Allahummak-tub lee biha AAindaka ajra, wadaAA AAannee biha wizra, wajAAalha lee AAindaka thukhra, wataqabbalha minnee kama taqabbaltaha min AAabdika Dawood. ‘O Allah, record for me a reward for this (prostration), and remove from me a sin. Save it for me and accept it from me just as You had accepted it from Your servant Dawood.
شرح معنى اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع عني بها وزرا واجعلها لي
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
180- لفظ الترمذي: عن ابن عباس رض الله عنه قال: جاء رجل (1) إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ وَأَنَا نَائِمٌ كَأَنِّي أُصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ، فَسَجَدْتُ، فَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي، فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ: «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ»، قَالَ الحَسَنُ: قَالَ لِيَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ لِي جَدُّكَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَجْدَةً، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ (2) . 181- ولفظ ابن ماجه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ب، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنِّي أُصَلِّي إِلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ، فَقَرَأْتُ السَّجْدَةَ فَسَجَدْتُ، فَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي، فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: «اللَّهُمَّ احْطُطْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا»، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ب: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ (3) . 182- ولفظ الحاكم عن ابْنِ عَبَّاسٍ ب، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ: كَأَنِّي أُصَلِّي خَلْفَ الشَّجَرَةِ، فَرَأَيْتُ كَأَنِّي قَرَأْتُ سَجْدَةً، فَسَجَدْتُ فَرَأَيْتُ الشَّجَرَةَ كَأَنَّهَا تَسْجُدُ بِسُجُودِي، فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ سَاجِدَةٌ وَهِيَ تَقُولُ: «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي عِنْدَكَ بِهَا أَجْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاقْبَلْهَا مِنِّي كَمَا قَبِلْتَ مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ»، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ب: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ السَّجْدَةَ، ثُمَّ سَجَدَ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ الرَّجُلُ عَنْ كَلاَمِ الشَّجَرَةِ»( ).
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «اللَّهم اكتب لي بها عندك أجراً»: «اللَّهُمَّ بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ » (4) ، وقال القرطبي: «كَتَبَ: أَثْبَتَ... وَقِيلَ: كَتَبَ أَيْ: جَمَعَ» (5) ، وقال القاري : «أَيِ: أَثْبِتْ لِأَجْلِي بِهَا: أَيْ: بِسَبَبِ هَذِهِ السَّجْدَةِ، أَوْ بِمُقَابَلَتِهَا...عِنْدَكَ... أَيْ: حَيْثُ لَا يَتَبَدَّلُ، أَوِ الْمُرَادُ مِنْ فَضْلِكَ، أَجْرًا: أَيْ: ثواباً عَظِيمًا» (6) . 2- قوله: «احطط»: من: حط الشيء يحطه إذا أنزله وألقاه (7) . 3- قوله: «وضع عني بها وزرًا»: قال ابن منظور في تعليقه على الآية القرآنية: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾سورة الشرح، الآية: 2 : «وَتَفْسِيرُ الوِزْر هُنَا بالحِمل الثَّقِيلِ، وَهُوَ الأَصل فِي اللُّغَةِ، أَولى مِنْ تَفْسِيرِهِ بِمَا يُخْبَر عَنْهُ بِالْمَغْفِرَةِ، وَلَا ذِكْرَ لَهَا فِي السُّورَةِ، وَيُحْمَلُ هَذَا عَلَى أَنه عز وجل وَضْعَ عَنْهُ وِزْرَهُ الَّذِي أَنقض ظَهْرَهُ مِنْ حَمْلِه: هَمَّ قُرَيْشٍ إِذ لَمْ يُسْلِمُوا، أَو هَمَّ الْمُنَافِقِينَ إِذ لَمْ يُخْلِصوا، أَو هَمَّ الإِيمانِ إِذ لَمْ يُعمّ عَشِيرَتَهُ الأَقربين، أَو هَمَّ العالَمِ إِذْ لَمْ يَكُونُوا كُلُّهُمْ مُؤْمِنِينَ، أَو هَمَّ الْفَتْحِ إِذ لَمْ يعجَّل لِلْمُسْلِمِينَ، أَو هُمُومَ أُمته الْمُذْنِبِينَ، فَهَذِهِ أَوزاره الَّتِي أَثقلت ظَهْرَهُ صلى الله عليه وسلم، رَغْبَةً فِي انْتِشَارِ دَعْوَتِهِ، وخَشْيةً عَلَى أُمته، وَمُحَافَظَةً عَلَى ظُهُورِ مِلَّتِهِ، وحِرْصاً عَلَى صَفَاءِ شِرْعته» (8) . 4- قوله: «واجعلها لي عندك ذخرًا»: أي عملًا أنتفع به يوم القيامة لا يصيبه ما يحبطه أو ينقصه، قال القاري : «وَاجْعَلْهَا لِي: أَيْ: بِاعْتِبَارِ ثَوَابِهَا عِنْدَكَ ذُخْرًا: أَيْ: كَنْزًا ضَخِيمًا، قِيلَ: ذُخْرًا بِمَعْنَى: أَجْرًا، وَكُرِّرَ لِأَنَّ مَقَامَ الدُّعَاءِ يُنَاسِبُ الْإِطْنَابَ، وَقِيلَ: الْأَوَّلُ طَلَبُ كِتَابَةِ الْأَجْرِ، وَهَذَا طَلَبُ بَقَائِهِ سَالِمًا مِنْ مُحْبِطٍ، أَوْ مُبْطِلٍ، وَهَذَا هُوَ الْأَظْهَرُ» (6) . 5- قوله: «وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود»: إشارة إلى قوله عز وجل في شأن داود : ﴿وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾سورة ص، الآيتان: 24- 25 ، والمراد بالركوع هنا هو: السجود، وهذا شائع كما قال الشاعر: فخر على وجهه راكعًا وتاب إلى اللَّه من كل ذنب (9) قال المباركفوري : «كما تقبلتها من عبدك داود»: ليس المراد المماثلة من كل وجه، ... ما أريد بهذا إلا مطلق القبول... ولو قيل: وتقبلها مني قبولاً، مثل ما تقبلتها من عبدك داود، في أن كلاً منهما فرد من أفراد مطلق القبول... والأقرب أن يعتبر التشبيه في الكمال، ويعتبر الكمال في قبول كل بحسب مرتبته» (10) ، والعلم عند اللَّه تعالى.
ما يستفاد من الحديث:
1- مشروعية قص الرؤيا الصالحة على أهل الصلاح، والفضل في الدين، وهذا بخلاف الحلم الذي هو من الشيطان، فلا يحدث به أحداً، ويستعيذ باللَّه من شر الشيطان، ومن شرِّ ما رأى. 2- تسبيح الجمادات أمر حقيقي، ولكننا لا نسمعه، ويؤيد ذلك قوله عز وجل: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾سورة الإسراء، الآية: 44 . 3- سجود التلاوة من الأمور التي يُغلب بها الشيطان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله! أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار» (11) . 4- سجدات القرآن خمس عشرة سجدة، منها سجدتان في سورة الحج: 1 – سورة الأعراف، آية 206. 2 – سورة الرعد، آية 15. 3 – سورة النحل، آية 50. 4 – سورة الإسراء، آية 109. 5 – سورة مريم، آية 58. 6 – سورة الحج، آية 18. 7 – سورة الحج، آية 77. 8 – سورة الفرقان، آية 60. 9 – سورة النمل، آية 26. 10 – سورة السجدة، آية 15. 11 – سورة ص، آية 24. 12 – سورة فصلت، آية 38. 13 – سورة النجم، آية 62. 14 – سورة الانشقاق، آية 21. 15 – سورة العلق، آية 19. 4- قال ابن عباس رضي الله عنه: سجدة «ص» ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسجد فيها (12) . 5- قال الحافظ في الفتح: والمراد بالعزائم ما وردت العزيمة على فعله كصيغة الأمر مثلًا بناء على أن بعض المندوبات آكد من بعض عند من لا يقول بالوجوب (13) . 6- وقيل: إن سجدة ص سجدة شكر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «سجدها داود توبة ونسجدها شكرًا» (14) ، والصحيح الأول، وأنه يسجدها في الصلاة وخارج الصلاة (15) : لأن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها، وكفى بذلك دليلاً.
11
ابن ماجه، كتاب الصلاة، باب سجود القرآن، برقم 1052، وصححه الألباني في «تخريج إصلاح المساجد من البدع والعوائد» للقاسمي، ص 69، وفي صحيح الجامع، برقم 727
12
البخاري، كتاب سجود القرآن، باب سجدة ص، برقم 1069
14
أخرجه النسائي بنحوه، كتاب الافتتاح، باب سجود القرآن: السجود في ص، برقم 959، والطبراني في الكبير بلفظه، 12/34، برقم 12386، والدارقطني، 1/407، سجود القرآن، برقم 4، وصحح إسناده الألباني في صحيح أبي داود، برقم 1270
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .