This supplication is to be said to one’s self, not directly to the one in trial or tribulation. Alhamdu lillahil-lathee AAafanee mimmab-talaka bih, wafaddalanee AAala katheerin mimman khalaqa tafdeela. ‘All praise is for Allah Who saved me from that which He tested you with and Who most certainly favoured me over much of His creation.
شرح معنى الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
661- لفظ الترمذي: عَنْ عُمَرَ الخطاب رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاَءٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً، إِلاَّ عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلاَءِ، كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ» (1) . 662- لفظ آخر للترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ» (2). 663- ولفظ ابن ماجه عَنِ ابْنِ عُمَرَ ب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَجِئَهُ صَاحِبُ بَلاَءٍ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً، عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلاَءِ ، كَائِنًا مَا كَانَ» (3).
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «من فجئه»: قال ابن الأثير :: «فَجِئَه الأمْرُ، وفَجَأَه فُجَاءَة بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، وفَاجَأَه مُفَاجَأَة إِذَا جَاءَهُ بَغْتَة مِنْ غَيْرِ تَقَدُّم سَبَبٍ» (4). 2- قوله: «مبتلى، صاحب بلاء»: إما بأمراض، وأسقام، وأوجاع، أو بعيب في الخلقة، وهذا بلاء دنيوي، أو مبتلى في دينه بشبهة، أو بدعة، أو معصية، قال القاري : «مبتلى أي في أمر بدني كبرص وقصر فاحش أو طول مفرط أو عمى أو عرج أو اعوجاج يد ونحوها أو ديني بنحو فسق، وظلم، وبدعة، وكفر وغيرها» (5)، وقال المباركفوري : «أَيْ فِي الدِّينِ، وَالدُّنْيَا، وَالْقَلْبِ، وَالْقَالَبِ إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ، أَيْ: لَمْ يَرَ أَحَدٌ صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي إِلَخْ إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ» (6). 3- قوله: «فقال»: عقب رؤيته يقوله في نفسه، أو بحيث لا يسمعه، كما يأتي لئلا يكون شامتًا به» (7). 4- قوله: «الحمد للَّه»: الحمد هو الوصف بالجميل، واللَّه لفظ الجلالة علم على ذات الرب ﻷ. قال الإمام ابن القيم : «الحمد، هو: الإخبار بمحاسن المحمود على وجه المحبة له» (8)، وقال الطيبي : «الحمد: الثناء على قدرته؛ ... فيشكر على ما أولى العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية، والدنيوية ما لا يحصى» (9). 5- قوله: «الذي عافاني» أي: قدر لي العافية، قال المباركفوري : «الْعَافِيَةَ أَوْسَعُ مِنَ الْبَلِيَّةِ لِأَنَّهَا مَظِنَّةُ الْجَزَعِ وَالْفِتْنَةِ وَحِينَئِذٍ تَكُونُ مِحْنَةً أَيَّ مِحْنَةٍ، وَالْمُؤْمِنُ الْقَوِيَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ كَمَا وَرَدَ» (10). 6- قوله: «مما ابتلاك به»: قال الطيبي : «هذا الخطاب فيه إشعار بأن المبتلى لم يكن مريضاً، أو ناقصاً في خلقه، بل كان عاصياً متخلعاً، خليع العذار، ولذلك خاطبه بقوله: «مما ابتلاك»،ولو كان المراد به المريض، لم يحسن الخطاب» (11). 7- قوله: «وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً»: أي: على هؤلاء المبتلون فلم يجعلني منهم، فقوله: «وفضلني على كثير ممن خلق»: قال الطبري :: «ذكر لنا أن ذلك تمكنهم من العمل بأيديهم، وأخذ الأطعمة والأشربة بها ورفعها بها إلى أفواههم، وذلك غير متيسر لغيرهم من الخلق...» (12)، وقال الراغب الأصفهاني : «الفضل: الزيادة عن الاقتصاد، وذلك ضربان: محمود: كفضل العلم، والحلم، ومذموم: كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه، والفضل في المحمود أكثر استعمالاً» (13) وقال المباركفوري : «أَيْ: فِي الدِّينِ، وَالدُّنْيَا، وَالْقَلْبِ، وَالْقَالَبِ إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ، أَيْ: لَمْ يَرَ أَحَدٌ صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي... إِلَخْ إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ» (14). 8- قوله: «كَائِنًا مَا كَانَ»: أَيْ: حَالَ كَوْنِ ذَلِكَ الْبَلَاءِ أَيَّ: بَلَاءٍ كَانَ مَا عَاشَ أَيْ: مُدَّةَ بَقَائِهِ فِي الدُّنْيَا» (14).
ما يستفاد من الحديث:
1- قائل هذا الذكر مخلصًا من قلبه، موقنًا بصدق قائله، يتحقق له الموعود بعدم إصابته بذلك البلاء طيلة حياته. 2- من الحكمة والفطنة أن يقول المعافى هذا الدعاء بصوت منخفض لا يسمعه المبتلى؛ لئلا يتألم قلبه، إلا إذا كان قائمًا على معصية، مصرًّا عليها، فيسمعه رجاءً أن ينزجر إذا كان في ذلك مصلحة، قال الإمام النووي : «قال العلماءُ من أصحابنا وغيرهم: ينبغي أن يقولَ هذا الذكرَ سِرّاً بحيثُ يُسمعُ نفسَه، ولا يُسمعُه المبتلى؛ لئلا يتألَّمَ قلبُه بذلك، إلا أن تكون بليّتُه معصيةً، فلا بأس أن يُسمعَه ذلك إن لم يخفْ من ذلك مفسدة، واللّه أعلم» (15). 3- قال القاري : «ويسمع صاحب البلاء الديني إذ أراد زجره، ويرجو انزجاره، وكان الشبلي إذا رأى أحداً من أرباب الدنيا دعا بهذا الدعاء، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، أي: في الدين والدنيا والقلب والقالب إلا لم يصبه ذلك البلاء كائناً ما كان، أي: حال كون ذلك البلاء أي شيء كان» (16). 4- على المعافى ألا يركن إلى ما هو فيه من خير، بل يسأل اللَّه دوام العافية؛ لأن الأيام دول، وعليه ألا يشمت بمبتلى، فهو لا يؤمن أن يبتلى بمثله، قال إبراهيم النخعي : «إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلم فيه إلا مخافة أن أبتلى بمثله» (16). 5- قال القاري : «رؤية الصالحين والفاسقين بمنزلة سماع آيات الوعد والوعيد فينبغي أن يطلب في الأول ويستعيذ في الثاني» (17).
1
الترمذي، برقم 3431، وحسنه في صحيح الترمذي، برقم 2728
2
الترمذي، برقم 3432، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2729
3
ابن ماجه، برقم 3892، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 3140
4
النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 412، مادة (فجأ).
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .