Sajada wajhee lillathee khalaqahu washaqqa samAAahu wabasarahu bihawlihi waquwwatih { tabaraka Allahu ahsanu alkhaliqeen}. ‘My face fell prostrate before He who created it and brought forth its faculties of hearing and seeing by His might and power.<< So Blessed is Allah, the best of creators. >>
(1) الترمذي، 2/ 474، برقم 3425، وأحمد، 6/ 30، برقم 24022، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي، 1/220 والزيادة له، والآية رقم 14 من سورة المؤمنون.
شرح معنى سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك ٱلله أحسن
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
177- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سُجُودِ القُرْآنِ بِاللَّيْلِ: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ»، وهذا لفظ الترمذي (1) . 178- ولفظ الحاكم: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» (2) . 179- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، يَقُولُهُ فِي السَّجْدَةِ مِرَارًا: «سَجَدَ وَجْهِيَ لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» (3) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «سجد وجهي»: خص الوجه بالسجود لأنه أشرف الأعضاء. قال ابن العربي : «والمراد في هذا الحديث: سجدَت جُملتي ورأسي» (4) . 2- قوله: « للذي خلقه وشق سمعه وبصره»: هذا من ذكر العام وهو خلق الوجه، ثم الخاص وهو شق السمع والبصر، قال القرطبي : «أي: خلق فيه السمع والبصر» (5) ، وقال الفيومي : «خَلَقَ اللَّهُ الْأَشْيَاءَ خَلْقًا، وَهُوَ الْخَالِقُ وَالْخَلَّاقُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَا تَجُوزُ هَذِهِ الصِّفَةُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَصْلُ الْخَلْقِ التَّقْدِيرُ ... وَالْخَلْقُ الْمَخْلُوقُ» (6) . 3- قوله: «بحوله»: يقال حال الشخص يحول، إذا تحرك، المعنى: لاحركة وقوة إلا بمشيئة اللَّه تعالى، وقيل: الحول: الحيلة، والأول أشبه، ومنه الحديث: اللهم بك أصول، وبك أحول (7) ، أي أتحرك، وقيل: أحتال، وقيل: أدفع، وأمنع، من حال بين الشيئين، إذا منع أحدهما عن الآخر (8) . 4- قوله: «قوته»: اعْتِرَافٍ بِالْإِذْعَانِ لَهُ، وَأَنَّهُ لَا صَانِعَ غَيْرُهُ، وَلَا رَادَّ لِأَمْرِهِ، وَأَنَّ الْعَبْدَ لَا يَمْلِكُ شَيْئًا فِي الْأَمْر (9) . 5- قوله: «فَتَبَارَكَ اللَّهُ»: قال العلامة السعدي : «أي: تعالى، وتعاظم، وكثر خيره» (10) . 6- قوله: «أحْسَنُ الْخَالِقِينَ»: قال العلامة السعدي : «... فخلقه كله حسن، والإنسان من أحسن مخلوقاته، بل هو أحسنها على الإطلاق؛ ولهذا كان خواصه أفضل المخلوقات وأكملها، أي أن خلق اللَّه كله حسن، والإنسان هو أفضل مخلوقاته» (11) ، وقال الإمام ابن القيم : في قوله: ﴿أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾: «أي: أحسن المصورين والمقدّرين، والعرب تقول: قدّرت الأديم، وخلقته، إذا قسته لتقطع منه مزادة، أو قربة ونحوها، قال مجاهد: يصنعون، ويصنع اللَّه، واللَّه خير الصانعين» (12) .
ما يستفاد من الحديث 1- سجود التلاوة سنة وليس بواجب وهذا هو الراجح من أقوال أهل العلم، لما يلي: أ – أن زيد بن ثابت رضي الله عنه عندما قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم لم يسجد فيها (13) ، ولو كان السجود واجبًا لم يقره النبي صلى الله عليه وسلم على ترك السجود. ب – أن عمر رضي الله عنه قرأ على المنبر بسورة النحل فلما أتى السجود نزل وسجد، وسجد الناس، ثم أنه قرأها في الجمعة التالية ولم يسجد، وقال: «فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه» (14) ، وكان هذا في حضور الصحابة، ولم ينكر عليه أحد، وهو كذلك أحد الخلفاء الراشدين المهديين. جـ - فعل النبي صلى الله عليه وسلم للشيء على سبيل التعبد يقتضي سنيته لا وجوبه، إلا أن يقرن بأمر، أو يكون بيانًا لأمر، وعلى هذا يحمل قول ابن عمر ب: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد، ونسجد معه، حتى ما يجد أحدنا موضعًا لجبهته» (15) . 2- سجود التلاوة إنما هو سنة للقارئ والمستمع، وهو الذي ينصت للقارئ ويتابعه في الاستماع، بخلاف السامع الذي يسمع الشيء دون أن ينصت إليه، ودليل ذلك حديث ابن عمر السابق. 3- إن لم يسجد القارئ لم يسجد المستمع لأن سجود المستمع تبع لسجود القارئ فالقارئ أصل والمستمع فرع له فالقارئ كالإمام، والمستمع كالمأموم ودليل ذلك حديث زيد بن ثابت السابق ذكره حيث أقره النبي صلى الله عليه وسلم على عدم سجوده، وسكت عن ذلك. 4- الصواب أن سجود التلاوة لا يشترط له ما يشترط لصلاة النفل من الطهارة عن الحدث، والنجس، وستر العورة، واستقبال القبلة، ولكن يستحب ذلك، وهو الأفضل، كما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وبه قال ابن باز، وابن عثيمين رحمهم اللَّه تعالى (16) . 5- قال ابن تيمية: لا يشرع لسجود التلاوة تكبيرة الإحرام، ولا التحليل (17) .
2
الحاكم، 1/ 220، وصححه الألباني في المشكاة، برقم 1035
3
مسند أحمد، 43/ 21، برقم 25822، وأبو داود، كتاب سجود القرآن، باب ما يقول إذا سجد، برقم 1414، وصححه محققو المسند، 43/ 21، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 5/ 157
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .