تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا ..
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
[ سورة الأعراف: 42]
معنى و تفسير الآية 42 من سورة الأعراف : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا .
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
تفسير السعدي : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا
لما ذكر الله تعالى عقاب العاصين الظالمين، ذكر ثواب المطيعين فقال: { وَالَّذِينَ آمَنُوا ْ} بقلوبهم { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ْ} بجوارحهم، فجمعوا بين الإيمان والعمل، بين الأعمال الظاهرة والأعمال الباطنة، بين فعل الواجبات وترك المحرمات، ولما كان قوله: { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ْ} لفظا عاما يشمل جميع الصالحات الواجبة والمستحبة، وقد يكون بعضها غير مقدور للعبد، قال تعالى: { لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ْ}- أي: بمقدار ما تسعه طاقتها، ولا يعسر على قدرتها، فعليها في هذه الحال أن تتقي اللّه بحسب استطاعتها، وإذا عجزت عن بعض الواجبات التي يقدر عليها غيرها سقطت عنها كما قال تعالى: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ْ} { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ْ} { مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ْ} { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ْ} فلا واجب مع العجز، ولا محرم مع الضرورة.
{ أُولَئِكَ ْ}- أي: المتصفون بالإيمان والعمل الصالح { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ْ}- أي: لا يحولون عنها ولا يبغون بها بدلا، لأنهم يرون فيها من أنواع اللذات وأصناف المشتهيات ما تقف عنده الغايات، ولا يطلب أعلى منه.
تفسير البغوي : مضمون الآية 42 من سورة الأعراف
( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها ) أي : طاقتها وما لا تحرج فيه ولا تضيق عليه ، ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون )
التفسير الوسيط : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا
أى: والذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعملوا الأعمال الصالحة التي لا عسر فيها ولا مشقة، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، أولئك الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح، هم أصحاب الجنة هم فيها خالدون.وجملة- لا نكلف نفسا إلا وسعها- معترضة بين المبتدأ الذي هو قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وبين الخبر الذي هو قوله: أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ.قال الجمل: «وإنما حسن وقوع هذا الكلام بين المبتدأ والخبر، لأنه من جنس هذا الكلام، لأنه- سبحانه - لما ذكر عملهم الصالح، ذكر أن ذلك العمل من وسعهم وطاقتهم وغير خارج عن قدرتهم، وفيه تنبيه للكفار على أن الجنة مع عظم قدرها، يتوصل إليها بالعمل السهل من غير مشقة ولا صعوبة » .وقال صاحب الكشاف: «وجملة لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها معترضة بين المبتدأ والخبر، للترغيب في اكتساب ما لا يكتنهه وصف الواصف من النعيم الخالد مع التعظيم بما هو في الوسع، وهو الإمكان الواسع غير الضيق من الإيمان والعمل الصالح » .
تفسير ابن كثير : شرح الآية 42 من سورة الأعراف
لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر حال السعداء ، فقال : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي: آمنت قلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ، ضد أولئك الذين كفروا بآيات الله ، واستكبروا عنها .
وينبه تعالى على أن الإيمان والعمل به سهل; لأنه تعالى قال : { لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما في صدورهم من غل } أي: من حسد وبغضاء ، كما جاء في الصحيح للبخاري ، من حديث قتادة ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا ، أذن لهم في دخول الجنة; فوالذي نفسي بيده ، إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا "
تفسير الطبري : معنى الآية 42 من سورة الأعراف
القول في تأويل قوله : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 42 )قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: والذين صدّقوا الله ورسوله، وأقرُّوا بما جاءهم به من وحي الله وتنزيله وشرائع دينه, وعملوا ما أمرهم الله به فأطاعوه، وتجنبوا ما نهاهم عنه ( 37 ) =( لا نكلف نفسًا إلا وسعها )، يقول: لا نكلف نفسًا من الأعمال إلا ما يسعها فلا تحرج فيه ( 38 ) =( أولئك )، يقول: هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات =( أصحاب الجنة )، يقول: هم أهل الجنة الذين هم أهلها، دون غيرهم ممن كفر بالله, وعمل بسيئاتهم ( 39 ) =( هم فيها خالدون )، يقول ( 40 ) هم في الجنة ماكثون, دائمٌ فيها مكثهم، ( 41 ) لا يخرجون منها، ولا يُسلبون نعيمها. ( 42 )
الهوامش :( 37 ) انظر تفسير ( ( الصالحات )) فيما سلف من فهارس اللغة ( صلح ) .( 38 ) انظر تفسير ( ( التكليف )) و ( ( الوسع )) فيما سلف ص : 225 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .( 39 ) انظر تفسير ( ( أصحاب الجنة )) فيما سلف من فهارس اللغة ( صحب ) .( 40 ) في المطبوعة والمخطوطة : ( ( فيها خالدون )) ، بغير ( ( هم )) ، وأثبت نص التلاوة .( 41 ) انظر تفسير ( ( الخلود )) فيما سلف من فهارس اللغة ( خلد ) .( 42 ) في المطبوعة والمخطوطة : ( ( ولا يسلبون نعيمهم )) ، والسياق يقتضي ما أثبت .
تفسير آيات من القرآن الكريم
- تفسير: إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من
- تفسير: أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا
- تفسير: والذي يميتني ثم يحيين
- تفسير: إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم
- تفسير: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى
- تفسير: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي
- تفسير: وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
- تفسير: فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون
- تفسير: أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين
- تفسير: إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون
تحميل سورة الأعراف mp3 :
سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
عمار الملا علي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب