بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث

حصن المسلم | دعاء دخول الخلاء | بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث

[بِسْمِ اللَّهِ]، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (1).

(Bismil-lah) allahumma innee aAAoothu bika minal-khubthi wal-khaba-ith ‘(In the name of Allah). O Allah, I take refuge with you from all evil and evil-doers.


(1) أخرجه البخاري، 1/ 45، برقم 142، ومسلم، 1/ 283، برقم 375، وزيادة: (بسم الله) في أوله أخرجها سعيد بن منصور. انظر فتح الباري 1/244.

شرح معنى بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

47- عن أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ» تَابَعَهُ ابْنُ عَرْعَرَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، وَقَالَ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ «إِذَا أَتَى الخَلاَءَ» وَقَالَ مُوسَى عَنْ حَمَّادٍ «إِذَا دَخَلَ» وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ «إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ»، وهذا لفظ البخاري (1) .
48- وفي لفظ مسلم:عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، حَدِيثِ حَمَّادٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ وَحَدِيثِ هُشَيْمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ قَالَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» (2) .
49- وفي لفظ آخر لمسلم: «أعُوذُ باللَّه منَ الخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» (3) .
50- ولفظ ابن ماجه: عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ, إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ» (4) .
51- وفي لفظ لابن ماجه أيضاً: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه (5) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» (6) .
52- وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه (7) ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَعْجِزْ أَحَدُكُمْ إِذَا دَخَلَ مِرْفَقَهُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النّجْسِ، الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ ، الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (8) .
53- ولفظ ابن أبي شيبة: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ، قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» (9) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «بسم اللَّه»: قال السعدي : «أي: ابتدئ بكل اسم للَّه تعالى» (10) .
2- قوله:«إِذَا دَخَلَ»: «مَعْنَاهُ إِذَا أَرَادَ الدُّخُول، وَكَذَا جَاءَ مُصَرِّحًا بِهِ فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ، قَالَ: كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُل» (11) .
3- قوله: «اللَّهم»: يا اللَّه حذف حرف النداء «يا» وعوض عنه الميم المشددة وهو خاص بنداء اللَّه تعالى (12) وهي تجمع الدعاء.
4- قوله: «إني أعوذ بك» أي: ألجأ وأستجير وأتحصن باللَّه وحده.
5- قوله: «من الخُبُث»: جمع خبيث يريد ذكران الشياطين (13) ، وقال القرطبي في المفهم: قال ابنُ الأعرابي: الخبيث في كلام العرب: المكروه، وهو ضد الطيب، والْخُبُث - بالضم -: جمع خبيث، وهو الذَّكرُ من الشياطين، والخبائث: جمع الخبيثة، وهي الأنثى منهم، يعني : أنه تعوذ من ذكورهم وإناثهم، ونحوه، وأيضاً: الخبيث: الشيطان، والخبائث: المعاصي، وأما [الخُبْث] بسكون الباء فقيل فيه: إنه المكروه مطلقًا، وقيل: إنه الكفر، والخبائث: الشياطين، وقيل: الخبائث: البول والغائط (14) ، وقال العلامة ابن عثيمين : «الخبث والخبائث: يعني: الشياطين، والشر، فالمهم أن الإنسان يكره له أن يطلق ألفاظاً مكروهة على معانٍ صحيحة؛ بل يبدلها بألفاظ محبوبة للنفوس» (15) .
6- قوله: «والخبائث»: جمع خبيثة يريد إناث الشياطين (16) .
7- قوله: «الخلاء»: وهو المكان المستتر، البعيد عن الناس، والمكان الذي لا شيء به (17) ، وقال ابن الأثير: «الخلاء: وهو قضاء الحاجة، يعني يستحيون أن ينكشفوا عند قضاء الحاجة تحت السماء» (18) .
8- قوله: «الحشوش»: يكنى بالحشوش عن موضع الغائط (19) .
9- قوله: «محتضرة»: محضورة، أي: إن هذه الحشوش محتضرة، أي: يحضرها الجن والشياطين (20) .
10- قوله: «مرفقه»: يريد الكنف والحشوش واحدها مرفق بالكسر (21) .
11- قوله: «الرجس»: القذر، وقد يعبر به عن الحرام، والفعل القبيح، والعذاب، واللعنة، والكفر، ومنه الحديث: نهى أن يستنجى بروثة، وقال إنها رجس أي مستقذرة (22) .
12- قوله: «النجس»: الرجس، قال ابن منظور : «النَّجْسُ، والنِّجْسُ، والنَّجَسُ: القَذِرُ مِنَ النَّاسِ، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَذِرْتَه ...إِذا بدؤوا بِالنَّجِسِ وَلَمْ يَذْكُرُوا الرِّجْسَ فَتَحُوا النُّونَ وَالْجِيمَ، وإِذا بدؤوا بِالرِّجْسِ ثُمَّ أَتبعوه بِالنَّجِسِ كَسَروا النُّونَ» (23) .
13- قوله: «الخبيث المخبث»: الخبيث هو ذو الخبث في نفسه; والمخبث هو الذي أصحابه وأعوانه خبثاء، وهو مثل قولهم: فلان قوي مُقوٍ، فالقوي في بدنه، والمقوى أن يكون دابته قوية - قال ذلك الأحمر، وقد يكون أيضاً: المخبث أن يخبث غيره - أي يعلمه الخبث ويفسده (24) .
14- قوله: «الكنيف»: هو محل قضاء الحاجة (25) .
15- قوله: «ستر ما بين الجن وعورات بين آدم»: أي «أن اسمه تعالى كالطابع على ابن آدم فلا تستطيع الجن فك ذلك الطابع قالوا : ويتأكد للنساء عند دخول الخلاء وفي كل خلاء فإن الجن يشركون الإنس فيهن فيتعين طردهم بالمحافظة على التسمية» (26) .

ما يستفاد من الحديث:

1- تمام حرص النبي صلى الله عليه وسلم ورعايته لأمته بتعليمهم هذه الآداب.
2- إظهار العبودية للَّه رب البرية في كافة الحركات والسكنات.
3- استحباب قول هذا الذكر جهرًا قبل دخول المكان المعد لقضاء الحاجة كالحمام والكنيف ونحوهما.
4- إذا كان قضاء الحاجة في صحراء أو مكان غير مُعد لذلك فإن الذكر يقال حال تشمير الثياب وهو مذهب الجمهور (27) .
5- الشياطين لا تسكن إلا الأماكن المتسقذرة التي لا يذكر فيها اسم اللَّه.
6- ذكر الحافظ في «الفتح» رواية بلفظ الأمر: «إذا دخلتم الخلاء فقولوا: بسم اللَّه، أعوذ باللَّه من الخبث والخبائث» وإسناده على شرط مسلم، وفيه زيادة التسمية، ولم أرها في غير هذه الرواية (28) .
وقال القاضي ابن العربي : «يحض على الاستعاذة في هذا الموضع لمعنيين أحدهما أنه خلاء وللشيطان قدرة في الخلاء ليست له في الملأ يصل بها إلى العبد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب» / 55 أخرجه مالك في الموطأ، 5/ 1425، برقم 3586، وأحمد، 11/360، برقم 6748، وأبو داود، في كتاب الجهاد، باب في الرجل يسافر وحده، برقم 2607، والترمذي، كتاب الجهاد، باب ما جاء في كراتهية أن يسافر الرجل وحده، برقم 1674، وحسنه محققو المسند، 11/ 360، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 3/ 112 (29) المسالك في شرح موطأ مالك، لابن العربي، 2/ 589 (30) تفسير الجزائري، سورة الفاتحة، ص 10 /55

1 البخاري، برقم 142
2 مسلم، برقم 122- (375)
3 مسلم، برقم (000)- 375
4 أخرجه ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، برقم 297، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 243، 299، وفي إرواء الغليل، برقم 51
5 زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان الأنصاري الخزرجي، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة، نزل الكوفة وسكنها، وفيها كانت وفاته في سنة ثمان وستين، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وهو معدود في خاصة أصحابه، وروى عن زيد بن أرقم جماعة، منهم أبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو حمزة مولى الأنصار. انظر: الاستيعاب، 2/ 535، والإصابة في تمييز الصحابة (2/ 589)
6 أخرجه ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، برقم: 296، صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 241
7 صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه، أبو أمامة، سكن حمص، روي له عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مائتا حديث وخمسون حديثًا، مات بالشام سنة إحدى وثمانين، وقيل ست وثمانين، وقيل إنه هو آخر الصحابة موتًا بالشام، روى له الجماعة.أسد الغابة، 3/2495، والإصابة 4/2882
8 أخرجه ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، برقم 299، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه، برقم 59، وكذلك أحمد شاكر في تفسير الطبري، 2/ 217، عن ابن عباس، وهو عند ابن ماجه عن أبي أمامة، ولكن الطبري بعد أن أورده عن ابن عباس أورد له سنداً عن أنس رضي الله عنه، فقال أحمد شاكر معلقاً: «وهذا إسناد صحيح، ولكني لم أجد هذا الخبر في حديث أنس، في المسند أو غيره، ووجدته بهذا اللفظ في حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف». ا.هـ
9 أخرجه ابن أبي شيبة، 1/ 11، برقم 5، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 4714، وقال الحافظ في فتح الباري، 1/ 244: «وقَد رَوى العُمَرِيُّ هَذا الحَدِيث مِن طَرِيق عَبد العَزِيز بن المُختار عَن عَبد العَزِيز بن صُهَيب بِلَفظِ الأَمر قالَ: «إِذا دَخَلتُم الخَلاء فَقُولُوا: بِسمِ اللَّه، أَعُوذ بِاللَّهِ مِنَ الخُبث والخَبائِث»، وإِسناده عَلَى شَرط مُسلِم، وفِيهِ زِيادَة التَّسمِيَة، ولَم أَرَها فِي غَير هَذِهِ الرِّوايَة»
10 تفسير السعدي، ص 39
11 شرح النووي على صحيح مسلم 4/ 70
12 تفسير الجزائري: أيسر التفاسير، 1/ 303.
13 عمدة الأحكام من كلام خير الأنام عليه الصلاة والسلام، ص: 7
14 انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، لأحمد القرطبي، 4/ 30
15 شرح رياض الصالحين، للعلامة ابن عثيمين :، شرح الحديث رقم 1741
16 عمدة الأحكام من كلام خير الأنام عليه الصلاة والسلام ، ص: 7.
17 انظر مختار الصحاح ص196 مادة خلا
18 النهاية فر غريب الحديث والأثر 2/ 75 مادة خلو
19 النهاية فر غريب الحديث والأثر 1/ 389 حشش
20 النهاية فر غريب الحديث والأثر 1/ 397 حضر
21 النهاية فر غريب الحديث والأثر 2/ 246 مادة رفق
22 2/ 199 مادة رجس
23 لسان العرب 6/ 226 مادة نجس
24 غريب الحديث لابن سلام 2/ 192 مادة نجس
25 التنوير شرح الجامع الصغير للإمام الصنعاني 8/ 382
26 فيض القدير شرح الجامع الصغير 4/ 127
27 فتح الباري، 1/ 308
28 أخرجها سعيد بن منصور. انظر فتح الباري، 1/244
29
30 . 7- قولك: أعوذ باللَّه: يكون للاستجارة باللَّه من المكروه. وقولك: ألوذ باللَّه: يكون لطلب المحبوب. ويشهد لهذا قول الشاعر: يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحذره لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره ولا يهيضون عظمًا أنت جابره


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب