اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا اللهم من

حصن المسلم | الدعاء للميت في الصلاة عليه | اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا اللهم من

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ (1).

Allahummagh-fir lihayyina wamayyitina washahidina, wagha-ibina, wasagheerina wakabeerina, wathakarina wa-onthana. Allahumma man ahyaytahu minna fa-ahyihi AAalal-islam, waman tawaffaytahu minna fatawaffahu AAalal-eeman, allahumma la tahrimna ajrah, wala tudillana baAAdah.
‘O Allah, forgive our living and our dead, those present and those absent, our young and our old, our males and our females. O Allah, whom amongst us You keep alive, then let such a life be upon Islam, and whom amongst us You take unto Yourself, then let such a death be upon faith. O Allah, do not deprive us of his reward and do not let us stray after him.


(1) أبو داود، برقم 3201، والترمذي، برقم 1024، والنسائي، برقم 1985، وابن ماجه، 1/ 480، برقم 1498، وأحمد، 2/ 368، برقم 8809، وانظر: صحيح ابن ماجه، 1/251 .

شرح معنى اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا اللهم من

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

536- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا، وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا، وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا، وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا، وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُ»(1) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهم اغفر»: أصل الغفر هو التغطية والستر، واللَّه هو «السَّاترِ لذُنوبِ عِبَاده، وعُيوبهم، المُتَجاوِز عَن خَطَاياهُم، وذنوبهم، وأصل الغَفْر: التَّغْطِية...، والمَغْفِرَة: إلْبَاس اللَّه تعالى العَفْوَ للمُذْنِبين»(2) .
2- قوله: «لحينا وميتنا» أي: من فوق الأرض ومن تحتها من المسلمين، و«الحَي: ضد الميت، جمعه: أحياء»(3) .
وقال العلامة ابن عثيمين : «اللهم اغفر لحينا، وميتنا: شمل الجميع، لكن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط والتفصيل؛ لأن الدعاء كل جملة منه عبادة للَّه عز وجل، وإذا كررته ازددت بذلك ثواباً، فقوله: حيّنا، وميّتنا يشمل الحي الحاضر، والميت القديم، والميت في عصره»(4) .
3- قوله: «وشاهدنا» أي: من شهد هذه الصلاة معنا، والشاهدُ: الحاضرُ، ... ومنه ... سيدُ الأيام يومُ الجمعة هو شاهِدٌ، أي: هو يشهَد لِمَنْ حَضَر صلاتَه»(5) .
4- قوله: «وغائبنا» أي: من غاب عنّا لعذر، أو بُعد مكان، أو غير ذلك، فشاهدنا الحاضر معنا، والغائب المسافر أو غير الحاضر معنا(6) .
5- قوله: «وصغيرنا»: أي: من لم يجرِ عليه القلم؛ لعدم بلوغه، ووصوله سن التكليف، وهو دعاء لرفع الدرجات له، وقيل إن ذلك من باب التبعية: قال ابن حجر الدعاء للصغير ليرفع الدرجات ويدفعه ما ورد في الموطأ عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى على طفل لم يعمل خطيئة قط، فقال: «اللهم قه من عذاب القبر وضيقه»(7) ، ويمكن أن يكون المراد بالصغير والكبير الشاب والشيخ فلا إشكال، ونقل التوربشتي عن الطحاوي أنه سئل عن الاستغفار للصبيان، فقال: معناه السوال من اللَّه أن يغفر له ما كتب في اللوح المحفوظ أن يفعله بعد البلوغ من الذنوب، كذا في الزجاجة والمرقاة»(8) .
6- قوله: «وكبيرنا» أي: من الشباب، والشيوخ الذين هم أهل التكليف، ويدخل فيه النساء لعموم الأدلة، قال الملا علي القاري : «قال الطيبي: المقصود من القرائن الأربع: الشمول، والاستيعاب، فلا يحمل على التخصيص نظراً إلى مفردات التركيب، كأنه قيل: اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات كلهم أجمعين» (9) .
7- قوله: «وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا»: قَالَ العظيم أبادي : «الْمَقْصُودُ مِنَ الْقَرَائِنِ الْأَرْبَعِ: الشُّمُولُ، وَالِاسْتِيعَابُ فَلَا يُحْمَلُ عَلَى التَّخْصِيصِ، نَظَرًا إِلَى مُفْرَدَاتِ التَّرْكِيبِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ كُلِّهِمْ أَجْمَعِينَ» (9) .
8- قوله: «اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام»: لأن الإسلام استسلام للَّه عز وجل بامتثال الأمر، واجتناب النهي، وهذا لا يكون إلا في الدنيا«أي الإستسلام والإنقياد للأوامر والنواهي»(10) .
9- قوله: «ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان»: لأن الإيمان تصديق بالباطن، ومحله القلب، والإيمان هو اليقين، والموت عليه نعمة عظمى؛ «لأن الإيمان أفضل، ومحله القلب، والمدار على ما في القلب عند الموت، وفي يوم القيامة»(11) .
10- قوله: «اللهم لا تحرمنا أجره» أي: أجْر زيارته وهو مريض، وتجهيزه وغسله، والصلاة عليه، والانتظار حتى دفنه.
قال العيني : «لا تحرمنا: من حَرَمَهُ الشيءَ، يَحْرِمُه، من باب ضرب يضرب، حَرِماً بكسر الراء، مثل سَرَقَهُ سَرِقاً، وحَرِمةً، وحَرِيمةً، وحِرْمَاناً»(12) .
11- قوله: «ولا تضلنا بعده» أي: ثبتنا على الإيمان، وجنّبنا أسباب الغواية، والضلال هو الابتعاد عن دين اللّه وهداه، والضياع، وبطلان العمل الفاسد المخالف لللإيمان والشريعة، فـ«بُطْلاَنَ العمَل وضَياعه مأخوذ من الضلال: الضَّياع، ... يقال: ضلَّ الشيءُ: إذا ضَاع، وضَلَّ عن الطَّريق إذا حارَ»(13) .
وأيضاً: «وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ» أَيْ: لَا تَجْعَلنَا ضَآلِّينَ بَعْدَ الإيمان(14) ، وأيضاً: «ولا تُضلَّنا بعده» أي: أعذنا من الضلال، وجنِّبنا الفتنة والزَّلل بعد فقدنا له(15) .

ما يستفاد من الحديث:

1- الإلحاح على اللَّه، ودعاؤه عز وجل بتضرع، وإخلاص للميت، دعاء يرجى له القبول إن شاء اللَّه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء»(16) .
2- المقصود من القرائن الأربعة التي جاءت في هذا الدعاء: الشمول، والاستيعاب، فلا يحمل على التخصيص؛ نظرًا إلى مفردات التركيب، كأنه قيل: اللَّهم اغفر للمسلمين، والمسلمات، كلهم أجمعين قاله الطيبي(17) .
3- تكرار ألفاظ الدعاء، والتعميم فيه، والتخصيص دليل على محبة الداعي لربه؛ لأن الإنسان إذا أحب أحدًا أحب طول مناجاته، وهو دليل على شدة افتقار العبد لخالقه(18) .
4- حث الإسلام على الدعاء للأحياء والأموات؛ لأن الكل مفتقر إلى اللَّه عز وجل، ومن دعا بهذا الدعاء في صلاة الجنازة، أو في غيرها، فله بكل واحد من المسلمين والمسلمات – الأحياء منهم والأموات – حسنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب اللَّه له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة»(19) .
إلا أننا لا نقول لشخص بعينه أن له هذا الأجر، فهذا من العموم.
5- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه إذا صلى على الميت: «اللهمّ من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان»؛ لأن الأعمال بالجوارح، وإنما يتمكن منه في الحياة، فأما عند الموت، فلا يبقى غير التصديق بالقلب، ومن هنا قال المحققون من العلماء: كل مؤمن مسلم؛ فإن من حقق الإيمان، ورسخ في قلبه قام بأعمال الإسلام»(20) .
6- قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: «هذا الدعاء ... هو الدعاء العام يقول المصلي على الميت: اللهم اغفر لحينا، وميتنا، وصغيرنا، وكبيرنا، وذكرنا، وأنثانا، وشاهدنا، وغائبنا، وهذه الجمل تغني عنها جملة واحدة، لو قال: اللهم اغفر لحينا، وميتنا شمل الجميع، لكن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط والتفصيل؛ لأن الدعاء كل جملة منه عباده للَّه عز وجل، وإذا كررته ازددت بذلك ثواباً، فقوله: «حينا وميتنا» يشمل الحي الحاضر، والميت القديم، والميت في عصره، «وصغيرنا وكبيرنا»، كذلك أيضاً يشمل الصغير والكبير، الحي والميت وذكر الصغير مع أن الصغير لا ذنب له من باب التبعية، وإلا فإن الصغير ليس له ذنب حتى تسأل له المغفرة، «وذكرنا وأنثانا» مثلها عامة، «وشاهدنا وغائبنا» الحاضر والمسافر(21) .
7- من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته فتوفه على الإيمان: الحياة ذكر معها الإسلام، وهو الاستسلام الظاهر، وأما الموت قال: «توفنا على الإيمان»؛ لأن الإيمان أفضل، ومحله القلب، والمدار على ما في القلب عند الموت، وفي يوم القيامة(21) .
8- «اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده» لا تحرمنا أجره: يعني بالصلاة عليه؛ لأن الإنسان يؤجر بالصلاة على الميت، كما سبق أن «من شهدها حتى يُصلَّى عليها، فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: «مثل الجبلين العظيمين»(22) ، كذلك أيضاً أجرٌ آخر للمصاب بهذا الميت الذي حزن لفراقه، يؤجر أيضاً على صبره على المصيبة، «ولا تفتنا بعده» يعني لا تضلنا عن ديننا بعده؛ لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة مادام الإنسان لم تخرج روحه؛ فإنه عرضة لأن يفتن في دينه، والعياذ باللَّه؛ ولهذا قال: «لا تفتنا بعده» فينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء، اقتداء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم»(23) .

1 أبو داود، برقم 3201، والترمذي، برقم 1024، والنسائي، برقم 1985، وابن ماجه، برقم 1498، وأحمد، 14/ 406، برقم 8809، والحاكم، 1/ 358، وصححه محققو المسند، والعلامة الألباني في صحيح أبي داود، برقم 2741، وفي صحيح ابن ماجه، 1/251
2 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4 / 373، مادة (غفر)
3 القاموس المحيط، ص 1649، مادة (حي)
4 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث 937
5 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2 / 513، مادة (شهد)
6 انظر: شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 937
7 موطأ الإمام مالك، 1/ 228، برقم 536، وقال محقق الموطأ: حنّان عبد المنان، ص 141: «رجاله ثقات»
8 شرح سنن ابن ماجه، للسيوطي، ص 108
9 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 2/ 436
10 عون المعبود وحاشية ابن القيم، 8/ 346
11 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 937
12 شرح أبي داود للعيني، 6/ 145
13 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3 / 206، مادة (ضل).
14 عون المعبود وحاشية ابن القيم، 8 / 346
15 فقه الأدعية والأذكار، 3 / 233
16 أبو داود، كتاب الجنائز، باب الدعاء للميت، برقم 3199، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 3199
17 عون المعبود، 5/ 80
18 انظر: أحكام الجنائز لابن عثيمين، ص 319
19 رواه الطبراني في مسند الشاميين، 3/ 234، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 6026
20 كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية رحمه الله، ص: 54
21 شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، شرح الحديث رقم 947
22 البخاري، كتاب الجنائز، باب من انتظر حتى تدفن، برقم 1325، ومسلم، كتاب الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة، برقم 945
23 شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، شرح الحديث رقم 937

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب