The Prophet (Peace Be Upon Him) would prostrate in gratitude to Allah تبارك و تعالى upon receiving news which pleased him or which caused pleasure.
(1) رواه أهل السنن إلا النسائي: أبو داود، برقم 2774، والترمذي، برقم 1578، وابن ماجه، برقم 1394. انظر صحيح ابن ماجه، 1/233، وإرواء الغليل، 2/226.
شرح معنى كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يسر به
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
946- لفظ ابن ماجه عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ بشر بِهِ، خَرَّ سَاجِدًا، شُكْرًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» (1) . 947- لفظ أبي داود عنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ، أَوْ بُشِّرَ بِهِ، خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ» (2) . 948- لفظ الترمذي عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ أَمْرٌ فَسُرَّ بِهِ فَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا» (3) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «كان»: أي: كان من هديه وسنته صلى الله عليه وسلم، قال المناوي : «كان إذا جاءه: لفظ رواية الحاكم: أتاه (أمر) أي: أمر عظيم كما يفيده التنكير» (4) ، وقال الطيبي : «ونكّر (أمر) للتفخيم وللتعظيم» (5) . 2- قوله: «إذا أتاه أمر يسرُّه، سُرَّ بِه، أمر سرورٍ»: أي: يفرحه، ويسعده صلى الله عليه وسلم، قال ابن منظور : «والسُّرُّ، والسَّرَّاءُ، والسُّرُورُ، والمَسَرَّةُ، كُلُّه: الفَرَحُ؛ يُقَالُ: سُرِرْتُ بِرُؤْيَةِ فُلَانٍ، وسَرَّني لِقَاؤُهُ، وَقَدْ سَرَرْتُه أَسُرُّه أَي: فَرَّحْتُه» (6) ، وقال الطيبي : «لأن المراد بالسرور، هو سرورٌ يحصل عند هجوم نعمة ينتظرها، أو يفاجأ بها من غير انتظار، مما يندر وقوعها، لا ما استمر وقوعها، ومن ثم قدرها في الحديث بالمجيء» (5) . 3- قوله: «خَرَّ ساجدًا»: هذا كقوله: ﴿ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً﴾(7) ، ومن سجد على وجهه فقد خرّ على ذقنه ساجداً (8) ، قال ابن الأثير : «خَرَّ يَخُرُّ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: إِذَا سَقَطَ مِنْ عُلْوٍ. وخَرَّ الْمَاءُ يَخِرُّ بِالْكَسْرِ»(9) ، وقال ابن منظور : «خَرَّ يَخِرُّ خَرّاً: هَوَى مِنْ عُلْوٍ إِلى أَسفل... خَرَّت خَطَايَاهُ ؛ أَي: سَقَطَتْ وَذَهَبَتْ، ... وخَرَّ لِوَجْهِهِ يَخِرُّ خَرّاً وخُرُوراً: وَقَعَ كَذَلِكَ» (10) ، وقال المناوي : «أي: سقط على الفور هاوياً إلى إيقاع سجدة لشكر اللَّه تعالى على ما أحدث له من السرور» (4) . 4- قوله: «شكراً للَّه»: قال الصنعاني : «شكراً للَّه على إنعامه، وتواضعاً له وإقبالاً عليه، وإعراضاً عن السرور بالأمور العارضة، وفيه سنية ذلك، ولا حجة لمن قال: لا يندب سجود الشكر» (11) . 5- قوله: «تبارك»: قال العلامة السعدي : «أي: تعالى، وتعاظم، وكثر خيره» (12) . 6- وقوله: «تعالى»: قال ابن الأثير : «جَلَّ عَنْ إفْك المفْتَرِين وعَلا شأنُه، وَقِيلَ: جَلَّ عَنْ كلِّ وَصْفٍ وثنَاء» (13) .
ما يستفاد من الحديثٍ: 1- استحباب «سجدة الشكر» عند تجدد نعمة، أو اندفاع نقمة، سواء كانت النعمة خاصة لصاحبها، أم لعموم المسلمين، فمن الخاص تبشير بنجاح، أو شفاء من مرض، أو نحو ذلك، ومن العام نصر للإسلام، أو هلاك لأعدائه، أو نحو ذلك. 2- سجود الشكر كسجود التلاوة، لا يشترط له ما يشترط للصلاة من الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، واستقبال القبلة، وغير ذلك، وتختلف سجدة الشكر عن سجود التلاوة بأن سجود التلاوة يجوز في الصلاة أما سجدة الشكر فمن فعلها في صلاته فإنها تبطل بذلك إذا كان عالمًا بالحكم ذاكرًا له، وصفتها أنه يكبر إذا سجد فقط، ولا يكبر إذا رفع، ولا يسلم (14) . 3- جرى عمل الصحابة ومن بعدهم على ذلك فمن هذا ما يأتي: أ- سجود كعب بن مالك رضي الله عنه لما بُشر بتوبة اللَّه عليه «لما تاب اللَّه عليه خر ساجدًا» (15) . ب- سجد عليّ رضي الله عنه حين وجد ذا الثدية في قتلى الخوارج (16) ، وكان هذا الرجل من ألد أعداء الملة. 4- قال النووي : «سُجُودُ الشُّكْرِ سُنَّةٌ عِنْدَ تَجَدُّدِ نِعْمَةٍ ظَاهِرَةٍ، وَانْدِفَاعِ نِقْمَةٍ ظَاهِرَةٍ؛ سَوَاءٌ خَصَّتْهُ النِّعْمَةُ وَالنِّقْمَةُ، أَوْ عَمَّتْ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ أَصْحَابُنَا: وَكَذَا إذَا رَأَى مُبْتَلًى بِبَلِيَّةٍ فِي بَدَنِهِ، أو بغيرها، أو بِمَعْصِيَةٍ، يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْجُدَ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى، وَلَا يُشْرَعُ السُّجُودُ لِاسْتِمْرَارِ النِّعَمِ؛ لِأَنَّهَا لَا تَنْقَطِعُ، قَالَ أَصْحَابُنَا: وَإِذَا سَجَدَ لِنِعْمَةٍ، أَوْ انْدِفَاعِ نِقْمَةٍ، لَا يَتَعَلَّقُ بِغَيْرِهِ، اسْتُحِبَّ إظْهَارُ السُّجُودِ، وَإِنْ سَجَدَ لِبَلِيَّةٍ فِي غَيْرِهِ، وَصَاحِبُهَا غير معذور، كالفاسق أظهر السُّجُودَ فَلَعَلَّهُ يَتُوبُ، وَإِنْ كَانَ مَعْذُورًا كَالزَّمِنِ وَنَحْوِهِ، أَخْفَاهُ لِئَلَّا يَتَأَذَّى بِهِ؛ فَإِنْ خَافَ مِنْ إظْهَارِهِ لِلْفَاسِقِ مَفْسَدَةً أَوْ ضَرَرًا، أَخْفَاهُ أَيْضًا» (17) . 5- قال المناوي : «ندب سجود الشكر عند حصول نعمة، واندفاع نقمة، والسجود أقصى حالة العبد في التواضع لربه، وهو أن يضع مكارم وجهه بالأرض، وينكس جوارحه، وهكذا يليق بالمؤمن كلما زاده ربه محبوباً، ازداد له تذللاً، وافتقاراً، فيه ترتبط النعمة، ويجتلب المزيد ... والمصطفى صلى الله عليه وسلم أشكر الخلق للحق؛ لعظم يقينه، فكان يفزع إلى السجود، وفيه حجة للشافعي في ندب سجود الشكر عند حدوث سرور، أو دفع بلية، ورد على أبي حنيفة في عدم ندبه، وقوله لو ألزم العبد بالسجود لكل نعمة متجددة كان عليه أن لا يغفل عن السجود طرفة عين؛ فإن أعظم النعم نعمة الحياة، وهي متجددة بتجديد الأنفاس» (4) .
1
ابن ماجه، برقم 1394، وحسنه لغيره الأرناؤوط في سنن ابن ماجه، 2/ 403، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 1143
2
أبو داود، برقم 2774، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 2479
3
الترمذي، برقم 1578، حسنه الألباني في إرواء الغليل، 2/226، وصحيح أبي داود، برقم 2479
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .