اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك

حصن المسلم | أذكار المساء | اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك

اللَّهُمَّ مَا أَمْسَى بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ .(1)


(1) من قالها حين يصبح فقد أدَّى شكر يومه، ومن قالها حين يمسي فقد أدَّى شكر ليلته. أخرجه أبو داود 4/318، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم 7، وابن السني برقم 41، وابن حبان (موارد) رقم 2361، وحَسَّن ابن باز إسناده في تحفة الأخيار ص 24.

شرح معنى اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

53- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَّامٍ الْبَيَاضِيِّ (1) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ» (2) .
54- وفي لفظٍ عن ابْنِ غنام، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ، أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ» (3) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللهم»: قال ابن منظور : «اللَّهُمَّ بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ » (4) .
2- قوله: ما أصبح أي: ما صار مصاحبًا لي من عظيم النعم، قال العظيم أبادي : «مَا أَصْبَحَ بِي: أَيْ: حَصَلَ لِي فِي الصَّبَاحِ، قاله القاري، وَقِيل: أَيْ: مَا أَصْبَحَ مُتَّصِلًا بِي» (5) .
3- قوله: بي من نعمة: تشمل النعم الدينية، وأعظمها الثبات على التوحيد، والنعم الدنيوية، كالسلامة من الأمراض، والأسقام، وغير ذلك، قال العظيم أبادي : «بِي مِنْ نِعْمَةٍ دُنْيَوِيَّةٍ، أَوْ أُخْرَوِيَّةٍ (فَمِنْكَ)، أَيْ: حَاصِلٌ مِنْكَ، (وَحْدَكَ) حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ فِي مِنْكَ» (5) .
4- قوله: «أو بأحد من خلقك»: أي: أقرُّ، وأعترف بأن كلَّ النعم منك (6) .
5- قوله: فمنك وحدك لا شريك لك: اعتراف بتفرد اللَّه وحده بإسداء هذه النعم، قال الطيبي : «أي: إني أقرُّ، وأعترف بأن كل النعم الحاصلة من ابتداء خلق العالم إلى انتهاء دخول الجنة، فمنك وحدك، فأوزعني أن أقوم بشكرها، ولا أشكر غيرك، وقوله: (وحدك) حال من المتصل في قوله: (فمنك) أي: فحاصل منك منفرداً» (7) .
6- قوله: فلك الحمد: أي: أحمدك على هذه الأفضال، والنعم الجزال، وأعبِّر عن ذلك بلسان الحال، والمقال، قال الطيبي : «تقرير للمطلوب، ولذلك قدم الخبر على المبتدأ ليفيد الحصر، يعني: إذا كانت النعمة مختصة بك، فها أنا أتقدم إليك، وأخص الحمد، والشكر بك قائلاً: لك الحمد، لا لغيرك، ولك الشكر، لا لأحد سواك» (7) .
7- قوله: ولك الشكر: بالقلب، والجوارح، وتصريف هذه النعم في مرضاتك وحدك، لا شريك لك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : تعليقاً على هذا الحديث: «كل ما بالخلق من النعم، فمنه وحده لا شريك له؛ ولهذا هو سبحانه يجمع بين الشكر والتوحيد، ففي الصلاة أول الفاتحة: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وأوسطها: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، والخطب، وكل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد للَّه فهو أجذم... والتوحيد نهايته، ولهذا كان النصف من الفاتحة الذي هو للَّه أوله حمد، وآخره توحيد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، والحمد رأس الشكر، فالحامد يشكره أولاً على نعمه، ثم يعبده وحده؛ فإن العبد أول ما يعرف ما يحصل له من النعمة مثل خلقه حياً، وخلق طرق العلم: السمع، والبصر، والعقل» (8) .

ما يستفاد من الحديث:

1- الاعتراف بالنعم، وأداء شكرها هو سبيل بقائها، ونمائها ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ سورة إبراهيم، الآية: 7.. 2- من تمام رحمة اللَّه بعبده أنه يعطيه ما يشكره عليه، ثم يشكره ربه على إحسانه إلى نفسه، لا على إحسانه إلى ربه ﴿إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا﴾ سورة الإنسان، الآية: 22 .
3- نعم اللَّه تشمل الخلق جميعًا: مؤمنهم، وكافرهم، إنسهم، وجنهم، قال اللَّه تعالى: ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ سورة لقمان، الآية: 20 .
قال ابن القيم: يكفيك رب لم تزل في فضله متقلبًا في السر والإعلان (9) 4- أقسام الشكر ثلاثة: ‌أ- شكر بالقلب: وهو الاعتراف بالنعم الباطنة، والظاهرة للمنعم، وأنها وصلت إليه من غير ثمن بذله فيها، قال اللَّه تعالى: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ سورة النحل، الآية: 53 .
‌ب- شكر باللسان: ويكون بذكرها، وتعدادها، والثناء على واهبها، قالاللَّه تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ سورة الضحى، الآية: 11 .
‌ج- الشكر بالجوارح: ومفهومه ألا يستعان بالنعم إلا على طاعة اللَّه، قال تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ سورة سبأ، الآية: 13 .

1 عبد اللَّه بن غنام  بن بياضة الأنصاري البياضي، له صحبة، وله حديث في سنن أبي داود، والنسائي في القول عند الصباح، وقد صحفه بعضهم فقال: ابن عباس، وجزم أبو نعيم بأن من قال فيه ابن عباس فقد صحف، ويأتي في أكثر الروايات غير مسمى، وسماه بعضهم عبد الرحمن وهو وهم، روى عنه عبد اللَّه بن عنبسة /. انظر: تهذيب الكمال، 5/311، والإصابة في تمييز الصحابة، 4/ 207
2 أبو داود، برقم 5075، وحسّن إسناده الإمام ابن باز في تحفة الأخيار، ص 24
3 أخرجه النسائي في الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، ثواب من قال حين يصبح وحين يمسي رضيت باللَّه رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، برقم 9835، والبيهقي في الدعوات الكبير، 1/ 98، برقم 41، وهو عند ابن حبان، 3/ 142، برقم 861، عن ابن عباس رضي الله عنه، وحسنه محققه
4 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
5 عون المعبود، 13/ 281
6 انظر: شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1886
7 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1886
8 رسالة في تحقيق الشكر، لابن تيمية، ص 108
9 الكافية، ص 287

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب