اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم

حصن المسلم | صيغة الصلاة على النبي في التشهد | اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (1).

Allahumma salli AAala Muhammad wa-AAala azwajihi wathurriyyatihi kama sallayta AAala ali Ibraheem, wabarik AAala Muhammad, wa-AAala azwajihi wathurriyyatih, kama barakta AAala ali Ibraheem. innaka Hameedun Majeed.
‘O Allah, send prayers upon Muhammad and upon the wives and descendants of Muhammad, just as You sent prayers upon the family of Ibraheem, and send blessings upon Muhammad and upon the wives and descendants of Muhammad, just as You sent blessings upon the family of Ibraheem. Verily, You are full of praise and majesty.


(1) البخاري مع الفتح، 6/ 407، برقم 3369، ومسلم، 1/ 306، برقم 407، واللفظ له.

شرح معنى اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

199- لفظ مسلم: عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (1) .
200- ولفظ البخاري: عن أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (2) .
201- وعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ، وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»، قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ (3) .
202- وعند الدارقطني عنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا فِي صَلَاتِنَا؟ قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَحْبَبْنَا أَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (4) .
203- ولفظ أحمد عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا فِي صَلَاتِنَا صَلَّى اللَّه عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَحْبَبْنَا أَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يَسْأَلْهُ، فَقَالَ: «إِذَا أَنْتُمْ صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَقُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (5) .
204- عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [ابن أبي ليلى]: وَنَحْنُ نَقُولُ وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ» (6) .
205- وعند البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا التَّسْلِيمُ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ»، قَالَ أَبُو صَالِحٍ عَنْ اللَّيْثِ: «عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ»، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ يَزِيدَ، وَقَالَ: «كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ» (7) .
206- وعند البخاري أيضاً عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ» (8) .
207- وعند الطحاوي عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّه، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ» (9) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهم صل على محمد»: الصلاة من اللَّه على نبيه هي الثناء عليه في الملأ الأعلى أي: عند الملائكة المقربين (10) .
2- قوله: «وعلى أزواجه»: هن أمهات المؤمنين – رضي اللَّه عنهن، وقال ابن الجوزي : «والأزواج جمع زوج، والفصيح من الْكَلَام أَن يُقَال لامْرَأَة الرجل زوج بِغَيْر هَاء، وبذلك جَاءَ الْقُرْآن» (11) .
3- قوله: «وذريته»: الذرية هي النسل، وقد يختص بالنساء والأطفال، وقد يطلق على الأصل (12) ، وقال ابن الجوزي : «والذرية فِيهَا قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنَّهَا من الذَّر، لِأَن اللَّه أخرج الْخلق من صلب آدم كالذر، وَالثَّانِي: أَن أَصْلهَا ذرورة... ثمَّ أدغمت الْوَاو فِي الْيَاء فَصَارَ ذُرِّيَّة» (11) ، قال الإمام ابن القيم : «اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، وفي هذا الحديث يعني: حديث أبي حميد: «اللهم صل على محمد، وأزواجه، وذريته» قالوا: فهذا تفسير ذلك الحديث، ويبين أن آل محمد هم أزواجه، وذريته ... قالوا: والآل، والأهل سواء، وآل الرجل وأهله سواء، وهم: الأزواج، والذرية بدليل هذا الحديث» (13) .
4- قوله: «وعلى أهل بيته»، قال في الفتح الرباني: «قال النووي : اختلف العلماء في آل النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال، أظهرها، وهو اختيار الأزهري وغيره من المحققين: أنهم جميع الأمة، والثاني: بنو هاشم، وبنو المطلب، والثالث: أهل بيته صلى الله عليه وسلم، وذريته، واللَّه أعلم.
اهـ.
قال الشوكاني: وقد ذهب نشوان الحميري إمام اللغة إلى أنهم جميع الأمة
» (14) .
5- قوله: «كما صليت على إبراهيم»: معلوم أن محمدًا وآله أفضل من إبراهيم وآله، وعلى هذا يكون المعنى أن هذا من باب التوسل بفعل اللَّه السابق وهو الفضل على إبراهيم وآله إلى تحقيق فضل اللَّه اللاحق وهو الفضل لمحمد وآله (15) .
6- قوله: «وعلى آل إبراهيم»: وهم ذريته من إسماعيل وإسحاق وإن ثبت أن إبراهيم كان له أولاد من غير سارة وهاجر فهم داخلون لا محالة، ويدخل في ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ لأنه من ولد إبراهيم ؛.
7- قوله: «وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته»: المراد بالبركة: هي الزيادة من الخير، والكرامة، وهي شاملة للبركة في العمل والبركة في الأثر المترتب على هذا العمل، قال القاضي عياض : «معنى البركة هنا: الزيادة من الخير والكرامة والتكثير منهما، ويكون بمعنى الثبات على ذلك من قولهم: بركت الإبل، وتكون البركة هاهنا بمعنى: التطهير والتزكية من المعايب، ... أن نبينا صلى الله عليه وسلم سأل ذلك لنفسه وأهل بيته؛ ليتم النعمة عليهم والبركة كما أتمها على إبراهيم وآله، وقيل: بل سأل ذلك لأمته ليثابوا على ذلك، وقيل: بل ليبقى له ذلك دائمًا إلى يوم الدين، ويجعل له به لسان صدق فى الآخرين، كما جعله لإبراهيم» (16) .
8- قوله: «وذريته»: الذرية هي النسل وقد يختص بالنساء والأطفال وقد يطلق على الأصل (12) ، وقال ابن الجوزي : «والذرية فِيهَا قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنَّهَا من الذَّر، لِأَن اللَّه أخرج الْخلق من صلب آدم كالذر، وَالثَّانِي: أَن أَصْلهَا ذرورة... ثمَّ أدغمت الْوَاو فِي الْيَاء فَصَارَ ذُرِّيَّة» (11) .
9- قوله: «كما باركت على إبراهيم»: قال الإمام النووي : «قَالَ الْعُلَمَاء: مَعْنَى الْبَرَكَة هُنَا الزِّيَادَة مِنْ الْخَيْر وَالْكَرَامَة، وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى التَّطْهِير، وَالتَّزْكِيَة...؛ فَإِنَّ الْمُخْتَار فِي الْآلِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ أَنَّهُمْ جَمِيع الْأَتْبَاع، وَيَدْخُل فِي آلِ إِبْرَاهِيم خَلَائِق لَا يُحْصُونَ مِنْ الْأَنْبِيَاء، وَلَا يَدْخُل فِي آلِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم نَبِيّ، فَطَلَب إِلْحَاق هَذِهِ الْجُمْلَة الَّتِي فِيهَا نَبِيّ وَاحِد بِتِلْكَ الْجُمْلَة الَّتِي فِيهَا خَلَائِق مِنْ الْأَنْبِيَاء، وَاَللَّه أَعْلَم» (17) .
10- قوله: «إنك حميد مجيد »: أي كثير المحامد فهو الحامد لعباده الذين اصطفاهم لإقامة شرعه ودينه، ومجيد: أي متعاظم الأمجاد ومن ذلك كثرة الإحسان إلى عباده بما يفيض عليهم من الخيرات، واقتران الحميد مع المجيد بيان أن اللَّه محمود على مجده وعظمته وكمال صفاته، فليس كل ذي شرف محمود وكذلك ليس كل محمود يكون ذو شرف (18) .

ما يستفاد من الحديث:

1- هل الأولى أن نسيِّد النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد أم لا؟ سئل الحافظ ابن حجر / عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارجها، سواء قيل بوجوبها أو بندبيتها، هل يشترط فيها قول سيدنا أم يقتصر على قوله اللَّهم صل على محمد؟ فأجاب: اتباع الألفاظ المأثورة أرجح، ولا يقال: لعله صلى الله عليه وسلم ترك ذلك تواضعًا منه.
ولو كان ذلك راجحًا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين (12) .
2- هل يجوز أن نقول: اللَّهم صل على فلان؟ قال ابن القيم /: المختار أن يُصلي على الأنبياء والملائكة وأزواج النبي وآله وذريته وأهل الطاعة على سبيل الإجمال، وتكره لغير الأنبياء لشخص مفرد بحيث يصير شعارًا، لا سيما إذا ترك في حق مثله أو أفضل منه كما يفعله الرافضة، فلو اتفق وقوع ذلك مفردًا في بعض الأحيان من غير أن يتخذ شعارًا لم يكن به بأس، ولهذا لم يرد في حق غير من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقول ذلك لهم وهم من أدى زكاته إلا نادرًا (19) .
وكلام الإمام ابن القيم : إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهم صل على آل أبي أوفى» (20) وهذا دعاء لهم بالرحمة والمغفرة.
3- قال العلامة ابن عثيمين : «ذكر الأزواج والذرية، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يعني زوجاته، اللائي مات عنهن تسع زوجات، وكان يقسم لثماني زوجات منهن، وأما التاسعة سودة ل، فقد وهبت يومها لعائشة ل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين: يومها، ويوم سودة، وبقية الزوجات يقسم لهن النبي صلى الله عليه وسلم بالعدل، يقسم بالعدل كما أُمِرَ بذلك، فالحاصل أن هذه الصفات الثلاث التي ذكر المؤلف : وساقها في أحاديث ثلاثة متقاربة، ولكنها تصف الكمال من صفة الصلاة عليه، فصلوت اللَّه، وسلامه عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين» (21) .

1 مسلم، برقم 407
2 البخاري، برقم 6360
3 مسند أحمد، 38/ 237، برقم 23174، وصححه الألباني في صفة الصلاة، ص 179، وصححه محققو المسند، 38/ 238
4 سنن الدارقطني، 2/ 168، وقال: «هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ»، وقال شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط في تحقيقهما لجلاء الأفهام للإمام ابن القيم، ص 295: «وهو حديث حسن كما قال الدارقطني »، وأقره الألباني في صفة الصلاة، ص 180، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ص 55، برقم 59، وحسن إسناده الألباني في تحقيقه
5 مسند أحمد، 28/ 304، برقم 17072، وصححه محققو المسند
6 سنن النسائي، كتاب السهو، نوع آخر، برقم 1288، وأحمد، 30/ 33، برقم 18105، و30/ 52، برقم 18123، و30/ 57، برقم 18133، وصححها كلها محققو المسند، وصححه الألباني في صحيح النسائي، برقم 1288، وقال في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص 180: «بسند جيد»
7 صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ﴿نَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56] برقم 4798
8 صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 6358
9 شرح مشكل الآثار للطحاوي، 6/ 14، و معجم ابن الأعرابي، 2/ 421، برقم 823، قال الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ص 181: «بسند صحيح، وعزاه ابن القيم في الجلاء لمحمد بن إسحاق السراج، ثم صححه»
10 صحيح البخاري، قبل الحديث رقم 4797
11 كشف المشكل من حديث الصحيحين، 2/ 170
12 فتح الباري، 8/ 193
13 جلاء الأفهام، ص 211
14 الفتح الرباني بشرح مسند الإمام أحمد الشيباني، 1/ 23
15 قال ابن عثيمين: وهذا هو القول الأصح الذي لا يرد عليه إشكال، وانظر الشرح الممتع، 165، 166
16 إكمال المعلم بفوائد مسلم، 2/ 303
17 شرح النووي على صحيح مسلم، 4/ 125
18 انظر النهج الأسمى للنجدي، 1/ 434
19 انظر: صفة صلاة النبي للألباني، 219، ولفظ كلام ابن القيم في جلاء الأفهام، ص 481: "وفصل الخطاب في هذه المسألة: أن الصلاة على غير النبي إما أن يكون آله وأزواجه وذريته أو غيرهم، فإن كان الأول، فالصلاة عليهم مشروعة مع الصلاة على النبي، وجائزة مفردة، وأما الثاني: فإن كان الملائكة وأهل الطاعة عموماً؛ الذين يدخل فيهم الأنبياء وغيرهم، جاز ذلك أيضاً، فيقال: اللهم صل على ملائكتك المقربين، وأهل طاعتك أجمعين، وإن كان شخصاً معيناً، أو طائفة معينة، كره أن يتخذ الصلاة عليه شعاراً، لا يخل به، ولو قيل بتحريمه لكان له وجه، ولا سيما إذا جعلها شعاراً له، ومنع منها نظيره، أو من هو خير منه، وهذا كما تفعل الرافضة بعلي رضي الله عنه، فإنهم حيث ذكروه قالوا:عليه الصلاة والسلام، ولا يقولون ذلك فيمن هو خير منه، فهذا ممنوع لا سيما إذا اتخذ شعاراً لا يخل به، فتركه حينئذ متعين، وإما أن صلى عليه أحياناً، بحيث لا يجعل ذلك شعاراً، كما صلي على دافع الزكاة، وكما قال ابن عمر للميت: صلى اللَّه عليه، وكما صلى النبي على المرأة وزوجها، وكما روي عن علي من صلاته على عمر، فهذا لا بأس به، وبهذا التفصل تتفق الأدلة، وينكشف وجه الصواب، واللَّه الموفق".
20 البخاري، كتاب الزكاة، باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة، برقم 1497
21 شرح رياض الصالحين، للعلامة ابن عثيمين، شرح الحديث رقم 1407


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب