اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا

حصن المسلم | أذكار الصباح | اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا (1).


(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم 54، وابن ماجه، برقم 925، وحسّن إسناده عبد القادر وشعيب الأرناؤوط في تحقيق زاد المعاد، 2/375، وتقدم برقم 73.

شرح معنى اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

331- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها, أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً» (1) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللهمّ إني أسألك»: أي: أدعو وأطلب من اللَّه ربي، وقال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: «لا خلاف أن لفظة: (اللهمّ) معناها: يا اللَّه؛ ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب» (2) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «سؤال اللَّه، والتوسل إليه بامتثال أمره، واجتناب نهيه، وفعل ما يحبه» (3) .
2- قوله: «علمًا نافعًا»: أي: أنتفع به، وأدعو إليه غيري؛ لتعم بركة العلم، قال ابن عثيمين : «وكم من عامي جاهل تجد عنده من الخشوع لله عز وجل، ومراقبة الله، وحسن السيرة، والسلوك، والعبادة، أكثر بكثير مما عند طالب العلم» (4) .
3- قوله: «رزقًا طيبًا»: أي: حلالًا، لا تشوبه شبهة،قال الصنعاني : «وهو الحلال، ويحتمل أن المراد الحلال الطيب في نفسه» (5) .
4- قوله: «وعملًا متقبلًا»: أي: اقبل عملي تفضلًا منك، وإنعامًا، إذ التوفيق لا يكون إلا منك، ويرى ابن كثير : أن العمل المتقبل مَا كَانَ مُوَافِقًا لِشَرْعِ اللَّهِ، وَهُوَ الَّذِي يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهَذَانَ رُكْنَا الْعَمَلِ الْمُتَقَبَّلِ، لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِلَّهِ، صواباً عَلَى شَرِيعَةِ رَسُولِ اللَّهِ (6) .

ما يستفاد من الحديث:

1- العلم النافع هو الذي يورث العمل، إذ العلم علمان: علم في القلب، وعلم على اللسان: أما علم القلب فثمرته الخشية، وأما علم اللسان فهو حجة اللَّه على عبده؛ ولذلك استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من العلم الذي لا ينفع (7) .
2- الحث على طلب الرزق الحلال الذي هو سبيل لاستجابة الدعاء، وهذا هو هدي الأنبياء والمرسلين.
3- قبول العمل هو غاية كل مسلم، ومن شروطه بعد الإيمان أن يكون خالصًا لوجه اللَّه، صوابًا باتباع السنة الصحيحة.
4- طلب الرزق من اللَّه ليس مقصورًا على الأمور المادية، بل هو شامل لما يعين المسلم على زيادة الإيمان في قلبه: من تلاوةٍ مع التدبر، وذكرٍ مع مواطئةٍ للقلب.
5- المراد بالعلم النافع هنا هو: علم الكتاب والسنة؛ لأنه هو العلم الذي وردت النصوص في فضله، وبقية العلوم خادمة لهذا العلم، قال العلامة ابن عثيمين : ولا فرق بين المجاهد الذي يسوي رأس سيفه، وبين طالب العلم الذي يستخرج المسائل العلمية من بطون الكتب، كل منهم يعمل للجهاد في سبيل اللَّه؛ ولذا أعقب الإمام النووي باب الجهاد بباب العلم ليبين أنه مثله (8) .
6- الواجب على كل مسلم أن يتعلم ما يصحّ به اعتقاده من أمور التوحيد، وعبادته من صلاة، وصيام، وزكاة إن كانت عليه زكاة، وكذا الحج إن استطاع إليه سبيلًا.
7- في بدء النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال العلم النافع قبل الرزق الطيب، والعمل المتقبل، إشارة مهمة، وهي أن العلم النافع مقدم على أي شيء؛ لذلك قال اللَّه عز وجل: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ سورة محمد، الآية: 19 ، فبه يستطيع المسلم أن يميز بين العمل الصالح وغيره، وكذلك بين الرزق الحلال، والرزق الذي تحوم حوله الشبهات (9) .
8- من الذكر بعد السلام من الصلاة: ربِّ قني عذابك يوم تبعث عبادك، فعَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: «كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ [أَوْ تَجْمَعُ] عِبَادَكَ» (10) .

1 أحمد، برقم 26606، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 753
2 جلاء الأفهام، ص 143
3 اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، 2/ 322
4 الشرح الممتع على زاد المستقنع، 7/ 166
5 التنوير شرح الجامع الصغير، 9/ 381
6 انظر:تفسير ابن كثير، 5/ 205
7 مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل، ومن شر ما لم يعمل، برقم 2722
8 انظر: شرح رياض الصالحين، كتاب العلم، ص 1578
9 انظر: شرح حصن المسلم، لأسامة عبد الفتاح، ص 227
10 صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب يمين الإمام، برقم 709

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب