اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي

حصن المسلم | دعاء القنوت | اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي

اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، [وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ]، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ (1).

Allahummah-dinee feeman hadayt, waAAafinee feeman AAafayt, watawallanee feeman tawallayt, wabarik lee feema aAAtayt, waqinee sharra ma qadayt, fa-innaka taqdee wala yuqda AAalayk, innahu la yathillu man walayt, [wala yaAAizzu man AAadayt], tabarakta rabbana wataAAalayt.
‘O Allah, guide me along with those whom You have guided, pardon me along with those whom You have pardoned, be an ally to me along with those whom You are an ally to and bless for me that which You have bestowed. Protect me from the evil You have decreed for verily You decree and none can decree over You.For surety, he whom you show allegiance to is never abased and he whom You take as an enemy is never honoured and mighty. O our Lord, Blessed and Exalted are You.’ Evil you have decreed: Allah does not create pure evil which does not have any good or contain any benefit, wisdom or mercy at all, nor does He punish anyone without having commited a sin. Something can be good in terms of its creation when viewed in a particular perspective and at the same time be evil when viewed in another way.Allah created the devil and by him, He tests His servants, so there are those who hate the devil, fight him and his way and they stand at enmity towards him and his followers and there are others who are at allegiance with the devil and follow his steps. So evil exists in His creatures by His will and wisdom, not in His actions or act of creating.


(1) أخرجه أصحاب السنن الأربعة، وأحمد، والدارمي، والبيهقي: أبو داود، برقم 1425، والترمذي، برقم 464، والنسائي، برقم 1744، وابن ماجه، برقم 1178، وأحمد، برقم 1718، والدارمي، برقم 1592، والحاكم، 3/ 172، والبيهقي، 2/ 209، وما بين المعقوفين للبيهقي، وانظر: صحيح الترمذي، 1/144، وصحيح ابن ماجه، 1/194، وإرواء الغليل للألباني، 2/172 .

شرح معنى اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

397- لفظ أبي داود عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه (1) : عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ، قَالَ ابْنُ جَوَّاسٍ: فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»(2) .
398- ولفظ الترمذي قَالَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنه: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»(3) .
399- ولفظ النسائي قَالَ الْحَسَنُ رضي الله عنه: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوَتْرِ فِي الْقُنُوتِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»(4) .
400- وفي لفظ عند النسائي: عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فِي الْوِتْرِ، قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ»(5) بزيادة الصلاة على النبي.
401- ولفظ ابن ماجه عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: عَلَّمَنِي جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَاهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ»(6) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهُمَّ»: «اللَّهُمَّ بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ»(7) .
2- قوله: «اهدني فيمن هديت» أي: اجعلني بفضلك ورحمتك من جملة من هديت من عبادك، ويدخل في ذلك هداية الإرشاد، وذلك بالعلم الشرعي وهداية التوفيق والتي يترتب عليها العمل بهذا العلم حتى لا يكون حجة على العبد يوم القيامة، قال الطيبي : «فيمن هديت: اجعل لي نصيباً وافراً من الاهتداء، معدوداً في زمرة المهتدين من الأنبياء، والأولياء، و«فيمن هديت» متصل بالفعل علي سبيل المبالغة، أي أوقع هدايتي في زمرة من هديتهم، كقوله تعالى: ﴿فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾(8) »(9) ، وقال القاري : «أَيِ: اجْعَلْنِي مِمَّنْ هَدَيْتَهُمْ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ»(10) .
3- قوله: «وعافني فيمن عافيت»: أي: اجعلني من جملة من عافيت من أهل طاعتك والمراد من طلب العافية هو النجاة من كل شر في الدارين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لشِكل بن حميد رضي الله عنه لما سأله عن دعاء ينفعه قال له: «قل اللَّهم عافني من شر سمعي وبصري ولساني وقلبي وشر منيّي»(11) ، وقال العظيم أبادي : «وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ: أَيْ: مِنْ أَسْوَأِ الْأَدْوَاءِ والأخلاق والأهواء، وقال ابن الْمَلَكِ: مِنَ الْمُعَافَاةِ الَّتِي هِيَ دَفْعُ السُّوء»(12) .
4- قوله: «وتولني فيمن توليت»: أي: كن لي وليًّا ومعينًا وناصرًا والمراد بالولاية هنا هي الولاية الخاصة التي قال اللَّه فيها: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُو﴾(13) وقوله: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾(14) ، وإلا فإن الولاية العامة شاملة للمؤمن والكافر لقوله عز وجل: ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ﴾(15) أي: عند الموت فالكل مرده إلى اللَّه المؤمن والكافر؛ لأن اللَّه عز وجل هو الذي يتولى شؤون الخلق عامة، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: «سؤال للتولي الكامل، ليس المراد به ما فعله بالكافرين من خلق القدرة، وسلامة الآلة، وبيان للطريق؛ فإن كان هذا هو ولايته للمؤمنين، فهو وليّ الكفار، كما هو وليّ المؤمنين، وهو سبحانه يتولى أولياءه بأمور لا توجد في حق الكفار، من توفيقهم، وإلهامهم، وجعلهم مهديين مطيعين»(16) .
5- قوله: «وبارك لي فيما أعطيت» أي: ارزقني البركة في كل نعمك عليَّ: من مال، وأهل، وولد، ومسكن، ودابة، ووفقني فيه لعمل يرضيك، قال العلامة ابن عثيمين : «أي: أنزل البركةَ لي فيما أعطيتني مِنَ المال، والعِلْمِ، والجاه، والولد، ومِنْ كُلِّ ما أعطيتني ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾(17) ، إذاً؛ باركْ لي في جميع ما أنعمتَ به عليَّ، وإذا أنزل اللَّهُ البركةَ لشخص فيما أعطاه، صار القليلُ منه كثيراً، وإذا نُزعت البركةُ صار الكثيرُ قليلاً، وكم مِن إنسانٍ يجعلُ اللَّهُ على يديه مِنَ الخير في أيامٍ قليلة ما لا يجعلُ على يدِ غيرِه في أيَّام كثيرةٍ؟، وكم مِن إنسانٍ يكون المالُ عنده قليلاً، لكنه متنعِّمٌ في بيته، قد بارك اللَّهُ له في مالِهِ، ولا تكون البركةُ عند شخصٍ آخرَ أكثرَ منه مالاً؟ وأحياناً تُحِسُّ بأن اللَّه باركَ لك في هذا الشيء، بحيث يبقى عندك مُدَّةً طويلةً»(18) .
6- قوله: «وقني شر ما قضيت» أي: شر الذي قضيته، فإن اللَّه قد يقضي بالشر لحكمة بالغة والشر واقع في بعض مخلوقاته لا في خلقه وفعله لأن فعله وخلقه خير كله(19).
7- قوله: «فإنك تقضي» أي: تحكم ما تشاء، وتفعل ما تريد، ولا تُسئل عن ذلك ﴿لَا يُسْ‍ئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْ‍ئَلُونَ﴾(20) ، قال العدوي رحمه الله في حاشيته: «الظَّاهِرُ أَنَّ التَّعْلِيلَ لَيْسَ مَقْصُودًا، بَلْ الْقَصْدُ وَصْفُ الْمَوْلَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ التَّأْكِيدِ، وَالتَّحْقِيقِ؛ لِأَجْلِ أَنْ يَنْقَطِعَ الْعَبْدُ عَمَّا سِوَاهُ، وَيَلْتَجِئَ إلَيْهِ الْتِجَاءً غَيْرَ مَشُوبٍ بِغَيْرِهِ،(قَوْلُهُ: تَقْضِي) أَيْ تَحْكُمُ عَلَى مَنْ تُرِيدُهُ مِنْ عِبَادِك بِمَا تُرِيدُهُ»(21) .
8- قوله: «ولا يُقضى عليك» أي: لا يوجب عليك أحد من خلقك شيء فهم مربوبون لك مقهورون بعزتك فأنت توجب على نفسك ما شئت، قال اللَّه عز وجل: ﴿ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾(22) وفي الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً»(23) ، وقال العدوي رحمه الله : «وَلَا يُقْضَى عَلَيْك: أَيْ غَيْرُك لَا يُمْكِنُ أَنْ يَقْضِيَ عَلَيْك بِأَمْرٍ؛ لِأَنَّهُ عَاجِزٌ، وَالْعَجْزُ لَازِمٌ لَهُ»(21) .
9- قوله: «إنه لا يذل من واليت»: لأن من كان وليًّا لله فقد تكفل اللَّه بنصره كقول اللَّه عز وجل: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾(24) ، والذل هو الضعف والهوان، وقال الجمل رحمه الله: «بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ، أَيْ: لَا يَحْصُلُ لَهُ ذِلَّةٌ فِي نَفْسِهِ، أَوْ بِضَمٍّ فَفَتْحٍ أَيْ: لَا يُذِلُّهُ أَحَدٌ»(25) ، وقال الشنقيطي: «أي: لا يذل من كنت ولياً له، وهذا كأنه تعليل لسؤال الولاية»(26) .
10- قوله: «ولا يعز من عاديت»: أي من كان عدوًّا لله فإنه لا ينصره أحد وإن اجتمعوا لذلك.
قال اللَّه سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾(27) ، وقوله عز وجل: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾(28) ، وقال الشنقيطي: «لنا أنْ نقول: هذا ليس على عُمُومه، ويُخصَّص بالأحوال العارضة، ولنا أن نقول: إنه عامٌّ؛ باقٍ على عُمُومه لا يُخصَّص منه شيء، لكنه عامٌّ أُريد به الخُصوص، يعني: أنَّ المراد: لا يَذِلُّ ذُلًّا دائماً، ولا يَعِزُّ عِزًّا دائماً»(26) ، وقال ابن عثمين رحمه الله: «يفيد أن الولاية طريق إلى العزة، كما قال اللَّه عز وجل : ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾(29) ، فجعل اللَّه العزّة لمن أطاعه، والذّلة لمن عصاه، فإذا كان الإنسان مطيعاً للَّه؛ فإن اللَّه يُعزّه، يقول بعض العلماء: إن سؤال الأثر، أو المسبب يتضمن ما يكون سبباً في وجوده، فكأنه لما يسأل اللَّه عز وجل أن يكون على هذه الحال من كونه ولياً للَّه عز وجل فقد حصل العزة»(30) .
11- قوله: «تباركت ربنا»: أي: تعاظمت، و عمت بركتك جميع خلقك من أهل السموات والأرض، وما بينهما، والبركة مأخوذة من كثرة الخير وسعته وكلها من اللَّه، قال في القاموس المحيط: «تبارك اللَّه: تقدّس، وتنزّه: صفة خاصة باللَّه تعالى، وتبارك بالشيء: تفاءل به»(31) .
قال الإمام ابن قيم الجوزية في شرح المباركة «فإذا كان العبد وغيره مباركاً لكثرة خيره، ومنافعه، واتصال أسباب الخير فيه، وحصول ما ينتفع به الناس منه، فاللَّه تبارك وتعالى أحق أن يكون متباركاً، وهذا ثناء يشعر بالعظمة، والرفعة، والسعة، كما يقال تعاظم وتعالى، ونحوه فهو دليل على عظمته، وكثرة خيره، ودوامه، واجتماع صفات الكمال فيه، وإن كل نفع في العالم كان ويكون، فمن نفعه سبحانه وإحسانه(32) .
ويقول العلامة ابن القيم : في بعض معاني المباركة: «فتبارك وتعالى عن نسبة الشر إليه، بل كل ما نسب إليه فهو خير، والشر إنما صار شراً لانقطاع نسبته، وإضافته إليه، فلو أضيف إليه لم يكن شراً، كما سيأتي بيانه، وهو سبحانه خالق الخير والشر، فالشر في بعض مخلوقاته، لا في خلقه، وفعله، وخلقه وفعله وقضاؤه وقدره خير كله؛ ولهذا تنزه سبحانه عن الظلم الذي حقيقته وضع الشيء في غير موضعه، كما تقدم فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها، وذلك خير كله، والشر وضع الشيء في غير محله؛ فإذا وضع في محله لم يكن شراً، فعلم أن الشر ليس إليه
»(33) .
12- قوله: «وتعاليت»: أي: لك العلو التام: ذاتًا، وقدرًا، وقهرًا، وعلو اللَّه قامت عليه الأدلة: من الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة.
وفي معنى تعاليت يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «بَيَّنَ سبحانه وتعالى عَمَّا يَقُولُ الْمُبْطِلُونَ، وَعَمَّا يُشْرِكُونَ، أنه سبحانه وتعالى مُتَعَالٍ عَنْ الشُّرَكَاءِ وَالْأَوْلَادِ، كَمَا أَنَّهُ مُسَبَّحٌ عَنْ ذَلِكَ، وَتَعَالِيهِ سُبْحَانَهُ عَنْ الشَّرِيكِ هُوَ تَعَالِيهِ عَنْ السَّمِيِّ، وَالنِّدِّ، وَالْمِثْلِ، فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ مِثْلَهُ، وَقَدْ ذَكَرُوا مِنْ مَعَانِي الْعُلُوِّ الْفَضِيلَةَ، كَمَا يُقَالُ: الذَّهَبُ أَعْلَى مِنْ الْفِضَّةِ، وَنَفْيُ الْمِثْلِ عَنْهُ يَقْتَضِي أَنَّهُ أَعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا شَيْءَ مِثْلَهُ، وَهُوَ يَتَضَمَّنُ أَنَّهُ أَفْضَلُ، وَخَيْرٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كَمَا أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»(34) .
13- قوله: «في قنوت الوتر»: قال الباجي : «وَالْقُنُوتُ: الْأَخْذُ فِي الدُّعَاءِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَنَرَى قُنُوت الْوِتْرِ سُمِّيَ قُنُوتًا؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ قَائِمٌ فِي الدُّعَاءِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْرَأَ»(35) .

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية قول هذا الدعاء الذي جمع أنواع الخير وسبل النجاة في الدارين؛ ولذا فقد علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم لابن بنته – فاطمة – الحسن بن علي رضي الله عنهما.
2- المعافاة من أمراض القلوب: كأمراض الشبهات والشهوات، يزول بالعلم الذي يزيل الشبهة، وبالوعظ الذي يطفئ الشهوة، وكل ذلك في القرآن بوعده ووعيده.
3- من ثمار البركة أن يكون المسلم كالغيث، أينما وقع نفع، وأن يجمع في الأوقات القليلة الأعمال الكثيرة من الطاعات: كصلة الأرحام، والإكثار من النوافل، والدعوة إلى اللَّه، والتأليف، وغير ذلك.
4- طلب العبد من ربه أن يقيه شر ما قضاه، دليل على إيمان العبد بالقضاء والقدر، وقضاء اللَّه إما شرعي، كقوله: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾(36) ، وإما قدري، مثل قوله عز وجل: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَاءِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴾(37) .
5- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : «وقوله: فإنه لا يذل من واليت ليس على عمومه فإن الذل قد يعرض لبعض المؤمنين والعز قد يعرض لبعض المشركين كما وقع يوم أحد من الجراح والضعف وهذا يكون أمرًا عارضًا لحكمة يعلمها رب العالمين»(38) .
6- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وظاهر كلام أهل العلم – أي في صفة رفع اليدين في القنوت – أن يضمهما بعضهما على بعض كحال المستجدي الذي يطلب من غيره أن يعطيه شيئًا، وأما التفريج والمباعدة فلا أعلم له أصلًا لا في السنة ولا في كلام العلماء(39) .
7- والجمع بين قوله: «قني شر ما قضيت» وبين قوله: «والشر ليس إليك»(40) هو أن الشر لا ينسب إلى اللَّه عز وجل، وإن كان هو خالق الخير والشر، وهذا من باب الأدب مع اللَّه، كقول مؤمني الجن: ﴿وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا﴾(41) ، وكذلك فإن الشر في الخلق وليس في الفعل كما قال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾(42) .
8- قال الألباني رحمه الله بعدما ضعّف زيادة «وصلى اللَّه على محمد» في نهاية دعاء الوتر قال: ثم اطّلعتُ على بعض الآثار الثابتة عن بعض الصحابة بفعلهم ذلك، فقلت بمشروعية ذلك، أما الحديث: «الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك» فإسناده ضعيف(43) .
9- يجوز دعاء القنوت قبل الركوع وبعده؛ لقول أنسرضي الله عنه: «قد كان قبل وبعد» يعني: القنوت قبل الركوع وبعده(44) .
10- مسح الوجه بعد دعاء القنوت وكذلك بعد كل دعاء رُوي من حديث عمر رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه» ومن أهل العلم من حسنه، ومنهم من ضعفه(45) .
11- ألفاظ هذا الدعاء وردت في قنوت الوتر وليس في قنوت الصبح، كما يفعله كثيرٌ من الناس، وإنما يشرع القنوت في الوتر، و في النوازل في الصلوات كلها.
12- وثبتت زيادة: «لا منجا منك إلا إليك» (46) .
13- من معاني القنوت، ورد لها اثنا عشر معنىً على النحو الآتي: ‌أ- الخشوع: كقوله: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾(47) .
‌ب- الدعاء كما هو واضح من حديث الباب.
‌ج- يطلق على: الطاعة.
‌د- والصلاة.
هـ- والدعاء.
و- والعبادة.
ز- والقيام.
ح- وطول القيام.
ط- والسكوت.
ي- والسكون.
ك- وإقامة الطاعة.
ل- والخضوع(48) .
وذكر الحافظ ابن حجر أن ابن العربي ذكر أن القنوت ورد لعشرة معانٍ نظمها الحافظ زين الدين العراقي بقوله: ولفظ القنوت اعدد معانيه تجد مزيداً على عشرة معاني مرضية دعاء،خشوع، والعبادة، طاعة إقامتها، إفراده بالعبوديـة سكوت، صلاة، والقيام، وطوله كذا دوام الطاعة الرابح القنيه(49) قال ابن الأثير رحمه الله بعد أن ذكر معاني القنوت في الأحاديث: «فيصرف كل واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله الحديث الوارد فيه»(50) .

1 الحسن بن علي: الإمام السيد الشهيد أبو محمد القرشي، وُلد في شعبان في الثالثة من الهجرة ومناقبه كثيرة جدًّا، منها: دعا له جده رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللَّهم أحبه وأحب من يحبه» البخاري، برقم 2122، وقال: «إن ابني هذا سيد، ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» البخاري، برقم 2704، وهو مع أخيه الحسين قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» الترمذي، برقم 3768، وصححه الألباني في الصحيحة، برقم 796، وقال: «هما ريحانتاي من الدنيا» البخاري، برقم 5994، وإنما شبههما بذلك لأن الولد يشم ويقبل ويحضن، قال أنس رضي الله عنه: «لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي» البخاري، برقم 3752، أي: قبل موته، ولما مات قال أنس في حق الحسين لما قتل: «كان أشبههم برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم » البخاري، برقم 3748، أي: من آل البيت رضي الله عنهم، وقد مات الحسن رضي الله عنه بالمدينة مسمومًا عام خمسين من الهجرة أو بعد ذلك. انظر: سير أعلام النبلاء، 3/ 45 ترجمة رقم 47. وعدَّ بعض أهل العلم: الحسن بن علي رضي الله عنه من خلفاء النبوة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي اللَّه الملك من يشاء» سنن أبي داود، برقم 4646، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، برقم 3257، فكانت خلافة الصديق سنتان وثلاثة أشهر، وعمر عشر سنين وستة أشهر، وعثمان اثنتا عشرة سنة، وعلي أربع سنين وتسعة أشهر، ويكملها ثلاثين بيعة الحسن بن علي ستة أشهر 200 سؤال وجواب في العقيدة للحافظ الحكمي، ص 189
2 أبو داود، برقم 1425، وصححه الألباني في إرواء الغليل للألباني، 2/172
3 الترمذي، برقم 464، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 144
4 النسائي، برقم 1745، وصححه الألباني في في صحيح ابن ماجه، برقم 1178
5 النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الدعاء في الوتر، برقم 1746، وقال العلامة الألباني في تمام المنة في التعليق على فقه السنة، ص: 242: «هذه الزيادة في آخره ضعيفة، لا تثبت كما قال الحافظ ابن حجر، والقسطلاني، والزرقاني، وفي سندها جهالة وانقطاع»، قال الإمام النووي في الأذكار، 85: «ويستحبُّ أن يقولَ عقيب هذا الدعاء: اللَّهُمَّ صَلّ على مُحَمَّدٍ وعلى آلِ مُحَمَّدٍ وَسَلِّم، فقد جاء في رواية النسائي في هذا الحديث بإسناد حسن: «وَصَلَى اللَّهُ على النَّبِيّ»، وقال الألباني في تلخيص صفة الصلاة، ص: 38: «وهذا الدعاء من تعليم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلا يزاد عليه إلا الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، فتجوز لثبوتها عن الصحابة رضي الله عنهم»
6 ابن ماجه، برقم 1178، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 1178
7 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
8 سورة النساء، الآية: 69
9 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 4/ 1226
10 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 3/ 950
11 أخرج أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم 1551، والترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا أحمد بن منيع، برقم 3492، وقال: ﴿حسن غريب»، والنسائي، كتاب الاستعاذة، الاستعاذة من شر السمع والبصر، برقم 5444، والحاكم 1/715، وقال: «صحيح الإسناد»، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 4399، كلها بلفظ: «منيي»، وأما لفظ منيتي فلم أجده إلا في الجامع الصغير للسيوطي، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 1292، وقال فيه: «صحيح، د ك، عن شكل. المشكاة 2472»، وقد وجدت في الفردوس بمأثور الخطاب، 1/ 459: برقم 1865 رواية عن: «شكل بن حميد: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي وشر منيتي يعني ماءه»، وهي نفسها تفسر المنية بالمني عندما قالت: يعني ماءه
12 عون المعبود، 4/ 211
13 سورة البقرة، الآية: 257
14 سورة يونس، الآيتان: 62، 63
15 سورة الأنعام، الآية: 62
16 شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ص 111
17 سورة النحل، الآية: 53
18 الشرح الممتع على زاد المستقنع، 4/ 26
19 فقه الأذكار، ص 172
20 سورة الأنبياء، الآية: 23
21 شرح مختصر خليل للخرشي، 1/ 284
22 سورة الأنعام، الآية: 12
23 مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم 2577
24 سورة الصافات، الآية: 173
25 حاشية الجمل على شرح المنهج، 1/ 369
26 شرح زاد المستقنع للشنقيطي، 52/ 11
27 سورة غافر، الآية: 51
28 سورة المجادلة، الآية: 21
30 الشرح الممتع على زاد المستقنع، 4/ 20
31 القاموس المحيط، ص 1204، مادة (برك)
32 جلاء الأفهام، ص 304
33 شفاء العليل، ص: 179
34 مجموع الفتاوى، 16/ 120
35 المنتقى شرح الموطأ، للباجي، 1/ 281
36 سورة الإسراء، الآية: 23
37 سورة الإسراء، الآية: 4
38 انظر: الشرح الممتع 4/ 30
39 الشرح الممتع، ص 18
40 مسلم، برقم 771
41 سورة الجن، الآية: 10
42 سورة الفلق، الآيتان: 1- 2
43 إرواء الغليل، برقم 431
44 سنن ابن ماجه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في القنوت قبل الركوع وبعده، برقم 1183، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 162
45 رواه الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في رفع الأيدي في الدعاء، برقم 3386، وضعفه الألباني في إرواء الغليل، برقم 433، وقال الحافظ في بلوغ المرام من أدلة الأحكام، برقم 1553: «له شواهد، منها حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَمَجْمُوعُهَا يَقْتَضِي أَنَّهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ»، وقد علق المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير، 5/ 176 على الحديث بقوله: «ففعل ذلك سنة، كما جرى عليه جمع شافعية، منهم النووي في التحقيق، تمسكاً بعدة أخبار، هذا منها، وهي وإن ضعّفت أسانيدها، تقوّت بالاجتماع»
46 قال الحافظ في التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، 1/ 605: «لَفْظه: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُولَ فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ: «لَا مَنْجَا مِنْكَ لَّا إلَيْكَ»، وقال الشيخ الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، 2/ 168: «عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «علمني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أقول إذا فرغت من قراءتي في الوتر «اللهم اهدني فيمن هديت ...» الحديث، وزاد في آخره: «لا منجا منك إلا إليك»)، وصححها أيضاً في صفة الصلاة، ص 180
47 سورة البقرة، الآية: 238
48 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، باب القاف مع النون، 4/111، ومشارق الأنوار على الصحاح والآثار، للقاضي عياض، حرف القاف مع سائر الحروف، 2/186، وهدي الساري مقدمة فتح الباري، لابن حجر، ص176
49 راجع فتح الباري الطبعة السلفية، 2/491
50 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/111


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب