‘AAabdullah Ibn Sarjis (Peace Be Upon Him) said: ‘I went to see the Prophet (Peace Be Upon Him) and ate from his food and then said to him: Ghafaral-lahu laka ya rasoolal-lah. ‘May Allah forgive you, O Messenger of Allah.’ …he (Peace Be Upon Him) replied: wa-lak ‘and you.
(1) أحمد، 5/ 82، برقم 20778، والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص218، برقم 421، تحقيق الدكتور فاروق حمادة.
شرح معنى الرد على من قال غفر الله لك
لفظ الحديث 673- لفظ أحمد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ سَرْجِسَ رضي الله عنه (1) ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلْتُ مَعَهُ مِنْ طَعَامِهِ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقُلْتُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ ؟، قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ، قَالَ: «نَعَمْ، وَلَكُمْ»، وَقَرَأَ: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾(2) ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى نُغْضِ كَتِفِهِ الْأَيْمَنِ، أَوْ كَتِفِهِ الْأَيْسَرِ شُعْبَةُ الَّذِي يَشُكُّ، فَإِذَا هُوَ كَهَيْئَةِ الْجُمْعِ عَلَيْهِ، الثَّـآلِيلُ» (3). 674- ولفظ الترمذي والنسائي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدُرْتُ هَكَذَا مِنْ خَلْفِهِ، فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ عَلَى كَتِفَيْهِ مِثْلَ الْجُمْعِ حَوْلَهَا خِيلانٌ كَأَنَّهَا ثَآلِيلُ، فَرَجَعْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «وَلَكَ»، فَقَالَ الْقَوْمُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ نَعَمْ وَلَكُمْ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾(2)» (4).
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «فأكلت من طعامه»: جاء عند مسلم أنه أكل خبزًا ولحمًا، أو قال: ثريدًا (5). 2- قوله: «غفر اللَّه لك يا رسول اللَّه»: إنما قال ذلك طمعًا في أن يدعو له وقد ظفر بما أراد. 3- قوله: «ولكم» أي: لعموم الآية المذكورة فكل أهل الإيمان داخلون فيها. 4- قوله: «نغض الكتف»: قال ابن الأثير : «طرف العظم العريض الذي في أعلى طرفه» (6). 5- قوله: «الخيلان»: جمع خال، وهو الشامة، قال ابن منظور : «والخَالُ: الَّذِي يَكُونُ فِي الْجَسَدِ... شامَة سَوْدَاءُ فِي الْبَدَنِ، وَقِيلَ: هِيَ نُكْتة سَوْدَاءُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ خِيلانٌ... وَفِي صِفَةِ خَاتَمِ النبوَّة: «عَلَيْهِ خِيلانٌ» هُوَ جَمْعُ خَال وَهِيَ الشامَة فِي الْجَسَدِ» (7). 6- قوله: «والثآليل»: قال ابن منظور : «الثآلِيل: جَمْعُ ثُؤْلُول، وَهُوَ الحَبَّة تَظْهَرُ فِي الجِلد كالحِمَّصة فَمَا دُونَهَا، والثُّؤْلُول: حَلَمَة الثَّدْيِ» (8) ، وقال القاري : «ثَآلِيلُ: بِمُثَلَّثَةٍ، هَمْزَةٌ مَمْدُودَةٌ عَلَى زِنَةِ قَنَادِيلَ، وَهُوَ جَمْعُ ثُؤْلُولٍ، وَهِيَ الْحَبَّةُ الَّتِي تَظْهَرُ فِي الْجِلْدِ مِثْلَ الْحُمُّصَةِ فَمَا دُونَهَا» (9). 7- قوله: «الجُمع»: قال الحميدي : لعله عنى جُمْع الكف، وهو أن يجمع الرجل أصابعه ويعطفها إلى باطن الكف» (6). 8- قوله: «فَرَجَعْتُ»: أَيْ: مِنْ خَلْفِهِ دَائِرًا» (9). 9- قوله: «حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ»: أَيْ: وَقَفْتُ أَوْ قَعَدْتُ مُسْتَقْبِلًا لَهُ» (9). 10- قوله: «فَقُلْتُ: غفر اللَّه لك»: شُكْرًا لِإِلْقَائِهِ الرِّدَاءَ حَتَّى رَأَيْتُ الْخَاتَمَ» (9). 11- قوله: «فَقَالَ: وَلَكَ»: أَيْ: وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ بِالْخُصُوصِ أَيْضًا حَيْثُ اسْتَغْفَرْتَ لِي أَوْ سَعَيْتَ لِرُؤْيَةِ خَاتَمِي، أَوْ آمَنْتَ بِي، وَانْقَدْتَ لِي، وَقِيلَ: هَذَا مِنْ مُقَابَلَةِ الْإِحْسَانِ بِالْإِحْسَانِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ دُعَاءَهُ أَفْضَلُ مِنْ دُعَائِهِ حَقِيقَةً وَإِنْ كَانَ دُونَهُ صُورَةً»(9). 12- قوله: «فَقَالَ الْقَوْمُ»: أَيِ: الَّذِين يُحَدِّثُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسَ، وَقَائِلُ هَذَا الْكَلَامِ هُوَ عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، أَوِ الْمُرَادُ أَصْحَابُهُ صلى الله عليه وسلم، وَقَائِلُ هَذَا الْقَوْلِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُتَبَادِرُ» (9).
ما يستفاد من الحديث:
1- ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من المحبة الصادقة للرسول صلى الله عليه وسلم والحرص على صحبته ودعائه لهم. 2- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إكرام أصحابه والدعاء لهم، وبيان تمام تواضعه، وتبسطه معهم، وهو في أعلى مقامات الخشية، والعبودية لربه عز وجل. 3- فيه منقبة عظيمة لعبد اللَّه بن سرجس رضي الله عنه حيث دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة وهو مجاب الدعوة (10).
1
عبد اللَّه بن سرجس رضي الله عنه: الصَّحَابِيُّ، المُعَمَّرُ، نَزِيْلُ البَصْرَةِ، مِنْ حُلفَاءِ بَنِي مَخْزُوْمٍ، وصَحَّ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَغْفَرَ لَهُ، وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عند مسلم وغيره وروى أيضا عن عمرو وأبي هريرة، وروى عنه قتادة وعاصم الأحول وغيرهما، مات في دولة عبد الملك سنة نيف وثمانين بالبصرة. انظر: الاستيعاب، لابن عبد البر، 3/ 916، وسير أعلام النبلاء، 3/ 426، ترجمة رقم (74)، والإصابة في تمييز الصحابة، 4/ 106.
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .