تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ..
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾
[ سورة الرعد: 38]
معنى و تفسير الآية 38 من سورة الرعد : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم .
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
تفسير السعدي : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم
أي: لست أول رسول أرسل إلى الناس حتى يستغربوا رسالتك، { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً } فلا يعيبك أعداؤك بأن يكون لك أزواج وذرية، كما كان لإخوانك المرسلين، فلأي شيء يقدحون فيك بذلك وهم يعلمون أن الرسل قبلك كذلك؛ إلا لأجل أغراضهم الفاسدة وأهوائهم؟ وإن طلبوا منك آية اقترحوها فليس لك من الأمر شيء.{ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } والله لا يأذن فيها إلا في وقتها الذي قدره وقضاه، { لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } لا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه، فليس استعجالهم بالآيات أو بالعذاب موجبا لأن يقدم الله ما كتب أنه يؤخر مع أنه تعالى فعال لما يريد.
تفسير البغوي : مضمون الآية 38 من سورة الرعد
قوله تعالى : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك ) روي أن اليهود ، - وقيل: إن المشركين - قالوا : إن هذا الرجل ليست له همة إلا في النساء فأنزل الله تعالى : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ) وما جعلناهم ملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون .( وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) هذا جواب عبد الله بن أبي أمية . ثم قال :( لكل أجل كتاب ) يقول : لكل أمر قضاه الله كتاب قد كتبه فيه ووقت يقع فيه .وقيل: لكل آجل أجله الله كتاب أثبت فيه . وقيل: فيه تقديم وتأخير ، تقديره : أي لكل كتاب أجل ومدة ، أي : الكتب المنزلة لكل واحد منها وقت ينزل فيه .
التفسير الوسيط : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم
ثم بين- سبحانه - أن اعتراض المشركين على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ليس إلا من قبيل التعنت والجحود، لأن الرسل جميعا كانوا من البشر، فقال-تبارك وتعالى-: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً....أى: «ولقد أرسلنا رسلا» كثيرين «من قبلك» يا محمد «وجعلنا لهم» أى لهؤلاء الرسل «أزواجا» يسكنون إليهن «وذرية» أى: وأولادا تقرّ بهم أعينهم.قال الشوكانى: «وفي هذا رد على من كان ينكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجه بالنساء.أى: هذا شأن رسل الله المرسلين قبل هذا الرسول فما بالكم تنكرون عليه ما كانوا عليه» .وقوله- سبحانه -: وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ... رد على ما طلبوه منه صلى الله عليه وسلم من معجزات.أى: وما صح وما استقام لرسول من الرسل أن يأتى لمن أرسل إليهم بمعجزة كائنة ما كانت إلا بإذن الله وإرادته المبنية على الحكم والمصالح التي عليها يدور أمر الكائنات.وقوله- سبحانه - لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ تهديد للمشركين الذين كانوا يتعجلون حصول المقترحات التي طلبوها منه صلى الله عليه وسلم.أى: لكل وقت من الأوقات «كتاب» أى: حكم معين يكتب على الناس حسبما تقتضيه مشيئته- سبحانه -.
تفسير ابن كثير : شرح الآية 38 من سورة الرعد
يقول تعالى : وكما أرسلناك ، يا محمد ، رسولا بشريا كذلك [ قد ] بعثنا المرسلين قبلك بشرا يأكلون الطعام ، ويمشون في الأسواق ويأتون الزوجات ، ويولد لهم ، وجعلنا لهم أزواجا وذرية ، وقد قال [ الله ] تعالى لأشرف الرسل وخاتمهم : { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي } [ الكهف : 110 ] .
وفي الصحيحين : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أما أنا فأصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وآكل الدسم وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، أنبأنا الحجاج بن أرطاة عن مكحول قال : قال أبو أيوب : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " أربع من سنن المرسلين : التعطر ، والنكاح ، والسواك ، والحناء " .
وقد رواه أبو عيسى الترمذي ، عن سفيان بن وكيع عن حفص بن غياث ، عن الحجاج ، عن مكحول ، عن أبى الشمال عن أبي أيوب . . . فذكره ، ثم قال : وهذا أصح من الحديث الذي لم يذكر فيه أبو الشمال .
وقوله : { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } أي: لم يكن يأتي قومه بخارق إلا إذا أذن له فيه ، ليس ذلك إليه ، بل إلى الله ، عز وجل ، يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد .
{ لكل أجل كتاب } أي: لكل مدة مضروبة كتاب مكتوب بها ، وكل شيء عنده بمقدار ، { ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير } [ الحج : 70 ] .
وكان الضحاك بن مزاحم يقول في قوله : { لكل أجل كتاب } أي: لكل كتاب أجل يعني لكل كتاب أنزله من السماء مدة مضروبة عند الله ومقدار معين ، فلهذا يمحو ما يشاء منها ويثبت ، يعني حتى نسخت كلها بالقرآن الذي أنزله الله على رسوله ، صلوات الله وسلامه عليه .
تفسير الطبري : معنى الآية 38 من سورة الرعد
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ( ولقد أرسلنا ) ، يا محمد ( رسلا من قبلك ) إلى أمم قَدْ خَلَتْ من قبلِ أمتك، فجعلناهم بَشرًا مثلَك, لهم أزواج ينكحون, وذريةٌ أنْسَلوهم, ( 21 ) ولم نجعلهم ملائكةً لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون, فنجعلَ الرسولَ إلى قومك من الملائكة مثلهم, ولكن أرسلنا إليهم بشرًا مثلهم, كما أرسلنا إلى من قبلهم من سائر الأمم بشرًا مثلهم( وما كان لرسول أن يأتيَ بآية إلا بإذن الله ) يقول تعالى ذكره: وما يقدِر رسولٌ أرسله الله إلى خلقه أنْ يأتي أمَّتَه بآية وعلامة، ( 22 ) من تسيير الجبال، ونقل بَلْدةٍ من مكان إلى مكان آخر، وإحياء الموتى ونحوها من الآيات( إلا بإذن الله ) ، يقول: إلا بأمر الله الجبالَ بالسير، ( 23 ) والأرضَ بالانتقال, والميتَ بأن يحيَا( لكل أجل كتاب ) ، يقول: لكلِّ أجلِ أمرٍ قضاه الله، كتابٌ قد كتَبَه فهو عنده . ( 24 )* * *وقد قيل: معناه: لكل كتابٍ أنزله الله من السماء أجَلٌ .* ذكر من قال ذلك:20460- حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق بن يوسف, عن جويبر, عن الضحاك في قوله: ( لكلّ أجل كتاب ) ، يقول: لكل كتاب ينزل من السماء أجل, فيمحُو الله من ذلك ما يشاءُ ويُثْبت, وعنده أمُّ الكتاب . ( 25 )* * *قال أبو جعفر: وهذا على هذا القول نظيرُ قول الله: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ سورة ق:19 ] ، وكان أبو بكر رحمه الله يقرؤه ( 26 ) ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْحَقِّ بِالْمَوْتِ ) ، وذلك أن سَكْرة الموت تأتي بالحق والحق يأتي بها, فكذلك الأجل له كتاب وللكتاب أجَلٌ .-
الهوامش :( 21 ) انظر تفسير" الذرية " فيما سلف 423 تعليق : 3 ، والمراجع هناك .( 22 ) انظر تفسير" الآية " فيما سلف من فهارس اللغة ( أيي ) .( 23 ) انظر تفسير" الإذن " فيما سلف من فهارس اللغة ( أذن ) .( 24 ) انظر تفسير" الأجل " فيما سلف 15 : 100 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .وتفسير" الكتاب " فيما سلف 14 : 90 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .( 25 ) الأثر : 20460 -" المثنى " ، هو" المثنى بن إبراهيم الآملي " ، شيخ الطبري ، مضى مرارًا و" إسحاق بن يوسف " ، لعله" إسحاق بن يوسف الواسطي " ، الذي مضى برقم : 3339 ، 4224 ، 12742 .( 26 ) في المطبوعة :" وكان أبو بكر رضى الله عنه يقول " ، وهو فاسد .
تفسير آيات من القرآن الكريم
- تفسير: ولله ما في السموات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم
- تفسير: إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين
- تفسير: والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون
- تفسير: قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا
- تفسير: واحلل عقدة من لساني
- تفسير: قل رب إما تريني ما يوعدون
- تفسير: أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل
- تفسير: وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون
- تفسير: أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم
- تفسير: ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون
تحميل سورة الرعد mp3 :
سورة الرعد mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الرعد
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب