أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

حصن المسلم | دعاء المسافر للمقيم | أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ (1).

AstawdiAAukumul-lah, allathee la tadeeAAu wada-iAAuh.
‘I place you in the trust of Allah, whose trust is never misplaced.


(1) أحمد، 2/ 403، برقم 9230، وابن ماجه، 2/ 943، برقم 2825، وانظر: صحيح ابن ماجه، 2/133 .

شرح معنى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

736- لفظ ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ» (1).
737- ولفظ النسائي في الكبرى: عن مُوسَى بْن وَرْدَانَ، قال: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أُوَدِّعُهُ لِسَفَرٍ أَرَدْتُهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَلَا أُعَلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئًا عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقُولُهُ عِنْدَ الْوَدَاعِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: قُلْ: «أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ» (2).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «ودّعني»: قال الفيروزأبادي : «وَدَعَهُ كَوَضَعَهُ، ووَدَّعَهُ: بمعنىً، والاسم: الوداع وهو تخليف المسافر الناس خافضين وهم يودعونه، إذا سافر تفاؤلاً بالدعة التي يصير إليها إذا قفل، أي: يتركونه وسفره (3).
2- قوله: «أستودعكم اللَّه
»: أي: أجعلكم في حفظ اللَّه ورعايته، قال ابن الأثير : «يُقَالُ: اسْتَوْدَعَتْهُ وَدِيعَةً، إِذَا اسْتَحْفَظْتَه إيَّاها» (4).
3- قوله: «الذي لا تضيع ودائعه»: جمع وديعة، والوديعة في الأصل اسم للمال المتروك عند أحد، من الودع وهو الترك (5)، قال المناوي : «أي: الذي إذا استحفظ وديعة لا تضيع؛ فإنه تعالى إذا استودع شيئاً حفظه ... أصل الوديعة التخلي عن الشيء، وتركه، وإذا تخلى العبد عن الشيء وتركه للَّه، واستحفظه إياه، فقد تبرأ من الحول والقوة، ورفض الأسباب، فحصل له الحفظ والعصمة، ويندب لكل من المتوادعين أن يقول للآخر ذلك، وأن يزيد المقيم: زوّدك اللَّه التقوى، وغفر ذنبك ووجهك للخير حيثما كنت» (6).

ما يستفاد من الحديث:

1- استحباب توديع المسافر للمقيمين من أهلٍ وإخوانٍ وجيران بهذا الدعاء.
2- اليقين بأن اللَّه هو الذي يحفظ العبد في سفره، وفي أهله، وماله، ومن يخلفه، وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل إِذَا اسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ» (7).
3- يجب على المسافر أن يحسن النية في سفره وأن يستأذن صاحب الدين إن كان مدينًا، وأن يكتب وصيته فما يدري أحدٌ متى منيَّته.
4- يستحب للمسافر أن يكون سفره في يوم الخميس إذا تيسر له ذلك لقول كعب بن مالك رضي الله عنه: «قلما كان رسول اللَّه يخرج في سفر إلا يوم الخميس» (8)، قال الحافظ في الفتح: وقد خرج إلى تبوك في يوم الخميس ولكن هذا لا يستلزم المواظبة عليه لقيام مانع منه وقد خرج إلى بعض أسفاره يوم السبت (9).
5- يستحب التبكير في أول النهار إذا تيسر ذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهم بارك لأمتي في بكورها» (10).

1 ابن ماجه، برقم 2825، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 2547
2 سنن النسائي الكبرى، برقم 10342، وعمل اليوم والليلة لابن السني، ص 453، وحسن إسناده الزين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء، 5/ 127
3 القاموس المحيط، ص 994، مادة (ودع).
4 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 168، مادة (ودع).
5 العلم الهيب، ص 430.
6 فيض القدير، 1/ 641.
7 مسند أحمد، 9/ 430، برقم 5605، والنسائي في السنن الكبرى، برقم 10531، وصححه محققو المسند، 9/ 430، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1708).
8 البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من أراد غزوة فورّى بغيرها، ومن أحب الخروج إلى السفر يوم الخميس، برقم 2949.
9 انظر: فتح الباري، 6/ 113.
10 مسند أحمد، 2/ 439، برقم 1320، وأبو داود، برقم 2606، وابن ماجه، برقم 2236، وحسنه لغيره محققو المسند، 2، 139، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 2345.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 28, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب