعُ الميِّتِ رُوحَه، ونَزَعَ القوسَ، إِذَا جَذَبها، ... نَزَع ثوبَهُ، وأَلاَحَ بِهِ ليُنْذِر قومَه، ويبقَى عُرْيَاناً» (35) ، وأما الجبة فقال القاضي عياض : « الجبة ما قطع من الثياب وخيط» (36) ، وقال ابن منظور : «الجُبَّةُ: ضَرْبٌ مِنْ مُقَطَّعاتِ الثِّيابِ تُلْبَس، وَجَمْعُهَا جُبَبٌ وجِبابٌ» (37) .
22- قوله: «فأخذته قعقعة»: قال ابن منظور : «نفسُه تَقَعْقَعُ: أَي: تَضْطَرِبُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: مَعْنَى قَوْلِهِ نَفْسُهُ تَقَعْقَعُ أَي: كلَّما صَدَرَتْ إِلى حَالٍ لَمْ تَلْبَثْ أَن تَصِيرَ إِلى حَالٍ أُخرى تُقَرِّبُهُ مِنَ الْمَوْتِ، لَا تَثْبُتُ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ» (38) وفي رواية: «فسمعت له قرقفة»: قال ابن الأثير : «يقرقف: أَيْ: يُرْعَدُ مِنَ البَرْد» (39) ، وقال ابن منظور : «القَرْقَفَة: الرِّعْدة، وَقَدْ قَرْقَفَه الْبَرْدُ مأْخوذ مِنَ الإِرْقاف، كرِّرت الْقَافُ فِي أَولها، وَيُقَالُ: إِنِّي لأُقَرْقِف مِنَ الْبَرْدِ أَي: أُرْعَدُ...وَهُوَ يُقَرْقِف: ... أَي: يُرْعَدُ مِنَ الْبَرْدِ، والقَرْقَف: الْمَاءُ الْبَارِدُ المُرْعِد» (40) .
23- قوله: «خاض إليه الماء»: قال ابن الأثير : «الخَوْض: المَشْيُ فِي الْمَاءِ» (41) ، وقال الفيومي : «خَاضَ الرَّجُلُ الْمَاءَ، يَخُوضُهُ خَوْضًا: مَشَى فِيهِ، وَالْمَخَاضَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ: مَوْضِعُ الْخَوْضِ» (42) .
24- قوله: «باسم اللَّه»: قال الإمام ابن كثير : «تقديره: باسم اللَّه ابتدائي، ... أو أبدَأ ببسم اللَّه أو ابتدأت ببسم اللَّه، فكلاهما صحيح ... فالمشروع ذكر اسم اللَّه في كل أمر، تبركًا، وتيمنًا، واستعانة على الإتمام والتقبل» (43) .
25- قوله: «اللَّهم»: يعني يا اللَّه فهي منادى حذفت منها «يا» النداء وعوضت عنها بالميم، «اللهُم»: «بِمَعْنَى: يَا أَلله، وَالْمِيمُ الْمُشَدَّدَةُ عِوَضٌ مِنْ يَا؛ لأَنهم لَمْ يَجِدُوا يَا مَعَ هَذِهِ الْمِيمِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَوَجَدُوا اسْمَ اللَّهِ مُسْتَعْمَلًا بِيَا ... » (44) ، وقال الإمام ابن قيم الجوزية : «لا خلاف أن لفظة: (اللهمّ) معناها يا اللَّه؛ ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب» (45) .
26- قوله: «أذهب حرها»: قال ابن منظور : «الذَّهابُ: السَّيرُ والمُرُورُ؛ ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهاباً وذُهوباً فَهُوَ ذاهِبٌ وذَهُوبٌ.
والمَذْهَبُ: مَصْدَرٌ، كالذَّهابِ.
وذَهَبَ بِهِ وأَذهَبَه غَيْرُهُ: أَزالَه.
وَيُقَالُ: أَذْهَبَ به
» (46) ، وقال الفيومي في كلمة (حر): « الْحَرُّ بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْبَرْدِ يُقَالُ حَرَّ الْيَوْمُ وَالطَّعَامُ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَرَّ حَرًّا وَحُرُورًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَعَدَ لُغَةٌ وَالِاسْمُ الْحَرَارَةُ فَهُوَ حَارٌّ وَحَرَّتْ النَّارُ تَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ تَوَقَّدَتْ وَاسْتَعَرَتْ» (47) .
27- قوله: «وبردها»: قال ابن الأثير : «الإِبْرَاد: الدُّخول فِي البَرْد» (48) ، وقال ابن منظور : «البَرْدُ: ضدُّ الْحَرِّ، والبُرودة: نَقِيضُ الْحَرَارَةِ؛ بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة، ...َرُدَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، وبَرَدْتُه أَنا فَهُوَ مَبْرُود وبَرّدته تَبْرِيدًا» (49) .
28- قوله: «ووصبها»: قال ابن الأثير : «والْوَصَبُ: دَوام الوَجَع ولُزومُه، كَمرّضْتُه مِن المَرَض: أَيْ دَبَّرْتُه فِي مَرضِه، وَقَدْ يُطْلق الْوَصَبُ عَلَى التَّعَب، والفُتُورِ فِي البَدَن» (50) ، وقال ابن الجزري : «قَوْله: «ووصبها»: الوصب -بِفَتْح الْوَاو، وَالصَّاد-: دوَام الوجع، ولزومه، كَذَا قيل، وَالظَّاهِر أَنه التَّعَب مُطلقًا» (51) .
29- قوله: «فوعك، واشتد وعكه»: قال ابن الأثير : «الْوَعْكِ»: وَهُوَ الْحُمَّى، وَقِيلَ: ألَمُها، وَقَدْ وَعَكَهُ المرضُ وَعْكاً، ووُعِكَ فَهُوَ مَوْعُوكٌ» (52) ، وقال القاضي عياض : «الوعك الحمى، وقال غيره: هو ألم التعب، وقال يعقوب: وعكت الشيء: دفعته، وشددته، وقال غيره: هو إزعاج الحمى المريض، وتحريكها إياه...الوعك شدة الحر؛ فكأنه حرّ الحمّى، وشدتها» (53) .
30- قوله: « لَوْ سَبَقَ شَيْءٌ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ»: قال ابن عبد البر : «وَفِي قَوْلِهِ: «لَوْ سَبَقَ شَيْءٌ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ»: دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الصِّحَّةَ وَالسُّقْمَ قَدْ عَلِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى، وَمَا علم فلا بد مِنْ كَوْنِهِ عَلَى مَا عَلِمَهُ، لَا يَتَجَاوَزُ وَقْتَهُ، وَلَكِنَّ النَّفْسَ تَسْكُنُ إِلَى الْعِلَاجِ، وَالطِّبِّ، وَالرُّقَى، وَكُلُّ سَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ قَدَرِ اللَّهِ وَعِلْمِهِ» (54) .
31- قوله: « وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا»: قال ابن عبد البر : «يَعْنِي غُسْلَ الْمُعَايَنِ الْمُصَابِ بالعين» (55) ، وقال ابن حجر : « الِاسْتِغْسَالُ أَنْ يُقَالَ لِلْعَائِنِ: اغْسِلْ دَاخِلَةَ إِزَارِكَ مِمَّا يَلِي الْجِلْدَ؛ فَإِذَا فَعَلَ صَبَّهُ عَلَى الْمَنْظُورِ إِلَيْهِ» (56) .

ما يستفاد من الحديث:

1- إثبات أمر العين ومن ذلك أيضًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين» (9) إلا أنها لا تعمل بذاتها بل بأمر اللَّه عز وجل وحده وقوله صلى الله عليه وسلم: «العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر» (10) ، والمعنى أن العين تصيب الرجل فتقتله فيدفن في القبر وتصيب الجمل فيمرض فيذبحه صاحبه قبل موته فيطبخ في القدر ومن الأدلة كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «إن العين لتولع بالرجل بإذن اللَّه حتى يصعد حالقًا فيتردى منه» (12) والمعنى: أن الرجل يصعد مكانًا عاليًا فيسقط من أعلاه من أثر العين، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء اللَّه وقدره بالعين» (11) .
2- قال ابن القيم : «الْعَيْنُ: عَيْنَانِ: عَيْنٌ إِنْسِيَّةٌ، وَعَيْنٌ جِنِّيَّةٌ» (57) ، وقال ابن الجوزي : «الْعين: نظر باستحسان يشوبه شَيْء من الْحَسَد، وَيكون النَّاظر خَبِيث الطَّبْع، كذوات السمُوم، فيؤثر فِي المنظور إِلَيْهِ، وَلَوْلَا هَذَا لَكَانَ كل عاشق يُصِيب معشوقه بِالْعينِ، يُقَال: عِنت الرجل: إِذا أصبته بِعَيْنِك، فَهُوَ معِين، ومعيون، وَالْفَاعِل عائن، وَمعنى قَوْله: «الْعين حق»: أَنَّهَا تصيب بِلَا شكّ عَاجلاً، كَأَنَّهَا تسابق الْقدر، وَقد أشكل إِصَابَة الْعين على قوم، فاعترضوا على هَذَا الحَدِيث، فَقَالُوا: كَيفَ تعْمل الْعين من بعد حَتَّى تمرض؟ وَالْجَوَاب: أَن طبائع النَّاس تخْتَلف كَمَا تخْتَلف طبائع الْهَوَام» (58) .
3- العين نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر بقدر اللَّه، وقد يكون ذلك سماً يصل إلى عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون، والحق أن اللَّه يخلق عند نظر العائن إليه، وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألم، وهلكة، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية، أو بالاغتسال، أو بغير ذلك (59) .
4- قد تكون العين من الإعجاب، ولو بغير حسد، ولو من الرجل الصالح، والمحب لصاحبه، وأن بعض الناس قد يصاب بالسقم من تَوِّهِ بمجرد النظر إليه، فتحدث له من الأحوال السيئة ما لم تكن من قبل، بل ربما تقتل أحيانًا.
5- المشروع إذا رأى الإنسان شيئًا أعجبه من نفسه، أو ولده، أو ماله، أو غير ذلك أن يقول: ما شاء اللَّه، لا قوة إلا باللَّه؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ سورة الكهف، الآية: 39 ، وأن يدع بالبركة والزيادة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «ألا بركت؟» والبركة نماء وزيادة.
6- السنة فيمن أصابته العين أن يُطلب ممن اتُهم بذلك أن يغتسل للمصاب وعلى العائن ألا يتحرج من ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وإذا استغسلتم فاغسلوا» (9) ، وذلك بغسل ما جاء في الحديث من الأعضاء، ويكون الغسل في قدح، ثم يقوم شخص بصب ذلك الماء على المعيون من خلفه على رأسه، وظهره، ثم يكفأ القدح (60) ، وعند النسائي الصب باليمين ويكفأ الإناء من وراء ظهره على الأرض.
7- ومن السنة كذلك لمن أصيب بنظرة أو عين أو نحوه أن يسترقي للمعيون لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى في وجه جارية لزوجته أم سلمة سفعة، قال: «بها نظرة، فاسترقوا لها» (61) ، والسفعة يعني: الصفرة، وقيل: هو تغير اللون بهزال أوغيره.
8- قال الحافظ ابن حجر : «قال ابن القيم : هذه الكيفية – أي: في الغسل – لا ينتفع بها من أنكرها ولا من سخر منها ولا من شك فيها ولا من فعلها مجربًا غير معتقد، فكأن أثر تلك العين كشعلة من نار وقعت على جسد ففي الاغتسال إطفاء لتلك الشعلة، وفيه أيضًا وصول أثر الغسل إلى القلب من أرق المواضع وأسرعها نفاذًا فتطفئ تلك النار» (62) .
9- قال ابن القيم : وهناك عشرة أسباب عظيمة إذا قام بها العبد وطبقها زال عنه شر الحاسد والعائن والساحر بإذن اللَّه وهي (62) على النحو الآتي: السبب الأول: التعوذ باللَّه من شره والتحصن به واللجوء إليه كما قال اللَّه عز وجل: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ سورة الفلق، الآيات: 1 - 5 .
السبب الثاني: تقوى اللَّه وحفظه عند أمره ونهيه كقول اللَّه: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾ سورة آل عمران، الآية: 120 .
السبب الثالث: الصبر على عدوه وألا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلًا فما نصر على حاسده بمثل الصبر وكلما زاد الحاسد في بغيه زاد هو في صبره ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ سورة فاطر، الآية: 43 .
السبب الرابع: التوكل على اللَّه لأنه من أعظم الأسباب التي ينجو بها العبد من أذى الخلق ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ سورة الطلاق، الآية: 3 ومن كان اللَّه كافيه فلا مطمع فيه لعدو.
السبب الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه وهذا من أقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره؛ لأنه حاسد، والحسد كالنار فإن لم يجد ما يأكله أكل بعضه بعضًا.
السبب السادس: الإقبال على اللَّه والإخلاص له، والإنابة إليه في كل خواطر نفسه؛ لأن المخلص يأوي إلى حصن حصين قال اللَّه عز وجل إخباراً عن إبليس: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ سورة ص، الآيتان: 82- 83 .
السبب السابع: تجريد التوبة من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه، قال اللَّه عز وجل: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ سورة الشورى، الآية: 30 .
السبب الثامن: الصدقة والإحسان ما أمكنه؛ لأن لذلك تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء.
السبب التاسع: إطفاء نار الحاسد بالإحسان إليه، وهذا كان فعله صلى الله عليه وسلم مع أعدائه لما ضربوه حتى أدموه فقال: «اللَّهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (63) .
السبب العاشر: تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم والعلم بأن كل شيء لا يضر ولا ينفع إلا بإذن اللَّه.
قال تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ سورة يونس، الآية: 107 .
10- بعض الفروق بين العين والحسد: أ – الحاسد أعم من العائن ولذلك فإذا استعاذ المسلم من شر الحاسد دخل فيه العائن لقول اللَّه عز وجل: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ سورة الفلق، الآية: 5 .
ب – العين سببها الإعجاب بالشيء أما الحسد فدافعه الحقد والغل وتمني زوال النعمة.
ج – الحاسد حسده قد يقع في الأمر قبل وقوعه أما العائن فلا يعين إلا ما وجد أمامه.
د – الحسد لا يقع إلا من نفس خبيثة بطبعها، أما العين فقد يقع من نفس طيبة.
هـ – الحسد والعين يشتركان فيما يترتب عليهما من وقوع الضرر ولكنهما يختلفان في السبب فالحاسد يتمنى زوال النعم والعائن غير ذلك.
11- قال ابن بطال : «وقال بعض أهل العلم: إذا عرف أحد بالإصابة بالعين، فينبغى اجتنابه، والتحرز منه، وإذا ثبت عند الإمام، فينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس، والتعرض لأذاهم، ويأمره بلزوم بيته، فإن كان فقيرًا رزقه مايقوم به، وكفَّ عن الناس عاديته، فضرُّه أشد من ضر آكل الثوم الذي منعه النبي صلى الله عليه وسلم مشاهدة صلاة الجماعة، وضرّه أشد من ضر المجذومة التي منعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه الطواف مع الناس» (64) .
12- قال ابن عبد البر : «فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ يُتَأَذَّى بِهَا، وَأَنَّ الرُّقَى تَنْفَعُ مِنْهَا إِذَا قَدَّرَ اللَّهُ ذَلِكَ، فَالشِّفَاءُ بِيَدِهِ سُبْحَانَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَسَبِيلُ الرُّقَى سبيل سَائِرُ الْعِلَاجِ، وَالطِّبِّ» (54) .
13- قال الإمام النووي : «أَخَذَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالُوا: الْعَيْنُ حَقٌّ، وَأَنْكَرَهُ طَوَائِفُ مِنَ الْمُبْتَدِعَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى فَسَادِ قَوْلِهِمْ أَنَّ كُلَّ مَعْنًى لَيْسَ مُخَالِفًا في نفسه، ولايؤدي إلى قلب حقيقة، ولاإفساد دَلِيلٍ؛ فَإِنَّهُ مِنْ مُجَوِّزَاتِ الْعُقُولِ، إِذَا أَخْبَرَ الشرع بوقوعه وجب اعتقاده، ولايجوز تَكْذِيبُهُ، وَهَلْ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ تَكْذِيبِهِمْ بِهَذَا، وتكذيبهم بما يخبر بِهِ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ، قَالَ: وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ الطَّبَائِعِيِّينَ مِنَ الْمُثَبِّتِينَ لِلْعَيْنِ أَنَّ الْعَائِنَ تَنْبَعِثُ مِنْ عَيْنِهِ قُوَّةٌ سُمِّيَّةٌ، تَتَّصِلُ بِالْعَيْنِ، فيهلك أو يفسد، قالوا: ولايمتنع هذا، كما لايمتنع انْبِعَاثُ قُوَّةٍ سُمِّيَّةٍ مِنَ الْأَفْعَى، وَالْعَقْرَبِ، تَتَّصِلُ بِاللَّدِيغِ، فَيَهْلَكُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَحْسُوسٍ لَنَا، فَكَذَا الْعَيْنُ، قَالَ الْمَازِرِيُّ: وَهَذَا غَيْرُ مُسَلَّمٍ؛ لِأَنَّا بَيَّنَّا فِي كُتُبِ العقائد أَنَّ لافاعل إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى، وَبَيَّنَّا فَسَادَ الْقَوْلِ بِالطَّبَائِعِ، وبينا أن المحدث لايفعل فِي غَيْرِهِ شَيْئًا، وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا، بَطَلَ مَا قَالُوهُ، ثُمَّ نَقُولُ هَذَا الْمُنْبَعِثُ مِنَ الْعَيْنِ، إِمَّا جَوْهَرٌ، وَإِمَّا عَرَضٌ، فَبَاطِلٌ أَنْ يكون عرضاً؛ لأنه لايقبل الِانْتِقَالَ، وَبَاطِلٌ أَنْ يَكُونَ جَوْهَرًا؛ لِأَنَّ الْجَوَاهِرَ مُتَجَانِسَةٌ؛ فَلَيْسَ بَعْضُهَا بِأَنْ يَكُونَ مُفْسِدًا لِبَعْضِهَا بِأَوْلَى مِنْ عَكْسِهِ، فَبَطَلَ مَا قَالُوهُ، قَالَ: وَأَقْرَبُ طَرِيقَةٍ قَالَهَا مَنْ يَنْتَحِلُ الْإِسْلَامُ، مِنْهُمْ أن قالوا لايبعد أَنْ تَنْبَعِثَ جَوَاهِرُ لَطِيفَةٌ غَيْرُ مَرْئِيَّةٍ مِنَ الْعَيْنِ، فَتَتَّصِلُ بِالْمَعِينِ، وَتَتَخَلَّلُ مَسَامَّ جِسْمِهِ، فَيَخْلُقُ اللَّهُ سبحانه وتعالى الْهَلَاكَ عِنْدَهَا، كَمَا يَخْلُقُ الْهَلَاكَ عِنْدَ شُرْبِ السُّمِّ، عَادَةً أَجْرَاهَا اللَّهُ تعالى، وليست ضرورة، ولاطبيعة أَلْجَأَ الْعَقْلُ إِلَيْهَا، وَمَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ الْعَيْنَ إِنَّمَا تَفْسُدُ، وَتَهْلَكُ عِنْدَ نَظَرِ الْعَائِنِ بِفِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى، أَجْرَى اللَّهُ سبحانه وتعالى الْعَادَةَ أَنْ يَخْلُقَ الضَّرَرَ عِنْدَ مُقَابَلَةِ هَذَا الشخص لشخص آخر، وهل ثم جواهر خفية، أم لا؟ هذا من مجوزات العقول، لايقطع فِيهِ بِوَاحِدٍ مِنَ الْأَمْرَيْنِ، وَإِنَّمَا يُقْطَعُ بِنَفْيِ الْفِعْلِ عَنْهَا، وَبِإِضَافَتِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَمَنْ قَطَعَ مِنْ أَطِبَّاءِ الْإِسْلَامِ بِانْبِعَاثِ الْجَوَاهِرِ، فَقَدْ أخطأ في قطعه، وانما هو من الجائزات هذا ما يتعلق بعلم الأصول، أما مايتعلق بِعِلْمِ الْفِقْهِ، فَإِنَّ الشَّرْعَ وَرَدَ بِالْوُضُوءِ لِهَذَا الْأَمْرِ فِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ لَمَّا أُصِيبَ بِالْعَيْنِ عِنْدَ اغْتِسَالِهِ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَائِنَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ» (65) .

1 سهل بن حنيف: أبو ثابت الأنصاري العوفي، شهد بدرًا والمشاهد وكان ممن ثبت يوم أحد، مات بالكوفة سنة 38، وصلى عليه علي  وكبر عليه خمسًا، وقال لأصحابه: إنما فعلت ذلك لتعلموا أنه بدري، حديثه بالكتب الستة. انظر: طبقات خليفة، ص 85، سير أعلام النبلاء، 3/ 517، ترجمة رقم (125).
2 سنن ابن ماجه، برقم 3509، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 3500
3 السنن الكبرى للنسائي، برقم 10872، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 6/ 148، و150
4 موطأ مالك، 5/ 1373، برقم 3460،وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 6/ 148
5 مسند أحمد، 24/ 465، برقم 15700، وصححه محققو المسند، 24/ 466، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 6/ 148، و150
6 صحيح ابن حبان، برقم 6105، وحسنه الأرناؤوط محقق ابن حبان، وصححه الألباني في التعليقات الحسان، 8/ 101
7 المستدرك على الصحيحين للحاكم، 4/ 240، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، 6/ 148، برقم 2572
8 مسند أبي يعلى الموصلي، برقم 7195، وقال محققه سنده جيد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، 6 / 148
9 مسلم، برقم 2188
10 رواه أبو نعيم، 7/ 90، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم 4144
11 السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني، 1/ 136، برقم 311، والطيالسي، برقم 1760، وحسنه الألباني في تخريج كتاب السنة، 1/ 136، وفي صحيح الجامع، برقم 1206
12 مسند أحمد، 35/ 375، برقم 21472، وحسنه محققو المسند، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، برقم 1681
13 فتح الباري لابن حجر، 7/ 179
14 الاستذكار، 8/ 400
15 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 9/ 2972
16 مشارق الأنوار على صحاح الآثار، 1/ 228
17 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 4/ 1227
18 المنتقى شرح الموطأ، 7/ 256
19 شرح المفصل لابن يعيش، 2/ 409
20 الأصول في النحو، 2/ 381
21 التنوير شرح الجامع الصغير، 2/ 56
22 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 4/ 427
23 تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني، ص 272
24 فيض القدير، 1/ 351
25 جامع الأصول، 7/ 586
26 التنوير شرح الجامع الصغير، 2/ 325
27 التوضيح لشرح الجامع الصحيح(27/ 403)
28 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 11/ 3400
29 لسان العرب، 6/ 209، مادة (لمس)
30 مشارق الأنوار على صحاح الآثار، 1/ 240
31 تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين، ص، 317
32 لسان العرب، 5/ 9، مادة (غدر)
33 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 195، مادة (وضح)
34 لسان العرب، 3/ 115، مادة (جرد)
35 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 225، مادة (نزع)
36 مشارق الأنوار على صحاح الآثار، 1/ 138
37 لسان العرب، 1/ 249، مادة (جبب)
38 لسان العرب، 8/ 286، مادة (قعقع)
39 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 49، مادة(قرقف)
40 لسان العرب، 9/ 282، مادة (قرقف)
41 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 88، مادة (خاض)
42 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 1/ 184، مادة (خوض)
43 تفسير ابن كثير، 1/ 121
44 تفسير ابن كثير، 1/ 121 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
45 جلاء الأفهام، ص 143
46 لسان العرب، 1/ 393، مادة (ذهب)
47 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 1/ 129، مادة (حرّ)
48 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 114، مادة (برد)
49 لسان العرب، 3/ 82، مادة (برد)
50 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 190، مادة (وصب)
51 تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين، ص 317
52 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 207، مادة (وعك)
53 مشارق الأنوار على صحاح الآثار، 2/ 291
54 الاستذكار، 8/ 403
55 التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، 2/ 271
56 فتح الباري لابن حجر، 10/ 204
57 الطب النبوي لابن القيم، ص 121
58 كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي، 2/ 445
59 انظر: فتح الباري، 10/ 232، 233
60 انظر: مسند أحمد، برقم 15700، وصححه محققو المسند، 24/ 466، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 6/ 148، و150
61 مسلم، كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، برقم 2197
62 فتح الباري، 10/ 238، وانظر: زاد المعاد لابن القيم، 4/ 158
63 البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حدثنا أبو اليمان، رقم 3477
64 شرح صحيح البخاري لابن بطال، 9/ 431
65 شرح النووي على مسلم، 14/ 171


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب