اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة

حصن المسلم | الدعاء للميت في الصلاة عليه | اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة

اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فِي ذِمَّتِكَ، وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَقِّ، فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (1).

Allahumma inna -name the dead- fee thimmatik, wahabli jiwarik, faqihi min fitnatil-qabr waAAathabin-nar, wa-anta ahlul-wafa/, walhaq, faghfir lahu warhamh, innaka antal-ghafoorur-raheem.
‘O Allah, so-and-so is under Your care and protection so protect him from the trial of the grave and torment of the Fire. Indeed You are faithful and truthful. Forgive and have mercy upon him, surely You are The Oft-Forgiving, The Most-Merciful.


(1) أخرجه ابن ماجه، برقم 1499، انظر: صحيح ابن ماجه، 1/251، ورواه أبو داود، 3/ 211، برقم 3202.

شرح معنى اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

537- عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رضي الله عنه(1) ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ فِي ذِمَّتِكَ، وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَقِّ، فَاغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»(2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللهم إن فلان بن فلان»: هي كقولك: عبدك بن عبدك، فهي تعبير عن الإنسان، أو العبد، قال ابن الأثير: «وفُلان وفلانة: كناية عن الذَّكَر والأنْثى من الناس، فإن كَنيْت بهما عن غير الناس قلت: الْفُلان والفُلانة»(3) .
2- قوله: «في ذمتك» أي: في أمانتك وعهدك وكفالتك، قال في النهاية: «الذِّمَّة، والذِّمَام، وهُما بِمَعْنَى العَهْد، والأمَانِ، والضَّمان، والحُرمَة، والحقِّ، وسُمِّي أَهْلُ الذِّمَّة لدخُولهم فِي عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَانِهِمْ... أَيْ: إِذَا أعْطَى أحدُ الجَيْشِ العَدُوَّ أمَاناً جَازَ ذَلِكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يُخْفِرُوه، وَلَا أَنْ يَنْقُضوا عَلَيْهِ عَهْده، ولكُلِّ أحَدٍ مِنَ اللَّهِ عَهْداً بالحفْظ، والكلاءَة، فَإِذَا ألْقى بِيَدِهِ إِلَى التهْلُكة، أَوْ فعَل مَا حُرِّم عَلَيْهِ، أَوْ خَالَفَ مَا أُمِرَ بِهِ خَذلَتْه ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى»(4) .
وقال العينيي في معنى: «في ذمتك»: «في أمانك، أو في ضمانك، والذمة تجيء بمعنى العهد، والأمان، والضمان، والحرمة، والحق»(5) .
3- قوله: «وحبل جوارك» أي: في حفظك، وهو عطف تفسيري(6) ، وقيل: أي: أنه أصبح جارًا لك، قال ابن الأثير: «وحَبْل جِوَارك: كان من عادة العرب أن يُخِيفَ بَعْضُها بعضاً، فكانَ الرجُل إذا أراد سَفَراً أخذ عَهْداً من سَيّد كلّ قَبيلة، فَيأمَنُ به ما دام في حُدُودها، حتى ينتهي إلى الأخرى، فيأخذ مِثْل ذلك؛ فهذا حَبْلُ الجِوَارِ: أي ما دام مُجَاوِراً أرْضَه، أو هو من الإجَارة: الأمانِ والنُّصْرة»(7) .
قال العيني: «وحبل جوارك: أي: أمانك، والحبل: العهد، والميثاق، والأمان الذي يؤمن من العذاب...»(5) .
وقال العظيم أبادي: «وحبل جوارك - بكسر الجيم -: قيل عطف تفسيري، وقيل الحبل: العهد، أي: في كنف حفظك، وعهد طاعتك، وقيل: أي: في سبيل قربك، وهو الإيمان، والأظهر أن المعنى أنه متعلق ومتمسك بالقرآن...وفسره جمهور المفسرين بكتاب اللَّه تعالى، والمراد بالجوار: الأمان، والإضافة بيانية، يعني الحبل الذي يورث الاعتصام به الأمن والأمان والإسلام، قاله القارىء»(8) .
4- قوله: «فقه من فتنة القبر»: الفتنة، وهي: الامتحان، والاختبار، الاستعاذة من فتنة القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات، وغير ذلك، وتفتنون: أي تمتحنون في قبوركم، ويعرف إيمانكم بالنبوة(9) ، قال ابن علان : «أي: احفظه من فتنة القبر، أي: اختباره، أو عذابه»(10) ، وقال الطيبي : «المراد بـ(فتنة القبر) التحير في الجواب عن الملكين»(11) ، وقال المناوي : «فتنة القبر تكون في السؤال عن النبوة المحمدية، فمن أجاب حين يُسأل بأنه عبد اللَّه ورسوله، وأنه آمن به، وصدقه نجا، ومن تلعثم، أو قال: سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، عُذِّب»(12) .
5- قوله: «وعذاب النار»: قال المناوي : «أي: إحراقها بعد فتنتها، كذا قرر بعضهم، وقال الطيبي: قوله: فتنة النار أي: فتنة تؤدي إلى عذاب النار»(13) .
6- قوله: «وعذاب القبر»: أي: احفظه، وصنه، وأبعد عنه عذاب القبر، «فالوقاية: وقيت الشيء أقيه: إذا صنته، وسترته عن الأذى، ... وتوقى، واتقى بمعنىً»(14) .
قال العيني: «فقه: أمر من وقى، يقي، قِ فعل أمر من وقى، و(الهاء) فيها ضمير... بخلاف ما إذا قلت: قه أمر؛ فإن (الهاء) فيه للسكت والراحة، و«فتنة القبر» السؤال الذي يسأل فيه الميت»(5) .
7- قوله: «أنت أهل الوفاء» أي: بما وعدت به في كتابك وعلى ألسنة رسلك، إشارة إلى قوله: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾(15) وقوله: ﴿إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾(16) ، والوفاء من التوفية وهي إتمام الحق، وعدم إنقاصه، فـ«وفى الشيء ووفى إذا تم وكمل،... وأوفى اللَّه ذمتك: أي: أتمها»(17) .
16- قوله: «والحق»: الذي هو اسم من أسمائك، وكذا كل كلامك وأفعالك حق، قال اللَّه: ﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ﴾(18) ، و«في أسماء الله تعالى الحق: هو الموجود حقيقة، المتحقق وجوده، وإلهيته، والحق: ضد الباطل، ... وحق العباد على اللَّه أي ثوابهم الذي وعدهم به، فهو واجب الإنجاز، ثابت بوعده الحق»(19) .
8- قوله: «فاغفر له»: قال في النهاية: «في أسماء اللَّه تعالى: «الغَفَّار، والغَفُور»، وهما من أبنِية المُبالَغة ومعْناهما: السَّاترِ لذُنوبِ عِبَاده، وعُيوبهم، المُتَجاوِز عَن خَطَاياهُم، وذنوبهم، وأصل الغَفْر: التَّغْطِية، يقال: غَفَر اللَّه لك غَفْراً، وغُفْراناً، ومَغْفِرَةً، والمَغْفِرَة: إلْبَاس اللَّه تعالى العَفْوَ للمُذْنِبين»(20) .
9- قوله: «وارحمه»: وهذا دعاء للميت بأن يسبغ اللَّه عليه شآبيب الرحمة، التي هي صفة من صفاته عز وجل، قال في النهاية: «رحم: في أسماء اللَّه تعالى: «الرحمن، الرحيم»، وهما اسْمانِ مُشْتَقَّانِ من الرَّحْمة، مثْل: نَدْمَان، ونَدِيم، وهُما من أبْنِية المبالغة، ورَحْمَان أبْلَغ من رَحيم، والرَّحمان خاصٌّ للَّه، لا يُسمَّى به غيره، ولا يُوصَف، والرَّحيمُ يُوصفُ به غيرُ اللَّه تعالى، فيقال: رجلٌ رحيمٌ، ولا يقال رَحْمان... الرُّحمُ بالضم: الرَّحمة، يقال: رَحِم رُحْمًا، ...ومكة: هي أمُّ رُحْم، أي أصلُ الرَّحمة»(21) .
10- قوله: «إنك أنت الغفور الرحيم»: «إشارة إلى طلب مغفرة متفضل بها من عند اللَّه، لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن، ولا غيره، فهي رحمة من عنده، والمغفرة: الستر، وقد ذكرناها، والرحمة: إما نفس الأفعال التي يوصلها اللَّه من الإنعام، والأفضال للعبد، ... وقوله: «إنك أنت الغفور الرحيم»: من باب المقابلة، والختم للكلام، فالغفور مقابل لقوله: «اغفر لي»، والرحيم مقابل لقوله: «ارحمني»(22) .

ما يستفاد من الحديث:

1- في هذا الحديث إثبات لعذاب القبر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : عن الذين ينكرون عذاب القبر: «مَذْهَب «سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا» أَنَّ الْمَيِّتَ إذَا مَاتَ يَكُونُ فِي نَعِيمٍ، أَوْ عَذَابٍ، وَأَنَّ ذَلِكَ يَحْصُلُ لِرُوحِهِ، وَلِبَدَنِهِ، وَأَنَّ الرُّوحَ تَبْقَى بَعْدَ مُفَارَقَةِ الْبَدَنِ مُنَعَّمَةً، أَوْ مُعَذَّبَةً، وَأَنَّهَا تَتَّصِلُ بِالْبَدَنِ أَحْيَانًا، فَيَحْصُلُ لَهُ مَعَهَا النَّعِيمُ، وَالْعَذَابُ، ثُمَّ إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ الْكُبْرَى، أُعِيدَتْ الْأَرْوَاحُ إلَى أَجْسَادِهَا، وَقَامُوا مِنْ قُبُورِهِمْ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَعَادُ الْأَبْدَانِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عِنْدَ: الْمُسْلِمِينَ، وَالْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى، وَهَذَا كُلُّهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ»(23) .
2- قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «اللهم إن فلاناً ابن فلان في ذمتك، وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له، وارحمه، إنك الغفور الرحيم، وهذا كثير في الأحاديث؛ بل هو المقصود بالصلاة على الميت، وكذلك الدعاء له بعد الدفن»(24) .
3- جواز الجهر بالدعاء في صلاة الجنازة على سبيل التعليم؛ لقول الراوي: صلى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته يقول، اللهم إن فلان بن فلان... وهو حديث المتن.
4- الرجل ينسب لأبيه حيًّا وميتًا ويوم القيامة خلافًا لمن قال: إنه ينسب إلى أمه، وقد اعتمدوا على حديث ضعيف جدًّا عند الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما (25) .
5- قال ابن العربي: «قوله: «وقه عذاب النار»، وقال: «فتنه القبر» وهذا سبيل لابد لكل ميت منه، فللمؤمن النجاة، وللكافر الهلكة، وللمذنب المشيئة»(26) .
6- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «كلما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم من: عذاب القبر، ومنكر، ونكير، وغير ذلك من أهوال القيامة، والصراط، والميزان، والشفاعة، والجنة، والنار، فهو حق؛ لأنه ممكن، وقد أخبر به الصادق، فيلزم صدقه(27) .
7- وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن: «عَذَابِ الْقَبْرِ: هَلْ هُوَ عَلَى النَّفْسِ، وَالْبَدَنِ، أَوْ عَلَى النَّفْسِ، دُونَ الْبَدَنِ؟ وَالْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ حَيًّا أَمْ مَيِّتًا؟ وَإِنْ عَادَتْ الرُّوحُ إلَى الْجَسَدِ، أَمْ لَمْ تَعُدْ، فَهَلْ يَتَشَارَكَانِ فِي الْعَذَابِ وَالنَّعِيمِ؟ أَوْ يَكُونُ ذَلِكَ عَلَى أَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ ؟ فَأَجَابَ رضي الله عنه وَجَعَلَ جَنَّةَ الْفِرْدَوْسِ مُنْقَلَبَهُ وَمَثْوَاهُ آمِينَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، بَلْ الْعَذَابُ، وَالنَّعِيمُ عَلَى النَّفْسِ وَالْبَدَنِ جَمِيعًا بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، تَنْعَمُ النَّفْسُ، وَتُعَذَّبُ مُنْفَرِدَةً عَنْ الْبَدَنِ، وَتُعَذَّبُ مُتَّصِلَةً بِالْبَدَنِ، وَالْبَدَنُ مُتَّصِلٌ بِهَا، فَيَكُونُ النَّعِيمُ وَالْعَذَابُ عَلَيْهِمَا فِي هَذِهِ الْحَالِ مُجْتَمَعِينَ، كَمَا يَكُونُ لِلرُّوحِ مُنْفَرِدَةً عَنْ الْبَدَنِ، ...فقَدْ ثَبَتَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَاتِّفَاقِ سَلَفِ الْأُمَّةِ، أَنَّ الرُّوحَ تَبْقَى بَعْدَ فِرَاقِ الْبَدَنِ، وَأَنَّهَا مُنَعَّمَةٌ أَوْ مُعَذَّبَةٌ
»(28) .
8- وقد ذكر تلميذ ابن تيمية الإمام ابن القيم : أن أحوال العذاب والنعيم تكون في الدنيا على الجسد، والروح تبع له ينالها من العذاب أو النعيم ما اللَّه به عليم، وفي القبر يكون العذاب والنعيم على الروح، والجسد تبع لها يناله من ذلك ماللَّه به عليم، وأما يوم القيامة بعد البعث فيكون النعيم والعذاب على الروح والجسد على حد سواء جميعاً، فقال : في كتاب الروح: «اللَّه سبحانه جعل الدور ثلاثة: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، وجعل لكل دار أحكاماً تختص بها، وركّب هذا الإنسان من بدن، ونفس، وجعل أحكام دار الدنيا على الأبدان، والأرواح تبعاً لها؛ ولهذا جعل أحكامه الشرعية مرتبة على ما يظهر من حركات اللسان، والجوارح، وإن أضمرت النفوس خلافه، وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبعاً لها، فكما تبعت الأرواح الأبدان في أحكام الدنيا فتألمت بألمها، والتذّت براحتها، وكانت هي التي باشرت أسباب النعيم والعذاب، تبعت الأبدانُ الأرواحَ في نعيمها وعذابها، والأرواح حينئذ هى التي تباشر العذاب والنعيم، فالأبدان هنا ظاهرة، والأرواح خفية، والأبدان كالقبور لها، والأرواح هناك ظاهرة، والأبدان خفية في قبورها، تجري أحكام البرزخ على الأرواح فتسري إلى أبدانها نعيماً أو عذاباً، كما تجري أحكام الدنيا على الأبدان، فتسري إلى أرواحها نعيماً أو عذاباً»(29) .
9- وقال ابن العربي رحمه الله: «قوله: «وأنت أهل الوفاء» يعني بالميعاد؛ ولذلك معانٍ كثيرة، أولها الوفاء لمن مات على التوحيد، لا يعذبه البارئ؛ لانه أهل الوفاء؛ ولما قال إن الوفاء هو التوحيد، وقد قال المفسرون في قوله: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾(30) قيل: التوحيد، والجزاء، الأوفى هو الإثابة على التوحيد، والنجاة من النار، والوفاء للشافعين فيه من المصلين، وشهاداتهم له بالإيمان على ما بيناه فى حديث عمر الصحيح: قول النبى صلى الله عليه وسلم: «من شهد له اربعه بخير أدخله الله الجنه قلنا وثلاثه قال وثلاثه قلنا واثنان قال واثنان ولم نساله عن الواحد»(31) » (26) ، والحديث الذي أشار إليه في البخاري، ولفظه: «عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّتْ بِهِمْ جَنَازَةٌ، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: فَقُلْتُ: وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» فَقُلْنَا: وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: «وَثَلَاثَةٌ»، فَقُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ»، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنْ الْوَاحِدِ»(32) .
10- بوب البخاري في كتاب الأدب: باب قال فيه: ما يدعى الناس بآبائهم، واستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان بن فلان»(33) .
قال الحافظ: «قال ابن بطال: وهذا رد لمن زعم أنهم لا يدعون يوم القيامة إلا بأمهاتهم سترًا على آبائهم»(34) .
11- أما ما جاء عن بعض الرواة من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم من نسبته إلى أمه؛ فهذا من باب التمييز فقط، مثل: معاذ ومعوذ ابنا عفراء «اسم الأم» واسم الأب الحارث(35) .
ومحمد بن الحنفية : هو ممن نسب إلى أمه، قال ابن سعد: »وهو محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمه الحنفية: خولة بنت جعفر»(36) .
12- قال الإمام أبو بكر بن العربي رحمه الله: «هذه الأحاديث الواردة التي ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم في الدعاء، فلا يُلتفت إلى سواها، وإلى ما صنف الناس، فيها: الفقه، والفوائد المنثورة»(37) .

1 واثلة بن الأسقع رضي الله عنه: من أصحاب الصفة، أسلم سنة تسع، وشهد غزوة تبوك، وشهد المغازي بدمشق، وحمص، ثم تحول إلى بيت المقدس، وقيل مات بها، وقد طال عمره، فهو آخر من مات من الصحابة رضي الله عنهم بدمشق، وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وخمس سنين كما اعتمد ذلك البخاري وغيره.انظر: الاستيعاب، 4/ 1564، سير أعلام النبلاء، 3/ 383، ترجمة رقم (57)، والإصابة، 6/ 591.
2 أبو داود، برقم 3202، وابن ماجه، برقم 1499، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 1/251، وصحيح أبي داود، برقم 2742
3 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 473، مادة (فلل)
4 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 168، مادة (ذمم)
5 شرح أبي داود للعيني، 6 / 147
6 عون المعبود، 5/ 82
7 النهاية في غريب الأثر (1 / 332، مادة (حبل)
8 عون المعبود، 8/ 348
9 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 410، مادة (فتن)
10 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 6/ 243
11 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 4/ 1394
12 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 4/ 557
13 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 2/ 160
14 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 216، مادة (وقي)
15 سورة النساء، الآية: 87
16 سورة آل عمران، الآية: 194
17 النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 210، مادة (وفي)
18 سورة يونس، الآية: 32
19 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 413، مادة (حق)
20 النهاية في غريب الحديث والأثر، 4 / 373، مادة (غفر)
21 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 209، مادة (رحم)
22 العلم الهيب، 304
23 مجموع الفتاوى، 4 / 284
24 الروح، ص: 119
25 انظر فتح الباري، 10/ 563، ولفظه عند الطبراني في المعجم الكبير، 8/ 298: «عنْ سَعِيدِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ الأَوْدِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا أُمَامَةَ وَهُوَ فِي النَّزْعِ، فَقَالَ: إِذَا أَنَا مُتُّ، فَاصْنَعُوا بِي كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ نصْنَعَ بِمَوْتَانَا ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَسَوَّيْتُمِ التُّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ، فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: يَا فُلاَنَ بْنَ فُلاَنَةَ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُهُ وَلاَ يُجِيبُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا فُلاَنَ بْنَ فُلاَنَةَ، فَإِنَّهُ يَسْتَوِي قَاعِدًا، ثُمَّ يَقُولُ: يَا فُلاَنَ بْنَ فُلاَنَةَ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: أَرْشِدْنَا رَحِمَكَ اللَّهُ، وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ، فَلْيَقُلْ: اذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا: شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا، فَإِنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يَأْخُذُ وَاحِدٌ مِنْهُمْا بِيَدِ صَاحِبِهِ، وَيَقُولُ: انْطَلِقْ بِنَا مَا نَقْعُدُ عِنْدَ مَنْ قَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ، فَيَكُونُ اللَّهُ حَجِيجَهُ دُونَهُمَا»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ أُمَّهُ ؟ قَالَ: «فَيَنْسُبُهُ إِلَى حَوَّاءَ، يَا فُلاَنَ بْنَ حَوَّاءَ»، وقد ضعفه العلماء، كالعلامة الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة، 2 / 64
26 المسالك في شرح موطأ مالك، 3 / 531
27 العقيدة الأصفهانية، ص 211
28 مجموع الفتاوى، 4 / 282
29 الروح، لابن القيم، 1/ 311، بتحقيق بسام علي سلامة
30 سورة النجم، الاية: 37
31 البخاري، برقم 1368
32 صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ثناء الناس على الميت، برقم 1368
33 البخاري، كتاب الأدب، باب ما يدعى الناس بآبائهم، برقم 6177
34 فتح الباري، 10/ 563
35 قال الإمام ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين، ص 378: «وفي الصحابة أربعة عشر رجلاً اشتهروا بالنسبة إلى أمهاتهم: بلال بن حمامة، واسم أبيه رباح، معاذ ومعوذ ابنا عفراء، وهي أمهما، واسم أبيهما الحارث بن رفاعة، مالك بن نميلة، وهي أمه، واسم أبيه ثابت المزني، شرحبيل بن حسنة، وهي أمه، وأبوه عبد اللَّه بن المطاع، بشير بن الخصاصية، وهي أمه، ويقال هي امرأة من جداته، وأبوه معبد بن شراحيل، عبد اللَّه بن بحينة، وهي أمه، واسم أبيه مالك الأزدي، الحارث بن البرصاء، وهي أمه، واسم أبيه مالك بن قيس الليثي، يعلى بن منية، ومنية أمه، وقيل جدته أم أبيه، واسم أبيه أمية، يعلى بن سيابة، وهي أمه، واسم أبيه مرة الثقفي، سعد بن حبتة، وهي أمه، واسم أبيه بجير بن معاوية، ومن ولده أبو يوسف القاضي، بديل بن أم أصرم، واسم أبيه سلمة الخزاعي، خفاف بن ندبة، وهي أمه، واسم أبيه عمير بن الحارث، وقد اشتهرمن كبار العلماء بالنسبة إلى أمهاتهم خمسة: إسماعيل ابن علية، وهي أمه، واسم أبيه إبراهيم، محمد بن عثمة، وهي أمه، واسم أبيه خالد، وهو يروي عن مالك الفقيه، منصور بن صفية، وهي أمه، واسم أبيه عبد الرحمن بن طلحة، محمد بن عائشة، وهي أمه، ويقال جدة له، واسم أبيه حفص بن عمر، إبراهيم هراسة، وهي أمه، واسم أبيه سلمة».
36 الطبقات الكبرى لابن سعد، 5/ 91
37 المسالك في شرح موطأ مالك، 3/ 529


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب