تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ..
﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾
[ سورة الحج: 54]
معنى و تفسير الآية 54 من سورة الحج : وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من .
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
تفسير السعدي : وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من
{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ } لأن الله منحهم من العلم، ما به يعرفون الحق من الباطل، والرشد من الغي، فيميزون بين الأمرين، الحق المستقر، الذي يحكمه الله، والباطل العارض الذي ينسخه الله، بما على كل منهما من الشواهد، وليعلموا أن الله حكيم، يقيض بعض أنواع الابتلاء، ليظهر بذلك كمائن النفوس الخيرة والشريرة، { فَيُؤْمِنُوا بِهِ } بسبب ذلك، ويزداد إيمانهم عند دفع المعارض والشبه.{ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ }- أي: تخشع وتخضع، وتسلم لحكمته، وهذا من هدايته إياهم، { وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِي الَّذِينَ آمَنُوا } بسبب إيمانهم { إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } علم بالحق، وعمل بمقتضاه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وهذا النوع من تثبيت الله لعبده.وهذه الآيات، فيها بيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم أسوة بإخوانه المرسلين، لما وقع منه عند قراءته صلى الله عليه وسلم: { والنجم } فلما بلغ { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى } ألقى الشيطان في قراءته: " تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى " فحصل بذلك للرسول حزن وللناس فتنة، كما ذكر الله، فأنزل الله هذه الآيات.
تفسير البغوي : مضمون الآية 54 من سورة الحج
وليعلم الذين أوتوا العلم ) التوحيد والقرآن . وقال السدي : التصديق بنسخ الله تعالى ، ( أنه ) يعني : أن الذي أحكم الله من آيات القرآن هو ( الحق من ربك فيؤمنوا به ) أي : يعتقدوا أنه من الله ، ( فتخبت له قلوبهم ) أي : فتسكن إليه قلوبهم ، ( وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ) أي : طريق قويم هو الإسلام .
التفسير الوسيط : وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من
ثم بين- سبحانه - حكمة أخرى لما فعله الشيطان من إلقاء الشبه والوساوس في القلوب فقال:وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ، فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ.والضمير في أَنَّهُ يعود إلى ما جاء به الرسل والأنبياء من عند ربهم.أى: وفعل ما فعل- سبحانه - أيضا، ليعلم العلماء من عباده، الذين حبب- سبحانه - إليهم الإيمان، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، أن ما جاء به الرسل والأنبياء هو الحق الثابت من ربك، فيزدادوا إيمانا به فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ أى: فتخضع وتسكن وتطمئن إليه نفوسهم.ووَ إِنَّ اللَّهَ-تبارك وتعالى- لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا به وصدقوا أنبياءه ورسله إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يوصلهم إلى السعادة في الدنيا والآخرة.هذا، وقد أبطل العلماء- قديما وحديثا- قصة الغرانيق، ومن العلماء القدماء الذين تصدوا لهذا الإبطال الإمام الفخر الرازي، فقد قال ما ملخصه: قصة الغرانيق باطلة عند أهل التحقيق، واستدلوا على بطلانها بالقرآن والسنة والمعقول.أما القرآن فمن وجوه منها قوله-تبارك وتعالى-: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ » وقوله- سبحانه -: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ، وقوله- عز وجل -: قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي، إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ.. .وأما السنة، فقد قال الإمام البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل وأيضا فقد روى البخاري في صحيحه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قرأ سورة «والنجم» وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن، وليس فيه حديث الغرانيق. وروى هذا الحديث من طرق كثيرة وليس فيها ألبتة حديث الغرانيق.وأما المعقول فمن وجوه منها: أن من جوز على الرسول صلّى الله عليه وسلّم تعظيم الأوثان فقد كفر، لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلّى الله عليه وسلّم كان نفى الأوثان.ومنها: أننا لو جوزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه.. فإنه لا فرق في العقل بين النقصان عن الوحى وبين الزيادة فيه.فبهذه الوجوه عرفنا على سبيل الإجمال أن هذه القصة موضوعة. أكثر ما في الباب أن جمعا من المفسرين ذكرها. لكنهم ما بلغوا حد التواتر. وخبر الواحد لا يعارض الدلائل النقلية والعقلية المتواترة .وقال بعض العلماء ما ملخصه: اعلم أن مسألة الغرانيق مع استحالتها شرعا، ودلالة القرآن على بطلانها، لم تثبت من طريق صالح للاحتجاج به، وصرح بعد ثبوتها خلق كثير من علماء الحديث كما هو الصواب.والحاصل: أن القرآن دل على بطلانها، ولم تثبت من جهة النقل، مع استحالة الإلقاء على لسانه صلّى الله عليه وسلّم شرعا ولو على سبيل السهو.والذي يظهر لنا أنه الصواب: هو أن ما يلقيه الشيطان في قراءة النبي: الشكوك والوساوس المانعة من تصديقها وقبولها، كإلقائه عليهم أنها سحر أو شعر أو أساطير الأولين..والدليل على هذا المعنى: أن الله-تبارك وتعالى- بين أن الحكمة في الإلقاء المذكور امتحان الخلق، لأنه قال: لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ... ثم قال: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ... فهذا يدل على أن الشيطان يلقى عليهم، أن الذي يقرؤه النبي ليس بحق، فيصدقه الأشقياء، ويكذبه المؤمنون الذين أوتوا العلم، ويعلمون أنه الحق لا الكذب، كما يزعم لهم الشيطان في إلقائه ... » .ثم بين- سبحانه - أن الكافرين سيستمرون على شكهم في القرآن حتى تأتيهم الساعة، وأنه-تبارك وتعالى- سيحكم بين الناس يوم القيامة، فيجازى الذين أساءوا بما عملوا. ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى. فقال- عز وجل -:
تفسير ابن كثير : شرح الآية 54 من سورة الحج
{ وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به } أي: وليعلم الذين أوتوا العلم النافع الذي يفرقون به بين الحق والباطل ، المؤمنون بالله ورسوله ، أن ما أوحيناه إليك هو الحق من ربك ، الذي أنزله بعلمه وحفظه وحرسه أن يختلط به غيره ، بل هو كتاب حكيم ، { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [ فصلت : 42 ] .
وقوله : { فيؤمنوا به } أي: يصدقوه وينقادوا له ، { فتخبت له قلوبهم } أي: تخضع وتذل ، { وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم } أي: في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فيرشدهم إلى الحق واتباعه ، ويوفقهم لمخالفة الباطل واجتنابه ، وفي الآخرة يهديهم [ إلى ] الصراط المستقيم ، الموصل إلى درجات الجنات ، ويزحزحهم عن العذاب الأليم والدركات .
تفسير الطبري : معنى الآية 54 من سورة الحج
يقول تعالى ذكره: وكي يعلم أهل العلم بالله أن الذي أنزله الله من آياته التي أحكمها لرسوله، ونسخ ما ألقى الشيطان فيه, أنه الحق من عند ربك يا محمد. يقول: فيصدّقوا به.يقول: فتخضع للقرآن قلوبهم, وتذعن بالتصديق به والإقرار بما فيه.وإن الله لمرشد الذين آمنوا بالله ورسوله إلى الحقّ القاصد والحقِّ الواضح, بنسخ ما ألقى الشيطان في أمنية رسوله, فلا يضرّهم كيد الشيطان، وإلقاؤه الباطل على لسان نبيهم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك:- حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج: ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) قال: يعني القرآن.
تفسير آيات من القرآن الكريم
- تفسير: وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم
- تفسير: وإنها لبسبيل مقيم
- تفسير: ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف
- تفسير: أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين
- تفسير: وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه
- تفسير: ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم
- تفسير: وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا
- تفسير: قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا
- تفسير: وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد
- تفسير: مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد
تحميل سورة الحج mp3 :
سورة الحج mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الحج
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب